المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تهاني.. وتعازي.... عبر رسائل الجوال



Dark Gamer
30-01-2006, 01:37 PM
أصبحت الرسائل القصيرة عبر الموبايل خطراً يهدد علاقاتنا الاجتماعية وروابطنا الانسانية، فالتهاني والتعازي أصبحت تتداول عن طريق تلك الرسائل، فقضت علي الزيارات واللقاءات الأسرية والتواصل الاجتماعي بين الناس.

لقد أخذت روابطنا وعلاقاتنا فيما بيننا شكلاً اليكترونياً، فصرنا نهنيء ونواسي ونتشارك في المناسبات المختلفة من خلال بضع كلمات علي شاشة الموبايل، فلا وقت للزيارات والروتين الاجتماعي، فالرسائل القصيرة في مفهوم العصر الحديث« توفر الوقت والجهد.

مجموعة من الكلمات أصبحت هي الرابط الوحيد بيننا وبين ذوينا وأصدقائنا ومن نحب، لقد تشبثنا بالتكنولوجيا والتطور، وانبهرنا بهما الي درجة قتل الروابط والصلات الحميمية بين الناس، فماذا سيكون الحال في السنوات القادمة، وإلي أين ستصل بنا التطورات الحديثة التي صنعت بيننا وبين من حولنا فجوة كبيرة فأصبحنا نعيش فراغاً اجتماعياً ووجدانياً قد لا نستشعره في نفس اللحظة، لكن حينما نلجأ الي انفسنا سنكتشف ان كل ما حولنا تسيره التكنولوجيا، حتي المحبة والتواصل بين الناس أصبحا أسيرين لأزرار هاتف محمول.


متغيرات

فهد السويلم موظف بإحدي شركات المقاولات يقول: رسائل الموبايل القصيرة تتناسب تماماً مع السرعة التي طرأت علي حياتنا في العصر الحديث، فلا وقت لدينا للزيارات، وأنا أتفق في أن هذه المسألة قد أثرت بشكل سلبي كبير علي طبيعة علاقات الناس وتواصلهم، فأصبح هناك نوع من التباعد، وصارت الرسائل القصيرة هي الوسيلة الأسرع والأسهل للتواصل مع الآخرين حتي إن مضي وقت طويل دون أن نراهم، الرسالة القصيرة اليوم حلت محل الزيارة التي قد تأخذ منا وقتاً طويلاً في زحام الشارع وفي السلامات والتحيات.

ويضيف فهد: إن الزمن يتطور، حتي علاقات الناس أصبحت تتأثر بالمتغيرات وتأخذ طابعاً حديثاً، ومن يدري ماذا سيحدث للروابط الاجتماعية في الأعوام القادمة، فكل يوم أصبحنا في تباعد أكثر من اليوم الذي سبقه.


رهينة

وتقول ندي المسلماني: بالفعل طغت التكنولوجيا علي حياتنا بشكل كبير حتي أصبحت علاقاتنا مع الآخرين من الأهل والأصدقاء رهينة لهذه التكنولوجيا، فقد أرسل رسالة قصيرة الي صديقتي وأظل رهينة الموبايل الذي قد يخطيء أو يحدث به خلل فلا تصل الرسالة، نعم قبل اختراع الرسائل القصيرة كنا أكثر تواصلاً وترابطاً فيما بيننا، وعلي أقل تقدير إن صعبت علينا الزيارات فكانت الاتصالات الهاتفية بديلاً لها، اما اليوم فقد أصبحنا نتحاور بالرسائل أكثر من الزيارات أو حتي المكالمات الهاتفية التي قد يكون بها نوع من التواصل أكبر من إرسال مجرد رسالة لا نستطيع حتي أن نسمع صوت صاحبها، ولكن من الصعب أن نغير ما حدث، فنحن نشعر بالتباعد ولكن التكنولوجيا تغلبنا ولا تمنحنا فرصة لمجرد أن نفكر في وسائل أخري تجعلنا أكثر قرباً فيما بيننا، وقد تألمت كثيراً لموقف حدث لي العام الماضي، حيث كانت خطبتي ودعيت الي الحفل الصديقات المقربات فقط، ولم أكن أتوقع أن إحداهن لن تأتي، وخلال الحفل لم أرها قط، وبعد عودتي الي المنزل فوجئت برسالة قصيرة منها تعتذر عن عدم الحضور وتبارك لي!.


حالات

في المقابل يؤيد الإعلامي حمد العدساني مسألة التواصل بين الناس من خلال المسجات« مبرراً ذلك بالقول: الناس كلها منشغلة في العمل، وأصبح لا مجال لزيارات ومجاملات اجتماعية مثلما كان في السابق، لكن من ناحية أخري هناك حالات لا يصح بها استخدام الرسائل القصيرة مثل حالات الوفاة مثلاً، فكيف يمكن أن تكون التعازي من خلال رسالة موبايل، فإن أهل المتوفي يكونون مصابين بالألم والحزن ولا وقت لديهم للإطلاع علي الرسائل القصيرة التي تصلهم، ثم إن في مجتمعنا من العيب جداً ألا يذهب الرجل ليقدم العزاء، وقد يكون استخدام المسجات« مقبولاً من أجل التواصل مع الناس في أيام العيد مثلاً، فليس من المطلوب أن نزور جميع الأشخاص الذين نعرفهم، فمن أين نأتي بالوقت لذلك، ثم ان كل الناس منشغلون حتي في فترة الأعياد لذلك فإن الرسائل القصيرة هي أسهل طريقة للتواصل مع أكبر عدد من الناس في مثل تلك المناسبات.


حقيقة

أما ثائر رمّاحي فقد جاء رأيه يحمل مصداقية كبيرة ومصارحة أكثر مع النفس البشرية: من المستحيل أن يلغي الموبايل أو الرسائل القصيرة العلاقات بين الناس وبعضها، فنحن نظل بحاجة الي من حولنا مهما أخذتنا انشغالات الحياة، ثم لماذا نقول إن التكنولوجيا هي السبب في التباعد الإنساني فيما بيننا؟! لماذا نعلق أخطاءنا دائما علي التكنولوجيا والتطور الحاصل اليوم؟!.

الحقيقة الأكيدة هي ان الناس هي التي تغيرت وليست التكنولوجيا هي التي غيرتنا، فإن التقدم العلمي والالكتروني خدمنا كثيراً في مجالات عديدة، ولكننا للأسف نتعامل مع هذا التقدم الكبير بشكل سييء وسلبي يضرنا أكثر مما ينفعنا، لكن بالنهاية نظل بشراً في حاجة الي من يسمعنا ونسمعه، ولا أعتقد أن هناك شخصاً يحب أن يعيش بمفرده معزولاً عن الناس داخل غرفة مغلقة!.


علي الرف

إيناس الراوي تُعقب علي هذا الأمر قائلة: لقد انتشرت رسائل المحمول بشكل غير عادي، فطالما أجلس في عملي لا تكف نغمات الرسائل المختلفة عن الرنين الي حد الإزعاج، إنه فيروس عجيب انتشر بيننا وفي ازدياد مستمر، أما عن علاقاتنا الاجتماعية بالآخرين فحدث ولا حرج، لم تكن التكنولوجيا وحدها من أسباب القضاء علي هذه العلاقات الجميلة الدافئة التي تفتقدها قلوبنا، بل مشاغل العمل وضغوط الحياة وهموم المنزل والأسرة ورعايتهم، كل ذلك جعلنا ننسي الآخرين، ثم جاءت التكنولوجيا لتكتمل الطامة الكبري، كل علاقاتنا بالناس الآن أصبحت تنحصر في رسالة قصيرة ترسل يوم العيد، وبقية أيام السنة نضع تواصلنا الاجتماعي علي الرف! لأنه لا وقت لدينا للتزاور للأسف!!.



منقول من المصدر (http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=117313&version=1&template_id=131&parent_id=19)