المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية خطف في شوارع بغداد والم وغضب في المشرحة



الذئب المتوحش
24-02-2006, 09:47 PM
العراقيون يراهنون على وعي الاغلبية بحجم المؤامرة التي تحاك ضدهم لتفتيت وطنهم وقتل ابنائه.
كان عدنان احمد عبدالله الشرطي المتقاعد يتناول طعام الفطور الخميس في حي المستنصرية في بغداد عندما اختطفه رجال مسلحون يرتدون ملابس سوداء من امام زوجته وابنته اللتين تملكهما الرعب.


وكان هذا السني البالغ السبعين يعيش حياة هادئة بيد انه من سامراء والعديد من افراد عائلته يخدمون في المرقد الشيعي الذي نسف الاربعاء.
واثار هذا الاعتداء سلسلة من الهجمات على مساجد سنية وعلى مواطنين من السنة.
وقام مسلحون يستقلون اربع سيارات مدنية صغيرة بقطع الطريق من الجانبين ومنع الناس من الاقتراب واقتحم خمسة منهم منزل عبدالله عند الساعة العاشرة من صباح الخميس ووضعوه في صندوق السيارة واقتادوه الى جهة مجهولة.
وقام المسلحون الذين لم يضعوا اي قناع لاخفاء وجههم بسؤال الزوجة عن اثنين من اولادها فاجابت انهما في العمل .
ويعمل ابنها الاكبر ضابطا في الشرطة العراقية في مطار بغداد الدولي والثاني مهندسا تقنيا في وزارة الدفاع العراقية.
وعبث المسلحون بابواب المنزل وقاموا بتفتيشه وعندما لم يعثروا على الابناء اقتادوا الوالد ووضعوه امام انظار ابنته عالية (22 عاما) وزوجته في صندوق السيارة واقتادوه الى جهة مجهولة.
وفي حي بغداد الجديدة صب مجهولون غضبهم على صاحب مصنع يتحدر ايضا من سامراء الواقعة على بعد 125 كيلومترا شمال بغداد.
وقال احد اقاربه "احرقوا شركته ومنزله فهرب مع عائلته".
وفي حي زيونية الراقي في جنوب شرق العاصمة لا يخفي السكان خوفهم. ويقول ياسر غازي (27 عاما) وهو مهندس "عندي تخوف كبير وقلق من ان تتفاقم الازمة فقد اثبتت هذه الازمة بان الكثير من الناس لا تستطيع السيطرة على انفعالاتها".
ويضيف "كل الشعب العراقي ليس واعيا لحجم المؤامرة التي تحاك ضده"..
ويوضح "لكن بعد تدخل العقلاء والمراجع الدينية في التهدئة اظن ان الوضع سوف يكون افضل".
وينتقد غازي الذي يعمل في شركة خاصة والتي لم تفتح ابوابها اليوم بسبب الاوضاع الامنية في بغداد "مسألة ضرب المساجد واحتلالها من قبل البعض من المتخلفين الذين يريدون مكافحة الغلط بالغلط عينه".
ويعتبر ان "اغلب الشيعة والسنة واعون لخطورة هذه المسألة وسوف يعملون على معالجتها بحكمة".
ويوضح غازي "منذ بدء الهجمات يوم امس قمنا بترتيب لجنة شعبية سنية شيعية مشتركة لحماية المسجد الذي يصلي فيه ابناء الطائفتين على حد سواء خاصة بعد فشل الحكومة في توفير الحماية للمساجد". ويقيم في الحي شيعة وسنة.
ويرى جاره صلاح ابو القاسم (33 عاما) وهو كردي شيعي ان "الوضع يميل الى التهدئة على الرغم من العنف الذي حصل بسبب ردود فعل انفعالية لبعض الشيعة".
ويضيف ابو القاسم الذي يعمل تاجرا في احد اكبر اسواق بغداد "على الشيعة ان يكونوا عقلاء" مضيفا "كل المساجد هي بيوت الله ليس هناك مسجد شعي او سني او حتى كنيسة لابد من الحفاظ عليها كلها بالقدر نفسه".
وتابع "لقد مر العراق بمصائب متتالية ونأمل ان تهدأ الامور لان كل المراجع حثت على ضرورة التهدئة".
ويقول احد جنود الجيش العراقي الذي يقوم بحراسة الحضرة القادرية السنية وسط بغداد "نحن نسيطر على الوضع بصورة كاملة ولن نسمح للنفس الطائفي ان يخرب البلاد".
ويضيف "صحيح هناك خروقات حصلت من بعض الاشخاص الا انه لا يمكن لكائن من كان ان يدمر الاخوة التي تربط بين ابناء الشعب العراقي".
ويقول محمد وهو شيعي يعمل مدرسا في مدرسة في حي وسط بغداد ان"الذين يقومون بتأزيم الامور هم السياسيون انفسهم لمصالح شخصية".
ويوضح ان "المرجعية حرمت الدم العراقي وهي صمام امان لهذا الشعب واعتقد ان الذي جرى لن يتكرر بعد اليوم".
وكان التوتر واضحا في مشرحة بغداد الخميس حيث نقل اليها 80 جثة قتل اصحابها رميا بالرصاص.
وقال قيس محمد معاون مدير في دائرة الطب العدلي ان "دائرتنا تسلمت منذ بعد ظهر الاربعاء ما لا يقل عن ثمانين جثة قتلت جميعها رميا بالرصاص" وهو ضعف العدد الذي تتلقاه عادة.
وبعيد ذلك وصلت شاحنة صغيرة تنقل جثتين ملطختين بالدماء.
وكانت عائلات شيعية وسنية تنتظر تسليمها جثث ذويها.
ويقول فالح مسعود ان عمه وهو امام كان خارجا من المسجد شمال شرق بغداد بعد صلاة الظهر عندما فتح اربعة رجال في سيارة النار باتجاهه واردوه قتيلا.
لكن الموت حصد شيعة ايضا. فقد دخل مجهولون الى منزل كريم السوداني وهو تاجر في السابعة والاربعين وقتلوه.
وقد انتشرت الشرطة في المشرحة لتجنب اي حادث. وقد صرخ شخص اتى لتسلم جثة احد اقاربه "لا نخاف الشيعة وسنقضي عليهم جميعا" بيد ان رجلا عجوزا ارغمه على الصمت وحاول تهدئته.

المصدر : شبكة أخبار العراق