Men_Tikreit
11-03-2006, 11:30 AM
رياض الحاج
بي بي سي ـ عمّان
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/999999.gif
يفترش ثلاثة عمال متعبين الارض ويستعدون لتناول طعام الغداء وسط قضبان الحديد وقطع الخشب وكميات من الحجارة.
وجبتهم مؤلفة من الخبز والجبن وبعض حبات الطماطم، يتناولونها على عجل كي يستفيدوا من الوقت المتبقي لاستراحتهم، في شرب الشاي وربما تدخين سيجارة .
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41422000/jpg/_41422168_jo1.jpg
تكلفة التصاريح مشكلة لبعض العمال
انهم مجموعة من العمال السوريين الذين جاؤوا الى الاردن للعمل في ورشة للانشاءات.
تقترب منهم وتحييهم، ثم تسألهم عما اذا كانوا مهتمين بالحديث عن وضعهم فيجيبون "كلا كلا لا نريد مشاكل".
ولاتفلح التأكيدات بأنك صحافي تريد تسليط الضوء على أوضاعهم في تبديد حذرهم.
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/o.gif
http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/right_quote.gif بعض العمالة الاردنية لا تؤمن بالعمل اليدوي وتستنكف عن ممارسة مهن معينة http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/left_quote.gif
نايف حجاية ـ صاحب مطعم
وبعد الحاح يقترب احدهم وقد بدت عليه سمات بؤس أشد من زملائه ليقول "أنا مستعد للحديث".
علي الشمري عامل انشاءات من مدينة الرقة يبلغ من العمر ثلاثين عاما. جاء الى الاردن باحثا عن فرصة عمل بسبب ضيق الحال. واستفاد من كونه معفى من تأشيرة الدخول ليجني بعض النقود التي تعينه على كفالة اسرته خصوصا بعدما ترك السعودية لخلاف مع كفيله.
ما ان يشرع علي في الاسترسال بالحديث حتى يطرأ تغيير مفاجئ على زملائه فقد تخلوا عن الحذر وبدأوا يصيحون "تحدث عن التصاريح".
هنا يتقدم عامل آخر ليشرح القضية. صبحي محمود البدر (30 عاما) يشعر بالرضا لاقامته في الاردن "فالشعب هنا طيب ومضياف" لكنه يقول ان المشكلة ان العمال الوافدين لا يحق لهم العمل من دون تصاريح، وللحصول عليها لا بد من دفع 300 دينار للعامل الواحد وهو ما يفوق قدراته.
ولذلك فان صبحي يعمل شهرين الى ثلاثة في الاردن ثم يعود الى بلاده وهكذا دواليك تجنبا لاستخراج تصريح العمل.
صبحي يمثل نموذجا لعشرات الآلاف من العمالة الوافدة في الاردن. معظم هذه العمالة عربية من مصر والعراق وسوريا. لكن ثمة وافدين أجانب من الفلبين والصين وسريلانكا.
ولا توجد أرقام دقيقة للعمال الوافدين في الاردن. بعض الاردنيين يقدر عددهم بنحو مئتي ألف في حين يرفع البعض الآخر العدد الى نصف مليون.
ويشرح الدكتور حسين الشخاترة مدير عام الاحصاءات العامة ذلك بالقول ان هيئته تجمع معلومات عن العمالة التي تقيم مع اسر او في مبان معروفة لكنها لا تستطيع احصاء العمال الذين يبيتون مثلا في المزارع او في مبان قيد الانشاء.
ويقول الشخاترة ان ارقام وزارة العمل اشارت الى ان 261 ألف عامل اجنبي حصلوا على تصاريح عمل في العام 2005.
وتزداد معرفة اسباب انتشار العمالة الوافدة الحاحا، في ضوء ان الاردن ليس بلدا غنيا مقارنة بدول اخرى في المنطقة وترتفع فيه البطالة الى معدلات عالية.
بين الاردن والخليج في احد مطاعم عمان الغربية ، انهمك عاملان مصريان في تحضير وجبات الشواء فيما كان رب العمل الاردني ينتظر وصول الزبائن لتناول الغداء.
احد هذه العاملين يدعى محمود ثابت نصر (25 عاما) وهو من صعيد مصر.
جاء محمود الى الاردن منذ اكثر من عام ليستفيد من قوة العملة الاردنية ويجمع نقودا لتوفير حياة كريمة لاهله.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41425000/jpg/_41425856_jo2.jpg
"اوفر في الاردن اقل مما لو عملت في الخليج"
لكن محمود يؤكد ان المبالغ التي يرسلها ليست كبيرة اذا ما قورنت بالعمل في احدى دول الخليج.
يقول محمود ان الناس في الاردن يتعاملون معه في الغالب بشكل حسن ولا يترددون في مساعدته اذا ما احتاج مثلا الى استصدار تصريح عمل.
لكنه لا يخفي انه يتعرض احيانا الى مضايقات تصل الى حد الشتائم "من دون أي سبب".
"وصفة مثالية" كان صاحب المطعم نايف حجاية (40 عاما) يستمع الى محمود وهو يتحدث فأراد ان يعقّب.
نايف قال انه ما وصفه ب"تكاسل" بعض العمال الاردنيين هو الذي دفعه للجوء الى العمالة الوافدة. "بعض العمال هنا يريدون مكتبا ولا يؤمنون بالعمل اليدوي ولذلك يستنكفون عن التنظيف وخدمة الزبائن".
نايف اكد انه اعطى 210 دنانير شهريا لبعض العمال الاردنيين لكن التجربة انتهت بالفشل في حين انه يدفع 150 دينارا فقط الى العمال الوافدين الذين يعملون لساعات اطول من العمالة المحلية.
ولا ينسى نايف ان يصف العمالة الوافدة بأنها "مطواعة وتسمع الكلمة فهي جاءت الى هنا للعمل والعمل فقط".
وصفة مثالية اذا لارباب العمل: نقود اقل وساعات عمل أطول والاهم ان بعض العمالة الوافدة لا تقول "لا".
وما رأي العمالة الاردنية في منافسة نظيرتها الوافدة؟
بلال احمد سائق سيارة اجرة اردني لا يخفي تعاطفه مع العمالة الوافدة التي جاءت الى الاردن لتحصيل الرزق.
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/o.gif
http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/right_quote.gif بعض العمالة الوافدة لا تنال كل حقوقها اذ تعمل ساعات اطول وتحصل على رواتب اقل http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/left_quote.gif
باسم السالم ـ وزير العمل الاردني
لكن بلال يعتبر ان العمالة الوافدة تؤثر على اولاد البلد من حيث المنافسة في سوق العمل وتضر الاقتصاد من خلال اخراج كميات كبيرة من النقد الى بلادها.
ويتفق بلال مع نايف صاحب المطعم في القول ان بعض اولاد البلد يرفضون العمل في مهن معينة مثل
المطاعم والانشاءات والنظافة، "فقسم من هؤلاء العمال يعتبرون ان الرواتب في هذه المهن ضعيفة في حين ان البعض الآخر اتكاليون ويعتمدون على اسرهم ولا يريدون العمل برغم توفره" حسب ما يقول بلال.
رد الحكومة لكن وزير العمل الاردني باسم السالم يرفض الاتهامات الموجهة لبعض العمال الاردنيين ب"التكاسل" ويقول ان "العامل الارني يعمل في دول الخليج وغيرها بجد وكفاءة".
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41424000/jpg/_41424332_jor5.jpg
الانشاءات قطاع يزداد نموا في الاردن
لكنه يشير الى ان العامل الاردني غير مستعد للقيام ببعض المهن بسبب تدني الرواتب وسوء ظروف العمل وعدم حصول العمال على التدريب الضروري.
لكن ذلك قد يتغير في حال تبدل الشروط، بحسب السالم الذي يضرب مثلا على ذلك بالقول ان امانة عمان الكبرى رفعت رواتب عمال النظافة فاحتلت العمالة الاردنية معظم الشواغر في هذا المجال.
السالم يعتبر ان العمالة الوافدة ستواصل وجودها في الاردن "وليس لدينا مشكلة معها بل مشكلتنا مع البطالة".
وهل تعتبر العمالة الوافدة سببا من اسباب البطالة في الاردن؟ يرد السالم بالايجاب ويقول ان السبب في ذلك ان بعض ارباب العمل يستغلون العامل الوافد ولا يعطونه كل حقوقه.
ويشرح انه في بعض الحالات يحصل العمال الوافدون "على رواتب متدنية ويعملون ساعات عمل اطول من دون اجر اضافي ولا يتم تسجيلهم في الضمان الاجتماعي، وهذا مخالف للقانون الاردني".
ويشير السالم الى ان واجب الوزارة هو التأكد من ان كلا من العامل الوافد والعامل الاردني يحصلان على فرص متكافئة، مضيفا ان "عددا من الحالات المماثلة وصلت الى الوزارة وخالفنا اصحابها واعطيناهم انذارات".
بي بي سي ـ عمّان
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/999999.gif
يفترش ثلاثة عمال متعبين الارض ويستعدون لتناول طعام الغداء وسط قضبان الحديد وقطع الخشب وكميات من الحجارة.
وجبتهم مؤلفة من الخبز والجبن وبعض حبات الطماطم، يتناولونها على عجل كي يستفيدوا من الوقت المتبقي لاستراحتهم، في شرب الشاي وربما تدخين سيجارة .
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41422000/jpg/_41422168_jo1.jpg
تكلفة التصاريح مشكلة لبعض العمال
انهم مجموعة من العمال السوريين الذين جاؤوا الى الاردن للعمل في ورشة للانشاءات.
تقترب منهم وتحييهم، ثم تسألهم عما اذا كانوا مهتمين بالحديث عن وضعهم فيجيبون "كلا كلا لا نريد مشاكل".
ولاتفلح التأكيدات بأنك صحافي تريد تسليط الضوء على أوضاعهم في تبديد حذرهم.
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/o.gif
http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/right_quote.gif بعض العمالة الاردنية لا تؤمن بالعمل اليدوي وتستنكف عن ممارسة مهن معينة http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/left_quote.gif
نايف حجاية ـ صاحب مطعم
وبعد الحاح يقترب احدهم وقد بدت عليه سمات بؤس أشد من زملائه ليقول "أنا مستعد للحديث".
علي الشمري عامل انشاءات من مدينة الرقة يبلغ من العمر ثلاثين عاما. جاء الى الاردن باحثا عن فرصة عمل بسبب ضيق الحال. واستفاد من كونه معفى من تأشيرة الدخول ليجني بعض النقود التي تعينه على كفالة اسرته خصوصا بعدما ترك السعودية لخلاف مع كفيله.
ما ان يشرع علي في الاسترسال بالحديث حتى يطرأ تغيير مفاجئ على زملائه فقد تخلوا عن الحذر وبدأوا يصيحون "تحدث عن التصاريح".
هنا يتقدم عامل آخر ليشرح القضية. صبحي محمود البدر (30 عاما) يشعر بالرضا لاقامته في الاردن "فالشعب هنا طيب ومضياف" لكنه يقول ان المشكلة ان العمال الوافدين لا يحق لهم العمل من دون تصاريح، وللحصول عليها لا بد من دفع 300 دينار للعامل الواحد وهو ما يفوق قدراته.
ولذلك فان صبحي يعمل شهرين الى ثلاثة في الاردن ثم يعود الى بلاده وهكذا دواليك تجنبا لاستخراج تصريح العمل.
صبحي يمثل نموذجا لعشرات الآلاف من العمالة الوافدة في الاردن. معظم هذه العمالة عربية من مصر والعراق وسوريا. لكن ثمة وافدين أجانب من الفلبين والصين وسريلانكا.
ولا توجد أرقام دقيقة للعمال الوافدين في الاردن. بعض الاردنيين يقدر عددهم بنحو مئتي ألف في حين يرفع البعض الآخر العدد الى نصف مليون.
ويشرح الدكتور حسين الشخاترة مدير عام الاحصاءات العامة ذلك بالقول ان هيئته تجمع معلومات عن العمالة التي تقيم مع اسر او في مبان معروفة لكنها لا تستطيع احصاء العمال الذين يبيتون مثلا في المزارع او في مبان قيد الانشاء.
ويقول الشخاترة ان ارقام وزارة العمل اشارت الى ان 261 ألف عامل اجنبي حصلوا على تصاريح عمل في العام 2005.
وتزداد معرفة اسباب انتشار العمالة الوافدة الحاحا، في ضوء ان الاردن ليس بلدا غنيا مقارنة بدول اخرى في المنطقة وترتفع فيه البطالة الى معدلات عالية.
بين الاردن والخليج في احد مطاعم عمان الغربية ، انهمك عاملان مصريان في تحضير وجبات الشواء فيما كان رب العمل الاردني ينتظر وصول الزبائن لتناول الغداء.
احد هذه العاملين يدعى محمود ثابت نصر (25 عاما) وهو من صعيد مصر.
جاء محمود الى الاردن منذ اكثر من عام ليستفيد من قوة العملة الاردنية ويجمع نقودا لتوفير حياة كريمة لاهله.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41425000/jpg/_41425856_jo2.jpg
"اوفر في الاردن اقل مما لو عملت في الخليج"
لكن محمود يؤكد ان المبالغ التي يرسلها ليست كبيرة اذا ما قورنت بالعمل في احدى دول الخليج.
يقول محمود ان الناس في الاردن يتعاملون معه في الغالب بشكل حسن ولا يترددون في مساعدته اذا ما احتاج مثلا الى استصدار تصريح عمل.
لكنه لا يخفي انه يتعرض احيانا الى مضايقات تصل الى حد الشتائم "من دون أي سبب".
"وصفة مثالية" كان صاحب المطعم نايف حجاية (40 عاما) يستمع الى محمود وهو يتحدث فأراد ان يعقّب.
نايف قال انه ما وصفه ب"تكاسل" بعض العمال الاردنيين هو الذي دفعه للجوء الى العمالة الوافدة. "بعض العمال هنا يريدون مكتبا ولا يؤمنون بالعمل اليدوي ولذلك يستنكفون عن التنظيف وخدمة الزبائن".
نايف اكد انه اعطى 210 دنانير شهريا لبعض العمال الاردنيين لكن التجربة انتهت بالفشل في حين انه يدفع 150 دينارا فقط الى العمال الوافدين الذين يعملون لساعات اطول من العمالة المحلية.
ولا ينسى نايف ان يصف العمالة الوافدة بأنها "مطواعة وتسمع الكلمة فهي جاءت الى هنا للعمل والعمل فقط".
وصفة مثالية اذا لارباب العمل: نقود اقل وساعات عمل أطول والاهم ان بعض العمالة الوافدة لا تقول "لا".
وما رأي العمالة الاردنية في منافسة نظيرتها الوافدة؟
بلال احمد سائق سيارة اجرة اردني لا يخفي تعاطفه مع العمالة الوافدة التي جاءت الى الاردن لتحصيل الرزق.
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/o.gif
http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/right_quote.gif بعض العمالة الوافدة لا تنال كل حقوقها اذ تعمل ساعات اطول وتحصل على رواتب اقل http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/left_quote.gif
باسم السالم ـ وزير العمل الاردني
لكن بلال يعتبر ان العمالة الوافدة تؤثر على اولاد البلد من حيث المنافسة في سوق العمل وتضر الاقتصاد من خلال اخراج كميات كبيرة من النقد الى بلادها.
ويتفق بلال مع نايف صاحب المطعم في القول ان بعض اولاد البلد يرفضون العمل في مهن معينة مثل
المطاعم والانشاءات والنظافة، "فقسم من هؤلاء العمال يعتبرون ان الرواتب في هذه المهن ضعيفة في حين ان البعض الآخر اتكاليون ويعتمدون على اسرهم ولا يريدون العمل برغم توفره" حسب ما يقول بلال.
رد الحكومة لكن وزير العمل الاردني باسم السالم يرفض الاتهامات الموجهة لبعض العمال الاردنيين ب"التكاسل" ويقول ان "العامل الارني يعمل في دول الخليج وغيرها بجد وكفاءة".
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41424000/jpg/_41424332_jor5.jpg
الانشاءات قطاع يزداد نموا في الاردن
لكنه يشير الى ان العامل الاردني غير مستعد للقيام ببعض المهن بسبب تدني الرواتب وسوء ظروف العمل وعدم حصول العمال على التدريب الضروري.
لكن ذلك قد يتغير في حال تبدل الشروط، بحسب السالم الذي يضرب مثلا على ذلك بالقول ان امانة عمان الكبرى رفعت رواتب عمال النظافة فاحتلت العمالة الاردنية معظم الشواغر في هذا المجال.
السالم يعتبر ان العمالة الوافدة ستواصل وجودها في الاردن "وليس لدينا مشكلة معها بل مشكلتنا مع البطالة".
وهل تعتبر العمالة الوافدة سببا من اسباب البطالة في الاردن؟ يرد السالم بالايجاب ويقول ان السبب في ذلك ان بعض ارباب العمل يستغلون العامل الوافد ولا يعطونه كل حقوقه.
ويشرح انه في بعض الحالات يحصل العمال الوافدون "على رواتب متدنية ويعملون ساعات عمل اطول من دون اجر اضافي ولا يتم تسجيلهم في الضمان الاجتماعي، وهذا مخالف للقانون الاردني".
ويشير السالم الى ان واجب الوزارة هو التأكد من ان كلا من العامل الوافد والعامل الاردني يحصلان على فرص متكافئة، مضيفا ان "عددا من الحالات المماثلة وصلت الى الوزارة وخالفنا اصحابها واعطيناهم انذارات".