-Cheetah-
28-01-2006, 09:58 PM
النكات.. أول هجوم على "حكومة حماس"
ما إن انتهت انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني بفوز كبير لحركة "حماس" وتقهقر حركة "فتح" حتى انتشرت بقوة في الشارع الفلسطيني موجة من النكات السياسية يتداولها الفلسطينيون عبر هواتفهم الجوالة، تسخر من توجهات الحركة وتلمح إلى عزمها التضييق على حياة المواطنين.
ورأى محللون سياسيون أن تلك النكات قد تكون صادرة عن عمد بهدف تخويف المواطنين من تداعيات فوز حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي وانتقالها لأول مرة من مقاعد المعارضة إلى كرسي السلطة، معتبرين ترديد العامة لها من باب التسلية والتندر فقط.
وعن ردة فعل حركة حماس على هذه النكات، يقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": إن كوادر حماس ومناصريها يتقبلون هذه النكات بصدر برحب، وبالابتسامات العريضة، بالرغم من أن مضمونها لا يستقيم مع الحقيقة، بل إنهم باتوا من المرددين لها، معتبرين إياها نوعا من المزاح الذي يكون متجاوزا أحيانا، وتنفيسا من خصومهم السياسيين.
عدنان عصفور عضو القيادة السياسية لحماس قال لـ"إسلام أون لاين.نت" وهو يضحك: "نحن في حماس لا نغضب إطلاقا مما نسمعه من نكات، بل على العكس ما سمعته حتى الآن من طرائف يجعلني أضحك رغم انشغالي الشديد".
"طلع البدر علينا"
وتقدم معظم هذه النكات تصورات لما سيقوم به "وزراء وحكومة حماس" المرتقبة. وتقول إحداها: إن مجلس وزراء حماس اتخذ في اجتماعه الأول عدة قرارات، منها تغيير السلام الوطني الفلسطيني من "بلادي بلادي" إلى "طلع البدر علينا"، وتغيير اسم جهاز المخابرات إلى "جهاز العسس"، والأمن الوطني إلى "الجندرمة"، والمحافظ إلى قائم مقام، ووزارة المالية إلى "بيت المال".
كما قرر المجلس كذلك منع سماع الفيديو كليب، وأن كل من يستمع لنانسي عجرم سيجلد 20 جلدة، بينما سينال 50 جلدة من يستمع إلى هيفاء وهبي!.
وتقول نكتة أخرى: إن وزير المواصلات الحمساوي أصدر فور تسلمه قرارين: الأول بدهن جميع سيارات الأجرة باللون الأخضر (شعار حماس)، بدلا من اللون الأصفر الحالي. والثاني بأن يكتب كل سائق على جانب سيارته عبارة "لا إله إلا الله".
كما قرر بحسب نكتة أخرى إجراء تعديل على قانون السير نص على أن "مخالفة الوقوف الخاطئ ركعتين سنّة، ومخالفة قطع إشارة حمراء صيام ثلاثة أيام".
وفي الضفة الغربية انتشرت نكتة تقول لنواب حماس: "لا تخلعوا أحذيتكم وأنتم تهمون بالدخول.. إنه مجلس تشريعي".
وقالت نكتة أخرى: إن حماس اتخذت قرارا لأعضاء الأجهزة الأمنية بارتداء جلاليب بدلا من الزي العسكري وبحمل السيوف بدل السلاح، على أن يكون المعاش (الراتب الشهري) كيلو من التمر".
خبر عاجل
وفي المقابل، يتداول الشارع الفلسطيني نكات أخرى تشير إلى المأزق الذي وقعت فيه حركة فتح بعد الانتخابات، ومنها نكتة على شكل خبر عاجل جاء فيه: "فتح في حالة خطيرة لكنها مستقرة".
وتروي إحدى النكات أن فتح أرسلت رسائل على أجهزة الهاتف المحمول قبيل الانتخابات تقول للناخب: من شان الله، من شان النبي، من شان محمد، من شان عيسى، من شان الشهداء، من شان أبوك، من شان أمك.. انتخبوني وإلا فقدتموني.. التوقيع حركة فتح".
ويعتبر الدكتور ماهر أبو زنط رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية بنابلس ما يتناقله المواطنون الفلسطينيون من نكات بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات التشريعية وفوز حركة حماس نوعا من ردة الفعل الطبيعية.
ويشير أبو زنط إلى أن "المواطن الفلسطيني اعتاد أن يعبر عن مواقفه السياسية والاجتماعية بالنكتة التي تكون قاسية أحيانا للجهة الحاكمة وهي اليوم حماس، إلا أنه لا مجال لها -السلطة الحاكمة- إلا أن تتقبل الأمر بسعة صدر وترحاب".
لكن أبو زنط استدرك قائلا: "لا ضير في إطلاق مثل هذه النكات الخفيفة وهو أمر إيجابي، لكن عندما تصل إلى التجريح بالآخرين أو المساس بالدين والعقيدة تصبح غير مرغوب بها وتجلب آثارا سلبية على المجتمع ككل".
لا إقحام للدين
وبشكل حاسم، يرفض الشيخ علام النعنع نائب مدير دار الفتوى في نابلس ما يتناقله المواطنون من نوادر ونكات تتعرض للدين الإسلامي، محذرا من الوقوع في الحرام وعذاب النار، مستشهدا بالحديث النبوي ".. وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".
ويضيف أن "تتحدث تلك النكات والطرائف عن الفصائل والشخصيات، ويقبل أصحابها، فهم أحرار وإن كان هذا من باب الغيبة والنميمة.. لكن أن تصل إلى درجة الاستهزاء على الدين فهذا غير جائز إطلاقا ويدخل في باب الحرمة الشرعية.. فالدين حق الله وليس حكرا على جهة معينة".
ويرى مؤمن بسيسو الكاتب والمحلل السياسي من غزة أن هذه النكات السياسية "تهدف أساسا إلى تشويه الصورة الحقيقية لحركة حماس، خاصة أن مضمونها بعيد كل البعد عن البيئة والواقع الفلسطيني المعروف بتسامحه الديني والثقافي وابتعاده الكامل عن أي معنى من التشدد والتزمت". ويضيف: "عامة الناس ترددها من باب التندر والتسلية ليس أكثر".
http://islamonline.org/images/Arabic/Templates/slogo.gif (http://islamonline.org/Arabic/news/2006-01/28/article09.shtml)
ما إن انتهت انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني بفوز كبير لحركة "حماس" وتقهقر حركة "فتح" حتى انتشرت بقوة في الشارع الفلسطيني موجة من النكات السياسية يتداولها الفلسطينيون عبر هواتفهم الجوالة، تسخر من توجهات الحركة وتلمح إلى عزمها التضييق على حياة المواطنين.
ورأى محللون سياسيون أن تلك النكات قد تكون صادرة عن عمد بهدف تخويف المواطنين من تداعيات فوز حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي وانتقالها لأول مرة من مقاعد المعارضة إلى كرسي السلطة، معتبرين ترديد العامة لها من باب التسلية والتندر فقط.
وعن ردة فعل حركة حماس على هذه النكات، يقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": إن كوادر حماس ومناصريها يتقبلون هذه النكات بصدر برحب، وبالابتسامات العريضة، بالرغم من أن مضمونها لا يستقيم مع الحقيقة، بل إنهم باتوا من المرددين لها، معتبرين إياها نوعا من المزاح الذي يكون متجاوزا أحيانا، وتنفيسا من خصومهم السياسيين.
عدنان عصفور عضو القيادة السياسية لحماس قال لـ"إسلام أون لاين.نت" وهو يضحك: "نحن في حماس لا نغضب إطلاقا مما نسمعه من نكات، بل على العكس ما سمعته حتى الآن من طرائف يجعلني أضحك رغم انشغالي الشديد".
"طلع البدر علينا"
وتقدم معظم هذه النكات تصورات لما سيقوم به "وزراء وحكومة حماس" المرتقبة. وتقول إحداها: إن مجلس وزراء حماس اتخذ في اجتماعه الأول عدة قرارات، منها تغيير السلام الوطني الفلسطيني من "بلادي بلادي" إلى "طلع البدر علينا"، وتغيير اسم جهاز المخابرات إلى "جهاز العسس"، والأمن الوطني إلى "الجندرمة"، والمحافظ إلى قائم مقام، ووزارة المالية إلى "بيت المال".
كما قرر المجلس كذلك منع سماع الفيديو كليب، وأن كل من يستمع لنانسي عجرم سيجلد 20 جلدة، بينما سينال 50 جلدة من يستمع إلى هيفاء وهبي!.
وتقول نكتة أخرى: إن وزير المواصلات الحمساوي أصدر فور تسلمه قرارين: الأول بدهن جميع سيارات الأجرة باللون الأخضر (شعار حماس)، بدلا من اللون الأصفر الحالي. والثاني بأن يكتب كل سائق على جانب سيارته عبارة "لا إله إلا الله".
كما قرر بحسب نكتة أخرى إجراء تعديل على قانون السير نص على أن "مخالفة الوقوف الخاطئ ركعتين سنّة، ومخالفة قطع إشارة حمراء صيام ثلاثة أيام".
وفي الضفة الغربية انتشرت نكتة تقول لنواب حماس: "لا تخلعوا أحذيتكم وأنتم تهمون بالدخول.. إنه مجلس تشريعي".
وقالت نكتة أخرى: إن حماس اتخذت قرارا لأعضاء الأجهزة الأمنية بارتداء جلاليب بدلا من الزي العسكري وبحمل السيوف بدل السلاح، على أن يكون المعاش (الراتب الشهري) كيلو من التمر".
خبر عاجل
وفي المقابل، يتداول الشارع الفلسطيني نكات أخرى تشير إلى المأزق الذي وقعت فيه حركة فتح بعد الانتخابات، ومنها نكتة على شكل خبر عاجل جاء فيه: "فتح في حالة خطيرة لكنها مستقرة".
وتروي إحدى النكات أن فتح أرسلت رسائل على أجهزة الهاتف المحمول قبيل الانتخابات تقول للناخب: من شان الله، من شان النبي، من شان محمد، من شان عيسى، من شان الشهداء، من شان أبوك، من شان أمك.. انتخبوني وإلا فقدتموني.. التوقيع حركة فتح".
ويعتبر الدكتور ماهر أبو زنط رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية بنابلس ما يتناقله المواطنون الفلسطينيون من نكات بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات التشريعية وفوز حركة حماس نوعا من ردة الفعل الطبيعية.
ويشير أبو زنط إلى أن "المواطن الفلسطيني اعتاد أن يعبر عن مواقفه السياسية والاجتماعية بالنكتة التي تكون قاسية أحيانا للجهة الحاكمة وهي اليوم حماس، إلا أنه لا مجال لها -السلطة الحاكمة- إلا أن تتقبل الأمر بسعة صدر وترحاب".
لكن أبو زنط استدرك قائلا: "لا ضير في إطلاق مثل هذه النكات الخفيفة وهو أمر إيجابي، لكن عندما تصل إلى التجريح بالآخرين أو المساس بالدين والعقيدة تصبح غير مرغوب بها وتجلب آثارا سلبية على المجتمع ككل".
لا إقحام للدين
وبشكل حاسم، يرفض الشيخ علام النعنع نائب مدير دار الفتوى في نابلس ما يتناقله المواطنون من نوادر ونكات تتعرض للدين الإسلامي، محذرا من الوقوع في الحرام وعذاب النار، مستشهدا بالحديث النبوي ".. وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".
ويضيف أن "تتحدث تلك النكات والطرائف عن الفصائل والشخصيات، ويقبل أصحابها، فهم أحرار وإن كان هذا من باب الغيبة والنميمة.. لكن أن تصل إلى درجة الاستهزاء على الدين فهذا غير جائز إطلاقا ويدخل في باب الحرمة الشرعية.. فالدين حق الله وليس حكرا على جهة معينة".
ويرى مؤمن بسيسو الكاتب والمحلل السياسي من غزة أن هذه النكات السياسية "تهدف أساسا إلى تشويه الصورة الحقيقية لحركة حماس، خاصة أن مضمونها بعيد كل البعد عن البيئة والواقع الفلسطيني المعروف بتسامحه الديني والثقافي وابتعاده الكامل عن أي معنى من التشدد والتزمت". ويضيف: "عامة الناس ترددها من باب التندر والتسلية ليس أكثر".
http://islamonline.org/images/Arabic/Templates/slogo.gif (http://islamonline.org/Arabic/news/2006-01/28/article09.shtml)