المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع طويل ورائع وممتع المصريون يردون على العنجهية الأمريكية بالكاريكاتير



رونالدووووووو
02-11-2001, 09:00 AM
: صدرت جريدة "العربي" الناصرية المصرية وعلى صفحتها الأولى صورة للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وهو يحمل مولودا جديدا رأسه هو رأس رئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون وهو يضحك.
أما أهم ما في الصورة فهو تبول شارون على رأس بوش من أسفل لأعلى وهو يبتسم ببراءة الأطفال، ويظهر البول وهو يتدفق على وجه بوش والأخير سعيد كل السعادة بذلك!.
وقد أرادت الصحيفة على طريقتها أن تتناول الواقع من زاوية ساخرة والمقصود من الرسم الكاريكاتيري أن الرئيس بوش يدلل شارون إلى الحد الذي جعل الإسرائيليين يبولون عليه. وعلق العديد من المصريين ممن شاهدوا الرسم ضاحكين أن "هذا هو الوضع القائم بالفعل في التعامل بين الإسرائيليين والأمريكان"!.
وصار الكاريكاتير المنشور في الصحف المصرية رسمية أو معارضة أو مستقلة هو السلاح الأول المصري المتعارف عليه للتعبير عن الموقف الشعبي من العدوان الأمريكي على أفغانستان والوحشية الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وفي حين لم تنجح مظاهرات طلبة الجامعات المصرية شبه اليومية في لفت الأنظار لحركة المعارضة الشعبية وحتى للمواقف الرسمية في مصر الرافضة لضرب الأفغان الأبرياء وللفلسطينيين المغلوبين على أمرهم؛ نجح الكاريكاتير في التعبير والتنفيس عن براكين الغضب التي تغلي في قلوب المصريين.
وحتى أدعية خطباء بعض المساجد غير الحكومية على الأمريكان والإسرائيليين والدعاء لنصرة الأفغان على الأمريكان لم تفلح في تصوير الموقف الشعبي المصري بقدر ما نجح الكاريكاتير في ذلك، خصوصا أن مصر تضم عددا من رسامي الكاريكاتير الساخرين المشهورين ويقف على رأسهم مصطفي حسين في جريدة "الأخبار" اليومية الحكومية الذي يشكل هو والكاتب الساخر أحمد رجب صاحب زاوية "نصف كلمة" اليومية ثنائيا متميزا ومرموقا، إذ يعد رجب الأفكار ويقوم قلم حسين بتنفيذها.
ويتنافس رسامو الكاريكاتير في نقد أمريكا وإسرائيل. وبرع في هذا الأمر رسامو جريدة الوفد المعارضة والعربي والأسبوع والأحرار وصحف مستقلة أخرى. وأصبح تركيز غالبية هذه الصحف على كاريكاتير الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد ما تسميه بالإرهاب.
وتنوعت الحملات الكاريكاتيرية بين السخرية من الهستيريا التي تجتاح الولايات المتحدة نتيجة للتهديدات البيولوجية والجمرة الخبيثة من جهة، وبين "إنسانية" أمريكا التي تلقي الغذاء للأفغان بيد ثم تقتلهم باليد الأخرى بعد تسمينهم من جهة ثانية، والسخرية من الأسلحة الأمريكية المستخدمة ضد شعب أعزل لا يملك سوى البندقية من جهة ثالثة.
وبالطبع لم يسلم الإسرائيليون وجرائمهم ضد الفلسطينيين من لسعات رسامي الكاريكاتير، فقد وصل الغضب برسام صحيفة الوفد المعارضة إلى حد اقتباس فكرة إعلان تلفزيوني عن مبيد حشري قوي ضد الصراصير للحديث عن الجرائم الإسرائيلية خصوصا مجزرة بيت ريما الأخيرة إذ رسم علبة مبيد قوي مكتوب عليها (الجهاد) وبجوارها عبارة "من إنتاج المقاومة الفلسطينية" يرش منها على مجموعة من الحشرات يظهر من بينها حشرة برأس شارون مع تعليق يقول "المبيد الوحيد - يقصد الجهاد - القادر على إبادة الحشرات الإسرائيلية".
ومن أمثلة الكاريكاتير الساخر من إلقاء أغذية أمريكية للأفغان كاريكاتير سبق أن وزعته وكالة "قدس برس" الأسبوع الماضي لأحد الأفغان المدنيين يجلس على قمة جبل وهو يتطلع لطائرة أمريكية تلقي مساعدات على الأفغان وفي يده طعام "البيرجر" وهو يقول "فين الكاتشب يا كفرة يا ولا الحرام". وكاريكاتير آخر لجريدة "الأخبار" تحت عنوان "إنسانية أمريكا" يظهر فيه جندي أمريكي يتدلي من إحدى الطائرات وعلى رأسه غطاء رأس الطاهي (شاف المطبخ) ويدون في ورقة ما يقوله له أحد الأفغان الجالسين، إذ يقول الجندي لزميله بالطائرة تعليقا على إحراق الأفغان الوجبات الأمريكية "أكلنا مش عاجبهم فيحرقوه.. بأخذ الطلبات منهم.. عايزين يأكلوا إيه؟".
وكاريكاتير ثالث تحت عنوان "معونات غذائية أمريكية لأفغانستان" يصور الأفغان وهم يتحركون من حجرة مكتوب عليها (المطعم) ومعلق عليها صورة "ساندويتش برجر" وعلم أمريكا، ثم يدلفون إلى حجرة أخرى مكتوب عليها "المجزر الآلي"!.
وهناك كاريكاتير آخر يصور ثلاثة أفغان جالسين على صخور ويتناقشون حول إسقاط مساعدات الإغاثة من الجو. ويسأل أحدهم رفيقا له "تشرب إيه يا عبد الله، بيرموا شاي معطر". وبعد تقرير ما يرغب الاثنان طلبه يبلغ الثالث الطلب لقائد الطائرة التي تحلق في الجو صائحا "اثنين شاي و"احذف" كوتشينة"!.
أما السخرية من الرئيس الأمريكي بوش وأركان حربه فوصل لحد نشر رسم كاريكاتيري عقب تهديدات أسامة بن لادن لأمريكا تحت عنوان "رسالة تهديد من ابن لادن لبوش" يظهر فيه بوش مختبئا تحت مكتبه في القاعة البيضاوية بالبيت الأبيض ويقول لأحد الضباط "قوله أنا ما بتهددش!". وفي كاريكاتير آخر، تصور الصحيفة الرئيس الأمريكي وهو يشتكي من آلام في المعدة ويقول لأحد مساعديه "عندي مغص.. أعلن مسؤولية بن لادن بسرعة"!.
وقد نالت الإجراءات الأمريكية الأخيرة التي تتضمن مزيداً من الاعتقالات والتضييق على الحريات المدنية بدعوى الأمن نصيبها من السخرية عبر الكاريكاتير أيضا.
ومن أشهر هذه الكاريكاتيرات كاريكاتير نشرته صحيفة "الأخبار" أيضا تحت عنوان "قوانين أمريكية استثنائية مقيدة للحريات" يصور تمثال الحرية وبجواره يافطة (إعلان) مكتوب عليها "للبيع: لدواعي السفر إلى أفغانستان.. تمثال نحاسي أصلي للفنان الفرنسي بارتولد.. يصلح لاستعمال دولة ديمقراطية فيها كافة الحريات وليس بها قوانين استثنائية.
أما السخرية من الهجمات الجوية الأمريكية على الشعب الأفغاني فقد وصلت إلى حد توجيه ألفاظ قاسية تنتقد هذه الهجمات بالكاريكاتير. وأحد أبرز الأمثلة على ذلك الكاريكاتير الذي نشرته صحيفة "الوفد" الليبرالية المعارضة في عدد 29 أكتوبر الجاري تحت عنوان "بدون تعليق"، وفيه ثلاث طائرات أمريكية مكتوب على الأولى عبارة "النسر النبيل" وقد تم شطبها وتحل محلها عبارة "النسر الذليل"، والطائرة الثانية عليها عبارة "العدالة المطلقة" مشطوبة أيضا ويحل محلها عبارة "النذالة المطلقة"، والثالثة عليها عبارة "الحرية الدائمة" وقد تم شطبها وكتب بدلا منها عبارة "الوحشية الدائمة".