المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية 70 ألف قزم في مصر يؤسسون جمعية لانتزاع حقهم في العمل



الذئب المتوحش
05-03-2006, 07:00 AM
من أهدافها إنشاء مركز طبي وإصدار مجلة
70 ألف قزم في مصر يؤسسون جمعية لانتزاع حقهم في العمل


http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-03-04/Pictures/0403.MIS.p30.n700.jpg
قزم يستعد لركوب الدراجة

القاهرة: جمال إسماعيل
مأساة كبيرة يعيشها 70 ألف قزم في مصر بسبب النظرة الاجتماعية المتدنية لهم التي دعمتها وسائل الإعلام التي تستعين بهم في لقطات كوميدية ساخرة لتنتزع الضحكات من شفاه الجماهير وكأنهم كائنات متحفية غريبة على المجتمع، مما دفع معظمهم إلى الانطواء حيث اعتزلوا المجتمع لحماية أجسامهم من نظرات الآخرين هذه النظرة السيئة كانت دافعاً لهم لتأسيس أول جمعية في مصر والعالم العربي للأقزام ، تهدف إلى تأهيل هذه الفئة وتوفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لها.
رئيس جمعية قصار القامة المصرية حسن بخيت عبر عن معاناة الأقزام باعتبارهم فئة مطحونة في المجتمع لا يشعر أحد بوجودهم ، وقال " الأقزام في مصر وصل عددهم إلى 70 ألف شخص، والجمعية تضم في عضويتها حتى الآن 200 شخص من قصار القامة تهدف إلى تغيير هذه النظرة لكسر حاجز الخوف الرهيب الذي يصيب الأقزام من الاختلاط بأفراد المجتمع ، مما يدفعهم في أحيان كثيرة للاعتزال في المنزل، ورفض الخروج إلى الشارع الذي يسخر منهم ويستهزئ بهم".
وأضاف بخيت أن الجمعية تسعى إلى إدماجهم في المجتمع بصورة إيجابية وتمنع حالات التسرب من مراحل التعليم وتكسر حالة الجمود التي يعيشونها بتنظيم لقاءات جماعية معهم ورحلات ترفيهية مجانية لتحسين حالتهم النفسية، وفي الوقت نفسه تخاطب جميع الجهات الحكومة والمؤسسات في الدولة بصورة رسمية لإيجاد حلول سريعة لمشاكلهم وتوفير فرص عمل حقيقية لهم.
وأشار إلى أن الجمعية بصدد إنشاء مركز طبي لرعاية الأقزام صحيا وفي مختلف التخصصات وإنشاء بنك خاص للمعلومات عن قصار القامة وأماكن و جودهم وإصدار مجلة خاصة بهم يحررونها بأنفسهم يعبرون فيها عن مشاكلهم وأحلامهم وطموحاتهم في تقبل المجتمع لهم وهم على هذه الصورة التي ليس لهم ذنب فيها، وتطوير ملكاتهم في استخدام الكمبيوتر لأنه المجال الوحيد الذي يناسب ظروفهم.
وعن مشاكل الأقزام يقول بخيت إنها تتركز في ارتفاع نسب البطالة بينهم بنسبة 95% ، وعدم اعتراف الدولة بهم كمعاقين، وبالتالي حرمانهم من نسبة الـ 5% التي يحظى بها المعاقون في الحصول على فرصة عمل، أيضاً استهزاء وسائل الإعلام بصورها المختلفة بهم وتقديمهم في صورة هزلية لإضحاك الجمهور، مما يعرضهم للخجل أمام أنفسهم وأولادهم.
وقال رئيس جمعية قصار القامة المصرية "يعاني الأقزام من عدم التفات الدولة لمشاكلهم وعدم مراعاتها لظروفهم، إذ يتعرضون لمتاعب كثيرة أثناء التعامل مع الشارع، فالأرصفة مرتفعة بشكل يعوقهم عن تسلقها، فضلاً عن ارتفاع سلالم المترو ووسائل المواصلات المختلفة، مما يعرضهم لمتاعب شديدة وحرج أمام الآخرين وقلة حيلة في الوقت نفسه، بخلاف ارتفاع معدلات العنوسة بينهم نظراً لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح أنه عن طريق الجمعية يسعي الأقزام لتوصيل أصواتهم إلى المسؤولين ، ورفع المعاناة عنهم بتوفير مساكن خاصة بهم لا تزيد على الدور الأرضي أو الأول وتخصيص محال للملابس والأحذية لهم لعدم عثورهم على ما يناسبهم منها فيلجأون إلى محال ملابس الأطفال التي تلائم أحجامهم ، ولكنها بالتأكيد لا تناسبهم في أشكالها وألوانها.
ورغم أن هؤلاء الأفراد غير منعزلين عنا ويعيشون بيننا فإن عدداً قليلاً من الأشخاص هم الذين يقدرون معاناتهم ويشعرون بمشكلاتهم ، بل ويسهمون في حلها وهو ما حدث مع محمد عبد الرحيم عندما راودته فكرة افتتاح مقهى مخصص للأقزام بحيث يكون رواده والعاملون فيه من هذه الفئة التي تعاني كثيراً بسبب عدم توافر فرص عمل، وبالفعل تم افتتاح المقهي في أبو ظبي حيث كان يعمل هناك، وعندما عاد إلى مصر طبق الفكرة نفسها في مدينة نصر، وراعى في تصميمه للمقهى أن يناسب قصار القامة، حيث اعتمد على طاولات وكراسي قصيرة حتى لا يجدوا أي مشاكل في التعامل معها، وذاع صيت المقهى الذي يضم أكثر من 15 عاملاً من الأقزام ، حتى إنه أصبح مقصداً للأسوياء أيضا الذين يذهبون إليه ليستمتعوا بأوقاتهم مع قصار القامة من العاملين أو الرواد.
المقهى ساعدهم على الاندماج في المجتمع بعد أن كانوا يعيشون في عزلة، ويغلقون على أنفسهم الأبواب خوفاً من الناس، لهذا يتمنى بخيت تعميم الفكرة وتغيير النظرة لهذه الفئة حتى يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي