المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص القرأن



حبر الإسلام
09-03-2006, 07:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

هذه سلسه جديده من القصص وهو بعنوان < قصص القرأن>

وهى للكاتب الدكتور حامد أحمد الطاهر

وسنبدأ بقصه

{قابيل وهابيل}

عصى أدم ربه وأكل من الشجره التى حرمها الله عليه فى الجنه وهبطت معه حواء الى ألأرض حين أكلت هى

ألأخرى من هذه الشجره وراح الشيطان يضحك منهما بعد أن نجح فى الوسوسه لهما فطرد هو ألأخر من الجنه

فهبط ثلاثتهم الى ألأرض وأحس أدم وحواء بالندم على عصيانهم الله تعالى وأما الشيطان فقد كان فرحا بأنه

أضل أدم وحواء وعلم أدم وقتها أن الشيطان عدو له ولذريته من البشر جميعا

وكان أدم قد نزل على جبل فى بلاد الهند أما حواء فكانت قد هبطت على جبل فى أرض الحجاز ولم يكن أحدهم

يعرف طريق ألأخر ولم يكن على ألأرض سواهما فبكى أدم وتاب الى ربه وهكذا فعلت حواء وقبل الله توبتهما

ووعدهما بالعوده الى الجنه مره أخرى لكن لازال كل منهما وحيدا على سطح هذه ألأرض الواسعه فراح أدم

ينظر فلا يرى أحدا وينادى فلا يسمع ألا صوته هو وتذكر يوم أن كان فى الجنه وكانت الملائكه تطوف حول

عرش الله وتسبحه وتقدس له فقال أدم:

يارب وحدى أنا الذى أسبحك فى هذه ألأرض الواسعه أليس من أحد أخر يسبح لك؟

فوعده الله تعالى أن يجعل من ذريته وأبنائه من يسبحون بحمد الله ويبنون المساجد للصلاه ولذكر الله تعالى وأن

من هذه المساجد سيكون مسجد بيت الله الحرام يحج أليه الناس ويطوفون به ويأتون أليه من كل فج عميق وهو

أول بيت يبنى فى ألأرض

فقال أدم: يارب وأين هذا البيت الحرام العتيق؟

فأخبره الله تعالى أنه بمكه بلد الله الحرام

وأحس أدم بالشوق والحنين لزياره بيت الله الحرام بمكه فلما علم الله صدقه أمره أن يذهب الى مكه

حيث بيت الله الحرام ليطوف به ويذكر ربه عنده

الى اللقاء فى الحلقه القادمه بأذن الله

حبر الإسلام
09-03-2006, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم


وجرى أدم وأشتد جريه وهو يتمنى أن يطوف حول بيت الله كما كانت ملائكه الله تطوف بالبيت المعمور فى السماء

وحول عرش الله تعالى كأنما نبت لأدم ريش وجناحان فوصل سريعا الى مكه وهناك من بعيد رأى ظلا لأنسان أخر

فلما أقترب تيقن أنها أمرأه فأسرع نحوها وقلبه يكاد يقفز من بين أضلعه فقد لقيها أخيراأنها حواء

ولقد كان أللقاء بمكه على جبل من جبالها تعارفا على قمته فسمى <عرفات>

وأنطلق أدم وحواء الى بيت الله الحرام بمكه فوجداه ياقوته واحده فطافا به وذكرا ألله كثيراثم بدأت رحله العوده

الى بلاد الهند حيث هبط أدم من الجنه

كانت رحله ممتعه رائعه وكان فرح أدم بتوبه الله عليه عظيما ولكنها الحياه تعب كلها فلقد بدأت المتاعب

ففى الجنه لم يعرف أدم وحواء جوعا ولاعطشا أما على وجه ألأرض فالجوع والعطش عنوانان لبطن ألأنسان

لقد شعرأدم وكذلك شعرت حواء بألام فى البطن ولم يستطع أدم أن يمشى بل لم يقدر على النوم وراحت رأسه تدور

وعيناه لاتريان جيدا

فنزل جبريل فأذا بأدم يصف له مايشع ر به من ألا م فقال : جبريل

هذا هو الجوع ياأدم

فقال أدم متعجبا: الجوع؟فماذا أفعل؟

فقال أدع الله أن يطعمك ويشبعك وسالت دموع أدم وعباراته على خديه عندما تذكر نفسه فى الجنه يأكل من شجرها

ويشرب من مائها

فياله من نعيم زال؟ ويالها من راحه ذهبت ومضت دعا أدم ربه وفعلت حواء نفس الشئ

ولكن لم يسكت صراخ البطن وزراد الصريخ وعلا وأرتفع حتى كاد الجوع أن يتحول الى قاتل يزهق روح أدم وحواء

فاشتدا فى الدعاء وأبتهلا الى الله ونزل جبريل ومعه حبات من قمح فقال لأدم بعد أن وضع الحبات فى يديه:

هذا طعامك ياأدم هذا الذى أخرجك من الجنه ففرح أدم فرحا شديدا فقال: أكله ألأن؟

فقال جبريل :لا بل أبذره فى ألأرض

وبذر أدم حبات القمح فى ألأرض فأنبتها الله تعالى فى لحظتها ففرح أدم وقال لجبريل : أكلها ألأن ياجبريل؟

فقال:لابل أحصدها أولا

فقال أدم: وكيف الحصاد؟ فعلمه جبريل كيف يحصد القمح فراح أدم يحصد حبات القمح والجوع يكاد يقتله وليس له حيله

ألا أن يفعل ما يأمره به جبريل وأنه لينظر لحواء التى تبكى من شده الجوع هى ألأخرى فيعمل أكثر وأكثر وأنتهى

أدم من الحصاد فحمد ربه ثم قال جبريل:

ألأن أكل أنا وحواء

فقال جبريل : لا ولكن أفرك الحب أولا

فقال أدم والتعب يكاد يقتله ... وكيف أفرك؟

فعلمه جبريل كيف يفرك الحب ففركه سريعا وظن أدم أن موعد ألأكل قد حان بعد أن فرك البذور ألاأن جبريل سريعا

ماقال له : اذره <أى فرق مابين الحب الذى يؤكل والذى لايؤكل>ألأن

فعلمه جبريل فبدأ أدم يذور القمح وحبات العرق تتنزل من جبينه على أنفه وفمه وخديه وتحول الجوع فى بطن أدم

الى وحش كاسر يعضها

وما أن أنتهى أدم حتى مد يده الى الحبات يأكلها ألاأن جبريل قال: اطحنها ياأدم أولا

فقال أدم الجائع بصوت مخنوق: وبأى شى أطحنها؟

فجاء جبريل بحجرين وضع أحدهما فوق ألأخر وقال:بهذه الرحى

وبدأ أدم فى طحن الحبوب بالرحى بين الحجرين

وبدأت أنفاس أدم تتفطع وهو يطحن الحبوب وهو لايفكر فى شئ ألافى أطعام نفسه وزجته وانتهى الطحن ومد ادم يده ليأكل

فقال جبريلك اعجنه أولا ياأدم

وأدم ألأن قد تضجر وأصابه التعب ولم يفارقه الحزن وهو يتذكر الفردوس الذى طرد منه كأنما يقول :

ياليتنى ما عصيت الله ولاأكلت من الشجره

لقد راح جبريل يعلم أدم كيف يعجن فعجن أدم القمح بعد أن صار دقيقا وبينما أدم يعجن أذا به ينظر الى جبريل :

فقال جبرىل: بعد أن تعجنه أخبرزه أولا لتأكله

فقالأدم :كيف؟ ..................زززقال: أشعل النار؟

ومن أين لى بالنار ياجبريل؟

فقال: أجمع بعض ألأغصان والفروع الجافه من ألأرض

ففعل أدم وعاد الى جبريل فأخذ جبريل حجرين فضربهما ببعضهما فخرجت شراره صغيره من النار فاحترقت ألأغصان واشتعلت النار

وأراد أدم أن يضع العجين ليختبز فأحرقته النار فتألم وصرخ ....فقال جبريل : عصيت الله فأحرقتك النار ياأدم

وصار العجين خبزا فحمله أدم وحبات العرق التى تتساقط منه تكاد تطفئ النار وألم الجوع يكاديقتله ودموع عينيه

تنهمر من فرط حزنه على خروجه من الجنه وانتهى الخبز

فقالجبريل لأدم:ألأن........زألأن كل ياأدم وحمل أدم الخبز لحواء فبدايأكلان

فلما أكلا ذهب الجوع فلما ذهب الجوع تذكر أدم وحواء طعام الجنه الشهى وتذكرا أمرالله لهما بعدم ألأكل من الشجره

وتذكرا لحظه خروجهما من الجنه فبكيا وعلا صوت البكاء

لقد أنتهت أيام السعاده والراحه فى الجنه وبدأت أيام قاسيه هى أيام الدنيا ولاعوده للجنه ألابعد الموت فيالها من

مده طويله

حبر الإسلام
10-03-2006, 01:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم


ما أقسى أيام ألأرض أذا ما قورنت بأيام الجنه هذا هو لسان حال أدم وحواء فلا زال وحدهما فى هذا السكون

الواسع يعملان ويكدحان ليس معهما معين ولامساعد وأنزل الله تعالى الى أدم شريعا وتعليما

وكان أدم يقول: أنا وحواء وحدنا لاثالث معنا فألى من تكون التعاليم والشريعه غيرنا وتذكرأدم أن الله وعده

أن أولاده سيملؤن ألأرض فانتظر متى يولد له ألأولاد

وحملت حواء وفرح أدم لأنه سيصير أبا وقاست حواء ماتقاسيه النساء فى شهور الحمل من التعب وألألم

وكادت تموت أكثر من مره قبل أن تضع مافى بطنها وجاءت الساعه الرمتقبه التى ستضع فيها حواء مافى بطنها

فوهبها الله ولدا وبنتا أى توأما من الذكر وألأنثى ونظر أدم الى ولديه فسمى الولد <قابيل > والبنت <أقليمياء>

وكانت جميله جذابه من نظر أليها لايمل من وجهها ولم تمض ألا أشهر معدودات حتى حملت حواء بذره جديده

بين أحشائها وذاقت مراره الحمل مرارا الى أن جاءها المخاض فكانت الثمره تؤاما جديدا ذكرا وأنثى فكان الولد

هو <هاببيل> والبنت <لبودا> وشب ألأبناء ألأربعه سويا فى حجر أدم عليه السلام وعلى عين ألأم الحنونه حواء

وكانت <أقليمياء> أكثر جمالا وحيويه من <لبودا> ولم يكن هذا يشغل أدم الذى أحب أولاده جميعا بغير تفرقه

وحين كبر الصغار بدأوا يساعدون أدم عليه السلام فى أعماله فاختار قابيل زراعه ألأرض وحرثها والقيام عليها

حتى ينبت الزرع فيحصده ويطعم منه عائلته وأختار هابيل رعى ألأغنام والماشيه فى الحقول الخضراء ليشربوا

من لبنها ويأكلوا من لحمها ثم تصنع من أصوافها وأشعارها وأوبارها أثاثا وملابس وأغطيه

وأما <أقليمياء> و<لبودا> فكانتا فى الدار مع حواء تخدمانها وتساعدانها فى أعمال المنزل وأجتمعت أسره أدم

حول الطعام ألا أن <قابيل> و<هابيل> كل منهما راح يسترق النظرات الى الجميله <أقليمياء> حتى فضحتهما

عيناهما التى تركزت على ألأخت الجميله ولم يخف ذلك على أدم الذى أحس ألأن أن الشابين <قابيل وهابيل>

قد أصبحا فى سن الزواج وأن عليه أن يزوجهما ولأنه لم يكن على وجه ألأرض ألا هؤلاء فقط فقد كانت شريعه

أدم ودينه يقولان بتزوج ألأخ من أخته

ولكن على شرط أن يتزوج من أخته التى لم تولد معه فى بطن واحده وبذلك يتزوج قابيل من لبودا التى ولدت مع هابيل

ويتزوج هابيل من أقليمياء الجميله التى ولدت مع قابيل وعزم أدم على أن يحث ولديه فى أمر زواجهما بعد

ألأنتهاء من الطعام وأنتهى أدم وأبناؤه من الطعام

فقال: وهو يبتسم الى ولديه: أن ألأوان لنرى أولادنا وأحفادنا فليتزوج قابيل وهابيل

وفرح الولدان وخجلت البنتان حتى احمر وجهيهما ثم تابع أدم كلماته قائلا:

فليتزوج قابيل من لبودا وهابيل من أقليمياء

وفرح الجميع ألا قابيل الذى صرخ صرخه الغاضب قائلا: لن يتزوج هابيل من أقليمياء أنها لى وحدى وأنا أحق

بها من هابيل فأراد أدم أن يهدئ من ولده فقال:

ياقابيل أن الله حرمها عليك وأنها لاتحل ألا لهابيل فأطع الله قال قابيل:

لالن أطيع ألانفسى أقليمياء لقابيل ليست لهابيل وليتزوج هابيل من لبودا وأحس قابيل بنار تتوقد فى صدره وقلبه

ونظر الى <أقليمياء> فوجدها أجمل بكثير ممن كان يراها كأنها الشمس التى أضاءت الليل ولم يكن يدرى أن

عدوه هو الذى أوقد النار فى صدره وقلبه ....................أنه الشيطان

خرج قابيل والغيظ يكاد يقتله ومشى ناظرا الى ألأرض لايعلم الى أين يريد ؟ أو الى أى مكان يذهب ويسير

ولاشئ فى عقله ألاأقليمياء ووجد الشيطان قابيل فريسه سهله فراح يوسوس له ويتسلل الى قلبه قائلا:

هابيل............ذلك الذى يفضله عليك أدم ويحبه وسيزوجه الجميله أقليمياء تاركا أياك مع القبيحه لبودا

وراح الشيطان يزيد من نار العداوه ويشعلها فيقول لقابيل: هابيل الراعى الذى لايتعب فى شئ وقابيل الفلاح

الذى يصحو مبكرا ويرعى ألأرض ويحرثها ويحصد الحب ويفركه ويذوره ........ثم بعد ذلك يزوجونه لبودا

القبيحه ويفوز هابيل بأقليمياء ليس هذا بالعدل

ونسى قابيل أن لكل عمل له متاعبه ومشاقه وأن راعى الغنم يتعب فى رعى أغنامه وهو الذى يحافظ عليها من

الذئاب ويداوى المريض منها ويسقيها ويطعمها ويتعهدها بالرعايه

ولكن علا صوت الشهوه وأرتفع وأقسم قابيل أن أقليمياء له وحده وليكن ما يكون وعاد الى بيته فوجد أباه لايزال

مستيقظا وعلامات الحزن على وجهه فقد تسلل الشيطان الى ولده وهو يحب قابيل وهابيل على قدر واحد فقال أدم

ياقبيل قرب قربانا أى شئ من زرعك تهبه لله تعالى ويقرب هابيل قربانا من غنمه فأيكما تقبل قربانه فهو زوج أقليمياء

وقبل ألأثنان الفكره وأستعد ا لتقديم لقربان الى الله تعالى أما أدم فقد جاء وقت الحج فذهب الى مكه يطوف بها

فترك الهند الى مكه وأستعد ألأخوان قابيل وهابيل لتقديم القربان الى الله تعالى وكانت علامه قبول الله تعالى

للقربان أن تنزل نار بيضاء من السماء تأكله أما أذا لم يقبل الله هذا القربان فأنه يظل على ألأرض ليفسد فلايقربه

أنس ولاحيوان ولاطائر

وخرج هابيل الى غنمه وماشيته فأختار أسمنها وأجملها وأقواها ليقدمه الى ربه عز وجل فأنه يحب الله ومن أحب

الله فليقدم خير ماعنده وقد فعل هابيل

أما قابيل الذى لايحب ألا نفسه فقد خرج الى زرعه وأرضه فاختار شر ما أخرجت أرضه من حب وزرع ليقدمها

قربانا لربه فهو الذى لايحب ألا نفسه فلن يقدم لغيره ألاشر ما يملك

ووضع ألأثنان قربانهما على قمه جبل من الجبال وأنتظروا قضاء الله فيهما

ومر الوقت وهابيل يعلم أن قربانه سيقبله ربه وقابيل يمنى نفسه كذبا بأنه هو الفائز ولكن النتيجه عرفت مقدما

سيقبل الله قربان هابيل ونزلت النار من السماء بيضاء كأنها الرمح القاتل الذى يعرف صاحبه أين مرماه فأخذت

سريعا قربان هابيل فسجد لله شكرا وبقى قربان قابيل الظالم لم يتقبله الله

وسارع الشيطان بالحضور فجاء لقابيل عن يمينه وعن شماله ومن أمامه ومن خلفه ومن بين يديه صارخا فيه

أقليمياء ضاعت منك لقد دعا أدم ربه ليتقبل قربان هابيل وتركك وحدك فافعل شيئا

فصرخ قابيل فى وجه هابيل :لأقتلنك

فقال هابيل بأطمئنان وسكينه أنما يتقبل الله من المتقين لئن بسط ألى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى أليك لأقتلك

أنى أخاف الله رب العالمين أنى أريد أن تبؤ بأثمى وأسمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين

ثم أنصرف هابيل وكان هابيل أقوى من قابيل ألا أنه لم يطع الشيطان ولم يسمع له فلن يؤذى أخاه ولو كان

الثمن هو عمره وحياته

وجاءت ألأفكار السيئه الى رأس قابيل كأنها ألأمواج العاليه فى بحر مظلم لقد أنتهت كل الحيل وسيتزوج هابيل بأقليمياء

وراح يمشى فى ألأرض حيران حتى حملته قدمه الى داره فلم ينم ليليته وهو يرى أن السماء وألأرض ضده
لصالح هابيل ولعب الشيطان برأسه كما يلعب الصبيان بالكره ومر ألليل ومضى وجاء الصبح وقابيل على رأى واحد :

لأقتلنك يا هابيل

وخرج هابيل يرعى غنمه ومن بعيد كانت عينا قابيل تراقبه وبينما هابيل منهمك فى عمله أذ جاء قابيل بصخره

كبيره من ورائه فضربه على رأسه فسالت دماؤه وخر قتيلا

وأنفجر الشيطان ضاحكا قد كسب جوله جديده فى معركه ضد أدم أخرجه أولا من الجنه ثم هاهو ألأن يشهد قتل

ألأخ لأخيه وصار قابيل أمام جسد هابيل الميت بلا حركه وما يدرى ما الذى سيفعله

فحمل جسه أخيه على كتفه وظل يمشى لايعلم ما العمل؟ وبينما هو تعب قد أعياه المسير أذ رأى غرابين يقتتلان

حتى قتل أحدهما ألأخر فأذا بالقاتل يحفر حفره فى ألأرض ليضع فيها المقتول فعلم قابيل أن الل قد بعث له هذين

الغرابين فبكى وقال: ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءه أخى

ثم قام الى ألأرض فحفر الى أخيه ووضعه فيها ليكون أول قبر فى ألأرض لأول قتيل يحفره أول قاتل

فلقد قتل قابيل سدس سكان ألأرض فى ذلك الوقت

وعاد أدم من حجه ليجد أحد أولاده قتيلا وألأخر قاتلا فأذا بالأرض لاتمتص دماء هابيل والنبات ينبت له الشوك

بعد أن كان من غير شوك والحيوانات تفر من ألأنسان بعد هذه الجريمه البشعه

ورأى أدم ولده قابيل قد أخذ أقليمياء وجرى بها بعيدا فقال:

أذهب غضب الله عليك وغضبى عليك وعلى من يفعل مثلما فعلت

لقد كان الجزاء من جنس العمل فقد قتل قابيل أحد أولاده وصار كل قتيل يقتل على وجه ألأرض يضاف ذنب

قاتله الى قابيل لأنه القاتل ألأول

أما أدم فقد أعطاه الله ولدا مباركا هو <شيث> عليه السلام فانتصر الخير على الشر

{واتل عليهم نبأ ابنى أدم بالحق وأذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من ألأخر قال لأقتلنك قال أنما يتقبل

الله من المتقين <27> لئن بسط الى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى أليك لأقتلك أنى أخاف الله رب العالمين <28>

أنى أريد أن تبؤ بأسمى وأسمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين <29> فطوعت له نفسه قتل أخيه

فقتله فأصبح من الخاسرين <30> فبعث الله غرابا يبحث فى ألأرض ليريه كيف يوارى سوءه أخيه قال ياويلتى

أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءه أخى فأصبح من النادمين} <المائده :27_31>

حبر الإسلام
10-03-2006, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم


<هاروت وماروت>

حيث الملكوت ألأعلى وفى السماوات أجتمعت ملائكه الرحمن يتهامسون ويتذكرون يوم أن قال الله تعالى لهم:

أنى جاعل فى ألأرض خليفه

فقالوا وقتها : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الماء الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك

فقال الله تعالى : أنى أعلم ما لاتعلمون وعلم الله تعالى أدم ألأسماء كلها وأسكنه الجنه وخلق له حواء لتكون

زوجته وشريكته حتى عصى أدم ربنه فأهبط الى ألأرض وكثر عدد أبناء أدم من البشر بعد أن تكارثوا وأزداد

نسلهم وعددهم وصارت ألأرض مليئه بالذنوب

فخلفاء الله فى أرضه عبدوا ألأصنام التى صنعوها من الحجاره وسجدوا لها وراحوا يملاؤن أيامهم باللهو حتى

قتل ألأنسان أخاه وسرقه وظلمه كل هذا والملائكه تكتب أعمال بنى أدم فى صحف صارت أسود من الليل الشديد

الظلام قالت الملائكه :

هؤلاء هم خلفاء الله فى أرضه يعصونه وكيف هذا وهو سبحانه الذى أختارهم ؟

فقال الله تعالى: لو خلقتكم مثلهم لفعلتم مايفعلون

فقالت الملائكه : يارب سبحانك ماكان لنا أن نعصاك .......فقال الله تعالى : أختاروا ملكين منكم

فاختارت الملائكه هاروت وماروت وهما من خير الملائكه عباده لله تعالى على أرض بابل <دوله عظمى قديما كان لها حضاره ويسمى أهلها البابليون ومكانها ألأن فى بلاد العراق>

كان الجمال يسير جنبا الى جنب مع الفتنه فالخمور فى كل مكان وأصوات الموسيقى من الحانات المليئه بالفساد والفاحشه

وهاهى جماعه من الناس تلتف حول جاريه ترقص وتغنى وأخرون يغافلون الناس ويسروقونهم أثناء أنشغالهم

بمشاهده الرقص والغناء كان كل هذا على مرأى ومسمع من هاروت وماروت فقد نزلا الى ألأرض بأذن الله بعد

أن صار كل منهما أنسانا كبقيه بنى أدم جميعا فيه حب الشهوه للطعام والشراب والزواج لقد كانت بابل هى

المدينه الوحيده التى يمكن أن ينزل بها هاروت وماروت فهما لايزالان يحتفظان بجمالهما الملائكى ويباضهما

الذى يبهر القلوب والعيون ولو نزلا فى مكان أخر لما تركهما الناس ولصارا فتنه ولكن بابل مدينه الفتنه

والجمال بحق وبعد طول مسير أحس هاروت بالتعب فقال:

أحس بشئ فى صدرى وأخر فى رأسى وكأنى جسدى جبل لاتستطيع قدماى أن تحمله من شده ثقله

فقال ماروت: وكأنك تصف ما أشعر به أنا ألأخر ولكن ألما أخر أشد فى بطنى

فقال هاروتك أنه صوت الجوع ياصديقى لقد أصبحنا بشرا بعد أن كنا ملائكه لانأكل ولانشرب بل نسبح الله

ونقدسه ونظر هاروت الى السماء كأنما يدعو ربه أن يطعمه وأذا برائحه شواء لحم تنبعث فتدخل فى أنفيهما

فتملأهما فهب ألأثنان فى رحله البحث عن طعام وجالا ببصرهما حولهما حتى وجدا بعض الناس يؤكلون فاقترب

كلاهما من مكان الطعام حتى صارا على بعد خطوات من الطعام ولايزال الجوع يفعل بهما ألأفاعيل ولكن معهما

كبرياؤهما من التوسل فى بابل أو طلب الطعام ولكن كيف يعلوا فوق صوت الجوع صوت أو صيحه ؟

لقد ذهبا فجلسا بالقرب من أصحاب الطعام ينظران أليهم فرأهما الناس فدعوهما الى الطعام فجلسا يأكلان حتى شبعا

وسكت صراخ البطن وصيحته وبدأ الملكان ينظران الى من أكلوا معهم وأستوقفتهم بحسنها وجمالها وشعرها

المسدل على كتفيها ووجهها الذى يبدوا كالقمر ليله البدر أنها الزهره جميله الجميلات فى بابل ولكن سرعان

ماتذكرا أنهما قد أخطأ وأن عليهما التوبه وألأستغفار من هذا الذنب وكاد الحياء أن يقتلهما وظهر الندم ساريا على

وجهيهما ولكن ما أن يذهب الندم حتى تعود الشهوه مره أخرى فيطيلان النظر الى الذهره ويصرخ فى صدر

كل منهما صوت ألأيمان فيعلوا فيستغفران الله تعالى

حبر الإسلام
13-03-2006, 01:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم



وكان الحل ألأوحد أن ينصرفا من هذا المجلس فقاما سريعا يستغفران ربهما وبعد أن أبتعدا قليلا بدأ كل منهما

يحس برغبه شديده فى النظر أليها فالتفتا ولكن سرعان ما عادا الى السير مره أخرى سار هاروت وماروت

صامتين لايتكلمان ولكن سؤالا واحدا يفرض نفسه عليهما :

ما هذا الذى فعلاناه ؟ عصينا الله تعالى ونظرنا الى ماحرم علينا فنظر هاروت الى ماروت وقال :

نفس البشر الخبيثه تدفعنى الى أن أعصى الله فيالخبيث نفس البشر فقال ماروت لعلك تشعر بما أشعربه ألأن

نعم وأخاف أن يكون مصيرنا الىالنار مثل أولئك العاصين لا...........لاتخف سنهزم هذه الشهوه

سنقر تلك النفس سنتغفر الله ونتوب أليه ومضى الملكان الى مكان بعيد عن البشر حيث لامعصيه وبدأت الشمس

فى المغيب حتى صارت قرصا أحمر كأنه الذهب ألأحر الخالص ثم بدأت تزول حتى مابقى منها شئ وهجم الليل

بظلاله على النهار وطلعت نجومه فى السماء حتى صارت تملؤها فى مهرجان سماوى رائع

وكان هاروت وماروت قد غرقا فى الصلاه والتسبيح لله تعالى يستغفرانه عما فعلا من الذنوب

وأشتدت ظلمه الليل وأستعد الكون للنوم ولازال الملكان فى صلاتهما ولم يفق كل منهما ألا على صوت الريح

التى راحت تزمجر كأنها عويل المرأه الثكلى فى صغيرها وذاق الملكان شعورا جديدا من المشاعر ألأنسانيه

الرعب

ثم عرفا البرد حين أقشعر جسدهما من شده البرد والريح فقرارا الدخول مره أخرى الى المدينه حتى يقضيا على

الرعب والبرد وانطلق الملكان

قال هاروت : لقد عاد تاره أخرى

فقال : ماروت من الذى عاد ؟

الجوع ياصاحبى وحش كاسر يعض فى بطنى .... أه صرنا عبيد لبطوننا الويل لهذه البطن التى لاتعرف الشبع

قال : هاروت : فلنبحث عن طعام

ماروت: وأذا وجدنا طعاما وشبعنا ألن نجوع مره أخرى ؟

لابد من عمل أذن لنشترى طعاما .............وأى عمل نقوم به؟

دع أمرك لله وسنجد عملا أن شاء الله نرزق منه مالا وخيرا وفيرا

وأذا كانت بابل نهارا هى مدينه الفتنه والجمال فأنها بالليل مدينه السكارى يترنحون لايقوى أحدهم على حمل

نفسه من كثره شربه للخمر ومدينه الفساد الذى لاينقطع أبدا

ولمح هاروت وماروت جموعا حاشده يتوجهون نحو قصر هائل فخم فذهبا معهم حتى دخلا الى قصر كبير

كل مافيه ينطق بالعظمى والغنى فوجدا نفسيهما فى قاعه فسيحه قد مدت فيها الموائد المليئه بأشهى ألأطعمه

والفواكه الذيذه المختلفه وعلى رأس المائده جلس رجل يلبس ثياب يبدو عليها ألأناقه والثراء الفاحش

ولكن لم يلتفتا ألا الى الطعام الذى سيسكتان به هذا الجوع القاتل وأشار اليهما الرجل صاحب الثياب الفاخره

بالجلوس وألأكل ففعلا وبينما يأكلان كانت عينا الرجل تراقبهما عن قرب وقدم الخمر لهما فرفضا لأنهما

لايشربانه فدهش الرجل منهما : من أهل بابل ولايشربان الخمر فكيف؟

وسريعا فهم هاروت وماروت أن الرجل ماهو ألا ملك بابل وما حوله هم الوزراء وألأمراء وتحدث الرجل فسكت الجميع وأتجهت أنظار الجميع أليه وكان حديث الملك حول خصام ونزاع بينه وبين أحد الحاضرين

فى أرض يملكها

فالملك يريد أخذ أرضه دون وجه حق وأنتهى الملك من كلامه واستعد من فى القصر جميعا ليحكموا للملك

بدون وجه حق غير أن الملك لم يهتم ونظر الى هاروت وماروت وقال:

أحب أن يحكم ضيفانا فى هذه القضيه

ونظر الجميع أليهما وليس من شك فى أنهما سيحكمان لصالح الملك ولو كان مخطئا ولم يكن يدور بخلد أحد

منهما من الملائكه الذين لايعرفون ألا بالعدل فحكما بالعدل والحق وأعادا الحق لصاحبه

ولم يكتف كل منهما بهذا بل أعلنا أن الملك مخطئ ومن الظلم أن يأخذ ماليس له بغير حق

وساد الصمت القصر كله فى أنتظار قرار الملك الذى قال وبصوت عال:

قد وليتكما القضاء فى بابل

فان دام
25-05-2006, 05:14 AM
جزاك الله خير ..