المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية انشقاق داخل "الهيئة الإسلامية" بأسبانيا



الذئب المتوحش
15-02-2006, 06:26 AM
انشقاق داخل "الهيئة الإسلامية" بأسبانيا


الأمين الأندلسي- إسلام أون لاين.نت/ 13-2-2006




http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-02/13/images/pic04.jpg

عبد السلام منصور إيسكوديرو رئيس الهيئة الإسلامية السابق





قرر جناح "التجمع الإسلامي" بالهيئة الإسلامية في أسبانيا الذي يضم مسلمين من أصل أسباني، الانشقاق عن الهيئة، وتأسيس هيئة جديدة تحمل اسم "الفدرالية الإسلامية لأسبانيا" بعد أن أسفرت انتخابات داخلية جرت في نهاية يناير الماضي عن تولي أعضاء جدد من أصول عربية مناصب قيادية بالهيئة.

ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت" للشئون الأسبانية أن "التجمع" يأخذ على هذه القيادات العربية أنها مقربة من دول عربية معينة ولهم توجهات فكرية "مخالفة" لهم.

"عبد السلام منصور إيسكوديرو" الرئيس السابق للهيئة الإسلامية الذي قاد عملية الانشقاق أرجع تأسيس الهيئة الجديدة إلى ما وصفه بـ"التحاق أعضاء جدد لا يشاطرون الهيئة آراءها وأفكارها.. كما أنهم مقربون من المملكة العربية السعودية، ومن بين هؤلاء منير محمود المسيري، إمام مسجد (إم30) الكبير في العاصمة مدريد، على حد قوله.

وأسفرت انتخابات يناير عن انضمام ممثلين عن الأقلية المسلمة في البلاد من أصول مغاربية وجزائرية ومصرية إلى هيئتها القيادية لأول مرة في تاريخها.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية الأحد 12-2-2006 قال إيسكوديرو: "إن قرار تأسيس هيئة جديدة اتخذ خلال اجتماع "التجمع الإسلامي في مدينة قرطبة يوم السبت 11-2-2006". وأضاف أنه من المرتقب أن تحمل الهيئة الجديدة اسم (الفدرالية الإسلامية لأسبانيا).. وستكون متفتحة على الحوار بين الثقافات والحضارات".

وأردف: "إن الخلافات داخل الهيئة الإسلامية بدأت منذ أن أصدرت الهيئة قبل عدة أشهر فتوى اعتبرت فيها أن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، خارج عن الإسلام، (عارضها أعضاء عرب)، ثم تفاقمت الخلافات في الأيام القليلة الماضية بعد أن قررت الهيئة تأسيس لجنة للفتوى".

وأصدرت الهيئة الإسلامية في أسبانيا يوم 11-3-2005 فتوى أعلنت فيها أن أسامة بن لادن "خارج عن الإسلام"، وذلك في الذكرى الأولى لتفجيرات 11 مارس في العاصمة الأسبانية مدريد.


دعوة للانضمام


ودعا إيسكوديرو مختلف الهيئات والتنظيمات الإسلامية إلى الالتحاق بـ(الفدرالية الإسلامية لأسبانيا)، خصوصا تلك التي لا تشاطر آراء الأعضاء القياديين الجدد للهيئة الإسلامية.

ولفت إلى أن المنهج في الفدرالية الإسلامية لأسبانيا سيكون "أكثر تحررا"، على حد تعبيره. وقال: "إسلام الهيئة الجديدة سيكون أكثر تفتحا وديمقراطية".

وتضم قيادة الهيئة الإسلامية التي انشق عنها جناح إيسكوديرو أعضاء من جنسيات مختلفة، على رأسهم فليكس هيريرو، أسباني والذي انتخب رئيسا، ومحمد علي، أسباني من أصل مغربي ورئيس الأقلية المسلمة في سبتة الذي انتخب نائبا للرئيس، وهادي سويلم، مسئول الأقلية المسلمة في منطقة فوينخيرولا بجنوب البلاد، وإيميليو كيروز، ممثل الأقلية المسلمة في منطقة الميريا.


آراء منتقدة


وشهدت الهيئة في السنوات الأخيرة خلافات عديدة بين أعضائها، حيث عبر مسلمون في أسبانيا عن انزعاجهم من بعض آراء "القيادة الإسبانية" للهيئة، ومن بينها ما عبر عنه سكرتير الهيئة الإسلامية وعضو "التجمع الإسلامي" عبد النور برادو من قبل حول موضوع الشذوذ الجنسي ودعوته إلى "البحث داخل الإسلام" عن قوانين تبيح زواج الشواذ بين المسلمين.

كما عبروا عن ضيقهم من موقف القيادة الأسبانية للهيئة المتعاطف مع أمينة داود التي "أمّت" لأول مرة صلاة الجمعة في 2005 بمصلين من الرجال والنساء داخل كنيسة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي لاقت انتقادات إسلامية واسعة، إضافة إلى الخلاف حول كتاب أصدره قبل بضع سنوات إمام مسجد فوينخيرولا، المصري محمد كمال مصطفى، والذي قال فيه إن الإسلام يبيح ضرب المرأة، بشروط كثيرة، وهو ما عرضه لمتابعة قضائية.

من جهتها أرجعت صحف أسبانية أسباب الانشقاق بشكل رئيسي إلى ما أسمته "الفتوى التي أصدرتها الهيئة ضد إرهاب أسامة بن لادن" وإلى انتقادات وجهتها لأوضاع حقوق الإنسان في السعودية".


مطالب بانتخاب أعضاء الهيئة


وقبل إجراء انتخابات يناير 2006، طالب محمد الشايب المغربي الأصل وهو أول برلماني عربي مسلم في البرلمان الكاتالاني بضرورة إجراء انتخاب قيادات الهيئة الإسلامية بدلا من التوافق حول تعيينهم.

وفي تصريح سابق لـ"إسلام أون لاين.نت" أوضح الشايب مبررات هذا المطلب بقوله: "إن الوضع في أسبانيا اليوم لم يعد كما هو قبل 15 سنة، وإنه من غير المنطقي أن يتم تسيير الهيئة بنفس الطرق التي كانت تسير بها عندما كان عدد المسلمين محدودا في البلاد".

وكان الشايب دعا في تقديم كتابه الأخير "آداب التعايش" الذي صدر بالأسبانية والعربية والكاتالانية أمام مسئولين أسبان إلى ضرورة إعادة النظر في طرق تسيير الهيئة الإسلامية واعتماد الانتخابات الديمقراطية من أجل انتخاب أعضاء قيادتها.

وقال الشايب: إن التعامل مع واقع المسلمين يجب ألا يعتمد على ما كان قبل 15 سنة، بل وفق المعطيات الموجودة الآن.

وتعتبر الهيئة الإسلامية منذ أكثر من 15 عاما عندما أسسها أسبان اعتنقوا الإسلام، الممثل الرسمي للمسلمين في البلاد، غير أن ارتفاع أعداد المهاجرين المسلمين في البلاد جعل المطالب تزداد إلحاحا بضرورة انتخاب قيادتها بطريقة ديمقراطية.

وتضم الهيئة الإسلامية عشرات الجمعيات والهيئات الصغيرة من مختلف مناطق البلاد، غير أن قيادتها ظلت، منذ تأسيسها سنة 1989، محتكرة في الغالب من جانب مسلمين من أصل أسباني، وهم الذين يشكلون عصب "التجمع الإسلامي" الذي يشكل عمودا أساسيا للهيئة. ويقدر عدد الأقلية الإسلامية في أسبانيا بما يزيد عن مليون مسلم، أغلبهم من أصول مغاربية.