المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية فضيحة تجسس على المركز الإسلامي بجنيف



-Cheetah-
04-03-2006, 04:52 PM
فضيحة تجسس على المركز الإسلامي بجنيف



أعلن الدكتور هاني رمضان، مدير المركز الإسلامي في جنيف، عن إمكانية لجوئه إلى القضاء السويسري لاستجلاء حقيقة ما كشفت عنه وسائل إعلام محلية مؤخرا بشأن تجسس المخابرات السويسرية عليه. وأثارت هذه التقارير شعورا بالصدمة والاستياء بين أبناء الأقلية المسلمة، فيما لم تؤكدها أو تنفيها المخابرات السويسرية.
وقال رمضان في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم السبت 4-3-2006: إنه يثق في المؤسسات القانونية السويسرية والبرلمان، وإنهما سيعملان على كشف حقيقة القضية لتجنب تكرار مثل هذه المواقف التي تسيء إلى سويسرا.
وأكد د. رمضان أن عميلا للمخابرات السويسرية اعترف له بأنه تم تجنيده للتجسس عليه، وأنه يمتلك اعترافا خطيا وشهادة من العميل بتفاصيل ما تم تكليفه به من قبل المخابرات، إضافة إلى اعتذار منه على تجسسه عليه.
وأوضح أنه لن ينشر ذلك الخطاب أو يكشف هوية العميل احتراما له، معتبرا أن العميل كان على ما يبدو ضحية للاستغلال من قبل المخابرات السويسرية.
وأعرب د. رمضان عن اندهاشه من لجوء المخابرات إلى ذلك الأسلوب معه، وقال: إن المركز الإسلامي الذي يديره بجنيف "يعمل بشفافية كبيرة وليس لديه ما يخفيه، والجميع يعرفون ذلك تماما منذ سنوات".
وفيما يتعلق بتفاصيل عملية التجسس، أوضح مدير المركز الإسلامي بجنيف أن العميل السويسري -الذي أشهر إسلامه عن قناعة، حسب قوله- اعترف للصحافة المحلية في جنيف بعملية التجسس.
وروى العميل في اعترافاته أنه ما إن خرج من السجن في نهاية 2003 حتى تلقفته المخابرات السويسرية الداخلية في برن. وقال: لأنني كنت عاطلا عن العمل، فكان من السهل أن أوافق على العمل مع المخابرات.
واعترف العميل بأنه تم تأهيله وتدريبه للدخول إلى المركز الإسلامي في جنيف كأحد الراغبين في التعرف على الدين الإسلامي والتقرب إلى الأقلية المسلمة.
وطبقا لرواية العميل السابق، فإن التعليمات كانت تركز على طلب معرفة أدق تفاصيل حياة د. هاني رمضان، حتى عدد قطع السكر التي يتناولها في مشروباته، ومعارفه وسلوكه وتصرفاته.
وحينما اعتنق العميل الإسلام وفقا لخطة المخابرات سمح له ذلك بالانتقال من مرحلة التعرف على المترددين على المركز، إلى تكوين صداقات معهم، واعترف العميل بأنه قوبل بحفاوة من الجميع، وأنهم تعاملوا معه بجدية كمسلم جديد يحاول التعرف على الإسلام.


إسلام العميل


وحول دوافع اعتراف هذا العميل أوضح مراسل "إسلام أون لاين.نت" أن الحفاوة التي استقبله بها المسلمون في المركز الإسلامي بجنيف، ودماثة خلق د. هاني رمضان في التعامل معه، ولدت لديه شعورا بالذنب بأنه يرتكب خطأ في حق أناس رحبوا به وعاملوه بصورة طيبة، وذلك مقابل الغموض الذي اكتنف ما كانت تطلبه منه المخابرات السويسرية.
وأضاف المراسل أن ذلك دفع العميل إلى الاعتراف للدكتور هاني رمضان بتفاصيل عملية التجسس، لافتا إلى أن ما يؤكد صدق نية العميل وإسلامه اعتذاره عما بدر منه، ثم توجهه إلى وسائل الإعلام المحلية لفضح ممارسات المخابرات السويسرية في خطوة غير مسبوقة.
وعلق خبير قانوني لـ"إسلام أون لاين.نت" على تلك الواقعة بقوله: إنه من المحتمل أن يجبر هذا العميل على المثول أمام القضاء بتهمة إفشاء أسرار على قدر عال من الأهمية.
ورغم رفض المخابرات السويسرية نفي أو تأكيد عملية التجسس، استنادا إلى الغطاء القانوني بشأن المعلومات السرية، فإنها مطالبة حاليا، بعد نشر القضية في وسائل الإعلام، بإعطاء توضيح كامل للرأي العام السويسري.


استياء إسلامي

وتسببت عملية التجسس على د. هاني رمضان في شعور بالصدمة لدى الأقلية المسلمة بسويسرا، ولدى المترددين على المركز الإسلامي بجنيف.
وأعرب عدد من المسلمين الجدد عن استيائهم للجوء المخابرات السويسرية إلى هذا الأسلوب الذي يشيع أجواء من عدم الثقة بين المسلمين الجدد وبين المراكز الإسلامية التي يترددون عليها بشكل مكثف لتلقي دروس الدين للتعرف على تعاليم الإسلام.
وليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها المخابرات السويسرية هذا الأسلوب مع د. هاني رمضان؛ ففي عام 2004 أعلن العقيد محمد الغنام، مدير الشئون القانونية السابق بوزارة الداخلية المصرية واللاجئ السياسي حاليا بسويسرا، أن المخابرات السويسرية حاولت تجنيده للتجسس على د. رمضان، إلا أنه رفض ذلك.
ولفت مراسل "إسلام أون لاين.نت" أنه حينما ضيقت المخابرات السويسرية الخناق على الغنام، كشف لوسائل الإعلام تلك الواقعة، وعلى الفور حاولت جهات سويسرية مسئولة صرف الأنظار عن تلك الواقعة بالترويج بأن الغنام يعاني من اضطرابات نفسية، وترددت أنباء عن أنه تم تلفيق أكثر من مشاجرة مع الغنام لإيداعه السجن.
ويتمتع د. هاني رمضان، حفيد مؤسس حركة الإخوان المسلمين الشهيد حسن البنا، بشهرة واسعة في فرنسا وسويسرا، وله العديد من المؤلفات والمقالات حول قيم الإسلام والإيمان وفلسفة العقيدة. (ذرية مباركة)
وكان د. رمضان قد تعرض للفصل من عمله كأستاذ للغة الفرنسية في المعاهد الحكومية بجنيف، بعد أن نشرت له صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالا في خريف 2002 يحمل عنوان "الشريعة المساء فهمها" رأت فيه جنيف تعارضا مع مبادئها العلمانية، وأنه لا يجب أن يكون أحد المشتغلين بالتدريس في معاهدها مدافعا عن الشريعة الإسلامية، إلا أن المحكمة الفيدرالية العليا أنصفته، وقضت ببطلان القرار بعد سجال قانوني طويل.


أقدم مركز إسلامي بأوربا

ويعد المركز الإسلامي بجنيف أقدم مركز إسلامي في أوربا والأول بسويسرا، وأسسه في 1961 المفكر الإسلامي الراحل د. سعيد رمضان أحد أهم أقطاب جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد أن استقر في سويسرا فرارا من بطش النظام الناصري بعناصر الإخوان آنذاك.
ووفق تقدير الخبير السويسري المتخصص في "التعددية الثقافية" ماتيو جياني فقد تضاعف عدد المسلمين في سويسرا 30 مرة خلال السنوات العشر الأخيرة ليصل إلى 380 ألفا من إجمالي عدد السكان البالغ 7.3 ملايين نسمة. ويدين 96% من السويسريين بالمسيحية (روم كاثوليك أو بروتستانت).


http://islamonline.org/images/Arabic/Templates/slogo.gif (http://islamonline.org/Arabic/news/2006-03/04/article04.shtml)