الذئب المتوحش
12-03-2006, 12:59 PM
بعد الهزات العنيفة التي تعرض لها العراق في الآونة الأخيرة ، وصعود مؤشر الفتنة الطائفية ، والتجليات الكثيرة لذلك الصعود على المشهد العراقي من قتل للأبرياء ، وتفجير وحرق للمساجد ، وانتشار مظاهر الفوضى وغياب الأمن في
معظم مناطق ومدن العراق ، تدخل البلاد بذلك مرحلة خطيرة وحاسمة ، تحتاج من جميع القوى السياسية إعادة النظر في الخطاب والأولويات ، والتكاتف من أجل الحفاظ على الدم العراقي ، والوقوف بحزم في وجه دعاة ومروجي الحرب الطائفية .
يتزامن كل ذلك مع تنامي حالة التوتر بين الفرقاء الفاعلين على الساحة العراقية ، وانسداد أفق العملية السياسية في ظل عدم التوصل لصيغة مقبولة - حتى الآن - للحكومة ترضي جميع الأطراف ، إلى جانب الفشل في اختيار رئيس للحكومة ، والاعتراضات المتزايدة على ترشيح الجعفري الذي يتهم على نطاق واسع بالطائفية .
حول هذه القضايا وغيرها ، ومستجدات الوضع على الساحة العراقية كان لنا هذا الحوار مع الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين بالعراق الدكتور مثنى حارث الضاري وذلك خلال زيارته الأخيرة للقاهرة .
وفيما يلي نص الحوار :
بداية .. ما هو واقع المقاومة العراقية بعد محاولات الاحتلال المتكررة للقضاء عليها ؟
المقاومة في تزايد مستمر يوما بعد يوم ، والدليل على ذلك هو تصريح وزارة الدفاع الأمريكية بأن حصيلة العمليات منذ إعلان نهاية الحرب في مايو 2003 وحتى نهاية عام 2005 كانت 24 ألف عملية ، أي بمعدل أكثر من 90 عملية يوميا ، هذا إلى جانب المشاهد اليومية المتكررة والعمليات التي تبثها فصائل المقاومة وهي عمليات مصورة لا يمكن إنكارها. وفي حين بدأت المقاومة العراقية في مناطق معينة بالعراق فإنها امتدت إلى مناطق واسعة بشمال وغرب وشرق العراق ، أي في منطقة تزيد مساحتها عن نصف مساحة العراق ، ومقاومة بهذا الشكل لابد أن ترهق أعدائها .
ولعل خروجَ الاحتلالِ من العراقِ أصبح مسألةَ وقتٍ، وأكاد أُجزم بأن قرار الخروج اتخذ فعلاً ، ولكن لم يحدد بعد الموعد النهائي لتنفيذه ، لأن الاحتلال أصبح على يقين بأنه في موقف حرج، وهو الآن في إطار محاولة للخروج بشكلٍ يحفظ له ماء وجهه، ولا أستبعد أن تكون الاضطرابات العرقية التي تحدث الآن هي إحدى وسائل نشر الفوضى المنظمة ، والفتنة الطائفية حتى تكون تلك الفوضى هي السبب في الخروج ،وليست قسوة المقاومة وصعوبة مواجهتها لفترة أطول من ذلك.
هل لديكم اتصال بفصائل المقاومة ؟
المقاومة في ظروف لا تسمح لها بالظهور أو التفاوض ، أو إجراء اتصالات ، فالمقاومة سرية تماما ، وهي تحظى بتأييد الشعب العراقي . خاصة وأننا يمكننا أن نقول إنها مقاومة عراقية لا تنتمي لفصيل معين أو طائفة بعينها ، فالعدو واحد وهو الاحتلال الأمريكي ، والجميع يقاتل من أجل التحرير وطرد المحتل الغاصب .
ماذا عن دور هيئة العلماء المسلمين في المقاومة ؟
الهيئة تتمسك بالمقاومة ، ولكنها تخرج من نطاق المقاومة المسلحة إلى نطاق المقاومة السلمية عن طريق الإعلام ، وكشف جرائم الاحتلال على حقيقتها ، إلى جانب حشد القوى السياسية العربية واٍلاسلامية في وجه الاحتلال ، والمقاومة المسلحة الموجودة كافية لصد الاحتلال وإلحاق الهزيمة به بحول الله .
ما هو موقفكم من استهداف الشيخ حارث الضاري ؟
نحن مبدئيا نرفض أي محاولة مس أو إضرار بأي عراقي ، وليس الشيخ حارث الضاري فقط ، وهذه هي المحاولة السابعة للاعتداء على رئيس الهيئة وباقي العلماء الرافضين لبقاء الاحتلال الأمريكي في العراق، والهيئةَ قدمت 20 شهيدًا سقطوا على يد قوات الاحتلال ، بالإضافة إلى وجود 2 من قياداتها في سجون أبو غريب وواحد غير معلوم مكانه حتى الآن، فضلاً عن 100 معتقل في سجون الاحتلال.
وهذه العملية التي تمت مؤخرا لاغتيال الشيخ الضاري هي مخطط مدبر من قبل قوات مغاوير الداخلية المعروفة من خلال ملابسها وأصوات الجنود العاملين بها ، ونحمل الداخلية مسئولية أي عملية من هذا النوع ، والقوات الأمريكية تشاركها مغاوير الداخلية العراقية يشنان في هذه الأيام حملة عسكرية على المنطقة التي يسكن بها الشيخ حارث الضاري ، وهي منطقة "زوبع" ، كما وجدت مؤخرا جثث لمدنيين مقتولين تابعين لأهالي المنطقة.
على من تلقون مسئولية الجرائم التي ترتكبها ما يسمى بـ"فرق الموت" ؟
فرق الموت التي تقتل العشرات يوميا من العراقيين هي فرق يمكن أن نسأل عنها الحكومة العراقية ، لأنها فرق تشرف عليها جهات سياسية معروفة . ويكفي أن العراقيين يفضلون أن تعتقلهم القوات الأمريكية - بكل قسوتها وجرائمها المعروفة - وذلك من شدة خوفهم من مغاوير الداخلية التي أصبحت تصدر أحكاما بالإعدام دون محاكمة أو إعلان عنها .
وأعطت واشنطن الضوء الأخضر لمثل هذه الجماعات لتفعل ما يحلو لها في العراق ، بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد حول عدم تدخل قوات الاحتلال الأمريكية بين الفئات المتصارعة في حال نشوب حرب أهلية ـ لا قدر الله ـ وأن المسئولية جميعها تقع على عاتق الجنود العراقيين ، وهم غير مدربين بشكل كافي ، إلى جانب أن منهم من ينتمي إلى فئات سياسية أو طائفية ومليشيات معروفة على الساحة العراقية .
ما هو موقفكم من المفاوضات السياسية حول اختيار رئيس للحكومة العراقية المقبلة ، وانعقاد البرلمان ؟
موقفنا من العملية السياسية برمتها موقف واضح وصريح ، نحن نرفض العملية السياسية في ظل الاحتلال، والتي لن تؤدي بدورها إلى أية نتائج فعليه على أرض الواقع ، وأضرب مثالا على ذلك الانتخابات التشريعية التي أجريت منذ ما يقرب من ثلاثة شهور ، وحتى الآن لم يعلن عن حكومة جديدة ، وأتصور أنهم لن يصلوا إلى قرار في القريب أو اتفاق حول الحكومة ، علما بأن هيئة العلماء لا تنظر إلى الأ شخاص ولكنها تنظر إلى برامج وجهود ومواقف .. وسياسات محددة لإنهاء الاحتلال .
فالقضية في هذه الفترة لا بد أن تتحول إلى قضية تحرير من قبضة الاحتلال ، والخروج من أزمة الصراع حول السلطة ، فالاحتلال يرغب في أن يصل العراق بقياداته إلى هذه المرحلة ، وينسى التفكير في قضيته الأساسية وهي وجود الاحتلال ، وينشغل بالصراع والتنافس على المناصب السياسية ، مما يعني المزيد من التمكين للمحتل الأمريكي
ماذا عن الدور العربي في العراق ؟
للأسف الشديد الدور العربي لم يرق إلى المستوى المطلوب بعد ، ونحن نناشد الدول العربية بأن تلعب دورا أكثر فعالية لنجدة العراق ، فالحرب الطائفية أو الفتنة لو بدأ فتيلها في الاشتعال بالعراق لن تكون وبالا على العراق وحده ، بل ستمتد الفتنة الطائفية إلى البلاد المجاورة ، وأطالب الدولة العربية أن تكون أكثر التزاما في القيام بدورها داخل الأراضي العراقية ، وخاصة على المستوى السياسي .
وإن اختلف الدور السياسي عن الدور الشعبي ، حيث إن الشعوب العربية ترفض بقوة احتلال العراق ، وتتظاهر في العديد من المناطق ضد الاحتلال وأنا أعتقد أنه إذا أحست الحكومات بنبض شعوبها فإنها سوف تتحرك بشكل سريع لإنقاذ العراق مما يحاك ضد حاضره ومستقبله من مؤامرات في ظل الاحتلال الأمريكي .
تتردد أنباء حول تغلغل صهيوني استخباراتي داخل الأراضي العراقية فما مدى صحة هذه الأنباء ؟
هذه الأنباء صحيحة بنسبة 100 % فالوجود الصهيوني في العراق حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها ، فالكيان الإسرائيلي هو المستفيد الأول من احتلال العراق وذلك عن طريق السيطرة على ثروة العراق النفطية وتدمير قدراته العلمية والبشرية .
وإلى جانب ذلك فإن العراق كانت تمتلك جيشا قويا ، وتكاد أن تشترك مع الأراضي الفلسطينية في الحدود مما يهدد الكيان اليهودي ، لذلك كانت إسرائيل - كما هو معروف – في طليعة المنادين بإسقاط النظام السابق وتدمير قدرات العراق العسكرية والعلمية . واليوم من المؤكد أن هناك لجنة تحقيق إسرائيلية داخل الأراضي العراقية مع المعتقلين ، إلى جانب مراكز للتجسس على الحدود العراقية على بعض دول الجوار .
أو ليس الاحتلال خلّص العراق من نظام ديكتاتوري ؟
على الرغم من أنه لا يصح أن نقارن بين سيئين ، إلا أن الوضع في ظل النظام السابق كان أفضل بكثير مما عليه العراق الآن ، لأن ما يشهده العراق في ظل الاحتلال من قتل وتعذيب واعتقالات وترويج للفتنة بين الطوائف العراقية .. أسوأ بكثير من حكم النظام السابق رغم ما شهده من تجاوزات وانتهاكات خطيرة .
تحدثتم في أحد تصريحاتكم عن مشروع إسلامي مع تعدد الانتماءات في العراق.. ما هي أبرز ملامح هذا المشروع ؟
نعم هناك مشروع تعده هيئة علماء المسلمين في العراق تحت اسم "منظومة الإصلاح والتغيير نحو حياة أفضل " وهذا بالطبع مشروع إسلامي وهو يتناول كافة جوانب التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وهو المشروع الذي يمكن أن يكون وسيلة لإعادةِ الحياة إلى البلاد ، عقب زوال الاحتلال . وهو يقوم أيضا على أساسِ أن المجتمعَ العراقي مسلم متعدد الطوائف ، كما أن العراق يمكن أن يكون محطة لاستثمارات كبيرة وهو ما يتطلب إعادة الوحدة والتفاؤل، وهو مشروع ينظم العراق كدولة مدنية، إلا أن الأهم الآن هو طرد الاحتلال ، ثم محاولة تنفيذ مشروع الإصلاح والتغيير.
ولكنه مطروح فقط بعد خروج الاحتلال من العراق ، وللجميع الحق في أن يشاركوا فيه أو يرفضوه ، فالمشروع ليس مفروضا على أحد .
لكن القضية الأساسية الآن هي التحرير ، القتال السلمي والمسلح من أجل استقلال العراق ، واستعادة السيادة الكاملة .
الشبكة
معظم مناطق ومدن العراق ، تدخل البلاد بذلك مرحلة خطيرة وحاسمة ، تحتاج من جميع القوى السياسية إعادة النظر في الخطاب والأولويات ، والتكاتف من أجل الحفاظ على الدم العراقي ، والوقوف بحزم في وجه دعاة ومروجي الحرب الطائفية .
يتزامن كل ذلك مع تنامي حالة التوتر بين الفرقاء الفاعلين على الساحة العراقية ، وانسداد أفق العملية السياسية في ظل عدم التوصل لصيغة مقبولة - حتى الآن - للحكومة ترضي جميع الأطراف ، إلى جانب الفشل في اختيار رئيس للحكومة ، والاعتراضات المتزايدة على ترشيح الجعفري الذي يتهم على نطاق واسع بالطائفية .
حول هذه القضايا وغيرها ، ومستجدات الوضع على الساحة العراقية كان لنا هذا الحوار مع الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين بالعراق الدكتور مثنى حارث الضاري وذلك خلال زيارته الأخيرة للقاهرة .
وفيما يلي نص الحوار :
بداية .. ما هو واقع المقاومة العراقية بعد محاولات الاحتلال المتكررة للقضاء عليها ؟
المقاومة في تزايد مستمر يوما بعد يوم ، والدليل على ذلك هو تصريح وزارة الدفاع الأمريكية بأن حصيلة العمليات منذ إعلان نهاية الحرب في مايو 2003 وحتى نهاية عام 2005 كانت 24 ألف عملية ، أي بمعدل أكثر من 90 عملية يوميا ، هذا إلى جانب المشاهد اليومية المتكررة والعمليات التي تبثها فصائل المقاومة وهي عمليات مصورة لا يمكن إنكارها. وفي حين بدأت المقاومة العراقية في مناطق معينة بالعراق فإنها امتدت إلى مناطق واسعة بشمال وغرب وشرق العراق ، أي في منطقة تزيد مساحتها عن نصف مساحة العراق ، ومقاومة بهذا الشكل لابد أن ترهق أعدائها .
ولعل خروجَ الاحتلالِ من العراقِ أصبح مسألةَ وقتٍ، وأكاد أُجزم بأن قرار الخروج اتخذ فعلاً ، ولكن لم يحدد بعد الموعد النهائي لتنفيذه ، لأن الاحتلال أصبح على يقين بأنه في موقف حرج، وهو الآن في إطار محاولة للخروج بشكلٍ يحفظ له ماء وجهه، ولا أستبعد أن تكون الاضطرابات العرقية التي تحدث الآن هي إحدى وسائل نشر الفوضى المنظمة ، والفتنة الطائفية حتى تكون تلك الفوضى هي السبب في الخروج ،وليست قسوة المقاومة وصعوبة مواجهتها لفترة أطول من ذلك.
هل لديكم اتصال بفصائل المقاومة ؟
المقاومة في ظروف لا تسمح لها بالظهور أو التفاوض ، أو إجراء اتصالات ، فالمقاومة سرية تماما ، وهي تحظى بتأييد الشعب العراقي . خاصة وأننا يمكننا أن نقول إنها مقاومة عراقية لا تنتمي لفصيل معين أو طائفة بعينها ، فالعدو واحد وهو الاحتلال الأمريكي ، والجميع يقاتل من أجل التحرير وطرد المحتل الغاصب .
ماذا عن دور هيئة العلماء المسلمين في المقاومة ؟
الهيئة تتمسك بالمقاومة ، ولكنها تخرج من نطاق المقاومة المسلحة إلى نطاق المقاومة السلمية عن طريق الإعلام ، وكشف جرائم الاحتلال على حقيقتها ، إلى جانب حشد القوى السياسية العربية واٍلاسلامية في وجه الاحتلال ، والمقاومة المسلحة الموجودة كافية لصد الاحتلال وإلحاق الهزيمة به بحول الله .
ما هو موقفكم من استهداف الشيخ حارث الضاري ؟
نحن مبدئيا نرفض أي محاولة مس أو إضرار بأي عراقي ، وليس الشيخ حارث الضاري فقط ، وهذه هي المحاولة السابعة للاعتداء على رئيس الهيئة وباقي العلماء الرافضين لبقاء الاحتلال الأمريكي في العراق، والهيئةَ قدمت 20 شهيدًا سقطوا على يد قوات الاحتلال ، بالإضافة إلى وجود 2 من قياداتها في سجون أبو غريب وواحد غير معلوم مكانه حتى الآن، فضلاً عن 100 معتقل في سجون الاحتلال.
وهذه العملية التي تمت مؤخرا لاغتيال الشيخ الضاري هي مخطط مدبر من قبل قوات مغاوير الداخلية المعروفة من خلال ملابسها وأصوات الجنود العاملين بها ، ونحمل الداخلية مسئولية أي عملية من هذا النوع ، والقوات الأمريكية تشاركها مغاوير الداخلية العراقية يشنان في هذه الأيام حملة عسكرية على المنطقة التي يسكن بها الشيخ حارث الضاري ، وهي منطقة "زوبع" ، كما وجدت مؤخرا جثث لمدنيين مقتولين تابعين لأهالي المنطقة.
على من تلقون مسئولية الجرائم التي ترتكبها ما يسمى بـ"فرق الموت" ؟
فرق الموت التي تقتل العشرات يوميا من العراقيين هي فرق يمكن أن نسأل عنها الحكومة العراقية ، لأنها فرق تشرف عليها جهات سياسية معروفة . ويكفي أن العراقيين يفضلون أن تعتقلهم القوات الأمريكية - بكل قسوتها وجرائمها المعروفة - وذلك من شدة خوفهم من مغاوير الداخلية التي أصبحت تصدر أحكاما بالإعدام دون محاكمة أو إعلان عنها .
وأعطت واشنطن الضوء الأخضر لمثل هذه الجماعات لتفعل ما يحلو لها في العراق ، بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد حول عدم تدخل قوات الاحتلال الأمريكية بين الفئات المتصارعة في حال نشوب حرب أهلية ـ لا قدر الله ـ وأن المسئولية جميعها تقع على عاتق الجنود العراقيين ، وهم غير مدربين بشكل كافي ، إلى جانب أن منهم من ينتمي إلى فئات سياسية أو طائفية ومليشيات معروفة على الساحة العراقية .
ما هو موقفكم من المفاوضات السياسية حول اختيار رئيس للحكومة العراقية المقبلة ، وانعقاد البرلمان ؟
موقفنا من العملية السياسية برمتها موقف واضح وصريح ، نحن نرفض العملية السياسية في ظل الاحتلال، والتي لن تؤدي بدورها إلى أية نتائج فعليه على أرض الواقع ، وأضرب مثالا على ذلك الانتخابات التشريعية التي أجريت منذ ما يقرب من ثلاثة شهور ، وحتى الآن لم يعلن عن حكومة جديدة ، وأتصور أنهم لن يصلوا إلى قرار في القريب أو اتفاق حول الحكومة ، علما بأن هيئة العلماء لا تنظر إلى الأ شخاص ولكنها تنظر إلى برامج وجهود ومواقف .. وسياسات محددة لإنهاء الاحتلال .
فالقضية في هذه الفترة لا بد أن تتحول إلى قضية تحرير من قبضة الاحتلال ، والخروج من أزمة الصراع حول السلطة ، فالاحتلال يرغب في أن يصل العراق بقياداته إلى هذه المرحلة ، وينسى التفكير في قضيته الأساسية وهي وجود الاحتلال ، وينشغل بالصراع والتنافس على المناصب السياسية ، مما يعني المزيد من التمكين للمحتل الأمريكي
ماذا عن الدور العربي في العراق ؟
للأسف الشديد الدور العربي لم يرق إلى المستوى المطلوب بعد ، ونحن نناشد الدول العربية بأن تلعب دورا أكثر فعالية لنجدة العراق ، فالحرب الطائفية أو الفتنة لو بدأ فتيلها في الاشتعال بالعراق لن تكون وبالا على العراق وحده ، بل ستمتد الفتنة الطائفية إلى البلاد المجاورة ، وأطالب الدولة العربية أن تكون أكثر التزاما في القيام بدورها داخل الأراضي العراقية ، وخاصة على المستوى السياسي .
وإن اختلف الدور السياسي عن الدور الشعبي ، حيث إن الشعوب العربية ترفض بقوة احتلال العراق ، وتتظاهر في العديد من المناطق ضد الاحتلال وأنا أعتقد أنه إذا أحست الحكومات بنبض شعوبها فإنها سوف تتحرك بشكل سريع لإنقاذ العراق مما يحاك ضد حاضره ومستقبله من مؤامرات في ظل الاحتلال الأمريكي .
تتردد أنباء حول تغلغل صهيوني استخباراتي داخل الأراضي العراقية فما مدى صحة هذه الأنباء ؟
هذه الأنباء صحيحة بنسبة 100 % فالوجود الصهيوني في العراق حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها ، فالكيان الإسرائيلي هو المستفيد الأول من احتلال العراق وذلك عن طريق السيطرة على ثروة العراق النفطية وتدمير قدراته العلمية والبشرية .
وإلى جانب ذلك فإن العراق كانت تمتلك جيشا قويا ، وتكاد أن تشترك مع الأراضي الفلسطينية في الحدود مما يهدد الكيان اليهودي ، لذلك كانت إسرائيل - كما هو معروف – في طليعة المنادين بإسقاط النظام السابق وتدمير قدرات العراق العسكرية والعلمية . واليوم من المؤكد أن هناك لجنة تحقيق إسرائيلية داخل الأراضي العراقية مع المعتقلين ، إلى جانب مراكز للتجسس على الحدود العراقية على بعض دول الجوار .
أو ليس الاحتلال خلّص العراق من نظام ديكتاتوري ؟
على الرغم من أنه لا يصح أن نقارن بين سيئين ، إلا أن الوضع في ظل النظام السابق كان أفضل بكثير مما عليه العراق الآن ، لأن ما يشهده العراق في ظل الاحتلال من قتل وتعذيب واعتقالات وترويج للفتنة بين الطوائف العراقية .. أسوأ بكثير من حكم النظام السابق رغم ما شهده من تجاوزات وانتهاكات خطيرة .
تحدثتم في أحد تصريحاتكم عن مشروع إسلامي مع تعدد الانتماءات في العراق.. ما هي أبرز ملامح هذا المشروع ؟
نعم هناك مشروع تعده هيئة علماء المسلمين في العراق تحت اسم "منظومة الإصلاح والتغيير نحو حياة أفضل " وهذا بالطبع مشروع إسلامي وهو يتناول كافة جوانب التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وهو المشروع الذي يمكن أن يكون وسيلة لإعادةِ الحياة إلى البلاد ، عقب زوال الاحتلال . وهو يقوم أيضا على أساسِ أن المجتمعَ العراقي مسلم متعدد الطوائف ، كما أن العراق يمكن أن يكون محطة لاستثمارات كبيرة وهو ما يتطلب إعادة الوحدة والتفاؤل، وهو مشروع ينظم العراق كدولة مدنية، إلا أن الأهم الآن هو طرد الاحتلال ، ثم محاولة تنفيذ مشروع الإصلاح والتغيير.
ولكنه مطروح فقط بعد خروج الاحتلال من العراق ، وللجميع الحق في أن يشاركوا فيه أو يرفضوه ، فالمشروع ليس مفروضا على أحد .
لكن القضية الأساسية الآن هي التحرير ، القتال السلمي والمسلح من أجل استقلال العراق ، واستعادة السيادة الكاملة .
الشبكة