المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر الموت بالماء



Damone
11-03-2006, 03:31 PM
الموت بالماء






مازجت روحي صوت النوارس

وسوى الماء عرشك أيتها المدينة / على إيقاع اللون الأزرق البلوز

يرتب حزن العبيد أوتارا ترشح دموعا

ليبارك اللوح الأسود

تلتحفين صمتا يكلم صمتا آخر

وسماءا وورق أحبار آثمين

لم تكوني يوما خمر طين

ولا همسا لشجر الكلام الدافىء والمضيء

يسبح لأجراس الكنائس وحجارة الأيقونات

لم تأنس فبك نفوس الفقراء

قبضتك الآن المكسورة في السكر

على أي ساعد ستتوسدين غير الموت الذي حمله لك الماء؟

اغمضي عينيك في دبق الطين والبرزخين يطوقانك من كل الطرقات

كانت تقودك إلى ليالي الحانات /تذكري طفولة قد تمنحك مفاتيح صفحة الأسرار



** ** ** ** **



قهوة الموت مرة / ومر أن تودع نجمة / صفو السماء

ويرحل كأس الفردوس عن دخان المواخير / الجاحد للغيم والأقمار / المرائي والمرابي

ومن نسي الطريق إلى قداس الكنيسة / وأسأل طيورا من هالات الله جاءتني

أسأل صداقة هذه الطيور التي هي على أشجار قتبي سنينا:

لماذا يغدق ألم الماء

الأكفان بإيمان غلس الفجر

على من هم هالعون في موجه الأزرق كالموت

وينتهي دفيء الحكايا / وتنفرط حروف الابتسامة في خضاب شمس صباح ميت

في حدائق المنازل المستريحة في هدوئها يتفسخ المهد

وتصير كل مسافة جثثا

وتنتهي الأعمار في شجر الماء

( تلك مدينة تصعد من أشلاء موتاها

والماء الأسود يرجم وجه يهوذا، يوزع الأكفان والغربان على الغرقى / وتلك هي طرقات تهرب من زمن الطاعون حق عليهم القول فقضي...)

وها هي شموع سهرات الميلاد تنطفىء في شحوب

تلتقي الجثة العجوز بأختها في عمر الورد

وتنتهي طريق الساهرين في الحانات

يجدفون بأسماء الله الخضراء فلا شيء الآن

سوى الريح العتي تمد إليهم توابيت الرماد

و وردا ذابلا

و مرارة مشروخة الجوانب صفراء.

انتهى زمن الغفران

والشرفات لم تعد تطيق حنين الورد

والعطر بلا شفة يقبل الأرواح

في سورة الألواح؟

وعماء الإعصار؟

و مناديل تلتف فيها

السماء من أعلى سفينة نوح...

- يا نوح أيوقف الآن دعاءك بنو أورليانس

وعتمة الموت في سريره متجبرا...

يظهر الضوء الجرح وحده

وشموع التوبة كالمومس العمياء تلتمس فتح كوخها

لترى الضوء



** ** ** ** **



حدثتني غمامات المساء

قبل الطوفان وقبل حديث الرعد الإيليوتي

كان الماء على موعدة أن يصير جبلا

سمتا مخبفا منطفىء النجوم

على موسمين:

(أن يزهو بقوته بتسونامي وكاتاربنا)

زها وتركت تيجان بروقه ضرابا

وجذورا لصرخة ودموعا على خد اليتامى وكراسي فارغة

وسريرا بدون دفيء ومومسا تنهبها جروحها

في عصف بدون قمر أو هلال وجدارا يشهد جنة وثنية

أغرقها ماء سحاب الغفران...

في هذا الخراب المائي المنتشي في جنازات الصخب

وقتامة رداء الموج الغاضب

- إلى أين تقودين يا امرأة مومسا قادمة من الغرب

ذاك الطفل البريء كريح الربيع وتلك الصبية الصغيرة( كل الملائكة رحلت من ضماد الإحتضار/ تنتشر قناع الحيرة في مجد الماء، وجلجلة موكبه تنتشر نهارات النور...)

على أين سينتهي خطوك

ولا يقدر النهار على إضاءة الليل

يلغي الماء كل شيء في القبر المائي

وحسرة الطحالب...

هم الآن موتى، كأن اسمي ودعواتي وصلاتي على شفاههم تطير كلوح وثني...

تخرج روحهم ورقا أصفرا

وتستوي على الماء

وبدون بريق النجم أو سهرة النوارس



** ** ** ** **

يظل الحنيم لرائحة الذكريات

كرسيا أعرج

بمقهى البحارة

يستفيضون في الحديث عن أنواع النبيذ

عن البحر لما يستحبل نعشا وقبرا

ونديما يقدم الموجة كأسا

تروي شاربها موتا

وأغنية عصافير ميتة

لا وقت للحديث عن مجداف

يوصل بعرقه إلى شواطىء الصبح

ورعشة الندى

قضي الأمر وحال الموج

بين الكأس المتورم

وريحانية الله...

كل المنازل تجر في خطوات الماء العاتي





نورالدين الدامون

القصر الكبير




:reporter: :reporter: :reporter:

جِهَاد و كَفَى
11-03-2006, 05:37 PM
السلام عليكم ..

جيد جداً ..

بل رائعة ..

لكن سيدي ألا ترى أنها في منتدى النثر أفضل .. فهي ليست قصيدة تفعيلة ..

إلا إذا كن من المؤمنين بشيء اسمه قصيدة النثر و هذه القصائد ليست بقصائد فالشعر شيء و النثر شيء أما خلط المفهومين ليصبحا بوتقة واحدة تدعى إبداع فهذا لا نقبل به

دمت بخير

BuTtErFlY lOvE
12-03-2006, 03:43 PM
ماشاء الله كلمات جميله..
وتشبيهات رائعه..
أتمنى ان ماتحرمنا من جميل قلمك..
في حفظ الله الكريم..