جِهَاد و كَفَى
03-02-2006, 09:07 PM
إهداء
لنا كلنا .. لكل ذرة في كينونتنا ..
لكي لا ننسى :)
..::غرناطة .. و ما أدراك::..
للحبرِ الذي يتراقصُ الآن قصة ..
في محبرةِ الأمير أبو عبدالله محمد بن نصر كان يوماً رقصه ..
هناك في قصرِ الحمراء ..
أيامُ توالت صفعات فرديناند العظيم لممالكٍ من ظل ..
" الجند ُ ألف ألف أو يزيدون
و المدينةُ ملتفة بسورٍ من حديدٍ أو ربما من فولاذ - ذاكرة جدي طاولها الزمن -
و كانت رايتنا كفناً كما أرديتنا
لكن فرديناند الماكر و صاحبته إيزبيلا المشعوذة ..
نادوا السحرة كما نادى فرعون سحرته ..
و استجمع السحرة كيدهم و سلطوا أرواح الشر على المدينة ..
و كذا كان السقوط
فلا كان فينا موسى و لا هارون و فيهم كان فرعون و هامان .. "
كذا حكى لي جدي المنهزم في غرناطة ..
و في يد جدي كان يتلألأ الحبر الذي سرقه من قصرِ الحمراء قبل نفيه ..
كذب جدي و كنتُ أعلم ..
فجدي باع المدينة مع أميره منذ دهرٍ قديم مقابل حفنة سبائكٍ ذهبية ..
لكن المداد أصدقني الكلم ..
فكانت هذه رقصته على مملكةِ الظلِ - غرناطة -
" أتهادى نزفاً ..
فلعلي من رحمِ الدمِ الجاري في شريانِ العشقِ - عشق المملكة الرقراقة في سماء الجزيرة - أولد ..
لا يمهلني شَّـذر الماءِ القاتل فيخنقُ في جنبيّ الحلمَ ..
فأترنحُ إياباً للكعبةِ مخموراً بكأسِ الخيانةِ المُعتَّــقة ..
و أطلبُ منها مزيداً ..
و أغرقُ بعدها حيناً في تجلياتي ..
فأنصتُ لموسيقى .. يجمعني بها نسبٌ طويل ..
زرياب يعزفها على أسوارِ قرطبة ..
و متى اقترب من ذاك الوتر .. تسكنني نيراناً ترتجفُ و تتلو على مسامعي سؤالاً : غدرٌ .. ماذا يعني ؟؟!
أصرخُ بإيقاعٍ بشري : ما الجواب ؟؟!
و الآن الصمتُ يحلقُ في القاعةِ ..
ما من جوابٍ يأتيني ..
و أرى ابن زيدون يشكو حباً و حبيباً هناك في الزَّهراء
"إني ذكرتك بالزهراء مشتاقــا × والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصاـئلــه × كأنه رقّ لـي فاعـتلــت اشفاقـــــــا "
من خانكِ يا زهراء ؟؟!
من خان أنقاضكِ ؟؟!
من منّا مات على الأسوار ؟؟!
ولادة يا سيدي منفية ..
في أرضٍ قصية ..
و على المدى .. لا شيء إلا الليل الأسباني الطويل ..
لا تسأل عن حبٍ موعود .. بل عن وجه مستور ..
وتر زرياب مقطوع .. و نظمك مخنوق ..
في الليل الأسباني الطويل
في الليل الأسباني الطويل
تتكررُ الطعنات فأفيقُ و أجدُ نفسي هناك ..
هناك في المملكةِ ..
في غرناطة ..
فأطوفُ في أزقتها .. أتنسمُ عبيرٌ غرناطيُّ أصيل ..
و أدورُ لألقى القصرَ .. قصر الحمراء ..
فأديرُ وجهي واجماً ..
فالقصرُ ما عاد قصري ..
بل صار أسباني الطلعة ..
فأوجه وجهي لتلكَ الروابي البعيدة في المدى ..
فأرى أبو عبدالله محمد بن نصر أو بن خُسر ..
و امرأة بجانبه يتوجُ الصقرُ العربي ضفائرها ..
تبكي غربتها ..
أنصتُ إليها تقول " إبكِ مثل النساء مُلكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال "
و صوت في فمي أو فمها يصرخُ : من منّـا خان ؟؟!
- من منّـا باع حبه ؟؟!
- من منّـا ينزفُ في المنفى دمه ؟؟!
- من منّـا يمضي كي يبحثُ عن شيء ضاع ؟؟!
- عن شيء راح ..
غرناطة .. يا وجه محبوبي و همسه و صمته
غرناطة .. يا عذابي المستنير و سكني المهجور
أين الطريقُ إلى رحاكِ ؟؟!
و أظلُ أنا و المرأة المتوجة بالصقرِ العربي نبكي النافورة المستديرة في قصرِ الحمراء ..
======
أحبتي .. كل شيء في هذا البوح ليس بالضرورة هو ذاته .. أنتظر نقدكم البناء
دمتمـ ذاكرينـ
لنا كلنا .. لكل ذرة في كينونتنا ..
لكي لا ننسى :)
..::غرناطة .. و ما أدراك::..
للحبرِ الذي يتراقصُ الآن قصة ..
في محبرةِ الأمير أبو عبدالله محمد بن نصر كان يوماً رقصه ..
هناك في قصرِ الحمراء ..
أيامُ توالت صفعات فرديناند العظيم لممالكٍ من ظل ..
" الجند ُ ألف ألف أو يزيدون
و المدينةُ ملتفة بسورٍ من حديدٍ أو ربما من فولاذ - ذاكرة جدي طاولها الزمن -
و كانت رايتنا كفناً كما أرديتنا
لكن فرديناند الماكر و صاحبته إيزبيلا المشعوذة ..
نادوا السحرة كما نادى فرعون سحرته ..
و استجمع السحرة كيدهم و سلطوا أرواح الشر على المدينة ..
و كذا كان السقوط
فلا كان فينا موسى و لا هارون و فيهم كان فرعون و هامان .. "
كذا حكى لي جدي المنهزم في غرناطة ..
و في يد جدي كان يتلألأ الحبر الذي سرقه من قصرِ الحمراء قبل نفيه ..
كذب جدي و كنتُ أعلم ..
فجدي باع المدينة مع أميره منذ دهرٍ قديم مقابل حفنة سبائكٍ ذهبية ..
لكن المداد أصدقني الكلم ..
فكانت هذه رقصته على مملكةِ الظلِ - غرناطة -
" أتهادى نزفاً ..
فلعلي من رحمِ الدمِ الجاري في شريانِ العشقِ - عشق المملكة الرقراقة في سماء الجزيرة - أولد ..
لا يمهلني شَّـذر الماءِ القاتل فيخنقُ في جنبيّ الحلمَ ..
فأترنحُ إياباً للكعبةِ مخموراً بكأسِ الخيانةِ المُعتَّــقة ..
و أطلبُ منها مزيداً ..
و أغرقُ بعدها حيناً في تجلياتي ..
فأنصتُ لموسيقى .. يجمعني بها نسبٌ طويل ..
زرياب يعزفها على أسوارِ قرطبة ..
و متى اقترب من ذاك الوتر .. تسكنني نيراناً ترتجفُ و تتلو على مسامعي سؤالاً : غدرٌ .. ماذا يعني ؟؟!
أصرخُ بإيقاعٍ بشري : ما الجواب ؟؟!
و الآن الصمتُ يحلقُ في القاعةِ ..
ما من جوابٍ يأتيني ..
و أرى ابن زيدون يشكو حباً و حبيباً هناك في الزَّهراء
"إني ذكرتك بالزهراء مشتاقــا × والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصاـئلــه × كأنه رقّ لـي فاعـتلــت اشفاقـــــــا "
من خانكِ يا زهراء ؟؟!
من خان أنقاضكِ ؟؟!
من منّا مات على الأسوار ؟؟!
ولادة يا سيدي منفية ..
في أرضٍ قصية ..
و على المدى .. لا شيء إلا الليل الأسباني الطويل ..
لا تسأل عن حبٍ موعود .. بل عن وجه مستور ..
وتر زرياب مقطوع .. و نظمك مخنوق ..
في الليل الأسباني الطويل
في الليل الأسباني الطويل
تتكررُ الطعنات فأفيقُ و أجدُ نفسي هناك ..
هناك في المملكةِ ..
في غرناطة ..
فأطوفُ في أزقتها .. أتنسمُ عبيرٌ غرناطيُّ أصيل ..
و أدورُ لألقى القصرَ .. قصر الحمراء ..
فأديرُ وجهي واجماً ..
فالقصرُ ما عاد قصري ..
بل صار أسباني الطلعة ..
فأوجه وجهي لتلكَ الروابي البعيدة في المدى ..
فأرى أبو عبدالله محمد بن نصر أو بن خُسر ..
و امرأة بجانبه يتوجُ الصقرُ العربي ضفائرها ..
تبكي غربتها ..
أنصتُ إليها تقول " إبكِ مثل النساء مُلكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال "
و صوت في فمي أو فمها يصرخُ : من منّـا خان ؟؟!
- من منّـا باع حبه ؟؟!
- من منّـا ينزفُ في المنفى دمه ؟؟!
- من منّـا يمضي كي يبحثُ عن شيء ضاع ؟؟!
- عن شيء راح ..
غرناطة .. يا وجه محبوبي و همسه و صمته
غرناطة .. يا عذابي المستنير و سكني المهجور
أين الطريقُ إلى رحاكِ ؟؟!
و أظلُ أنا و المرأة المتوجة بالصقرِ العربي نبكي النافورة المستديرة في قصرِ الحمراء ..
======
أحبتي .. كل شيء في هذا البوح ليس بالضرورة هو ذاته .. أنتظر نقدكم البناء
دمتمـ ذاكرينـ