المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر ][..... مشهداً قبل أخير .....][



The Riotous
25-05-2006, 05:45 PM
مرحباً بعودة المنتدي .. عودة حميدة بإذن الله

***************************
هذا هو المشهد قبل الأخير .. وقبل الأخير لأنه حتماً هناك أخير .. فدائما هناك أخير .. لا يهم أن نعرف ما يحدث في الأخير .. ولكن الأهم أنه يأتي وإن حسبناه بعيداً .. فلك أن تعتبره مشهداً من مسرحية ما .. لا يهم إن كانت كاملة .. ربما تكون موجودة .. ربما لم توجد بعد .. ربما لن توجد أبداً .. ولكني شاهدتها وشهدتها .. يوماً ما .. وكل يوم ..


***************************


مشهداً قبل أخير
***************************


يفتح الستار على خلفية أشجار الخريف .. بعض أوراق الأشجار الجافة متناثرة بغير نظام .. ومقعدين في المنتصف .. مقعد مرتفع بحالة جيدة إلى الأمام .. مقعد متهالك رث إلى الخلف .. شيخ ضرير يمسك عصا غير مهذبة .. يمشى بعرض المسرح نحو المقعد المتهالك .. ويجلس عليه كأنه يبصره .. من الواضح أنه تعود عليه ..


هنا يقول الكورس Chorus بصوت خفيض لكن قوي ..
"قالوا أن الحق كالزيت يطفو دائماً نحو السطح ..
يبدو أن قانون الطفو يحتاج إلى تعديل ."


يظهر شاب معصوب العينين .. نميز أنه يرتدي حذاء عصري جديد بالرغم من ملابسه الرثة .. يتخبط فيما حوله .. يقول بصوت عال ..


الشاب : فليمسك بيدي أحد .. فلم أعد أبصر .. فكل الطرقات أمامي تموجت .. وفى شرخ الشباب أشتعل رأسي شيباً .. مخزون صبر كنت أحفظه ويحفظني مني قد فرغ .. (هنا يتخبط في ما حوله) .. سحقاً .. لا أري الشمس وفوق رأسي تسير .. لا أميز السحب وهى تظلل جبهتي .. حقاً أري ما حولي .. (بحسرة) لكني لا أراني .. (بدهشة) لا أراني ..


يحدثه الشيخ وهو ينهض ليهديه إلى المقعد المرتفع رغم أن الأثنين لا يبصرا ..


الشيخ : (باستنكار) الآن لم تعد تبصر !! لا تتعجب إن اختلطت كل أوراقك بين يديك .. فهي مثلها مثل غيرها .. تسقط عند قدوم الخريف .. (هنا ينظر في اتجاه معاكس ويستطرد) زائر ثقيل هو بلا مواعيد يأتي .. نكرهه ويكرهنا .. لكنه يأتي رغمنا ورغمه ..


الشاب (وقد جلس على المقعد الذي يبدو أنه لا يروقه) : إثناء ظهري كان يريد .. وظهري يأبى أن ينثني .. ولكن ظهري من المماطلة قد ملّ .. (يبدى قليل غضب) مخزون صبر قد فرغ منه أيضاً .. فإن كنت بالطريق عليم .. فأمسك يدي .. فلم أعد أبصر .. أم أنك الآخر لم تعد تبصر ؟!


الشيخ (في طريقه إلى مقعده المنخفض الارتفاع) : أتريد قولً حقً ؟! (بنبرات واثقة) لم نكُ قط لقادرين على الإبصار .. يوماً نحطم فيه أوثاننا لم يأت .. (وهنا تدخل السيمفونية الخامسة لبيتهوفن كخلفية للحوار تبدأ هادئة ولكنها ستتصاعد تدريجياً بعد ذلك)


الشاب (وقد أظهر بعض حماس) : إذن فلنحطمها .. فأيدينا قوية .. ومعاولنا شديدة البأس ..


الشيخ (مبدياً قليل استياء) : حطاماً تريدها الآن ؟! ومن تاركك تفعلها ؟! ومن يعين والكل في حاجة لمن يمسك يده ؟! (صوته يتعالى تدريجياً) ألديك كفاية شجاعة لتطلب المُحَاق للمبارزة ؟! فتقطع للميدوسا (Medusa) كل رأس ..


الشاب (وقد هب من مقعده) : نعم لدي تلك الشجاعة .. فأنا بداخلي بركان متأجج .. (بثقة) ولن ينطفئ حتى أعرف الحق والحقيقة ..


الشيخ (بحسرة مقترباً من الشاب) : وأسفاً عليك .. ولكن أنت أردت مصيرك .. (عينيه في أعين الشاب) وأنت كتبت النهاية رغم أن البداية لم تكُ من صنع يداك ..


الشاب (مبعداً عيناهما عن التلاقي) : نعم أنا من أراد مصيره .. فأكون خيراً ممن لم يختر أبداً طوال رحلته ..


الشيخ (مناولاً إياه عود ثقاب وحذاء متآكل قديم كانا في جعبته) : أنت تعرف كيف تتسلح .. (هنا يظهر مشاعر أبوة) فحافظ على سلاح ولا تجعل غُدَاف يكسره .. وراقب ما في يدك فلا تدع أحد يهرب بمُخَاخَة .. (يخرج قلادة خضراء ويضعها حول عنق الشاب) بحدسك تعلق حتى لا تنتهي سريعاً في أحد الأَشْراك .. ثم تأكد من ولاء حواشيك .. ومن بينهم فلتخرج يهوذا ..


الشاب (مخفياً عود الثقاب بين طياته ونافضاً الغبار عن الحذاء قبل أن يرتديه) : أتعرف لم أرتح يوماً لهذا الحذاء الجديد .. لكن ألن يكون القتال صعباً بلا بصر ؟!


الشيخ (ضاغطاً على كلماته ولكن هذه المرة صوته تدريجياً ينخفض) : بالتأكيد سيكون القتال صعباً فاقداً البصر .. ولكن تذكر أنت لم تفقده قط .. (يعود ليضع عينيه في أعين الشاب من جديد) أنت تطلبه .. ومن حقك أن تطلب .. فلا يضيع حق ورائه مطالب ..


(يعود الشيخ إلى مقعده .. بينما يذهب الشاب نحو الطريق الذي جاء منه .. هذه المرة بدون عثرات أو تخبطات.)


هنا يقول الكورس بصوت فيه عنفوان ..
"إن كُنت للسّاجُور طالباً ..
فلك ما تطلب ..
ولكن ..
لا تجبر غير عنقك عليه ."


(ستار)


تعقيب : لا ألمك لأنك لم تفهمها جيداً .. وهذا ليس خيلاء أو غرور .. وإنما لأني لم أفعل بعد .. وشكراً على رحابة الصدر ..


إهـــــــداء ..
إلى البصر ..
***************************


(الرجال لا يرثون الخطيئة الأولى)
بلاجيوس


(من يخرج من دعائه وقد أزداد صلاحاً فقد أجيب هذا الدعاء)
جورج ميريديث


وعيرني الأعداء والعيب فيهموا فليس بعار أن يقال : ضرير
إذا أبصرت المرء المروءة والتقى فإن عمى العين ليس بضير
رأيت العمى أجرا , وذخراً , وعصمة وإني إلى تلك الثلاث فقير
بشار بن برد


I see a light in the sky
Oh, it's almost blinding me
I can't believe
I've been touched by an angel with love
Let the rain come down and wash away my tears
Let it fill my soul and drown my fears
Let it shatter the walls for a new, new sun
A new day has … come
A new day has come - the living miracle Celine Dion

BuTtErFlY lOvE
26-05-2006, 02:35 AM
دائمن تبهرني بكلماتك وحوارك..
وخواطرك..
عاد انا فهمت الكثير..
وقريتها كلها..وبصراحه استمتعت..
ماشاء الله اسلوبك كل ماله ويتطور للافضل..
شكرن لك ولا تحرمنا جديدك..

غاده الدلوعة
26-05-2006, 04:49 PM
نعم أنا من أراد مصيره .. فأكون خيراً ممن لم يختر أبداً طوال رحلته ..

أواقفك بهذه العبارة تماماً .. ولكن ..
طيف من الحيرة ينتابني كلما أردت تطبيقها ..
وأسئلة تدور في مخيلتي التي أتعبتها الحياة .. وقسوتها ..
ماذا لو لم أنجح بإختيار طريق مصيري ..؟؟
هل ستتداعى حياتي أمام ناظري ..
أم ستكون لي فرصة أخرى للعدول عنها ..؟؟
لا أدري .. صدقاً ..
لذلك أحياناً أقول .. لا أختار .. أفضل من أختيار .. سيجلب الدمار ..!!
وبالنسبة لفهم تلك المشاهد ..
أنا فهمتها .. ولكن ربما يختلف الأمر عن فهمك لها .. أو فهم غيرك لها ..
يعني ..
تركت المجال مفتوحاً أمامنا .. لمزيد من الخيال ربما ..!!
ولكن بإختصار ..
قطعة رائعة .. بحق ..

تقبل خالص إحترامي
إختك ** غاده **

Mr.FMZ
27-05-2006, 01:58 AM
جميل أخي جداً .. تظل الفلسفة طريقك .. وتظل ( القراءة المكررة ) طريقنا لفك الرموز.. فكان الله في عوننا
جميلة جداً والمعاني وراء الكواليس كبيرة ..
يعطيك العافية وبالتوفيق
اخوك Mr.FMZ

The Riotous
28-05-2006, 09:04 AM
عاد انا فهمت الكثير..
وقريتها كلها..وبصراحه استمتعت..
إن هذا لغريب فعلاً فأنا لم أفعل مثلكِ على الإطلاق ..
فلم أفهم الكثير ولم أقرأها بعد أن كتبتها سوى مرة واحدة - ولم تكن كاملة - ..
ولم أستمتع بها على الإطلاق ..
في الغالب كرهتها ..
شكراً على الإطراء والدعم ..
ولا تحرمينا رأيكِ ..
فى حفظ الله تعالي ..

The Riotous
28-05-2006, 09:12 AM
أواقفك بهذه العبارة تماماً .. ولكن ..
طيف من الحيرة ينتابني كلما أردت تطبيقها ..
وأسئلة تدور في مخيلتي التي أتعبتها الحياة .. وقسوتها ..
ماذا لو لم أنجح بإختيار طريق مصيري ..؟؟
هل ستتداعى حياتي أمام ناظري ..
أم ستكون لي فرصة أخرى للعدول عنها ..؟؟
لا أدري .. صدقاً ..
لذلك أحياناً أقول .. لا أختار .. أفضل من أختيار .. سيجلب الدمار ..!!
وبالنسبة لفهم تلك المشاهد ..
أنا فهمتها .. ولكن ربما يختلف الأمر عن فهمك لها .. أو فهم غيرك لها ..
يعني ..
تركت المجال مفتوحاً أمامنا .. لمزيد من الخيال ربما ..!!
لمَا الحيرة ؟! الطريق يحتاج لإختيار حتماً وإلا لكنا بلا أثر ..
فقط آخرون ساروا مع التيار ..
بلا إقتناع بهذا التيار ..
وهنا المشكلة ..
ولو كان النجاح والفشل هما سبب التردد ..
فما كان بشري قد فعل شيئاً ..
فالنتيجة سر روعتها فى غموضها ..
وليكن ما يكون فقط لنا أن نعرف أنه سيكون يوماً ..
أما للإختيار الذى يجلب الدمار ..
فهذا ليس سليم فقد تكون (لا أختار) هي من تجلب الدمار ..
وهذا حدث كثيراً ..
فهنا السؤال ..
هل لنا أن نندم على ما فعلنا أم ما لم نفعل ؟!
بالنسبة لي سيكون ما لم أفعل هو الذى يؤرقني ..
وإن كانت علاقتي بالندم لا تدم طويلاً ..
والخيال مطلوب لأنه يحدث أملاً ..
والأمل مطلوب متى وجدت الحياة ..
أو هكذا أظن ..
أعتذر عن الرد الطويل ..
وشكراً على الإطراء والدعم ..
ولا تحرمينا رأيكِ ..
فى حفظ الله الكريم ..

The Riotous
28-05-2006, 09:17 AM
تظل الفلسفة طريقك .. وتظل ( القراءة المكررة ) طريقنا لفك الرموز.. فكان الله في عوننا
جميلة جداً والمعاني وراء الكواليس كبيرة ..
الفلسفة هي طريقة كل منا فى النظر للأشياء ..
فلهذا لا يوجد إنسان على ظهر الأرض ليس فيلسوف أو متفلسف ..
القراءة المتكررة ..
هذا جهد أحسدك عليه .. (لنقل غِبطة أفضل)
فأنا شديد الملل وقرائتي لعمل مرتين شيء لشديد الندرة ..
ولا أحب الغموض المبالغ فيه وإن كنت فعلت هنا ..
ولكن كان لابد مما ليس منه بد ..
أو هكذا أظن ..
وشكراً على الإطراء والدعم ..
لا تحرمنا رأيك ..
فى حفظ الله الكريم ..