المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربيع المؤمن



المهندس هيثم
28-05-2006, 11:59 PM
تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، والحمد لله الذي جعل الشمستجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ، سبحانه ؛ يسبح الرعد بحمده والملائكة منخِـيفته ، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ، والحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ، سبحانه متصف بصفات الكمالوالجلال ، منزه عن النقص والمثال ، أشهد أنه ربي حقا حقا والصلاة والسلام علىالرحمة المهداة والنعمة المسداة نبي الرحمة للعالمين ، خير ولد آدم ، وأعبدهموأتقاهم لربه ؛ صلى الله عليه مادام الليل والنهار صلاة تامة دائمة إلى يومالتغابن، أشهد بحبه وأنه رسول الله حقا حقا ، ورضي الله عن الصحابة الكرام خير خلقالله بعد الرسل الكرام ، رافعي لواء المجد ، حاملي لواء الدين ، ومن سار على دربهمولزم غرهم إلى يوم تبلى فيه السرائر .
أيها الأحبة :
لم يتغزل الأدباء في فصل من فصول العام كمثل تغزلهم ووصفهمللربيع ، فأمسوا يصفونه ويتغزلون في حسنه وجماله ، وما يعود على النفس من بهجةوسرور ، فعند إقبال الربيع ؛ تتزين الأرض وتلبس أجمل الحلل ، تغري بها أصحاب الذوقالرفيع ، ومتذوقي الجمال ..
فالوجه الطلق الضحوك ـ من الحسن والجمال ـ حتىكأن يريد أن ينطق بحسنه وجماله ، تتفتح أوائل أوراق ورده خجلى ؛ ببرد الندى ، كأنهيوصل بينهن حديثا خاصا مكتوما ، وبات الندى عليها كمثل لآلئ قد زاد منهن الفرادىالتوأم ، وتبدو الأرض من جمالها كأنها العروس في زفافها ، تعطي للعين بشاشة من بعدنضارة بدت في محياها ، تدفع بذلك قذى العين وما لفها من أيام مضت ، وينشر نسماتهالعطرة كأنها تهب بأنفاس الأحبة ، نعمة من الله .
وأي حبيب أقرب من محمدعليه الصلاة والسلام . عجز الأميري أن يصف ربيعه فقال :

ربيعك للروح كالبلسم *** بهيج الضحى رائق المبسم




يحرك فيالنفس وجدانها *** ويطلقها من إسار الدم




ويبعثها حرة لا تضيـــق*** بكيدالعواذل واللوم




ويرفعها من حضيض التراب *** إلى الأفق الأرحب الأكرم




ويغمرها بحنان السماء *** و يمنحها هيبة المسلم




فتشرق في القلبأنواره *** وينبض بالحمد للمنعم




ويمشي سويا على منهج *** سليم يؤدي إلىأسلم




ويعبق فيه أريج الهدى *** زكيا يطول على الموسم




أرقُ وأندى منالياسمين *** وأبهى جمالا من البرعم




ربيعك يا سيد الكائنات *** سناه ينيرالقلوب العمي




ويروي غليل العطاش الذين *** يرون السراب كسيل طمي



أعد الأبيات وكرر وتمعن ثم صلي على الربيع الدائم .... (محمد)




فالأديب الحق له مزيتان : إحداهما تذوقه لما يراهويسمعه ذوقا عميقا كأنه يجد حلاوته في فمه ، لكنه يجدها في نفسه ، وثانيهما قدرتهعلى تحويل تلك المعاني التي يجدها في نفسه إلى كلمات تعبر أصدق التعبيرعما يجول فيخاطره وما يتذوقه.



هذا هو الربيع ... وهذا هو الأديب



غير أنالمؤمن الحصيف يمتلك مزيتان أكثر مكانه مما يملكه الأديب هما : أسساً وحساً تؤهلانهلأن يتذوق ما حوله ، وأن يعبر عن هذا التذوق في صورة عمل ، ليس بالضرورة أن يكونبيانا بألفاظ ، بقدر ما يكون بيانا بأعمال ، هذا دأب المؤمن ؛ فإن كان أديبا مسلمافذلك الزبد بالعسل ؛ كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.




أسساً تمكنهمن فهم ما حوله ربما بطريقة يميزها حسه الإيماني ونظرته إلى الدنيا والآخرة ... وحساً يمسيه متأثرا غاية التأثر بما يسمع ويرى ويعقل .




قال تعالى : ) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناًوَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(الأنفال:2




وصف الله تعالىالمؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكره . وذلك لقوة إيمانهم ومراعاتهم لربهم , وكأنهم بين يديه .




وقال سبحانه(اللَّهُنَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُجُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْإِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْيُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)الزمر:23




تضطرب وتتحركبالخوف مما فيه من الوعيد . وقال زيد بن أسلم : ذرأ أبي بن كعب عند النبي صلى اللهعليه وسلم ومعه أصحابه فرقوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة).




وعن العباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا اقشعر جلد المؤمن من مخافة الله تحاتت عنه خطاياه كمايتحات عن الشجرة البالية ورقها) . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال : (ما اقشعر جلد عبد من خشية الله إلا حرمهالله على النار) .




وعن شهر بن حوشب عن أم الدرداء قالت : إنماالوجل في قلب الرجل كاحتراق السعفة , أما تجد إلا قشعريرة ؟ قلت : بلى ؛ قالت : فادع الله فإن الدعاء عند ذلك مستجاب . وعن ثابت البناني قال : قال فلان : إنيلأعلم متى يستجاب لي . قالوا : ومن أين تعلم ذلك ؟ قال : إذا اقشعر جلدي ، ووجلقلبي ، وفاضت عيناي ، فذلك حين يستجاب لي . راجع تفسير القرطبي.




والمسلم إذهو كذلك لا ينسى ما رواه مسلم في صحيحه (‏إِنَّاللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ)




فهو يسعى للجمال يتذوقه ويحبهويحرص عليه لأن الله جميل يحب ذلك منه .




على فكرة الباقي في الرد
اعذروني منتداكم ما في مساحات كافية
to be contenio:kiss:

المهندس هيثم
29-05-2006, 12:02 AM
هذا ؛ لأنها أول ما تحاسب عليه ، فإن كان يبس الخريف قد أيبسالخشوع في قلبك ، أو حر الصيف قد جفف دموعك ، فها هو ذا ربيعك الماطر قد ولج ،يسقي الأرض بماء طهور ، لتسقي مآقيك بخير ونور ، وتهطل في قلبك الساجد مزيد إشراقاتالصلاة .. تبتغي الفلاح والنجاح ، وتهرب من خيبة وخسران .. لتتعلم كيف ترتبأولوياتك وتصنع فيها صبغة النجاح ، فتكون صاحب فلاح في بدء أمرك ، ليكون بدء المسيرمضيئا .. فلا تغفل عن هذا الأصل.
كن وليا لله ... ولا تلتفت
هو هو أبو هريرة يهديك طبقا آخر من الخير ، إذ يقول : (‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله قال ‏ : ‏من عادى لي وليا فقد ‏‏آذنته‏ ‏بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدييتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذييبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئناستعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموتوأنا أكره مساءته ) البخاري .
فملازمة النوافل والحرص عليها هي الطبقالذهبي التالي ، ويكون تقربك من الله بها بإيمانك ثم إحسانك ، فيقرب الرب الكريممنك بما يخصه به في الدنيا من عرفانه ، وفي الآخرة من رضوانه ، وفيما بين ذلك منوجوه لطفه وامتنانه ، فاقترب منه سبحانه وابتعد عمن خلق إذ أنت تريد القرب في سجودوخشوع وإنابة .
كي يحبك ! ويحك تتقرب ليحبك ! ، فما تريد بعد ! وكيف حبه ؟حبا يتصل بكل جارحة فيك .. حبا يقلب لك جسدك كله .. حبا ترى به سبحانه كل الوجود .. وتسمع به .. وتبطش به .. وتسير به .. تبصر تسمع تبطش وتسير معه وبه ! .. ليصل الحبإلى روحك فتستعيذ به عز وجل فيعيذك .. وتسأله فيعطيك ! .. وأنت ما عليك إلا القرب .. يحبك الله .. فيأتيك الموت وأنت له مؤثر وإليه مشتاق .. وما عليك إلا أن تتقرب .
بذا تكون وليا يدافع الله عنك سرا وجهرا ، علانية ورمزا ، وله في حبه هيام، وفي هيامه وجد ، وهل الحب إلا عمل في القلب والحال معا ..
راية الحب الرباني ..

ويقدم لك الصحابي المبارك ـ أبو هريرة رضوان اللهتعالى عليه ـ راية الحب بنداء رباني يردده الروح الأمين ويردده معه أهل السماء ، إذيقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (‏ ‏إذا أحب الله عبدا نادى ‏ ‏جبريل ‏ ‏إنالله يحب فلانا فأحبه فيحبه ‏ ‏جبريل ‏ ‏فينادي ‏ ‏جبريل ‏ ‏في أهل السماء إن اللهيحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض ) البخاري .

ذكر ابن كثير في تفسيره ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب " إن الله أمرني أن أقرأ عليك" لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب " قال وسمانى لك ؟قال " نعم " فبكى ) وقال أخرجه البخاري ومسلم .

أبي بن كعب الصحابي الجليليفرح ويبكي لكون الله ذكر اسمه ، فكيف بك وقد ذكر الله اسمك لجبريل ، وجبريل يذكرهلأهل السماء ، ويكتب لك القبول في الأرض ! ، أتراك تبكي وتتقرب ، أم تراك تبكيوتقصر ، أم تراك تبكي وتراوح ، أتترك الخير والفلاح وأول أمرك ، و لا تهيم بالولاية، ثم تطلب ذكر اسمك ! ، هذا لعمري من الطلب الكاذب ... فها هي زهرات الخير والفلاحقد تفتحت ، وها هي ذا الأبواب مفتحة لك لتقترب .. وهي هي ثم راية الحب يعطيها اللهوعدا لك ؛ إن حرصت وجعلت القرب لك عادة ، والصدق معه عبادة ، والإحسان للخلق سجية ،وبكاء أبي بن كعب حافز لك ومعين ... ولا تلتفت لما يقوله الخلق ، من بعد أن قال ربالخلق أجمعين .. ثم ارفع يديك لله أن يوفق ويرحم .. فهو سبحانه نعم المعين ...

وبعد أن عرفت فقه الولاية ودربها الجميل العالي ؛ درب الحبالرباني ، والعاطفة الرحمانية ، آن لك الولوج لباب العمل ، وتشمير الساعد ، والتطلعللفردوس وعليين ، وبناء منهجي موثوق في جنان الخلد أيها المؤمن :
ابن لك بيتا في الجنة
‏عَنْ ‏ ‏أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ ‏ اللَّهِ ‏‏صَلَّى ‏‏ اللَّهُ ‏ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ( ‏مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ‏ ‏يُصَلِّي ‏ لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَفَرِيضَةٍ إِلَّا ‏‏ بَنَى اللَّهُ لَهُ ‏ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّابُنِيَ ‏ لَهُ ‏ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ . ) رواه مسلم ... ‏قَالَتْ ‏ ‏أَمُّحَبِيبَةَ ‏ ‏فَمَا بَرِحْتُ ‏ ‏أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ .
قلها : ربح البيعربنا ، تصلي ثتني عشرة ركعة ببيت في الجنة !! ، ما الذي نريد من ربنا ! وأي جهدنبذله لهذا العطاء والكرم من الكريم المنان ، الرحيم الرحمن ، ما أكرم عطاء ربنا ،نصف ساعة في اليوم أو أقل ببيت في الجنة !! ، أي عقد للعمل هذا ! ، أم أي تجارة هذه ! .. سبحانك لا نثني عليك أنت كما أثنيت على نفسك ....
أرضلها ذهب والمسك طينتها ..... والزعفران حشيش نابت فيها


أنهارها لبن محض ومنعسل ..... والخمر يجري رحيقا في مجاريها


بيتٌ وأي بيتفي أرض الجنة ؛ وأي جنة :
بناؤها :لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتهاالزعفران .
أنهارها :فيها نهر من عسلمصفى و نهر من لبن و نهر من خمر لذة للشاربين و نهر من ماء ، وفيها نهر الكوثرللنبي محمد عليه الصلاة والسلام أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل فيه طيرأعناقها كأعناق الجزرـ أي الجمال ـ .
خيامها : فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ عرضها ستون ميلاً في كل زاوية فيها أهلٌ يطوفعليهم المؤمن .
أهلها :أهل الجنة جردمرد مكحلين لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم ، وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلةالبدر لا يبولون و لا يتغوطون ولا يمتخطون و لا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسكومباخرهم من البخور .
خدمها :ولدانمخلدون لا تزيد أعمارهم عن تلك السن إذا رأيتهم كأنهم لؤلؤا منثورا ، ينتشرون فيقضاء حوائج السادة .
نعيمها : يقال لهتمنى ، فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيت وعشر أضعاف الدنيا .
قمة النعيم فيها: أعظم النعيم لأهل الجنة رؤية الربعز وجل ( وجوه يومئذ ناظرة) .
فيالها من كرامات إذا حصلت .... و يا لها من نفوس سوفتحويها

وبيتك وسط هذا كله ، بثنتي عشرة ركعة ... فهلتعجز ... اللهم لا

ياه ، كل هذا بثنتي عشرة ركعة ! ، كل هذا فيربيعك تقدر أن تزرع تلك المعاني في قلبك ، فيكون الربيع هو أول تفتح الخير ، ليستمرالنماء بخضرة وبهاء طوال عمرك ، وكيف لا وقد حل الربيع في خير الشهور ؛ رمضانلتضاعف أعمالكم ، وتكسب بها سقاء الرضوان ، بقدر تقربك وبقدر
حبك ، وبقدر غرسكوسجودك وتنفلك ، تكون أنت القريب الحبيب ممن ؟؟ من الله .

وأعلم أن هذاالمضمار لست فيه وحدك ، فإن كان الخطاب يخص لمن حرص على ثنتي عشرة فاعلم أن هناك منيضاعف الأرقام ، وله قرب كبير ، وهزته الأشواق ، وحن للحبيب ، فهل تكسل ! اللهم لا .


وخذ معك في بيتك ،آل بيتك ومن تحب ، وصف لهم البيت وعماره ، وحثهم عليه ، كي يشاركونك فيه فتذكر نداءالله تعالى إليك يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْوَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌغِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَايُؤْمَرُونَ) التحريم:6 .

تعلم فن الغراس ... وكن حارثا نبها

‏في بيتك وقصرك في الجنان حديقة غنّاء ولها غراسها الخاص بها، ومناسب لتربتها المتميزة . وهي لا نبت فيها إلا ما زرعت ، وتخيل حديقة كبيرة منغير زرع ولا شجر ولا أزهار ، وحدائق غيرك مغرية خضراء عالية ، فكن ماهرا وسابق .
عَنْ ‏ ‏ابْنِ مَسْعُودٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَقِيتُ ‏ ‏إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِيفَقَالَ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْأَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا ‏‏‏ قِيعَانٌ‏وَأَنَّ ‏غِرَاسَهَا ‏ ‏سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَإِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ . الترمذي وقال حسن غريب . خرجه الماورديبمعناه‏.‏ وفيه - فقلت‏:‏ ما غراس الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏( ‏لا حول ولا قوة إلا بالله ‏) .


وخرج ابن ماجة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهويغرس غرسا فقال ‏:‏
‏( ‏يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟ ‏)‏ قلت غراسا‏.‏ قال ‏:‏ ‏(‏ألا أدلك على غراس خير من هذا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبريغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة‏ )‏‏.

‏وليس شجر الجنة كأي شجر ، بل هوالذهب في ساقها ؛ عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏: ( ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ‏) قال الترمذي‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ،‏وأخرجه ابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه . ‏

‏ونوّع غراسك في حديقتكالغناء وكن نبها في فن الغراس ؛ عن ‏ ‏جابر ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال ‏من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة ‏ . أخرجه الترمذيوابن حبان في صحيحه والحاكم .

* باقة كالريحان ..فلا تردها *

أيها الحبيب:
اقبل باقتي على طبق مذهب يحل لك استعماله،فهذا ما أول نقدمه لك وأنت تلج بستانك الإيماني هذا فلا تغفل عن هذا الأصل .حتى إذا أطلقت لنفسك العنان تريد متعة النظر إلى الجمال والطبيعة ، وروعةخلق الله تعالى نعطيك هذه الوردة الجميلة، والتي أسمها :


كثر غراسك .. فإنأرضك واسعة كبيرة .. ولن يغرسها غيرك.


‏فلا تغفل أيها الحبيب عن هذاالخير ... واجتهد أن يكون بستانك عامرا ..وما أنبدأت في غراسك المبارك حتى همسنا في حنايا نفسك ، ولمسنا مشاعرك وعاطفتك وإيمانك ،بعطر مبارك ، تتشوق إليه نفسك ... للتتذكر أن :


لك بيتا في الجنة فلا تهملصيانته وعمارته :

هذا البستان الربيعي الجميل ... عليك أن تنظر إلى كنزك فيه ، فلا تهمله ،ولا تكثر الغياب عليه ..


‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مُوسَى ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كُنَّا مَعَالنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى ‏‏ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي سَفَرٍ فَكُنَّا إِذَاعَلَوْنَا كَبَّرْنَا فَقَالَ ‏ ‏ارْبَعُوا ‏ ‏عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ ‏لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ ‏‏ وَلَا غَائِبًا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًاثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي ‏ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَإِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لِي يَا ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ ‏ بْنَ قَيْسٍ ‏ ‏قُلْ ‏‏ لَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ‏ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ‏ . البخاري


فلا تشتغل بما تظن أنه كنز في الدنيا عن كنز يدلك عليه الصادقالمصدوق ، بل أكثر من هذا الكنز في أرضك ، قد جهدك ، وقدر ما يحيط بك من قوى ماديةطاغية.


أيها الحبيب :


إياك إياك أن تجعل لشيء من لهب المعاصي أنيقترب من بستانك الجميل .. فلا يكفي أن تمتنع فقط بل أجعل بينك وبين لهيبها بوناًكبيرا لتنجو ..


عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏رَضِيَ ‏‏ اللَّهُعَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ ‏‏ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى ‏ اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ مَنْ صَامَ يَوْمًا ‏ فِي سَبِيلِ ‏‏ اللَّهِ بَاعَدَ ‏‏اللَّهُ ‏ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ‏. رواه مسلم


وجهكالوضاح هذا نريد له الخير ، نريد له ألا يمسه ما يؤذيه ، فاحفظ هذا ، ولا تلتفت إلىما سواه ..


فإن أردت الضياء .. أردت النور .. تنير دربك .. تنير بصرك .. تنير بصيرتك .. فلا تنسى حبيبك ... وتذكره فهو ربيع بذاته ...وكرر معي: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


صلى الله عليكأيها النبي الكريم وسلم وعلى آل بيتك الأطهار وصحبك الأبرار ..


هذا هو النورالذي ندعوك إليه ...


عن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : { من صلى عليّ واحدة ، صلى الله عليه بها عشرا } صحيح الجامع 6358 .


وما معنى أن يصلي عليك ربنا أيها المؤمن إذ أنت صليت على نبينا الحبيب عليهالصلاة والسلام ..


قال تعالى { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْوَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَبِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} (الأحزاب:43)


فهو النورالذي يشرق في سماء نفسك ، وفي أفق عقلك وفكرك ... يبدد ظلمات المعاصي .. ويطرد عنكآثارها .. وبقدر كثرة صلاتك على الحبيب المصطفى بقدر ما تحوز من الخير والنور ... آلا ترى ذلك الصحابي الكريم الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم أجعل لك كل صلاتيفقال عليه الصلاة والسلام ( يكفك الله أمر الدنيا والآخرة)..


لا تبتعدأيها الحبيب فما زلت أريدك ... تذوق ما أعطيتك من باقتي هذه .. ولا زالت لم تكتملبعد.

أيها الحبيب :


بعد أن أشرقت نفسكبكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ هاهو ذا يناديك الحبيب يا محب ،يناديك لتتمتع بجمال الربيع ولا تكدر نفسك :


‏‏{‏ مَنْ لَزِمَ ‏‏الِاسْتِغْفَارَ ‏ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ ‏ مِنْ ‏ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْكُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ ‏ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ‏ } . أبو داود ‏ والنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .


فإن كان لك ضيق ... أو غلب عليك هم ... أوضاقت بك سبل العيش والرزق الحلال ، فهلا أكثرت من الاستغفار ، وداومت على طرق البابفإنه :


أخلق بذي الصبر أن يحضى بحاجته **** ومدمن القرع للأبواب أن يلج


أيها الحبيب :


حتى إذا ما هدئت نفسك في هذا البستان الجميل ، دعوتكللجلوس تحت شجرة عظيمة ، ممتدة الظل ، أصلها ثابت وفرعها في السماء ؛ شجرة العبوديةالوافرة العطاء ، تجلس تحتها ، لتكسر نفسك ُتجبرها من كسر ألمّ بها ، تذلها بين يديالكبير المتعال ، تطأطأ رأساً بين يدي الملك الديان ، تطلب العون والتوفيق ، والصفحوالمغفرة ... ترفع يديك ... تستشعر عظمة الرب الكريم الودود لتتودد إليه لنفسك .


وها أنا ذا أمدك بدعاء لو وزن بذهب لما شاطت كفته أبداً ..

{اللهماجعل غُدُونا إليك مقرونا بالتوكل عليك ، ورواحنا عنك موصولاً بالنجاح منك ،وإجابتنا لك راجعة إلى التهالك فيك ، وثقتنا بك هادية إلى التفويض إليك ، اللهمأعذنا من جشع الفقير ، وريبة المنافق ، وطيشة العجول ، وفترة الكسلان ، وحيلةالمستبد ، ورِقبة الخائف ، وطمأنينة المغرور .. يا ودود يارب العالمين ... اللهمأسألك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي ، والشكر على نعمتك شعاري ودثاري ، والنظر فيملكوتك دأبي وديدني ، والانقياد لك شأني وشغلي ، والخوف منك أمني وإيماني ، واللياذبذكرك بهجتي وسروري .. اللهم إني اسألك خفايا لطفك ، وفواتح توفيقك ، ومألوف برِّك، وعوائد إحسانك ، وجاه المقدمين من ملائكتك ، ومنزلة المصطفين من رسلك ، ومكانةالأولياء من خلقك ، وعاقبة المتقين من عبادك ... يا رب يا رب أسألك القناعة برزقك ،والرضا بحكمك ، والنزاهة عن محظورك ، والورع في شبهاتك ، والقيام بحججك ، والاعتباربما أبديت ، والتسليم لما أخفيت ، والإقبال على ما أمرت ، والوقوف على ما جزرت ... لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك يا رب العالمين}.

وبعد أن تجففدموعك من مناجاة الرب الرحيم ... اسمح لنا بزيارة لك ، وأن نكون ضيوفاً عندك، تحتنفس الشجرة ـ شجرة العبودية الوافرة الظلال ـ وسيكون ضيوفك قومٌ سبقوك إلى هذاالربيع الُمزهر ، ونهلوا منه أطيب الثمر ، وهم اليوم عند ربهم ، ينبئونك بخبر مفيد، فأفسح لهم في مجلسك ..


أول القوم قدوماً عليك هو الإمام ابن القيم عليهالرضى والقبول ، إذ يهمس في أذنك وهو يعانقك : ( سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله يقول : في بعض الآثار الإلهية قول الله تعالى: إني لا أنظر إلى كلام الحكيم ،وإنما أنظر إلى همته ) . لعل هذه العبارة تزيد من شوقك للذلة بين يدي من لهالكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم .


وهذا ابن الجوزي ينصحككابن له ويعطيك لفتة من كبده فيقول : ( ما تقف همة إلا لخساستها ، وإلا فمتى علتالهمة فلا تقنع بالدون ؛ وقد عرف بالدليل أن الهمة مولود مع الآدمي ، وإنما تقصربعض الهمم في بعض الأوقات ، فإذا حثت سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزا فسل المنعم ،أو كسلاً فسل الموفق ، فلن تنال خيراً إلا بطاعته ، فمن الذي أقبل عليه ولم ير كلمراد ؟ ومن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ أو حظي بغرض من أغراضه ؟)


أيهاالحبيب : افهم مراد القوم ؛ فإنهم ناصحون لك ، ولا تسوف ، ولا تؤجل ، فالبدارالبدار ، إنما هو بستانك في الجنة ـ بحول الله ـ فلا تكسل عن العناية به .


فكن صاحب همة عالية ، ونية صادقة ، فإن غفوت فلا تطيل الرقاد ، بل نم علىأحسن النيات ..


فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك فيما يرويه عنربه : ( ‏إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ ‏ الْحَسَنَاتِ ‏ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ ‏‏ بِحَسَنَةٍ ‏ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُعِنْدَهُ ‏‏ حَسَنَةً كَامِلَةً ‏ فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَااللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ ‏‏ حَسَنَاتٍ ‏ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَىأَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَااللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ ‏‏ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَاكَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ‏ ) البخاري عن ابن عباس .


وهوالذي قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ ‏بَلَّغَهُ ‏‏اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) مسلم.


وهو الذي قال عليه الصلاة والسلام في حق المتخلفين عن غزوة تبوك منالحريصين على الخروج معه : ( ‏لَقَدْ تَرَكْتُمْ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏أَقْوَامًامَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ وَلَا قَطَعْتُمْ مِنْوَادٍ إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ فِيهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَيَكُونُونَ مَعَنَا وَهُمْ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏فَقَالَ ‏ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ ) أبو داود ومسلم .‏


فلا أقل من نية طيبة ، تجوب بها أودية أفغانستان ، وجبالالشيشان ، أو هضاب بيت الأقصى المبارك .. إذ أنت في محرابك ، قد حبسك العذر .


لا تعجب أيها الحبيب فقد تسبق بهمتك قوم آخرين :


‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهُرَيْرَةَ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ : سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ ‏أَلْفِ ‏دِرْهَمٍ ،
to be contenio:kiss:

المهندس هيثم
29-05-2006, 12:11 AM
هذا أول ما نقدمه لك وأنت تلجبستانك الإيماني
‏ قَالُوا: وَكَيْفَ؟؟

قَالَ : كَانَ لِرَجُلٍ ‏‏ دِرْهَمَانِ تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا ،وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى ‏عُرْضِ ‏مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ ‏‏مِائَةَ أَلْفِ‏‏دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا ‏. النسائي بسند جيد


بكى صاحبي لما رأىالدرب دونه **** وأيقن أنـّا لاحِقــان بقيصرا

فـقـلـت له لا تبكِ عـينكإنما **** نحاول مُلكا أو نموت فنُعذرا


وقبل أن يسير من عندك القوم هذاوليد الأعظمي يقول في مجلسك خاتماً زيارة القوم لك :


عـاد الربيع جمــيلاًفي مـباهجه *** إن الـربيع لمعـنى مـن معــانينا

فهـل يعـود ربـيـع الروحثانـية *** بالحق والعدل والإيمان مقرونا ؟

ما قيمة الحسـن والأرواح ذابـلة *** تستمريءُ الذل والإفساد والهونا

رانت عليها الخطايا فهي صائدة *** والقـلبيصـدأ إن لـم تجله حينا .


وقبل أن أودعك .. أيها الحبيب .. أجد نفسي ملزمابحسن الختام معك .. وقبلا منك بذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كالروحوالريحان ذكرك يعبق **** فتهلل الدنيا له وتصفق

وتسرها ذكرى ربيع محمد **** حيثالحياة جميلة تتألق

يهتز عند الفجر نفح عبيرها **** كالمسك في أرجائها يتفتق

وربى موشاة الأديم بسندس **** خضر تموج كأنها إستبرق

وجداول ماء العيونكمائها **** عذبا يفيق وسلسلا يترقرق

والأقحوان الطلق يبسم ثغره **** والياسمينمنضد ومنسق

وعيون نرجسة له ترنوا كما **** يرنو المحبُ إلى الحبيب ويحدق

وتطير ما بين الزهور فراشة **** طوراً تغيب بها وطورا تُشرق

هذا ربيـعمــحمد وبهاؤه **** كل القـلوب لحسنه تتعـشـق

وتعيش بالذكرى تجدد عهدها **** بالحق والخير الذي يتدفق .


وهذا ما جاد به القلم ، والله الحافظ من الزلل ،وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


سبحان ربك رب العزة عمايصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
(‏إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌيُحِبُّ الْجَمَالَ) … فيكون المؤمن موقنا بهذا يسعى للجمال ، يتذوقه ،يحبه ، ويحرص عليه ؛ لأن الله جميل يحب ذلك منه .

أخرج الإمام أحمد فيمسنده عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏‏عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ‏{الشِّتَاءُ ‏ رَبِيعُالْمُؤْمِنِ}‏. ‏ ‏وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال : " رواه أبو يعلىو إسناده حسن " .. وبالرغم من أن الشيخ الألباني- رحمه الله - ضعفه في صحيح الجامع ، لكنكلام الإمام الهيثمي واضح ، وعلى أي حال فمعنى الحديث صحيح صحيح .

أرأيتمكيف تتغير فصول السنة في حس المسلم ، وفقا لأسسه وحسه ، ليكون الشتاء بمطره وبردهوثلجه وصقيعه ؛ ربيعاً تتفتح فيه أزهار قلبه ، وتنتشر الزينة بين جنبات نفسه ، يجمعفي موسمه هذا وروداً وأزهاراً ، ويطلق لعيني بصيرته العنان لتنعم بمناظر الرقيوالقرب من الله تعالى .

وإنما كان الشتاء ربيعاً للمؤمن لأنه يرتع فيه فيبساتين الطاعات ، ويسرح في ميادين العبادات ، وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرةفيه .

وإذا كنا قد ذكرنا بأن للمؤمن حساً يشعر فيه بالخوف من الله تعالىويقشعر بدنه من آيات الله سبحانه وتعالى ، فإن المقابل لهذه الروح المحبة للقرب منالله : أن الله يضحك لصنيع عبده ! ، جزاء قيامه من فراشه الوفير ، ودفئ جسده ،طالبا الدفء لروحه وقلبه .

فعن عبد الله بن مسعود أنه قال{ألا إن الله يضحك إلى رجلين : رجل قام في ليلة باردة من فراشهولحافه ودثاره ، فتوضأ ، ثم قام إلى الصلاة ، فيقول الله عز وجل لملائكته : ما حملعبدي هذا على ما صنع ، فيقولون: ربنا رجاء ما عندك ، وشفقة مما عندك ، فيقول فإنيقد أعطيته ما رجا،وأمَّـنته مما يخاف}. الطبراني في الكبير وقال الهيثميفي مجمع الزوائد حسن .

فهي المعاني كلها تجتمع لك أيها المؤمن في فصلالربيع هذا ، وأنت تتجول بين سهوله الخضراء ، وتنهل من أنهاره الصافية العذبة ، وتتمتع بظله الوافر ، تترقى ؛ بين ربى الأعمال الصالحة ، وتستنشق عبير الطاعات ،لتطمئن نفسك ويصلح حالها ، وتشعر بالدفء الحاني ، والسمو الإيماني ، تنزل منكسرامتضرعا ، فتصعد مجبورا باسما ، تتخلق بالجميل سبحانه ، من بعد ضحكة زينت بها دربكالوتير .

وأنا إذ أذكرك ونفسي بهذا الخير يسرني أن أقدم لك باقة منالزهور الإيمانية ، ناصحاً لك على الخير ، و داعيا لك بكل فلاح وهدى .
بدء الخير والفلاح ..
عن أبي هريرة َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏‏ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ ‏بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ ‏‏ فَإِنْ ‏ صَلُحَتْفَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ‏ وَإِنْ ‏ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ‏‏ فَإِنْ ‏انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ ‏ ‏انْظُرُوا هَلْلِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا ‏‏ مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ‏. الترمذي وقال حسن ، و أخرجهالترمذي بسند صحيح . راجع تحفة الأحوذي .
هذا أول ما نقدمه لك وأنت تلجبستانك الإيماني هذا ؛ لأنها أول ما تحاسب عليه ، فإن كان يبس الخريف قد أيبسالخشوع في قلبك ، أو حر الصيف قد جفف دموعك ، فها هو ذا ربيعك الماطر قد ولج ،يسقي الأرض بماء طهور ، لتسقي مآقيك بخير ونور ، وتهطل في قلبك الساجد مزيد إشراقاتالصلاة .. تبتغي الفلاح والنجاح ، وتهرب من خيبة وخسران .. لتتعلم كيف ترتبأولوياتك وتصنع فيها صبغة النجاح ، فتكون صاحب فلاح في بدء أمرك ، ليكون بدء المسيرمضيئا .. فلا تغفل عن هذا الأصل.
كن وليا لله ... ولا تلتفت
هو هو أبو هريرة يهديك طبقا آخر من الخير ، إذ يقول : (‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله قال ‏ : ‏من عادى لي وليا فقد ‏‏آذنته‏ ‏بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدييتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذييبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئناستعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموتوأنا أكره مساءته ) البخاري .
فملازمة النوافل والحرص عليها هي الطبقالذهبي التالي ، ويكون تقربك من الله بها بإيمانك ثم إحسانك ، فيقرب الرب الكريممنك بما يخصه به في الدنيا من عرفانه ، وفي الآخرة من رضوانه ، وفيما بين ذلك منوجوه لطفه وامتنانه ، فاقترب منه سبحانه وابتعد عمن خلق إذ أنت تريد القرب في سجودوخشوع وإنابة .
كي يحبك ! ويحك تتقرب ليحبك ! ، فما تريد بعد ! وكيف حبه ؟حبا يتصل بكل جارحة فيك .. حبا يقلب لك جسدك كله .. حبا ترى به سبحانه كل الوجود .. وتسمع به .. وتبطش به .. وتسير به .. تبصر تسمع تبطش وتسير معه وبه ! .. ليصل الحبإلى روحك فتستعيذ به عز وجل فيعيذك .. وتسأله فيعطيك ! .. وأنت ما عليك إلا القرب .. يحبك الله .. فيأتيك الموت وأنت له مؤثر وإليه مشتاق .. وما عليك إلا أن تتقرب .
بذا تكون وليا يدافع الله عنك سرا وجهرا ، علانية ورمزا ، وله في حبه هيام، وفي هيامه وجد ، وهل الحب إلا عمل في القلب والحال معا ..
راية الحب الرباني ..

ويقدم لك الصحابي المبارك ـ أبو هريرة رضوان اللهتعالى عليه ـ راية الحب بنداء رباني يردده الروح الأمين ويردده معه أهل السماء ، إذيقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (‏ ‏إذا أحب الله عبدا نادى ‏ ‏جبريل ‏ ‏إنالله يحب فلانا فأحبه فيحبه ‏ ‏جبريل ‏ ‏فينادي ‏ ‏جبريل ‏ ‏في أهل السماء إن اللهيحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض ) البخاري .

ذكر ابن كثير في تفسيره ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب " إن الله أمرني أن أقرأ عليك" لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب " قال وسمانى لك ؟قال " نعم " فبكى ) وقال أخرجه البخاري ومسلم .

أبي بن كعب الصحابي الجليليفرح ويبكي لكون الله ذكر اسمه ، فكيف بك وقد ذكر الله اسمك لجبريل ، وجبريل يذكرهلأهل السماء ، ويكتب لك القبول في الأرض ! ، أتراك تبكي وتتقرب ، أم تراك تبكيوتقصر ، أم تراك تبكي وتراوح ، أتترك الخير والفلاح وأول أمرك ، و لا تهيم بالولاية، ثم تطلب ذكر اسمك ! ، هذا لعمري من الطلب الكاذب ... فها هي زهرات الخير والفلاحقد تفتحت ، وها هي ذا الأبواب مفتحة لك لتقترب .. وهي هي ثم راية الحب يعطيها اللهوعدا لك ؛ إن حرصت وجعلت القرب لك عادة ، والصدق معه عبادة ، والإحسان للخلق سجية ،وبكاء أبي بن كعب حافز لك ومعين ... ولا تلتفت لما يقوله الخلق ، من بعد أن قال ربالخلق أجمعين .. ثم ارفع يديك لله أن يوفق ويرحم .. فهو سبحانه نعم المعين ...

وبعد أن عرفت فقه الولاية ودربها الجميل العالي ؛ درب الحبالرباني ، والعاطفة الرحمانية ، آن لك الولوج لباب العمل ، وتشمير الساعد ، والتطلعللفردوس وعليين ، وبناء منهجي موثوق في جنان الخلد أيها المؤمن :
ابن لك بيتا في الجنة
‏عَنْ ‏ ‏أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ ‏ اللَّهِ ‏‏صَلَّى ‏‏ اللَّهُ ‏ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ( ‏مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ‏ ‏يُصَلِّي ‏ لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَفَرِيضَةٍ إِلَّا ‏‏ بَنَى اللَّهُ لَهُ ‏ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّابُنِيَ ‏ لَهُ ‏ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ . ) رواه مسلم ... ‏قَالَتْ ‏ ‏أَمُّحَبِيبَةَ ‏ ‏فَمَا بَرِحْتُ ‏ ‏أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ .
قلها : ربح البيعربنا ، تصلي ثتني عشرة ركعة ببيت في الجنة !! ، ما الذي نريد من ربنا ! وأي جهدنبذله لهذا العطاء والكرم من الكريم المنان ، الرحيم الرحمن ، ما أكرم عطاء ربنا ،نصف ساعة في اليوم أو أقل ببيت في الجنة !! ، أي عقد للعمل هذا ! ، أم أي تجارة هذه ! .. سبحانك لا نثني عليك أنت كما أثنيت على نفسك ....
أرضلها ذهب والمسك طينتها ..... والزعفران حشيش نابت فيها


أنهارها لبن محض ومنعسل ..... والخمر يجري رحيقا في مجاريها


بيتٌ وأي بيتفي أرض الجنة ؛ وأي جنة :
بناؤها :لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتهاالزعفران .
أنهارها :فيها نهر من عسلمصفى و نهر من لبن و نهر من خمر لذة للشاربين و نهر من ماء ، وفيها نهر الكوثرللنبي محمد عليه الصلاة والسلام أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل فيه طيرأعناقها كأعناق الجزرـ أي الجمال ـ .
خيامها : فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ عرضها ستون ميلاً في كل زاوية فيها أهلٌ يطوفعليهم المؤمن .
أهلها :أهل الجنة جردمرد مكحلين لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم ، وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلةالبدر لا يبولون و لا يتغوطون ولا يمتخطون و لا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسكومباخرهم من البخور .
خدمها :ولدانمخلدون لا تزيد أعمارهم عن تلك السن إذا رأيتهم كأنهم لؤلؤا منثورا ، ينتشرون فيقضاء حوائج السادة .
نعيمها : يقال لهتمنى ، فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيت وعشر أضعاف الدنيا .
قمة النعيم فيها: أعظم النعيم لأهل الجنة رؤية الربعز وجل ( وجوه يومئذ ناظرة) .
فيالها من كرامات إذا حصلت .... و يا لها من نفوس سوفتحويها

وبيتك وسط هذا كله ، بثنتي عشرة ركعة ... فهلتعجز ... اللهم لا

ياه ، كل هذا بثنتي عشرة ركعة ! ، كل هذا فيربيعك تقدر أن تزرع تلك المعاني في قلبك ، فيكون الربيع هو أول تفتح الخير ، ليستمرالنماء بخضرة وبهاء طوال عمرك ، وكيف لا وقد حل الربيع في خير الشهور ؛ رمضانلتضاعف أعمالكم ، وتكسب بها سقاء الرضوان ، بقدر تقربك وبقدر
حبك ، وبقدر غرسكوسجودك وتنفلك ، تكون أنت القريب الحبيب ممن ؟؟ من الله .

وأعلم أن هذاالمضمار لست فيه وحدك ، فإن كان الخطاب يخص لمن حرص على ثنتي عشرة فاعلم أن هناك منيضاعف الأرقام ، وله قرب كبير ، وهزته الأشواق ، وحن للحبيب ، فهل تكسل ! اللهم لا .


وخذ معك في بيتك ،آل بيتك ومن تحب ، وصف لهم البيت وعماره ، وحثهم عليه ، كي يشاركونك فيه فتذكر نداءالله تعالى إليك يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْوَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌغِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَايُؤْمَرُونَ) التحريم:6 .

تعلم فن الغراس ... وكن حارثا نبها

‏في بيتك وقصرك في الجنان حديقة غنّاء ولها غراسها الخاص بها، ومناسب لتربتها المتميزة . وهي لا نبت فيها إلا ما زرعت ، وتخيل حديقة كبيرة منغير زرع ولا شجر ولا أزهار ، وحدائق غيرك مغرية خضراء عالية ، فكن ماهرا وسابق .
عَنْ ‏ ‏ابْنِ مَسْعُودٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَقِيتُ ‏ ‏إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِيفَقَالَ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْأَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا ‏‏‏ قِيعَانٌ‏وَأَنَّ ‏غِرَاسَهَا ‏ ‏سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَإِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ . الترمذي وقال حسن غريب . خرجه الماورديبمعناه‏.‏ وفيه - فقلت‏:‏ ما غراس الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏( ‏لا حول ولا قوة إلا بالله ‏) .


وخرج ابن ماجة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهويغرس غرسا فقال ‏:‏
‏( ‏يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟ ‏)‏ قلت غراسا‏.‏ قال ‏:‏ ‏(‏ألا أدلك على غراس خير من هذا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبريغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة‏ )‏‏.

‏وليس شجر الجنة كأي شجر ، بل هوالذهب في ساقها ؛ عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏: ( ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ‏) قال الترمذي‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ،‏وأخرجه ابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه . ‏

‏ونوّع غراسك في حديقتكالغناء وكن نبها في فن الغراس ؛ عن ‏ ‏جابر ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال ‏من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة ‏ . أخرجه الترمذيوابن حبان في صحيحه والحاكم .

* باقة كالريحان ..فلا تردها *

أيها الحبيب:
اقبل باقتي على طبق مذهب يحل لك استعماله،فهذا ما أول نقدمه لك وأنت تلج بستانك الإيماني هذا فلا تغفل عن هذا الأصل .حتى إذا أطلقت لنفسك العنان تريد متعة النظر إلى الجمال والطبيعة ، وروعةخلق الله تعالى نعطيك هذه الوردة الجميلة، والتي أسمها :


كثر غراسك .. فإنأرضك واسعة كبيرة .. ولن يغرسها غيرك.


‏فلا تغفل أيها الحبيب عن هذاالخير ... واجتهد أن يكون بستانك عامرا ..وما أنبدأت في غراسك المبارك حتى همسنا في حنايا نفسك ، ولمسنا مشاعرك وعاطفتك وإيمانك ،بعطر مبارك ، تتشوق إليه نفسك ... للتتذكر أن :


لك بيتا في الجنة فلا تهملصيانته وعمارته :

هذا البستان الربيعي الجميل ... عليك أن تنظر إلى كنزك فيه ، فلا تهمله ،ولا تكثر الغياب عليه ..


‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مُوسَى ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كُنَّا مَعَالنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى ‏‏ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي سَفَرٍ فَكُنَّا إِذَاعَلَوْنَا كَبَّرْنَا فَقَالَ ‏ ‏ارْبَعُوا ‏ ‏عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ ‏لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ ‏‏ وَلَا غَائِبًا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًاثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي ‏ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَإِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لِي يَا ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ ‏ بْنَ قَيْسٍ ‏ ‏قُلْ ‏‏ لَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ‏ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ‏ . البخاري


فلا تشتغل بما تظن أنه كنز في الدنيا عن كنز يدلك عليه الصادقالمصدوق ، بل أكثر من هذا الكنز في أرضك ، قد جهدك ، وقدر ما يحيط بك من قوى ماديةطاغية.


أيها الحبيب :


إياك إياك أن تجعل لشيء من لهب المعاصي أنيقترب من بستانك الجميل .. فلا يكفي أن تمتنع فقط بل أجعل بينك وبين لهيبها بوناًكبيرا لتنجو ..


عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏رَضِيَ ‏‏ اللَّهُعَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ ‏‏ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى ‏ اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ مَنْ صَامَ يَوْمًا ‏ فِي سَبِيلِ ‏‏ اللَّهِ بَاعَدَ ‏‏اللَّهُ ‏ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ‏. رواه مسلم


وجهكالوضاح هذا نريد له الخير ، نريد له ألا يمسه ما يؤذيه ، فاحفظ هذا ، ولا تلتفت إلىما سواه ..


فإن أردت الضياء .. أردت النور .. تنير دربك .. تنير بصرك .. تنير بصيرتك .. فلا تنسى حبيبك ... وتذكره فهو ربيع بذاته ...وكرر معي: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


صلى الله عليكأيها النبي الكريم وسلم وعلى آل بيتك الأطهار وصحبك الأبرار ..


هذا هو النورالذي ندعوك إليه ...


عن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : { من صلى عليّ واحدة ، صلى الله عليه بها عشرا } صحيح الجامع 6358 .


وما معنى أن يصلي عليك ربنا أيها المؤمن إذ أنت صليت على نبينا الحبيب عليهالصلاة والسلام ..


قال تعالى { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْوَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَبِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} (الأحزاب:43)


فهو النورالذي يشرق في سماء نفسك ، وفي أفق عقلك وفكرك ... يبدد ظلمات المعاصي .. ويطرد عنكآثارها .. وبقدر كثرة صلاتك على الحبيب المصطفى بقدر ما تحوز من الخير والنور ... آلا ترى ذلك الصحابي الكريم الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم أجعل لك كل صلاتيفقال عليه الصلاة والسلام ( يكفك الله أمر الدنيا والآخرة)..


لا تبتعدأيها الحبيب فما زلت أريدك ... تذوق ما أعطيتك من باقتي هذه .. ولا زالت لم تكتملبعد.

أيها الحبيب :


بعد أن أشرقت نفسكبكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ هاهو ذا يناديك الحبيب يا محب ،يناديك لتتمتع بجمال الربيع ولا تكدر نفسك :


‏‏{‏ مَنْ لَزِمَ ‏‏الِاسْتِغْفَارَ ‏ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ ‏ مِنْ ‏ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْكُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ ‏ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ‏ } . أبو داود ‏ والنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .


فإن كان لك ضيق ... أو غلب عليك هم ... أوضاقت بك سبل العيش والرزق الحلال ، فهلا أكثرت من الاستغفار ، وداومت على طرق البابفإنه :


أخلق بذي الصبر أن يحضى بحاجته **** ومدمن القرع للأبواب أن يلج


أيها الحبيب :


حتى إذا ما هدئت نفسك في هذا البستان الجميل ، دعوتكللجلوس تحت شجرة عظيمة ، ممتدة الظل ، أصلها ثابت وفرعها في السماء ؛ شجرة العبوديةالوافرة العطاء ، تجلس تحتها ، لتكسر نفسك ُتجبرها من كسر ألمّ بها ، تذلها بين يديالكبير المتعال ، تطأطأ رأساً بين يدي الملك الديان ، تطلب العون والتوفيق ، والصفحوالمغفرة ... ترفع يديك ... تستشعر عظمة الرب الكريم الودود لتتودد إليه لنفسك .


وها أنا ذا أمدك بدعاء لو وزن بذهب لما شاطت كفته أبداً ..

{اللهماجعل غُدُونا إليك مقرونا بالتوكل عليك ، ورواحنا عنك موصولاً بالنجاح منك ،وإجابتنا لك راجعة إلى التهالك فيك ، وثقتنا بك هادية إلى التفويض إليك ، اللهمأعذنا من جشع الفقير ، وريبة المنافق ، وطيشة العجول ، وفترة الكسلان ، وحيلةالمستبد ، ورِقبة الخائف ، وطمأنينة المغرور .. يا ودود يارب العالمين ... اللهمأسألك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي ، والشكر على نعمتك شعاري ودثاري ، والنظر فيملكوتك دأبي وديدني ، والانقياد لك شأني وشغلي ، والخوف منك أمني وإيماني ، واللياذبذكرك بهجتي وسروري .. اللهم إني اسألك خفايا لطفك ، وفواتح توفيقك ، ومألوف برِّك، وعوائد إحسانك ، وجاه المقدمين من ملائكتك ، ومنزلة المصطفين من رسلك ، ومكانةالأولياء من خلقك ، وعاقبة المتقين من عبادك ... يا رب يا رب أسألك القناعة برزقك ،والرضا بحكمك ، والنزاهة عن محظورك ، والورع في شبهاتك ، والقيام بحججك ، والاعتباربما أبديت ، والتسليم لما أخفيت ، والإقبال على ما أمرت ، والوقوف على ما جزرت ... لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك يا رب العالمين}.

وبعد أن تجففدموعك من مناجاة الرب الرحيم ... اسمح لنا بزيارة لك ، وأن نكون ضيوفاً عندك، تحتنفس الشجرة ـ شجرة العبودية الوافرة الظلال ـ وسيكون ضيوفك قومٌ سبقوك إلى هذاالربيع الُمزهر ، ونهلوا منه أطيب الثمر ، وهم اليوم عند ربهم ، ينبئونك بخبر مفيد، فأفسح لهم في مجلسك ..


أول القوم قدوماً عليك هو الإمام ابن القيم عليهالرضى والقبول ، إذ يهمس في أذنك وهو يعانقك : ( سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله يقول : في بعض الآثار الإلهية قول الله تعالى: إني لا أنظر إلى كلام الحكيم ،وإنما أنظر إلى همته ) . لعل هذه العبارة تزيد من شوقك للذلة بين يدي من لهالكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم .


وهذا ابن الجوزي ينصحككابن له ويعطيك لفتة من كبده فيقول : ( ما تقف همة إلا لخساستها ، وإلا فمتى علتالهمة فلا تقنع بالدون ؛ وقد عرف بالدليل أن الهمة مولود مع الآدمي ، وإنما تقصربعض الهمم في بعض الأوقات ، فإذا حثت سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزا فسل المنعم ،أو كسلاً فسل الموفق ، فلن تنال خيراً إلا بطاعته ، فمن الذي أقبل عليه ولم ير كلمراد ؟ ومن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ أو حظي بغرض من أغراضه ؟)


أيهاالحبيب : افهم مراد القوم ؛ فإنهم ناصحون لك ، ولا تسوف ، ولا تؤجل ، فالبدارالبدار ، إنما هو بستانك في الجنة ـ بحول الله ـ فلا تكسل عن العناية به .


فكن صاحب همة عالية ، ونية صادقة ، فإن غفوت فلا تطيل الرقاد ، بل نم علىأحسن النيات ..


فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك فيما يرويه عنربه : ( ‏إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ ‏ الْحَسَنَاتِ ‏ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ ‏‏ بِحَسَنَةٍ ‏ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُعِنْدَهُ ‏‏ حَسَنَةً كَامِلَةً ‏ فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَااللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ ‏‏ حَسَنَاتٍ ‏ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَىأَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَااللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ ‏‏ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَاكَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ‏ ) البخاري عن ابن عباس .


وهوالذي قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ ‏بَلَّغَهُ ‏‏اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) مسلم.


وهو الذي قال عليه الصلاة والسلام في حق المتخلفين عن غزوة تبوك منالحريصين على الخروج معه : ( ‏لَقَدْ تَرَكْتُمْ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏أَقْوَامًامَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ وَلَا قَطَعْتُمْ مِنْوَادٍ إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ فِيهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَيَكُونُونَ مَعَنَا وَهُمْ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏فَقَالَ ‏ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ ) أبو داود ومسلم .‏


فلا أقل من نية طيبة ، تجوب بها أودية أفغانستان ، وجبالالشيشان ، أو هضاب بيت الأقصى المبارك .. إذ أنت في محرابك ، قد حبسك العذر .


لا تعجب أيها الحبيب فقد تسبق بهمتك قوم آخرين :


‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهُرَيْرَةَ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ : سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ ‏أَلْفِ ‏دِرْهَمٍ ،

‏ قَالُوا: وَكَيْفَ؟؟

قَالَ : كَانَ لِرَجُلٍ ‏‏ دِرْهَمَانِ تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا ،وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى ‏عُرْضِ ‏مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ ‏‏مِائَةَ أَلْفِ‏‏دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا ‏. النسائي بسند جيد

to bee .........................:12:

المهندس هيثم
29-05-2006, 12:12 AM
بكى صاحبي لما رأىالدرب دونه **** وأيقن أنـّا لاحِقــان بقيصرا

فـقـلـت له لا تبكِ عـينكإنما **** نحاول مُلكا أو نموت فنُعذرا


وقبل أن يسير من عندك القوم هذاوليد الأعظمي يقول في مجلسك خاتماً زيارة القوم لك :


عـاد الربيع جمــيلاًفي مـباهجه *** إن الـربيع لمعـنى مـن معــانينا

فهـل يعـود ربـيـع الروحثانـية *** بالحق والعدل والإيمان مقرونا ؟

ما قيمة الحسـن والأرواح ذابـلة *** تستمريءُ الذل والإفساد والهونا

رانت عليها الخطايا فهي صائدة *** والقـلبيصـدأ إن لـم تجله حينا .


وقبل أن أودعك .. أيها الحبيب .. أجد نفسي ملزمابحسن الختام معك .. وقبلا منك بذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كالروحوالريحان ذكرك يعبق **** فتهلل الدنيا له وتصفق

وتسرها ذكرى ربيع محمد **** حيثالحياة جميلة تتألق

يهتز عند الفجر نفح عبيرها **** كالمسك في أرجائها يتفتق

وربى موشاة الأديم بسندس **** خضر تموج كأنها إستبرق

وجداول ماء العيونكمائها **** عذبا يفيق وسلسلا يترقرق

والأقحوان الطلق يبسم ثغره **** والياسمينمنضد ومنسق

وعيون نرجسة له ترنوا كما **** يرنو المحبُ إلى الحبيب ويحدق

وتطير ما بين الزهور فراشة **** طوراً تغيب بها وطورا تُشرق

هذا ربيـعمــحمد وبهاؤه **** كل القـلوب لحسنه تتعـشـق

وتعيش بالذكرى تجدد عهدها **** بالحق والخير الذي يتدفق .


وهذا ما جاد به القلم ، والله الحافظ من الزلل ،وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


سبحان ربك رب العزة عمايصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .







أففففففففففففففففففففففف
أخيراً خلصت



عموما استحملوني يا اخوان وجزاكم الله خيرررررررررررررررررررررررررررررررررراااا
ورررررررررررررررررررررررررررررزقكم طيرااااااااااااااااا
وزوجكممممممممممممممممممممم بكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
""للعزاب فقط ---------:bigeyes: -------- قولو آمين "

المهندس هيثم
29-05-2006, 12:14 AM
أعتذر لكل اخوتي اعضاء المنتدى على الاطالة
ولكن ها هي موضوعاتي لكل عاشق للقراءة فقط

ولولا والله اني اعلم ان هؤلاء العشاق لم يندثروا بعد لما شاركت بمثل هذه الاستفاضة:wow: