المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سكرتيرة الوزير



رشدي خليفة
13-03-2006, 09:16 PM
تمنيت يا حارتنا -والأماني حلال لا حرام - أن أشّتم أنفاس السلطة وأعيش عالم الصفوة وأفرح كما يفرح الأثرياء..تمنيت يا حارتنا ألاَّ يكون عنواني هنا حيث يسكن الفقر والجوع والعجز وتنام النساء غضباً على فراش من بكاء.

تمنيت -وأنا الجميلة- أن يحملني وزير لدنيا العطر الغالي والرداء الغالي والجواهر ذات البريق.. ولكن ليتني يا حارتنا ما تمنيت. سامحيني.. فليس من حق الفقراء أن يخترقوا هذا العالم الكذوب.. عالم يعشق المساحيق ويكره الصدق ويحترم حقاً أقنعة الوجوه.. عالم يتزين فيه الرجال لا للنساء صدقيني -يا حارتنا- بل للرجال.

يا أيتها الحارة الضيقة ذات الجدران المتلاصقة حُبّاً والنوافذ المطلة على النوافذ، كم أنا فخورة بك الآن.

*********

"مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر تجيد التعامل مع الكمبيوتر وتتحدث بطلاقة لغتين على الأقل". هذا هو نص الإعلان الذي حملته لها زاوية صغيرة بجريدة الصباح. كانت لحظتها جالسة أمام نافذة الغرفة لترى بعين الاعجاب بدايات يوم جديد تعيشه حارتها القديمة.

قفزت من مكانها لتبشر من حولها بأن الأمل في وظيفة مناسبة بات قريباً وأن المواصفات المطلوبة مرسومة عليها تماماً وكأن المكان يناديها، ارتدت بدلتها الجينز الزرقاء واتجهت صوب مبنى الوزارة الأنيق والمطل بأدواره العشرين على أجمل بقاع المدينة.

معاناة طويلة عاشتها داخل الأتوبيس الأحمر الذي أتى بها للمكان ولكن فرحتها بالوظيفة جعلتها لا تبالي بهذا المشوار الطويل والزحام الذي تجرعت كأسه المر.

فوجئت الحسناء بطابور من الجميلات قد سبقنها للمكان. كلهن يرتدي غالي الثياب ويتزينَّ بجواهر تداعب ببريقها العيون. نعم كلهن فاتنات ساحرات.

تم توزيع الأرقام على المتقدمات وكان نصيبها من قسمة الأعداد الرقم 13 هذا الرقم خاصة يحمل ظلالاً تشاؤمية عند أبناء هذا البلد فمتى ذكر دل دلالة واضحة على نحس وشؤم وسوء حظ مرتقب. ولكنها لم تبال بخرافات كهذه لا يعضدها سند ولا يؤكدها دليل... بدأت ترمق ملامح الجميلات حاملات الأرقام التي تسبقها وتحديداً من تطالهن بحدود النظر فإذ بها تراهنَّ الأكثر سحراً وجمالاً وليتأكد لها أن الوظيفة لن تكون من نصيبها. فها هي قد قيَّمت الجمال بعيون الأنثى فما بال عيون الرجال التي لا تخطئ الموازين.

شيء غريب استوقفها. المقابلة لا تستغرق دقائق وكل الجميلات يخرجن من القاعة غاضبات... وجاء دورها وتم النداء على رقمها (النحس) فإذ بهم يطالبونها بالانتظار وعدم مغادرة المكان.

في تمام الثانية ظهراً أبلغوها باستيفاء الأوراق والحضور في الغد لمكتب شؤون العاملين.

خرجت مزهوة بذاتها فقبولها شهادة موثقة تؤكد تفوقـها على جميلات الطابور الطويل وهذا ما أسعدها حقاً.

في صباح اليوم التالي حضرت فإذ بموظفات شؤون العاملين يبتسمن لقدومها ويهمسن فيما بينهن بكلمات غير مسموعة. رحبن بها ولكن لم تتجرأ واحدة منهن أن تدير معها حواراً كل ما فعلوه هو إبلاغها بأن بداية العمل الفعلي ستكون صباح السبت.

حتى هذه اللحظة لم تكن تدري الحسناء أين مكتبها ومع من ستعمل من قيادات هذه الوزارة ذات العشرين طابقاً؟ ويا لفرحتها مع تباشير السبت الجميل وقتما علمت أنها ستكون سكرتيرة الوزير.

ازدادت زهواً فها هي ستكون الأقرب من صاحب القرار وسيسمع لها مع الأيام صوتاً وكلمة. انتظرت بمكتبها وفجأة سمعت صخباً وضجيجاً ورأت بعيونها العاملين يأخذون أماكنهم بنفس حماس جنود المعارك. لحظات وأدركت ان هذا هو طقس طبيعي وقديم يبشر بقدوم الوزير. اهتزاز آخر قارب توابع الزلزال شبهاً يدل على ركوب معاليه الاسانسير ويؤكد أنه على بعد خطوات من مكتبه الوثير. ولأنها تملك مرجعية اكتسبتها من قراءة القصص عن سلوكيات الوزراء والتي لا تتعدى صرامة القرار وجدية الحديث واحترام المواعيد فقد عاهدت نفسها أن تُغيِّر من طبائعها المستهترة أحياناً وتتعايش مع وضعها الجديد.

كانت هذه هي المرة الأولى التي تطالع فيها وجه وزير.. فبسطاء هذا البلد لا يعنيهم أمر الوزراء في شيء وقد تتعاقب عليهم وزارات عدة لا يعرفون من بقى من قديمها ومن جاء إليها جديداً.

انتظرت بشوق حتى يأذن لها الوزير بالحضور. وبالفعل وجدته ببدلته البيضاء الأنيقة وسيجاره الفاخر ممسكاً بوردة حمراء يقرِّبها من أنفه كثيراً.

ألقت عليه تحية الصباح بابتسامة خجولة فأجابها بنبرات هادئة ولم يطل النظر لملامحها. سألها عن اتصالات هاتفية أتته.. فقدمت له قائمة بأسماء عدد من رجال الفكر والصحفيين طالبوها بتسجيل مواعيد لاحقة للحضور. لم يبال برجال الإعلام وضجيجهم المعهود وسألها هل حضر عنتر بيه قالت أبداً فإذ بإمارات الغضب ترتسم على ملامح الوزير ويدعوها للانصراف.

لم تفكرالحسناء في أمر هذا العنتر كثيرا فهو أما وكيلاً للوزارة أو أحد سعاتها وأياً كان فالأمر لا يعنيها في شيء.

انتظرت الحسناء سيارة الوزارة كي تقلها إلى منزلها البسيط تلك السيارة التي حلت بديلاً مريحاً أزاح عنها عذاب الساعات التي كانت تعانيه داخل الاتوبيس الأحمر معدوم الاخلاقيات. لم يشغلها سوى سؤال واحد لماذا لم يتزوج هذا الوزير بعد وهو يتمتع بكل هذه المكانة والوسامة والثراء ؟ وبدأت تعيش أحلام الفقراء الذين يتأملون من الدنيا حدثاً خارقاً ينقلهم في لحظات من حياة لأخرى.

وفجأة داهم مسامعها سباب النسوة ليعلن عن وصولها الحارة كما تعلن الأبراج عن هبوط الطائرات.

سباب اعتادت سماعه مع شروق الشمس وغروبها تارة لانقطاع المياه وتارة لمعاكسات الازواج للزوجات على الرغم من أن جميعهن حقاً قبيحات.

أفاقت الحسناء وألقت من ذاكرتها حلماً وردياً كهذا لايمانها بأن الحلم ليس طعام الفقراء، كان صوت الوزير هو أول صوت يأتيها على هاتفها الداخلي مع بدايات الصباح الجديد لا ليهديها عبارات التحية بل ليسألها ثانية عن عنتر بيه ووقتما أجابت بالنفي صرخ غاضباً وأغلق الهاتف بعصبية غير معهودة.

(ما أجملها حقاً صرخة الوزير هادئة رقيقة.. فهي ليست من فصيلة صرخات الرجال في حارتنا والتي تقارب شبهاً نهيق الحمير).

دقائق ووجدت الحسناء أمامها رجلاً مفتول العضلات ضخم الجثة قميء الملامح يسألها بصوت غليظ "سعادة الوزير موجود".. فأجابته كيف تجرؤ على فتح الباب دون استئذان اخرج وانتظر.. فقال أنا عنتر وعندي موعد مع البيه الوزير.

قفزت من مكانها وأومأت له بالاعتذار وطالبته بالجلوس وأسرعت لإبلاغ الوزير بحضور عنتر بيه فإذ بالوزير يبتسم وتزداد ملامحه إشراقاً ويترك كرسيه ليتحرك في أرجاء الغرفة بلا هدف بل وزاد الأمر بإخراجه زجاجة عطر غالية الثمن لينثر ما حوته كاملاً داخل المكان وهو يرقص فرحاً.

خرجت الحسناء والدهشة تعتريها أي مكانة تلك التي يحتلها عنتر؟ ومن هو هذا الرجل الذي يستحق ان تُنثر من أجله أرقى زجاجات العطر وأغلاها؟

دقائق والرقم الداخلي يحمل لها صوت الوزير.. يا آنسة لا تسمحي لكائن مَنْ كان أن يسأل عني فأنا باجتماع مغلق قد يطول لساعات.

ومرت الساعات والضوء الأحمر يعلن عن عدم انتهاء هذا الاجتماع المطول وخرج عنتر بيه مختالاً وكأنه أتم مع الوزير صفقة من صفقات العمر.. بادلها السلام بكبرياء وانصرف.

كل ما قرأته من مشهد الاهتمام اللامعقول أن عنتر بيه يملك ما لا يملكه وكلاء الوزارة من اصحاب الياقات البيضاء والملامح السمحة والوقار الشديد. أغلب الظن إنه يتمتع بمزيّه قد يفتقر إليها هؤلاء. عادت مرة أخرى تحركها مشاعر الانثى لتلقي بعنتر بيه من نافذة ذاكرتها وتعيش حلم الأمس بنفس تفاصيله وتفكر كيف يمكنها أن تستحوذ على هذا الوزير المهذب الخجول صاحب أجمل صرخة رجالية سمعتها في حياتها.

وخرج الوزير مغادراً لم يكترث بوجودها ولم يوصها بأمر كما لم يلق عليها حتى التحية. وحتى لا تصاب بالاكتئاب فسرت ذلك بانشغاله في هموم العمل الجسيمة مع الأوراق والخطابات والتوصيات وعنتر القميء.

تمر الأيام بالحسناء ولا تستقبل من وزيرها إلا سؤالاً واحداً عن عنتر بيه فاذا جاء ابتسم واذا غاب تغيرت ملامحه وكان يومها ليس بالسعيد.

استأذنته بالحضور وحاولت أن تقترب منه بعبارة ناعمة فما كان منه إلا عبارات الجفاف وقبل أن يسألها أجابته عنتر لم يصل فصرخ صرخته الناعمة وبدت عليه ملامح الحزن والانكسار.

حاولت أن ترضي وزيرها فاسرعت بحثاً في الأوراق عن هاتف هذا العنتر وبصوت يغلب عليه الانزعاج.. "يا افندم سعادة الوزير سأل عليك وغاضب لعدم حضورك ليتك تعجل بالقدوم" وكانت إجابته بحق غريبة إذ أبلغها بأنه لا يستطيع الحضور لأنه مرهق وأغلق السماعة.. أي إرهاق هذا الذي يحول مثلك أنت من الحضور لمقابلة وزير..!

لحظتها أقسمت أن تستكشف سر هذا العنتر علها تستطيع أن تمتلك أدواته وتقوم هي بالدور بديلاً عنه ولكن للاسف لم يجبها أحد بما يروي ظمأها فالوزارة كلها تحترم عنتر وتقدره بل وتهابه أيضاً.

بات عنتر هو الحاجز الأول والأخير الذي يمنعها من الاقتراب ولو خطوة واحدة من أمل وهدف رصدته أمام عينيها، كلما نسجت في مخيلتها حواراً تبدأ به صباحها قفز عنتر ليفسد الأجواء بحضوره حيناً وغيابه أحياناً.

الشيء اللافت والذي لم يستوقف الجميلة أن موظفات الوزارة كلما رأينها ابتسمن وتهامسن ولكنها كانت تقرأ همسهن غيرة من جمالها وحسداً لقربها من صاحب القرار.

شهور مضت وفكرت الحسناء أن تسترق السمع وتضع أذنها جوار الباب علَّها تسمع بعضاً من تفاصيل هذا الاجتماع المغلق والمبهم أيضاً وكانت دهشتها أكبر وقتما لم تسمع شيئاً وكأن الغرفة ليس بها أحد.

فكرت أن تتغيب عن عملها ربما يكون غيابها دافعاً لسؤال الوزير عنها بهاتف ليس فيه عنتر جاء وعنتر غاب، يومان كاملان لم يعبأ الوزير بغيابها بل طلب من أحد العاملين احضار بديل عنها حتى تعود من اجازتها.

(ماله هذا الوزير لا يتحرك لي بمقدار ما أخطو إليه، لماذا لا يراني كما يرى الرجال النساء هل تخدعني حقاً مرآة الصباح؟)

محاولات ومحاولات بذلتها كي يتحرك الجبل أو يهتز وكلما ازداد ثبات الوزير حيالها ازدادت الحسناء به تعلقاً وإعجاباً فإنها تريد أن تثبت لذاتها قدرتها على النفاذ لقلب رجل بثقل الوزير ومكانته ولتثبت أيضاً أن الجمال مازال سلاحاً يحقق لحواء النصر.

الأيام تمر والأحلام تكبر والوزير مشغول بعنتر وكأن الوزارة خلت من أعبائها وهمومها نعم خلت من كل شيء إلا عنتر هو الوحيد الذي تفتح له الأبواب في أي المواقيت ومن أجله تُنثر الورود.

وتفتق ذهنها أن تتبع خُطى عنتر علّها تعود من رحلتها الاستكشافية بجديد، وفوجئت به يقفز كالفقراء داخل الاتوبيس الاحمر لينتهي به في حارة شعبية لا تقل فقراً ولا عجزاً عن حارتها القديمة الضيقة.

انتهى بها مطاف الفكر لقرار لا رجعة فيه هو أن تنفض عنتر من ذاكرتها دون اكتراث كما تنفض جارتها السجاجيد دون مبالاة بالعابرين ولكنها لو نفضت عنتر حقاً هل تستطيع ان تنفض حُلماً جميلاً يداعبها بالاقتراب من هذا الوزير؟

شهوراً أخرى وعنتر فارس الوزارة يصول ويجول كل شيء أمامه مفتوح لا أبواب مغلقة ولا قلوب.

وفي يوم انتظرته خارج الوزارة وطلبت منه أن يركب معها وفي الطريق همست له عن علاقته بالوزير فلم يجبها قالت ولتعتبرني سرُك الدفين هل بينكما صفقات تتم في الخفاء؟ أم أنه عمل يستأمنك عليه؟ ولماذا تظل داخل مكتبه بالساعات لا نسمع لكما صوتاً.. وعنتر لا يجيب.

طلبت الحسناء من سائق سيارتها أن ينتظر أمام إحدى الأماكن الشاعرية التي يرتادها غالباً العاشقون لتجلس مع عنتر لحظات واجتهدت قدر الطاقة بكل ما امتلكت من أساليب ولكن للأسف لم يفصح عنتر عما تريده منه فإذ بها تنتقل به وبفكره انتقالة أخرى إذ أخبرته أنها تحمل لوزيرها مشاعر خاصة وأنها تتمنى أن يقف جوارها حتى تنال منه القلب فما عاد لديها حلم سوى الاقتراب من هذا الرجل.

فأجاب يا سيدتي لا تفكري في أمر كهذا فالوزير لا يبادلك شيئاً.. لا تحلمي كثيراً فكم حلمت به من قبل كثيرات.. لم تصدق عبارات عنتر بل ونهرته بشدة وكأنها تمنح أحلامها أنفاساً أخرى وأمانيها إشارة تحمل عبارة المرور والاستمرار.

وفي يوم جاءها هاتف الوزير فظنته سيحمل عبارات عنتر وصل فإذا به يبلغها بحاجته إليها لإتمام بعض المهام العاجلة ليلاً بمنزله.. وكم كانت سعادتها بهذه الهدية الغالية.. فاليوم ستقترب منه أكثر وستبوح له بمشاعرها الدفينة التي حال عنتر بينها وبين الوصول.

ذهبت لمنزلها وارتدت أغلى ما تملك من ثيــاب بل وأكثر ما تملك أيضاً إثـارة وجاذبية.

طرقت الباب فإذ بعنتر يستقبلها ويدعوها للحضور.. تقدمت خطوات لتأخذ مكانها على جهاز الكمبيوتر ويأتي الوزير ليحييها تحية فاترة ويستأذنها الانفراد بعنتر لأمر هام.

(يا له من شبح يطاردني صباح مساء) وأقسمت ألا يمر اليوم إلا لترى بعينها ما يدار بهذا الاجتماع ولتكون شاهدة لأول مرة على جدول أعماله وما سيتمخض عنه من قرارات.

تعللت بأمر هام وفتحت الباب دونما استئذان.. لحظات وأغلقته وأسرعت لتقفز داخل الاتوبيس الأحمر وكأنها ترجوه أن يعيدها من حيث جاء بها أول مرة.. يعيدها لحارة ليس فيها عطر إلا عرق الرجال الشرفاء، يعيدها لتسمع من جديد سباب النسوة ونهيق الحمير، يعيدها إلى حيث يجاور الفقر الشرف والعجز العفة والحاجة الحياء.

اخذت مكانها أمام نافذة غرفتها لتطل على نهايات يوم جديد تعيشه حارتها الضيقة.. نساء يصرخن من قلة المياه وأزواج يغازلون ما سمحت به النوافذ من وجوه ذات شعر طويل وعيون. ابتسمت فجميل حقاً ان يغازل الرجل امرأة ويعشق امرأة ويحب امرأة.

يا أيتها الحارة الضيقة ذات الجدران المتلاصقة والنوافذ المطلة على النوافذ كم أنا فخورة بك حقاً.

مراسل الشباب
30-05-2006, 10:59 AM
الفكرة جيدة و الاسلوب رائع ودرجة الاثارة والتشويق لا بأس بها و الهدف واضح

و ان كان بها الكثير من البالغة

اسيرة النجوم
31-05-2006, 12:40 AM
:silly: :silly: :silly: :silly: :silly: :silly: :silly:
شكرا على هذه القصة الرائعة
:congrats: :congrats:

ALBIRD
15-06-2006, 05:18 PM
بصراحة قصة مفيش مثيل مشكوررررررررررررر