المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر عودة الهلال ....قصيدة عن عودة الخلافة وتحرير القدس !



محمد الهندي
28-02-2006, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



قصيدة عودة الهلال .....للكاتب مهند الكِنــْـدِي

أيها الفارسُ المنتظـِر – بكسر الظاء - !!
أيها الفارس الذي يُخبئه الزمن وتكتم سره الليالي الدُهْم لتفضي به إلى الدنيا في اللحظة الموعودة فيكون في ظهوره صلاح العباد والبلاد ...
أيها الفارس المنتظـِر...
أيها الفارس الذي ربما لم تلده أمٌ بعد وربما لا يزال صبياً ً يردد آياي الأنفال في زاوية في أحد المساجد وربما كنت حقا ً موجوداً بيننا ولكنك تنتظر اللحظة التي توحـِـد فيها الأمة صفوفها بنفسها وتتخلص من عيوبها وتحل مشاكلها ...وعندها ستظهر أنت لتـُجدد الأمل وتـُعلن النفير !

أيها الفارس المنتظِـر – أينما كنت- ارفع يديك وأمِّن ورائي ولندع الله معاً ألا يطول انتظارك وألا يمتد غيابك !

أيها الهلال الغائب ....

هاك قصيدة ً كتبتها لك قبل اليوم الموعود فلربما لم يكتب لي أن أرى ذلك اليوم وربما أكون تحت أطباق الثرى حينها وحيداً فريداً... فالله وحده يعلم متى يأتي ذلك اليوم ؟...ولكنني أرجو من كل من قرأ هذه القصيدة في أي مكان من الدنيا وكـُتب له أن يشهد ويسعد بذلك اليوم أن يحفظها عني ويبلغها له مني ...


1. تحري الهلال

خليلي نحو الشام سارت قوافـل ٌ * * * * * نجائبُ للرحمن ِ ترجو وتطلب
سروا مثلما سار البراق ُوأقبلوا * * * * * إلى إليليا والأرضُ بالنار تلهب
كأني بهم والموت ُ من كل جانب * * * * * أسيد ٌ وسعد ٌ والمثنى ومصعب
فيالقُ من شتى البلاد بساحة ٍ * * * * * كأن موازيين القيامة نـُصَّــب
بياهسُ تغدو للأطالس ِ في الوغى * * * * * واشياء أخرى في الوغى هن أغرب
دخان ونار والأبابيل جَلـْجـَلتْ * * * * * تـَصُبُ اللظى صَباً وما ثـَم َّ مهرب
تـَفجَّر من فوق السماء صواعق ٌ * * * * * علينا تهز الراسيات ِ وتـُذهب
وتنفتحُ الأرضُ الفسيحة ُ تـحْتنا * * * * * جحيما ً وما في القوم من يتنكب
رأيت الردى والهول في ألف صورة ٍ * * * * * وأبصرت في الساحات ما لا يكذب
"وأبصرت ما لم تبصرا من مشاهد ٍ * * * * * ولا شهدت يوم معدٌ ويَكـْرُب " (1)

(1) البيت الأخير للشاعر أحمد شوقي رحمه الله .


2. ظهور الهلال
أتيتَ فدوتْ في الأقاليم صيحة ٌ * * * * * تهز قلوب المعتدين وترعب
وكنـَّا الصدى كم من قوي ٍ أصمه * * * * * وكم من ضعيف ٍ بات يشدو ويطرب
وكنا نياما يا خليل ُ فزارنا * * * * * رؤى ً صادقات ٍ كان فيهن يخطب
يُذكـِّرنا مجداً تليداً مُضَّيعا ً * * * * * على هدمه شر العباد تكالبوا
يُحذرنا من نقمةٍ وعقوبة ٍ * * * * * سواء بها مِنـَّا تقيٌ ومذنب
فقد حاد عن شرع الإله وحكمهِ * * * * * شعوبٌ إلى القرآن والدين تنسب
فسادٌ بأفكارِ الرجال ِ وقـَولهم ْ * * * * * قـُلوبُهُمُ بين الأباطيل ِ قـُـلــَّب
يُقلــِّـبها الرحمنُ لما تقلبتْ * * * * * بصائرهم بالكفر والشك تـُخْـلب
يُشِيعونَ في هَاذي الشعوب من الخنا * * * * * وفِسقاً وعُهراً للمُهيمن ِ يُغـْضب
شبابٌ كأمثال الجواري تـَراهمُ * * * * * وجاريةٌ بين الشبابِ تـَلـَعَّب
وتخطفُ أبصارَ الشبابِ بفتنة ٍ * * * * * وترمي بسهم ٍ فالقلوبُ عواطب
وتـُنـْـقصُ من قدر الجَمال ِ بعرضه * * * * * وبالأمس كانت دُرةً تتحجب
وحربٌ على الرحمن ِ بات يشنها * * * * * أناسٌ عن الهدي القويم تنكبوا
بُنوكُ الربا في كل مَصْرٍ وبلدة ٍ * * * * * بحورُ دم ٍ فيها المرابون جُوّب
يُصبُ عليكم بكرةً وعشية ً * * * * * عجائبُ للألبابِ والدين ِ تذهب
تـُـصبُ من الأقمارِ في كل لحظة ٍ * * * * * فيا ليت شعري ما الشراب المُصبَّـب ؟
كـُـوؤسٌ من الخمرِ الردئ لذيذة ٌ * * * * * تـُدار عليكم والثعالب تـَسكـُب
نـَسيرُ كما سار السكارى وخَصْمنا * * * * * يُعدُ لنا أمراً عظيماً ويرقب

****************************

ولما تـَـوليـــتم تـــــَـولــّى عليـــــــكم ُ * * * * * وُحُوشُ البرايا الغاصبون الأجانب
ولما تـَهاونتمْ تـَداعتْ صُرُوحُكـُمْ * * * * * تِباعاً وهُنتم وغَـزتكم عقارب
فقوموا بني قومي فإن ثـُغـُـوركمْ * * * * * وأعْرَاضكم ْوالله ِ يوماً ستنهب
إذا المرء لم يَحفظ ْ حماهُ بسيفه ِ * * * * * وينصرَ منْ إخوانهِ من تعذبوا
فلا تـَـعْجَبوا إن بُدِّل الحالُ مرةً * * * * * وأضحتْ قصور الأكرمينَ خَرائب
ولا تعجبوا إن يغـْـصُبِّ العلج داركم * * * * * وتسبى ذراريكم وتسبى الكواعب
ولا تعجبوا إن تنكبَ القدس نكبة ً * * * * * ويهدم مسجدها السليب المقبب
ولا تـَـعْجبوا إن زَغْردَ السيفُ بينكمْ * * * * * وغنــَّى بأرضِكـُم السِنانُ المُكَـَعَّب
ولا تـَعْجبوا إن زَايل السعدُ أرضَكـُم ْ * * * * * فما قد جنيتم للعقوبةِ مُوجب
وزَايلكم ْ هذا النعيمُ وحُسْنهُ * * * * * وأضحتْ رياضُ المترفينَ أجادب
و لاتنظروا نحو السماء ِ وتسألوا * * * * * لماذا بـِنا حل البلاءُ المعذب ؟
لماذا غدتْ هَاذي الديارُ كئيبة ً * * * * * وبالأمس ِ فيها كمْ تـَغرَّدَ مُطـْرب ؟
لماذا تسيرُ الفاتناتُ بواكياً * * * * * على عِرْضها تشكي الزمانَ وتندب؟
لماذا أتى الجوعُ الرهيبُ ديارنا * * * * * فكل فتىً من جوعهِ يتقلب ؟
لماذا نرى في كل دارٍ معذباً * * * * * يئنُ من الطاعون ِ أو هو أجرب ؟
وكيف تولى ذلك الأمنُ بغتة ً * * * * * وأبُدْلَ خوفاً كـُـلُّ ما فيهِ يرعب ؟
فلا تسألوا فالدهرُ يقظانُ نائم ٌ * * * * * يمدُ لكمْ بُـسْط َ النعيم ِ ويسحب
وعُودُوا إلى التاريخ ِ تلقوا مقالتي * * * * * هي الحقَّ والوعدَ الذي لا يـُكذب
فلما خبرنا الصدقَ في كلماتهِ * * * * * إلى اللهِ أبْنا مثلما آبَ تائب
نـَفضْنا عن الأعطافِ ذلاً وغفلة ً * * * * * وعدنا إلى الرحمن ِ والعَودُ طـَيب

يتبع الجزء الثاني ......فارس الهلال