المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بن لادن يحيي أسطورة الاندلس



AL^MSAFER
02-11-2001, 09:08 PM
حديث بن لادن عن تكرار مأساة الاندلس في فلسطين حرك شجونا كثيرة، واوضح ان الاندلس لاتزال تمثل فردوسا ضائعا بالنسبة للعرب



تعتبر الاندلس نقطة هامة في خطط أسامة بن لادن لتوحيد العالم الاسلامي. وهي المنطقة الاسلامية التي كانت في وقت من الاوقات تغطي قسما كبيرا مما يعرف حاليا بأسبانيا.

وقال المنشق السعودي في رسالة تلفزيونية بعد الهجوم الذي أدى إلى تدمير مركز التجارة العالمي في نيويورك في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الماضي "لن نسمح لمأساة الاندلس بأن تعيد نفسها في فلسطين".

لقد بعث اهتمام بن لادن بالاندلس موجات لها وقع الصدمة في أنحاء أسبانيا، حيث يخشى المراقبون من أن يكون أشخاص مثله جادين بالنسبة للرغبة في استرداد الاندلس من المسيحيين وإعادة توحيدها مع الدول الاسلامية.

وقد حكم المسلمون من الشرق -ومن بينهم ما يعرف بسوريا واليمن في الوقت الحالي- ومن شمال أفريقيا أجزاء من أسبانيا والبرتغال طوال 800 عام.

وكانت خلافة قرطبة، التي امتدت من القرن العاشر حتى القرن الحادي عشر، نبراسا للتنوير جلب الحداثة لاوروبا في العصور الوسطى.

وحققت قرطبة والبلدان الاسلامية الاخرى ابتكارات تتراوح ما بين كتابات أرسطو -التي ترجمت من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية- إلى استحداث علم الجبر والاسطرلاب.

وشهد ذلك العصر مجالس الخلفاء الاسخياء، حيث كان الشعراء يلقون قصائدهم أمام جمهور منتقى. كما تجمعت في ذلك العصر كنوز المعرفة من جميع أنحاء العالم في بعض المكتبات الاكثر أهمية في تاريخ البشر.

وقد انتهى حكم المسلمين بصورة نهائية عام 1492 عندما سقطت مملكة غرناطة أمام الغزو المسيحي.

ومع ذلك فما زال لاسطورة الاندلس تأثير قوي على الخيال الجماعي للعالم العربي، حيث تمثل فردوسا ضائعا كما كتب ماريا هيسوس روبيرا ماتا، أستاذ الدراسات العربية.

ولم يطلق اسم الاندلس على دور السينما والمطاعم فقط، بل أيضا على مخيمات للاجئين ووحدات الجيش.

وكانت الاندلس من المناطق القليلة التي خسرها المسلمون لصالح المسيحيين، مما خلف جرحا لا يندمل مازال بعض المسلمين يحلمون بعلاجه.

وقال روبيرا ماتا أن كثيرا من النشطاء المسلمين أشاروا إلى الاندلس، بمن فيهم الزعيم الليبي معمر القذافي وكذلك ممثلو جماعة الجهاد الاسلامي في الجزائر، والاخوان المسلمين في مصر، والجماعات السلفية في المغرب والجزائر.

وقال مراد ضينا عضو جبهة الانقاذ الاسلامية الجزائرية لصحيفة لارازون "للاندلس قيمة عاطفية، وتاريخية، وثقافية، ودينية كبيرة بالنسبة لنا".

وكثيرون من الزائرين العرب القادمين من الدول العربية يتجولون بحنين حول الآثار الاسلامية في أسبانيا، ويزورون أماكن مثل قصر الحمراء بغرناطة ويبحثون عن أثار لتراثهم.

وقال محللون أسبان أنه عندما أشار بن لادن إلى الاندلس، أظهر أنه يعرف تماما الخيوط التي يمكنه جذبها ليأسر انتباه مستمعيه المسلمين.

ومع هجرة المغاربة إلى أسبانيا واعتناق بعض الاسبان الاسلام، زاد عدد المسلمين بسرعة في البلاد حيث مازال اسم منطقة "اندلسيا" في الجنوب يذكر بالاندلس.

ويوجد في أسبانيا نحو نصف مليون مسلم بعد أن كان عددهم 100.000 قبل عشرة أعوام.

ويعتقد أن من بين أولئك حوالي 200 متطرف. وقد اعتقلت الشرطة ستة جزائريين في 26 أيلول/سبتمبر الماضي، كما أجرى الطيار الانتحاري المشتبه فيه محمد عطا اتصالات في أسبانيا قبل أن يقود، كما يعتقد، إحدى الطائرتين اللتين دمرتا مركز التجارة العالمية.

وقال المحللون أن أسبانيا بالنسبة للمتطرفين ليست مجرد قاعدة أوروبية أخرى، بل ربما تراودهم أفكار إعادة غرس الاسلام في الاندلس.

كما أن الدول الاسلامية مثل المملكة العربية السعودية تقدم الدعم المالي للمسلمين في أسبانيا، ويعد مسجد مدريد من أكبر المساجد في أوروبا.

ويقول المؤرخون أنه مع ذلك فإنه إذا كان بن لادن يريد حقيقة استعادة الاندلس التاريخية، فإن عقيدته المتطرفة سرعان ما ستنهار.

ويؤكدون أن أحد أسرار عظمة الاندلس يكمن في تسامحها الديني والثقافي.

فقد عاش المسلمون والمسيحيون واليهود معظم الوقت معا في سلام، وتأثرت كل جماعة بثقافة الجماعة الاخرى. وقد قدم المسئولون اليهود يد المساعدة في إدارة بلدان إسلامية وأرسل الخلفاء قساوسة مسيحيين كسفراء لهم لدى الدول الاجنبية.

وقال الكاتب فيرناندو سانشيز أن بن لادن سمع عن أسطورة الاندلس، لكن درايته بالتاريخ ليست قوية.