المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصف ساعه تحت الأرض



Exodia
26-05-2006, 09:29 PM
نصف ساعه تحت الأرض
أكيد مجنون .. أو انه لديه مصيبة .. والحق أن لدي مصيبة
أي شخص كان قد رأني متسلقا صور المقبره في هذه الساعة من الليل كان ليقول هذا الكلام
*
*
*
كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى .. ( رب ارجعون رب ارجعون ) .. ثم يقوم منتفضا ويقول ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ..
حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده عندما تفوته طوال اليوم .. ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. فقلت لابد وفي الأمر شئ .. ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لاتركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار
قررت ان ادخل القبر حتى أأدبها ... ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا .. وجلست اسول في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى .. حينها قلت كفى ... وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة
ذهبت بعد منتصف الليل .. حتى لا يراني أحد وتفكرت .. هل أدخل من الباب ؟ .. حينها سأوقض حارس المقبره ... أو لعله غير موجود ... أم أتسور الصور .. إن اوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. او حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي .. فقررت أن اتسور الصور .. ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ واستعنت بالله وصعدت
برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .. ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سوادا ... تلك الليلة ... كانت ظلمة حالكة ... سكون رهيب .. هذا هو صمت القبور بحق
تأملتها كثيرا من أعلى الصور .. واستنشقت هوائها.. نعم إنها رائحة القبور .. أميزها عن الف رائحه ..رائحة الحنوط .. رائحة بها طعم الموت .. الصافي .. وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين .. إيه أيتها القبور .. ما أشد صمتك .. وما أشد ما تخفيه .. ضحك ونعيم .. وصراخ وعذاب اليم .. ماذا سيقول لي اهلك لو حدثتهم .. لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم

( الصلاة وما ملكت أيمانكم )

قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. فلو رأني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبه .. وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. وهبطت داخل المقبره .. وأحسست حينها برجفة في القلب .. والتصقت بالجدار ولا أدري لكي أحتمي من ماذا ؟ .. عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... نعم أنا لست جبانا ... أم لعلي شعرت بالخوف حقا!!!
نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيها .. إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. مشتاقة إلي ... وجلست أمشي محاذرا بين القبور .. وكلما تجاوزت قبرا تسألت .. أشقي أم سعيد ؟ .. شقي بسبب ماذا .. أضيع الصلاة . .. أم كان من اهل الغناء والطرب .. أم كان من أهل الزنى .. لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض
.. وأن شبابه لن يفنى .. وأنه لن يموت كمن مات قبله ...أم أنه قال ما زال في العمر بقية ... سبحان من قهر الخلق بالموت
أبصرت الممر ... حتى إذا وصلت اليه ووضعت قدمي عليه اسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري .. وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ثم بدأت أولى خطواتي .. بدت وكأنها دهر .. اين سرعة قدمي .. ما أثقلهما الآن .. تمنيت ان تطول المسافة ولا تنتهي ابدا .. لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .. اعلم ... فقد رأيته كثيرا .. ولكن هذه المرة مختلفة تماما
أفكار عجيبة .. بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. نعم ... اسمع همهمة جلية ... وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. خفت أن أنظر خلفي .. خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إلي من بعيد .. خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ... بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه فلا يهمني
أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت اشد منها سوادا .. كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟.. بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟.. وأي شئ ينتظرني في الأسفل .. فكرت بالإكتفاء بالوقوف .. و أن اصوم ثلاثة ايام .. ولكن لا .. لن اصل الى هنا ثم اقف .. يجب ان اكمل .. ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس نفسي
ما أشد ظلمته .. وما أشد ضيقه .. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. سبحان الله .. يبدوا .. أن الجو قد ازداد برودة .. أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. هل هذا صوت الريح .. ليس ريحا .. لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ..هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيب
إنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. سبحان الله .. نسعى لكي نحصل على كل شئ . وهذه هي النهاية .. لاشئ
كم تنازعنا في الدنيا .. اغتبنا .. تركنا الصلاة .. آثرنا الغناء على القرآن .. والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. وقد حذرنا الله ورغم ذلك نتجاهل .. ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... وكأني خفت أن يرد علي أحدهم
يا أهل القبور .. مالكم .. أين أصواتكم .. أين أبنائكم عنكم اليوم .. أين أموالكم .. أين وأين .. كيف هو الحساب .. اخبروني عن ضمة القبر .. أتكسر الأضلاع ..أخبروني عن منكر و نكير .. أخبروني عن حالكم مع الدود .. سبحان الله .. نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. واليوم نحن الطعام
لابد من النزول إلى القبر
قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. وأنا أفكر .. ماذا لو انهال علي التراب فجأة ... ماذا لو ضم القبر علي مرة واحده ... ثم نمت على ظهري واغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ... ما أشده من موقف وأنا حي .. فكيف سيكون عند الموت ؟
فكرت أن أنظر إلى اللحد .. هو بجانبي ... والله لا أعلم شيئا أشد منه ظلمه .. وياللعجب .. رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه .. فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف
خفت أن انظر اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. أو أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني تماما .. او كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته لتركه الصلاة ... ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم .. حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .. ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. رغم علمي أن اللحد خاليا .. ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت جلست انظر إليه من طرف خفي كل لحظة
ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا إله إلا الله إن للموت سكرات
تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا ارجاع روحي وصراخ أهلي من حولي عاليا أين الطبيب أين الطبيب

( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )

تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... تخيلتهم يمشون بي سريعا إلى القبر وتخيلت صديقا ... اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى القبر .. تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. جهزوا الطوب ... تخيلت احمد .... كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا علي التراب .. تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. تخيلت شيخنا يصيح فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. أدعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل
ثم رحلوا وتركوني
وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعه .. وأشكال مخيفة .. لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض.. أهو العبد العاصي ؟... فيقول الآخر نعم ..فيقول .. أمشيع متروك ... أم محمول ليس له مفر ؟ ... فيقول الآخر بل محمول إلينا .. فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو انتقام .
. رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ... ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته .. لا نجاة لك منا اليوم ... أصرخ ليس لصراخك مجيب
فجلست اصرخ رب ارجعون ... رب ارجعون ... وكأني بصوت يهز القبر والسماوات يملأني يئسا يقول

( كلآ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )

حتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. وقلت الحمدلله رب العالمين .. مازال هناك وقت للتوبة
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
ثم قمت مكسورا ... وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وآنا أقول
سبحان من قهر الخلق بالموت

خاتمه

من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليترك صلاته و ليفعل ما يشاء

( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )

وليلهو وليسوف في توبته فيوما قريبا سيقتص الحق لنفسه وويل لمن كان خصمه القهار ولم يبالي بتحذيره ... و لم يبالي بعقوبته ... و لم يبالي بتخويفه
أسألكم بالله أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية

( ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا )

ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد

منقووول

cute soul
27-05-2006, 03:30 PM
قصه معبره جداً..
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين و توفنا مؤمنين ..
تسلم اخوي على النقل الرائع ..

سلام

Exodia
27-05-2006, 04:36 PM
قصه معبره جداً..
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين و توفنا مؤمنين ..
تسلم اخوي على النقل الرائع ..

سلام

اللهم آمين

والله يسلمك أختي cute soul

وأهلاً بك دوماً

مصراوية
29-05-2006, 12:13 PM
ربنا انا اليك عائدون تائبون مستغفرون فاقبلنا فيمن رحمت يا لطيف يا كريم ياحنان يا منان يا ذا الجلال والاكرام

بارك الله فيك أخي الفاضل

وورحمنا الله واياك وجعلنا واياك من أهل الفردوس الأعلى من الجنة

Exodia
29-05-2006, 04:32 PM
ربنا انا اليك عائدون تائبون مستغفرون فاقبلنا فيمن رحمت يا لطيف يا كريم ياحنان يا منان يا ذا الجلال والاكرام

بارك الله فيك أخي الفاضل

وورحمنا الله واياك وجعلنا واياك من أهل الفردوس الأعلى من الجنة

وبارك الله فيك ولك أختي مصراوية

شاكر لك مروروك وحضورك

وأهلاً بك

aakapel
05-06-2006, 11:27 PM
بارك الله فيك .. نقل متميز جدا جدا

Angel- lady
06-06-2006, 07:23 PM
مشكور أخوي و جزاك الله خير على الموضوع ^^

Exodia
06-06-2006, 07:31 PM
بارك الله فيك .. نقل متميز جدا جدا

وبارك الله فيك أخي aakapel

:)

Exodia
06-06-2006, 07:32 PM
مشكور أخوي و جزاك الله خير على الموضوع ^^

العفو أخي Angel- lady

وبارك الله فيك ^_^

أحْـــــمَـدْ
17-06-2006, 06:25 PM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه


. فارقت موضع مرقدي يوما ً ففارقني السكون .:. القبر أول ليلة ، بالله قل لي ما يكون .


. أخي الحبيب في الله ، ماذا أعددت لأول ليلة تبيتها في قبرك ؟ أما علمت أنها ليلة شديدة ، بكى منها العلماء ، و شكا منها الحكماء ، و شمر لها الصالحون الأتقياء ؟ .

. روي عن علي بن أبي طالب http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أنه قال في خطبته : يا عباد الله : الموت الموت ، فليس منه فوت ، إن أقمتم له أخذكم ، و إن فررتم منه أدر ككم ، الموت معقود بنواصيكم ، فالنجاة النجاة ، الوحا الوحا ، فإن وراءكم طالباً حثيثاً و هو القبر ، ألا و إن القبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النيران ، ألا و إنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول : أنا بيت الظلمة .. أنا بيت الوحشة .. أنا بيت الديدان .. ألا و إن وراء ذلك اليوم يوما أشد من ذلك اليوم ، يوماً يشيب فيه الصغير ، و يسكر فيه الكبير http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif الحج2 .


. و روى أسيد بن عبدالرحمن أنه قال: ( بلغني أن المؤمن إذا مات فحمل قال : أسرعوا بي ، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت : كنت أحبك و أنت على ظهري ، فأنت الآن أحب إلي في بطني ، و إذا مات الكافر فحمل قال : ارجعوا بي ، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت : كنت أبغضك و أنت على ظهري ، فأنت الآن أبغض إلي في بطني !! ) .

. و يقال: إن الأرض تنادي كل يوم فتقول:
يا ابن آدم تمشي على ظهري ، و مصيرك في بطني !
يا ابن آدم تأكل الألوان على ظهري ، وتأكلك الديدان في بطني !
يا ابن آدم تضحك على ظهري ، فسوف تبكي في بطني !
يا ابن آدم تفرح على ظهري ، فسوف تحزن في بطني !
يا ابن آدم تذنب على ظهري ، فسوف تعذب في بطني !



. كان الربيع بن خثيم يتجهز لتلك الليلة ، و يروى أنه حفر في بيته حفرة فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها ، و كان يمثل نفسه أنه يقد مات و ندم و سأل الرجعة فيقول : http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif المؤمنون 99-100 ، ثم يجيب نفسه فيقول : ( قد رجعت يا ربيع !! ) فيرى فيه ذلك أياماً ، أي يرى فيه العبادة و الاجتهاد و الخوف و الوجل .



. فينبغي لمن دخل المقابر أن يتخيل أنه ميت ، وأنه قد لحق بهم ، و دخل معسكرهم ، و أنه محتاج إلى ما هم إليه محتاجون ، و راغب فيما فيه يرغبون ، فليأت إليهم ما يحب أن يؤتى إليه ، و ليتحفهم بما يحب أن يتحف به ، و ليتفكر في تغير ألوانهم ، و تقطع أبدانهم ، و يتفكر في أحوالهم ، و كيف صاروا بعد الأنس بهم و التسلي بحديثهم ، إلى النفار من رؤيتهم ، و الوحشة من مشاهدتهم و ليتفكر أيضاً في انشقاق الأرض و بعثرة القبور ، و خروج الموتى و قيامهم مرة واحدة حفاة عراة غرلاً ، مهطعين إلى الداعي ، مسرعين إلى المنادي .

عن هانئ مولى عثمان قال : كان عثمان http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة و النار فلا تبكي ، و تبكي من هذا ؟ فقال : إن الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال : { القبر أول منازل الآخرة ، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه } ، ثم قال : قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif { ما رأيت منظراً إلا و القبر أفظع منه } [أحمد والترمزي وحسنه الألباني] .

شيع الحسن جنازة فجلس على شفير القبر فقال : ( إن أمراً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، و إن أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره ) .

فالواجب على كل مسلم أن يستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، و أن يستعد له بالأعمال الصالحة قبل أن يدخل فيه ، فإنه قد سهل عليه الأمر ما دام في الدنيا ، فإذا دخل القبر فإنه يتمنى أن يؤذن له بحسنة واحدة أو يؤذن بأن يصلي ركعتين، أو يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله و لو مرة واحدة ، أو يؤذن له بتسبيحه واحدة ، فلا يؤذن له ، فيبقى في حسرة وندامة ، وي تعجب من الأحياء كيف يضيعون أيامهم في الغفلة و البطالة ؟!

قد كان عمرك ميلا ً .:. فأصبح الميل شبرا ً

وأصبح الشبر عقدا ً .:. فاحفر لنفسك قبرا ً
:::::::

. غفر الله ُ لكَ أخي الحبيب في الله ، و جزاكَ الله ُ خيرا ً علي هذه الموعظة البليغة .

. و لا تحرمنا من مشاركاتك و مواضيعك المميزة الطيبة .

. و اعذرني باركَ الله ُ فيكَ لمداخلتي .

. الله َ أسأل ُ أن يحسن ختامنا أجمعين ، و أن يرزقنا نورا ً نمشي به في الناس و نورا ً في قبورنا ، اللهم آمين .


... لاَ تَنْسَاني مِنْ دَعْوَةٍ ضـَارِعـَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ...
... وَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً ...

... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
... أَخُوكَ المُحبُّ لكَ فِى اللَّه ...

Exodia
20-06-2006, 04:03 PM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ



السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته




. فارقت موضع مرقدي يوما ً ففارقني السكون .:. القبر أول ليلة ، بالله قل لي ما يكون .



. أخي الحبيب في الله ، ماذا أعددت لأول ليلة تبيتها في قبرك ؟ أما علمت أنها ليلة شديدة ، بكى منها العلماء ، و شكا منها الحكماء ، و شمر لها الصالحون الأتقياء ؟ .


. روي عن علي بن أبي طالب http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أنه قال في خطبته : يا عباد الله : الموت الموت ، فليس منه فوت ، إن أقمتم له أخذكم ، و إن فررتم منه أدر ككم ، الموت معقود بنواصيكم ، فالنجاة النجاة ، الوحا الوحا ، فإن وراءكم طالباً حثيثاً و هو القبر ، ألا و إن القبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النيران ، ألا و إنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول : أنا بيت الظلمة .. أنا بيت الوحشة .. أنا بيت الديدان .. ألا و إن وراء ذلك اليوم يوما أشد من ذلك اليوم ، يوماً يشيب فيه الصغير ، و يسكر فيه الكبير http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif الحج2 .


. و روى أسيد بن عبدالرحمن أنه قال: ( بلغني أن المؤمن إذا مات فحمل قال : أسرعوا بي ، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت : كنت أحبك و أنت على ظهري ، فأنت الآن أحب إلي في بطني ، و إذا مات الكافر فحمل قال : ارجعوا بي ، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت : كنت أبغضك و أنت على ظهري ، فأنت الآن أبغض إلي في بطني !! ) .


. و يقال: إن الأرض تنادي كل يوم فتقول:
يا ابن آدم تمشي على ظهري ، و مصيرك في بطني !
يا ابن آدم تأكل الألوان على ظهري ، وتأكلك الديدان في بطني !
يا ابن آدم تضحك على ظهري ، فسوف تبكي في بطني !
يا ابن آدم تفرح على ظهري ، فسوف تحزن في بطني !
يا ابن آدم تذنب على ظهري ، فسوف تعذب في بطني !



. كان الربيع بن خثيم يتجهز لتلك الليلة ، و يروى أنه حفر في بيته حفرة فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها ، و كان يمثل نفسه أنه يقد مات و ندم و سأل الرجعة فيقول : http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif المؤمنون 99-100 ، ثم يجيب نفسه فيقول : ( قد رجعت يا ربيع !! ) فيرى فيه ذلك أياماً ، أي يرى فيه العبادة و الاجتهاد و الخوف و الوجل .




. فينبغي لمن دخل المقابر أن يتخيل أنه ميت ، وأنه قد لحق بهم ، و دخل معسكرهم ، و أنه محتاج إلى ما هم إليه محتاجون ، و راغب فيما فيه يرغبون ، فليأت إليهم ما يحب أن يؤتى إليه ، و ليتحفهم بما يحب أن يتحف به ، و ليتفكر في تغير ألوانهم ، و تقطع أبدانهم ، و يتفكر في أحوالهم ، و كيف صاروا بعد الأنس بهم و التسلي بحديثهم ، إلى النفار من رؤيتهم ، و الوحشة من مشاهدتهم و ليتفكر أيضاً في انشقاق الأرض و بعثرة القبور ، و خروج الموتى و قيامهم مرة واحدة حفاة عراة غرلاً ، مهطعين إلى الداعي ، مسرعين إلى المنادي .

عن هانئ مولى عثمان قال : كان عثمان http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة و النار فلا تبكي ، و تبكي من هذا ؟ فقال : إن الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال : { القبر أول منازل الآخرة ، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه } ، ثم قال : قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif { ما رأيت منظراً إلا و القبر أفظع منه } [أحمد والترمزي وحسنه الألباني] .

شيع الحسن جنازة فجلس على شفير القبر فقال : ( إن أمراً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، و إن أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره ) .

فالواجب على كل مسلم أن يستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، و أن يستعد له بالأعمال الصالحة قبل أن يدخل فيه ، فإنه قد سهل عليه الأمر ما دام في الدنيا ، فإذا دخل القبر فإنه يتمنى أن يؤذن له بحسنة واحدة أو يؤذن بأن يصلي ركعتين، أو يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله و لو مرة واحدة ، أو يؤذن له بتسبيحه واحدة ، فلا يؤذن له ، فيبقى في حسرة وندامة ، وي تعجب من الأحياء كيف يضيعون أيامهم في الغفلة و البطالة ؟!

قد كان عمرك ميلا ً .:. فأصبح الميل شبرا ً


وأصبح الشبر عقدا ً .:. فاحفر لنفسك قبرا ً
:::::::



بارك الله فيك وفي أهلك وغفر لك

إضافة قيمة ورائعه أخي الحبيب في الله أحمد

جوزيت خيراً



. غفر الله ُ لكَ أخي الحبيب في الله ، و جزاكَ الله ُ خيرا ً علي هذه الموعظة البليغة .

. و لا تحرمنا من مشاركاتك و مواضيعك المميزة الطيبة .

. و اعذرني باركَ الله ُ فيكَ لمداخلتي .

. الله َ أسأل ُ أن يحسن ختامنا أجمعين ، و أن يرزقنا نورا ً نمشي به في الناس و نورا ً في قبورنا ، اللهم آمين .



... لاَ تَنْسَاني مِنْ دَعْوَةٍ ضـَارِعـَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ...




... وَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً ...





... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...



... أَخُوكَ المُحبُّ لكَ فِى اللَّه ...






أعتذر أخي الحبيب في الله أحمد عن تأخري بالرد ولكن الموضوع لم يظهر لدي في قائمة الاشتراك ...

تقبل خالص شكري وتقديري

ابو خالد
03-07-2006, 05:02 PM
بارك الله فيك أخي اكـسوديا ،ونفعَ بِك وبِما نقلتْ
ننتظر دوما ً جــديدكـ لكـ السلام والتحيه

Exodia
03-07-2006, 07:46 PM
بارك الله فيك أخي اكـسوديا ،ونفعَ بِك وبِما نقلتْ


ننتظر دوما ً جــديدكـ لكـ السلام والتحيه


وبارك الله فيك أخي ابوخــــــــالد

وأهلاً بعودتك ^_^