المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر من أيامي



وحيـــد
25-05-2006, 07:37 PM
في يوم من أيامي الحزينة ذهبت وعائلتي إلى مدينة من مدننا الفلسطينية




مدينة جميلة، بجمالها توقع كل رسالة إبداع
لها نسيم هواء إن هب على الجرح شفاه
أهلها أعزاء أكرماء ، تضرب الأمثال بصفاتهم
إنها رام الله..
أتشعر كما أشعر؟
إنني عندما يذكر إسمها أشعر بقلبي ينبض نبضة حنونة، لطيفة
تذكرني بأيام لم أعشها، أيام ما قبل الإحتلال!
الآن هان نحن نتجول بسيارتنا شوارع وطننا المغتصب
كنت أنظر من النافذة إلى السماء وهي تلامس أنامل التراب على الأفق البعيد
وإلى الجبال من حولي التي تعانقني لتشكل حدود بلدي وكأنني طفلها المزروع في الرحم!
ونظرة إلى نفسي..من بين ملايين البشر
أتمعن بها
فأنطق بصمتي (سبحانك ربي ما أعظمك) إن لم يأمر العقل اللسان بقولها قالها لوحده من شدة إعجابه بعظمة الله.
وأنا في قمة إثارتي وتعمقي بقراءة ما بين سطور هذا الكون
فجأة .. ألقتني السيارة إلى مكان مزدحم بالبشر الذين رأيت في أجسادهم ورداءاتهم الفقر والتعب
ولكني في نفس الوقت شعرت بقوتهم في تحدي الواقع واستبداله ببعض بما في الخيال
وبنظرة أخرى رأيت في عيونهم وعملهم البراءة والحزن والرغبة في الحياة
كان عملهم مجهد شاق إن أنبت مكانهم يوماً واحداً فقط مللت وعانقك التعب قبل قضاء ثوان من ساعة تكون اليوم.
كل هذا الذي رأيته في شعبي لم يحزنني ويلقي بي إلى هاوية الدمار ... تعجبتم؟!
فلتتمهلوا لتركبوا حروف عقلي المبعثرة
أنا حزنت على نفسي ، أتدرون لماذا؟
لأنني لم أعاني كمعاناتهم فسيارتنا تحمل علامة صفراء أي أننا نتبع للمحتل
نتعذب ، ولكن ليس بحالة شعبي !!
فهذا يشعرني بأني غريب حتى في وطني!!
بالله عليكم، أليس هذا بمحزن ، بل إن كلمة الحزن بمعانيها وفلسفتها قليلة عليه.
الله .. أنا الآن في قلب رام الله بين ناسي وأهلي رأيتهم وكأنني تحررت من خلف قضبان مظلم
كنت فيه وحيد تواسيني جدرانه المتجمدة !
وعدت إلى بيتي أعانق بشوقي صدور أهلي فتمسح ما بها من آلام البعاد والغربة.
دخلت رام الله أملأ رئتاي نسيمها الصافي غير الملوث بزفير الصهيوني
أستنشقه أسكنه أعماقي ليحقن قلبي حياة سعادة وأمل.
عندما تكون في مدينة فلسطينية لا تحوي العدو ترى أناسها يتحركون بنشاط الشباب
يعملون ويبحثون عن عمل يصبون عليه عرق الجبين ليمسح بعدها بمنديل ابتسامة رسمت على شفاه أهله وهو عائد إليهم ليتنزه في خضار حدائقهم بعد يوم من ساعات التعب
وأيضاً سترى كما رأت عيوني أطفال فلسطين البريئين يتمازحو، يساعدون ،ينتشرون هنا وهناك ليرسموا بسمة على شفاه فلسطين بألوان الأمل لمستقبل واعد مستقل.
ولن تنسى من ودع الأرض مضحٍ ، من جاهد في سبيل الله لرفع رايات الحق البضاء التي خُطّ عليها بدمائهم ( حرية قادمة ) فصحيح أنك لا ترى أجسادهم ولكن أرواحهم تحلق في سماء سوداء ليكونوا النور المضيء ببياض قلوبهم ولن ينكر أنفك رائحة دمائهم الزكية كأنها الورود الحمراء تولد من رحم الوطن.
كل هذا وأكثر رأيته في رحلة قصيرة فمهما أخبرتكم لن أوصل ما يدور في أعصابي
ربما قلمي يجيد كتابة الموجز .. أعتقد!
حان الآن وقت الرحيل ويا له من وداع
إن سيارتنا تسير بنا إلى الحاجز لنعود بيتنا
ها قد وصلناه وعبرناه بعدما فتشتنا جندية وضيعة صوتها يخرق طبل الأذن
وسارت بنا السيارة
وأنــــــا ..
أنظر إلى الجدار الذي يفصلني عن عالمي
وكأنني أودع نفسي من بعيد بعيون حزينة تقطع الدموع شرايينها
إلى أن إختفى وضاع كقطرة في محيط سقطت من سحابة وجهي ولم يعد لها أثر!
فصرخت والصمت يخنقني
ما هذا ؟ أين أنا ؟ من هؤلاء؟
وكأنني استيقظت من كابوس مرعب بخوفي كالمجنون أحاكي نفسي
فما أسمع إلا همسة من عقلي تخدرني بقولها : ما بالك! هذه أرضك _فلسطين_ لكن الصهيوني جعلها هكذا
فتنهدت وعلمت بأني قد وصلت قلب فلسطين (القدس الغربية) التي تتبع للمحتل فقط
إنني ودعت عالم آمن مشرق مستقبلاً عالم آخر يسوده الظلام المخيف!
لكن اعلموا ليس بلدي المخيف بل هم الصهاينة الذين يمتصون الدماء من شرايينه ليغيروا زمرة دمه!
ولكن القطعة المظلمة هي القدس لأنها هاربة الى الوحدة تعانق الحزن بفقدان أهلها الذين حل مكانهم أشباح لا يستحقونها.
انتهت قصتي ..
كل هذه المأساة في يوم واحد!!
لكني خرجت منه وقد ازددت شجاعة وإرادة
فكل يوم يمضي من عمر الدنيا ممهداً الطريق لإعلان ما زال يختار طريقة عرضه حاكياً عن نصر قريب
ولكن..
هل سأشهد يوم الإستقلال
أم أن ربي سيقبض روحي قبل ذلك الموعد؟
لا علم لأحد بهذا
وإن لم أرى وطني محرر بأم عيني ليست بمصيبة
فإنه سيتحرر إن كنت أم لم أكن
لكن المصيبة أن أكون فلسطيني وأسكن قلب الوطن
ولم أشارك ولو بقطعة نقد تساهم في التحرير!!
فلهذا خرجت من رحلتي بعبارة تحرير تقول:
أحب ربي قبل الوطن
وأريد الجهاد في سبيله قبل تحرير الوطن
فالمال والروح لله
لكن
الروح أغلى وأعز
فها قد اخترتها لتشارك بتجسيد حلم قيل منذ زمن .

BuTtErFlY lOvE
26-05-2006, 02:17 AM
ماشاء الله عليك اخي وحيد..
قريتها كلها ..واحس إني في الرحله..من كثر تصويرك للمشهد..
كتابتك رائعه..
والله يفك اسر المسلمين والمسلمات في فلسطين وجميع انحاء العالم ..يارب ياكريم.."امين"..
ولا تحرمنا من كتاباتك..
وشكرن لك..

وحيـــد
04-06-2006, 04:27 PM
آمين
شكرا لك أختي الغالية فلاي
سعدت كثيراً بمرورك الذي عطر كلماتي
دمت بود

أنــفــاسـ
04-06-2006, 07:04 PM
اخي وحيد ابدعت في رسمك فقد اخذتني هناك لاعيش الحظه كانها امام عيني
لكن الخطاء بنا نحن فقد اعتدنا على رئيه الدماء وقتل الاطفال ونتلهف بشوق على رئيه الاخبار
كانها مسلسله تلفازيه نتمتع برئيتها وننساها حال انتهائها او نكتف ايدينا منتظرين صلاح الدين الموعود
ولا اعلم هل صحيحه قصت صلاح الدين؟؟ ام نحن اخترعناها من محض الخيال!!


ولك تحيااااااااااااااتي