Moon Tears
31-01-2006, 10:36 PM
أمنحُ أحاسيسك هذه الكلمات المتواضعة بشكل مبعثر, الى ان يكتمل النص وتستقر دموعي بين كفيك لتروي رواية, تحملك الى زمن الذكريات الجميلة عندما تجف دموع القمر.
][][§¤°^°¤§][][دمــــــوع القمــــــــــــر][][§¤°^°¤§][][
الدمعة الاولى
كنت ارتب حقائبي , أحاول جاهدة ألا انظر حولي, فقد كان الألم يدفعني إلى إن اركض نحوه في الغرفة
الأخرى حيث كان يدخن سجائره بهدوء و بصمت دون أن أعلم ما كان يخلد في ذهنه من أفكار.
أتراه يتألم مثلي أم انه يحسب حساباته الخاصة ويحصد مجمع الخسائر والإرباح النفسية والذهنية من جراء
رحيلي.
أدخلت آخر قطعة من قمصاني التي كانت مفضلة عنده يوما ما, ووزعت أدوات التجميل في فراغات
الحقيبة الكبيرة. لم اعد أبالي بهذه الأشياء. أكون جميلة لمن؟
كنت جاثية أحاول إغلاق الحقيبة عندما مر من أمامي دون التفات ودخل الحمام وصفق الباب خلفه.
كنت اسمع سعاله وصوت الماء ومن ثم خرج ودخل غرفة الجلوس من جديد بوجوم.
أردت إن ارميه بأي شي يصل إلى يدي. كاد بروده يقتلني ويفقدني آخر خيط من الهدوء المزيف الذي كنت
أخبئ تحته بركانا من القهر والحزن والجراح المستبدة. واندفعت إلى الحمام افرغ ما في جوفي وما في
عيني من دموع.
جلست على الأرض وكانت الذكريات تتدفق وتهاجم رأسي. طعم الوجع كان اكبر من إن أتمكن من التقاط
أنفاسي. كانت الساعة تقرب من الثانية عشرة ظهرا لم تكن باقية على رحلتي غير5 ساعات. دفعت بجسدي
إلى الحائط مستندة بيدي خلفي لأقوم, لكن السواد الذي ملأ راسي غطى على عيني وأحسست بان الحائط
والمرآة الكبيرة والكرة الأرضية كلها تدور بي بسرعة جنونية …
عندما فتحت عيني وجدت رأسي بالقرب من الباب كنت أحس بألم كبير في رجلي وجسمي ووجدت أن
الساعة تعدت الثانية عشرة بساعة ونصف. لكني لم أتذكر شيئا غير الدوار الذي جعلني افرغ جوفي الفارغ
من لا شيء غير الماء مجددا.
تمالكت نفسي وقرأت بصمت بعض الأدعية طالبة من ربي منحي القوة ووقفت على قدمي وغسلت وجهي.
وعندما خرجت وجدته في نفس المكان الذي تركته منذ الأزل, ممددا على المقعد الأحمر الطويل و شاشة
التلفاز تعرض إحدى البرامج السخيفة!
غاص قلبي المكسور, لا أستطيع البقاء برفقة هذا الجبل الجليدي كما لا أستطيع ترك الطفل البريء المختبئ
في مكان ما لم ينضج فيه.
بسرعة عجيبة أخرجت أدوات صنع الكعكة وشغلت الفرن وخفقت البيضات الثلاث مع المكونات الأخرى
لصنع الكعكة باستعجال لأعد له من الزمن المتبقي على بداية المنفى , كعكة الشوكولا التي يحبها. حتى وأنا
راحلة وأنا حزينة وأنا محطمة كنت احمل تجاهه هذا الشعور الدفين الذي لا اعرف له اسما. كما انه ليس
حبا بل شيء أكبر منه. الحب من صنعنا نحن البشر. نحن من اخترعناه. لكن هذا المجهول الذي أشعر به هو
نوع آخر من الأحاسيس. أظنه قد خلق معي منذ ولادتي وعند صرختي الأولى وبقي معي وأنا العب مع اطفال
الحضانة و صبيان الجيران و أنا أتعامل مع أول مراهق قال احبك وأول رجل قبل يدي هامسا أعشقك.
كان هو مختبئا في مكان ما من هذا الكون. كنت أنتظره, حتى عندما كنت أتلقى نظرات المعجبين بغنج ودلال.
وكنت أبحث عنه بين باقات الورد التي كانت تصلني وكنت أستكشفه بين مصافحة الرجال. لكنه لم يأت يوما
وعندما أتى.. أتاني قرصانا, لصا, سرابا. أتاني قصيدة مختبئة وكلمات مبهمة ومزيفة في رسائل غارقة في
الوحل.!
لكنه وقع مثلي في فخ هذا الإحساس المجهول وهذا المجهول الذي كان يسيطر علي, أصبح يلف خيوطه
حول قلبه ويشده ويشده و يشده.., كنحلة تشدها رائحة زهور جبلية ولكنه كان نحلة كسولة لا يحب العمل و
لا يحب الاستقرار ولا يتقن لغة الأزهار و يجهل صنفها الممتاز. و هكذا تبعثرت خطواته خلف أسلاك الهاتف
يوما ما عند أواخر أحد الأيام الصيفية معلنا نهاية مشواره معي ليتلقط برعما رخيصا لم تتفتح أزهاره بعد.
وهكذا كان. قاسيا و كسولا و بخيلا في عطائه , بينما كنت أتخبط باحثة عن امن وفرحة كان قد سرقهما
مني .
ومرت الأيام لكن وحدته وضعته على خريطة أيامي المليئة بالدمار..
كان يبحث عن الأمان, تائه وغارق بين كومة من الضغوطات النفسية وكان متخبطا يحاول نفد اخطائة!
وكعادته وجدني افتح له ذراعاي. وجدني امنح له أجمل ابتساماتي التي كانت قد تجمدت مع صقيع نيويورك
وصقيع قلبي.
وضع رأسه على قلبي وبكى دون دموع و بكيت أنا دون إن يرى دموعي وبدأنا رحلتنا معا وهذا المجهول
يدفعني نحوه ويقربني نحو الهاوية.
كنت اعلم انه سبب هلاكي. لكني كنت أريده وتعذيبي كان جزء من الصفقة الخاسرة.
وهكذا كنا معا , يبيع ويشتري فرحتي و يتاجر بأحاسيسي بقسوة.
يتبع :ciao:
ملاحظة :
الحقوق محفوظة, يرجى عدم النسخ بدون اخذ الموافقة
][][§¤°^°¤§][][دمــــــوع القمــــــــــــر][][§¤°^°¤§][][
الدمعة الاولى
كنت ارتب حقائبي , أحاول جاهدة ألا انظر حولي, فقد كان الألم يدفعني إلى إن اركض نحوه في الغرفة
الأخرى حيث كان يدخن سجائره بهدوء و بصمت دون أن أعلم ما كان يخلد في ذهنه من أفكار.
أتراه يتألم مثلي أم انه يحسب حساباته الخاصة ويحصد مجمع الخسائر والإرباح النفسية والذهنية من جراء
رحيلي.
أدخلت آخر قطعة من قمصاني التي كانت مفضلة عنده يوما ما, ووزعت أدوات التجميل في فراغات
الحقيبة الكبيرة. لم اعد أبالي بهذه الأشياء. أكون جميلة لمن؟
كنت جاثية أحاول إغلاق الحقيبة عندما مر من أمامي دون التفات ودخل الحمام وصفق الباب خلفه.
كنت اسمع سعاله وصوت الماء ومن ثم خرج ودخل غرفة الجلوس من جديد بوجوم.
أردت إن ارميه بأي شي يصل إلى يدي. كاد بروده يقتلني ويفقدني آخر خيط من الهدوء المزيف الذي كنت
أخبئ تحته بركانا من القهر والحزن والجراح المستبدة. واندفعت إلى الحمام افرغ ما في جوفي وما في
عيني من دموع.
جلست على الأرض وكانت الذكريات تتدفق وتهاجم رأسي. طعم الوجع كان اكبر من إن أتمكن من التقاط
أنفاسي. كانت الساعة تقرب من الثانية عشرة ظهرا لم تكن باقية على رحلتي غير5 ساعات. دفعت بجسدي
إلى الحائط مستندة بيدي خلفي لأقوم, لكن السواد الذي ملأ راسي غطى على عيني وأحسست بان الحائط
والمرآة الكبيرة والكرة الأرضية كلها تدور بي بسرعة جنونية …
عندما فتحت عيني وجدت رأسي بالقرب من الباب كنت أحس بألم كبير في رجلي وجسمي ووجدت أن
الساعة تعدت الثانية عشرة بساعة ونصف. لكني لم أتذكر شيئا غير الدوار الذي جعلني افرغ جوفي الفارغ
من لا شيء غير الماء مجددا.
تمالكت نفسي وقرأت بصمت بعض الأدعية طالبة من ربي منحي القوة ووقفت على قدمي وغسلت وجهي.
وعندما خرجت وجدته في نفس المكان الذي تركته منذ الأزل, ممددا على المقعد الأحمر الطويل و شاشة
التلفاز تعرض إحدى البرامج السخيفة!
غاص قلبي المكسور, لا أستطيع البقاء برفقة هذا الجبل الجليدي كما لا أستطيع ترك الطفل البريء المختبئ
في مكان ما لم ينضج فيه.
بسرعة عجيبة أخرجت أدوات صنع الكعكة وشغلت الفرن وخفقت البيضات الثلاث مع المكونات الأخرى
لصنع الكعكة باستعجال لأعد له من الزمن المتبقي على بداية المنفى , كعكة الشوكولا التي يحبها. حتى وأنا
راحلة وأنا حزينة وأنا محطمة كنت احمل تجاهه هذا الشعور الدفين الذي لا اعرف له اسما. كما انه ليس
حبا بل شيء أكبر منه. الحب من صنعنا نحن البشر. نحن من اخترعناه. لكن هذا المجهول الذي أشعر به هو
نوع آخر من الأحاسيس. أظنه قد خلق معي منذ ولادتي وعند صرختي الأولى وبقي معي وأنا العب مع اطفال
الحضانة و صبيان الجيران و أنا أتعامل مع أول مراهق قال احبك وأول رجل قبل يدي هامسا أعشقك.
كان هو مختبئا في مكان ما من هذا الكون. كنت أنتظره, حتى عندما كنت أتلقى نظرات المعجبين بغنج ودلال.
وكنت أبحث عنه بين باقات الورد التي كانت تصلني وكنت أستكشفه بين مصافحة الرجال. لكنه لم يأت يوما
وعندما أتى.. أتاني قرصانا, لصا, سرابا. أتاني قصيدة مختبئة وكلمات مبهمة ومزيفة في رسائل غارقة في
الوحل.!
لكنه وقع مثلي في فخ هذا الإحساس المجهول وهذا المجهول الذي كان يسيطر علي, أصبح يلف خيوطه
حول قلبه ويشده ويشده و يشده.., كنحلة تشدها رائحة زهور جبلية ولكنه كان نحلة كسولة لا يحب العمل و
لا يحب الاستقرار ولا يتقن لغة الأزهار و يجهل صنفها الممتاز. و هكذا تبعثرت خطواته خلف أسلاك الهاتف
يوما ما عند أواخر أحد الأيام الصيفية معلنا نهاية مشواره معي ليتلقط برعما رخيصا لم تتفتح أزهاره بعد.
وهكذا كان. قاسيا و كسولا و بخيلا في عطائه , بينما كنت أتخبط باحثة عن امن وفرحة كان قد سرقهما
مني .
ومرت الأيام لكن وحدته وضعته على خريطة أيامي المليئة بالدمار..
كان يبحث عن الأمان, تائه وغارق بين كومة من الضغوطات النفسية وكان متخبطا يحاول نفد اخطائة!
وكعادته وجدني افتح له ذراعاي. وجدني امنح له أجمل ابتساماتي التي كانت قد تجمدت مع صقيع نيويورك
وصقيع قلبي.
وضع رأسه على قلبي وبكى دون دموع و بكيت أنا دون إن يرى دموعي وبدأنا رحلتنا معا وهذا المجهول
يدفعني نحوه ويقربني نحو الهاوية.
كنت اعلم انه سبب هلاكي. لكني كنت أريده وتعذيبي كان جزء من الصفقة الخاسرة.
وهكذا كنا معا , يبيع ويشتري فرحتي و يتاجر بأحاسيسي بقسوة.
يتبع :ciao:
ملاحظة :
الحقوق محفوظة, يرجى عدم النسخ بدون اخذ الموافقة