المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية متحف إسرائيلي للتسامح يثير حفيظة الفلسطينيين



-Cheetah-
20-02-2006, 05:32 PM
متحف إسرائيلي للتسامح يثير حفيظة الفلسطينيين



طوال الأربعين عاما الماضية حرص محمد حمدي بدر على مغادرة متجره لحياكة الثياب الذي يقع في الحي القديم في القدس مرة كل شهر ليقطع مسافة قصيرة سيرا على الأقدام إلى وسط القدس الغربية ليصلي بالقرب من قبر جده.
ولكن الفلسطيني الذي يبلغ من العمر 49 عاما ولديه خمسة أبناء لا يمكنه الآن الوصول إلى قبر جده، وهو يشعر بالغضب العارم إزاء ذلك.
فقد تحولت المقبرة التي يرجع تاريخها إلى ألف عام إلى موقع للبناء.
حيث يشيد مركز سايمون فيسنثال، ومقره لوس أنجليس، متحفا للتسامح فوق المقبرة. ويقول المركز إن المتحف يهدف إلى توطيد أواصر "الوحدة والاحترام بين اليهود ومعتنقي جميع الديانات".
وأثار مشروع إقامة المتحف غضب المسلمين في المدينة. وتوجد اتهامات بأن الرفات التي نبشت من القبور قد أضيرت.
وقال ضرغام سيف وهو محام فلسطيني إنه على الرغم من الأمر القضائي المؤقت بإيقاف العمل في الموقع الذي أصدرته المحكمة الإسلامية التابعة للنظام القضائي الإسرائيلي، إلا أن علماء الآثار الإسرائيليين ومسؤولي البناء استمروا في نبش القبور في الموقع.


أمر عبثي

وفي يوم الأربعاء الماضي رفع سيف القضية إلى المحكمة العليا في إسرائيل على أمل منح المزيد من القوة للأمر القضائي الذي أصدرته المحكمة الإسلامية. ولم تبت المحكمة العليا الإسرائيلية في الأمر حتى الآن.
وقال بدر، الذي كان يقف في متجره بالقرب من ملصق يعود إلى الثلاثينات من القرن الماضي لرجال يرتدون حللا أنيقة وسترات واقية من المطر، إنه يعتقد أن وجود متحف للتسامح فكرة لا بأس بها.
ولكنه أضاف "لا يمكن بناء متحف فوق أنقاض مقبرة، بغض النظر عن الدين".
ويعد العثور على رفات آدمية في مواقع البناء أمرا شديد الحساسية لكل من اليهود والمسلمين. وقال مفتي القدس عكرمة صبري إن السلطات الدينية الإسلامية لم تستشر بشأن الحفر في الموقع.
وقال المفتي من مكتبه داخل المسجد الأقصى إن ما يزعمه المتحف عن توطيد التسامح من قبيل العبث.
وتساءل المفتي "كيف يمكن لمتحف يحمل اسم التسامح أن يبنى فوق مقبرة".


جمجمة مهشمة

وقال ضرغام سيف إن عظام الموتى نقلت إلى صناديق وإن جمجمة قد تهشمت.
ولكن تشارلز ليفاين المتحدث باسم المتحف اتهم الفلسطينيين والجماعات الإسلامية باستغلال الأمر للحصول على مكاسب سياسية.
وقال ليفاين " لماذا لم يحتجوا عندما بنيت ساحة انتظار السيارات؟"، مشيرا إلى جزء من المقبرة تم تحويله إلى ساحة انتظار للسيارات منذ عشرين عاما، ويعتبر الآن جزءا من موقع المتحف.
وأضاف ليفاين "في أي مكان سيتم فيه الحفر داخل القدس، ستجد قبورا ومواقع أثرية. إننا ملتزمون بصورة تامة بحل هذه القضية بصورة تنم عن احترامنا للأمر".


حراسة مشددة

وفي عام 2004 حضر كل من ايهود أولمرت الذي يشغل حاليا منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي وحاكم كاليفورنيا أرنولد شوارزنيجر مراسم الاحتفال بإرساء حجر الأساس للمتحف.
ويشمل مشروع المتحف الذي وضع تصميمه المهندس المعماري الشهير فرانك جيري مجمعا للمسارح وقاعة للمؤتمرات ومركزا تعليميا ومكتبة.
ومن المزمع الانتهاء من إقامته عام 2009.
وفي الوقت الحالي تقوم دوريات أمنية بحراسة الموقع ويحيط به سور يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار تعلوه أسلاك شائكة.
وعبر بضع الفتحات في البوابة المغلقة يمكن رؤية آلات حفر وجرافات.


http://www.bbc.co.uk/iftoolbar/images/toolbar_logo.gif (http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_4728000/4728684.stm)

=================================

وللأموات نصيب.....