Classic Evil
06-06-2006, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )
و رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "أنا أفصح العرب لسانا بيد اني من قريش ".
و قال الشاعر : أنا البحر في أحشائه الدرر ... فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟
نعم فاللغة العربية بحر, خاض فيه الأعاجم أيما خوض, و وقفنا نحن بساحله !
جئت لكم بشيء من روائع و بدائع اللغة العربية في الشعر, ولا تجدونه إلا في اللغة العربية.
في الحقيقة كنت أتمنى وجود منتدى خاص للغة العربية, ولكن إن شاء الله هذا المنتدى يحتمل هذا الموضوع.
لا أريد الإطالة في المقدمة, حتى لا تملوا الموضوع , أبدأ باسم الله و أقول :
من جواهر البلاغة في البيان و البديع :
* المحسنات البديعية :
1- الجمع مع التفريق :
وهو أن يجمع المتكلم بين شيئين في حكم واحد, ثم يفرق بينهما في ذلك الحكم, كقول الشاعر:
فوجهك كالنار في ضوئها ... و قلبي كالنار في حرها
2- العكس :
أن تقدم في الكلام جزءا ثم تعكس بأن تقدم ما أخرت و تؤخر ما قدمت, كقول المتنبي :
إذا أمطرتْ منهم, ومنك سحابة ٌ.... فوابلهم طلٌ, وطلّكَ وابلُ
* الجناس :
ويقال له التجنيس و المجانسة و التجانس, و لا يستحسن إلا إذا ساعد اللفظ المعنى, ووازى مصنوعه مطبوعه مع مراعاة النظير, وتمكن القرائن, فينبغي أن ترسل المعاني على سجيتها لتكتسي من الألفاظ ما يزينها حتى لا يكون تكلفا . وهو أنواع :
1- الجناس التام :
قال الشاعر :
ما مات من كرم الزمان فإنه ... يحيا لدى يحيى بن عبدالله
مع ملاحظة أن يحيا الأولى فعل و الثانية اسم علم على الممدوح.
مثال آخر :
إذا رماك الدهر في معشر ... قد أجمع الناس على بغضهم
فداهرهم مادمت في دارهم.... و أرضهم ما دمت في أرضهم
2- الجناس المذيل : يكون الإختلاف بأكثر من حرفين في آخره, والثاني يكون بزيادة من حرفين في اوله.
مثاله قول أبي تمام :
يمدون من ايدٍ عواص ٍ عواصم.... تصول بأسياف قواض ٍ قواضب
ومنه ايضا
3- الجناس المطرف , كقول الشاعر :
وكم سبقت منه إلي عوارف ...ثنائي على تلك العوارف وارف!
وكم غُرَر من بره ولطائف... لشكري على تلك اللطائف طائف!
4- الجناس اللفظي (وما أدراك ما الجناس اللفظي!)
تمثل ركناه لفظا, واختلافهما خطا, إما بالكتابة (بالنون و التنوين)و إما في الضاد و الظاء أو الهاء و التاء.
فالأول , مثل قول الشاعر :
أعذب خلق الله نطقاً و فمًا ... إن لم يكن أحق بالحسن فمن؟
مـثـل الغـزال نـظـرة ولـفـتـة ً... مـن ذا رآه ولا افـتـتـن ؟
لاحظ نطق أواخر الشطرين متشابهين, ولاحظ أن الرسم و المعنى مختلفين!
و على الثاني قول أبي فراس :
ما كنت تصبر في القديـ....م فلم صبرت الآن عنا
ولقد ظننت بك الظنو....ن لأنـــــــه من ضن ظنا
و على الثالث :
إذا جلست إلى قوم لتؤنسهم ... بما تحدث من ماض و آتٍ
فلا تعيدن حديثا إن طبعهموا... موكّل بمعاداة المعادات!
معاداة الأولى من العداء و البغض, و الثانية من الإعادة .
5- الجناس المحرف , وهو ما اختلف ركناه في هيآت الحروف أي حركاتها و سكناتها ,
مثل قول أبي نواس :
من بحر شعرك أغترف ... وبفضل علمك أعترف
6- الجناس المركب وهو ما اختلف ركناه إفرادا وتركيبا, فإن كان من كلمة وبعض أخرى,
سمي مرفُوّا , كقول الحريري :
و لا تله عن تذكار ذنبك وابكه .... بدمع يضاهي المزن حال مصابه
ومثل لعينيك الحمام ووقعه ..... وروعة ملقاه ومَطعم صابه
وإن كان من كلمتين , فإن اتفق الركنان خطا سمي مقرونا, مثل :
إذا ملك لم يكن ذا هبه .... فدعه فدولته ذاهبه
وإن لم يتفقا خطا ً, سمي مفروقا, كقوله :
لا تعرضن على الرواة قصيدة ... ما لم تكن بالغت في تهذيبها
فإذا عرضت الشعر غير مهذب... عدوه منك وساوسا تهذي بها
و الثاني وهو الملفق , ويكون بتركيب الركنين جميعا , قال الشاعر :
وَليتُ الحكم خمساً وهي خمس....لعمري و الصبا في العنفوانِ
فلم تضع الاعادي قدر شاني .... و لا قالوا فلان قد رشاني!
قدر شاني الأولى : أي بمثل و عظم شأني .
قد رشاني الثانية : أي أعطاني من الرشوة , المال الحرام .
7- جناس القلب المجنح, كأنه ذو جناحين ويكون قلب أول كلمة مع الأخيرة :
لاح انوار الهدى .. من كفه في كل حال
8- جناس الإشارة : وهو ماذكر فيه احد الركنين وأشير إلى الآخر بما دل عليه, نحو :
يا حمزة اسمح لي بوصل .... وامنن علينا بقربِ
في ثغرك اسمك أضحى.... مصحفا وبقلبي
يعني : مصحّف أي محرّف وهو اسم حمزة , فيكون محرف في ثغره بمعنى الخمرة,
ومصحف في قلبه أي جمرة.
ومنه : ما لا يستحيل بالإنعكاس : أي يقرأ طردا و عكسا , كقول الشاعر :
مودته تدوم لكل هولٍ .... وهل كلٌّ مودته تدوم ؟
الموارية : وهو أن يجعل المتكلم كلامه بحيث يمكن أن يحرفه, ليسلم من المؤاخذه, كما فعل أبو نواس :
لقد ضاع شعري على بابكم ... كما ضاع عقد على خالصه
فلما أنكر عليه الرشيد, قال : لم أقل إلا :
لقد ضاء شعري على بابكم... كما ضاء عقد على خالصه
واعلم أخي أن في كل مما ذكر أمثلة من القرآن العظيم لم أذكرها لسببين :
1- خشية الطول .
2- نحن هنا بصدد الحديث عن الشعر.
و أيضا هناك أنواع كثيرة, ولكن اكتفيت بهذا أيضا خشية الطول و الملل, فقليل دائم في كل مرة, خير من كثير منقطع.
أتمنى الانتفاع بالموضوع!
قال الله تعالى : ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )
و رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "أنا أفصح العرب لسانا بيد اني من قريش ".
و قال الشاعر : أنا البحر في أحشائه الدرر ... فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟
نعم فاللغة العربية بحر, خاض فيه الأعاجم أيما خوض, و وقفنا نحن بساحله !
جئت لكم بشيء من روائع و بدائع اللغة العربية في الشعر, ولا تجدونه إلا في اللغة العربية.
في الحقيقة كنت أتمنى وجود منتدى خاص للغة العربية, ولكن إن شاء الله هذا المنتدى يحتمل هذا الموضوع.
لا أريد الإطالة في المقدمة, حتى لا تملوا الموضوع , أبدأ باسم الله و أقول :
من جواهر البلاغة في البيان و البديع :
* المحسنات البديعية :
1- الجمع مع التفريق :
وهو أن يجمع المتكلم بين شيئين في حكم واحد, ثم يفرق بينهما في ذلك الحكم, كقول الشاعر:
فوجهك كالنار في ضوئها ... و قلبي كالنار في حرها
2- العكس :
أن تقدم في الكلام جزءا ثم تعكس بأن تقدم ما أخرت و تؤخر ما قدمت, كقول المتنبي :
إذا أمطرتْ منهم, ومنك سحابة ٌ.... فوابلهم طلٌ, وطلّكَ وابلُ
* الجناس :
ويقال له التجنيس و المجانسة و التجانس, و لا يستحسن إلا إذا ساعد اللفظ المعنى, ووازى مصنوعه مطبوعه مع مراعاة النظير, وتمكن القرائن, فينبغي أن ترسل المعاني على سجيتها لتكتسي من الألفاظ ما يزينها حتى لا يكون تكلفا . وهو أنواع :
1- الجناس التام :
قال الشاعر :
ما مات من كرم الزمان فإنه ... يحيا لدى يحيى بن عبدالله
مع ملاحظة أن يحيا الأولى فعل و الثانية اسم علم على الممدوح.
مثال آخر :
إذا رماك الدهر في معشر ... قد أجمع الناس على بغضهم
فداهرهم مادمت في دارهم.... و أرضهم ما دمت في أرضهم
2- الجناس المذيل : يكون الإختلاف بأكثر من حرفين في آخره, والثاني يكون بزيادة من حرفين في اوله.
مثاله قول أبي تمام :
يمدون من ايدٍ عواص ٍ عواصم.... تصول بأسياف قواض ٍ قواضب
ومنه ايضا
3- الجناس المطرف , كقول الشاعر :
وكم سبقت منه إلي عوارف ...ثنائي على تلك العوارف وارف!
وكم غُرَر من بره ولطائف... لشكري على تلك اللطائف طائف!
4- الجناس اللفظي (وما أدراك ما الجناس اللفظي!)
تمثل ركناه لفظا, واختلافهما خطا, إما بالكتابة (بالنون و التنوين)و إما في الضاد و الظاء أو الهاء و التاء.
فالأول , مثل قول الشاعر :
أعذب خلق الله نطقاً و فمًا ... إن لم يكن أحق بالحسن فمن؟
مـثـل الغـزال نـظـرة ولـفـتـة ً... مـن ذا رآه ولا افـتـتـن ؟
لاحظ نطق أواخر الشطرين متشابهين, ولاحظ أن الرسم و المعنى مختلفين!
و على الثاني قول أبي فراس :
ما كنت تصبر في القديـ....م فلم صبرت الآن عنا
ولقد ظننت بك الظنو....ن لأنـــــــه من ضن ظنا
و على الثالث :
إذا جلست إلى قوم لتؤنسهم ... بما تحدث من ماض و آتٍ
فلا تعيدن حديثا إن طبعهموا... موكّل بمعاداة المعادات!
معاداة الأولى من العداء و البغض, و الثانية من الإعادة .
5- الجناس المحرف , وهو ما اختلف ركناه في هيآت الحروف أي حركاتها و سكناتها ,
مثل قول أبي نواس :
من بحر شعرك أغترف ... وبفضل علمك أعترف
6- الجناس المركب وهو ما اختلف ركناه إفرادا وتركيبا, فإن كان من كلمة وبعض أخرى,
سمي مرفُوّا , كقول الحريري :
و لا تله عن تذكار ذنبك وابكه .... بدمع يضاهي المزن حال مصابه
ومثل لعينيك الحمام ووقعه ..... وروعة ملقاه ومَطعم صابه
وإن كان من كلمتين , فإن اتفق الركنان خطا سمي مقرونا, مثل :
إذا ملك لم يكن ذا هبه .... فدعه فدولته ذاهبه
وإن لم يتفقا خطا ً, سمي مفروقا, كقوله :
لا تعرضن على الرواة قصيدة ... ما لم تكن بالغت في تهذيبها
فإذا عرضت الشعر غير مهذب... عدوه منك وساوسا تهذي بها
و الثاني وهو الملفق , ويكون بتركيب الركنين جميعا , قال الشاعر :
وَليتُ الحكم خمساً وهي خمس....لعمري و الصبا في العنفوانِ
فلم تضع الاعادي قدر شاني .... و لا قالوا فلان قد رشاني!
قدر شاني الأولى : أي بمثل و عظم شأني .
قد رشاني الثانية : أي أعطاني من الرشوة , المال الحرام .
7- جناس القلب المجنح, كأنه ذو جناحين ويكون قلب أول كلمة مع الأخيرة :
لاح انوار الهدى .. من كفه في كل حال
8- جناس الإشارة : وهو ماذكر فيه احد الركنين وأشير إلى الآخر بما دل عليه, نحو :
يا حمزة اسمح لي بوصل .... وامنن علينا بقربِ
في ثغرك اسمك أضحى.... مصحفا وبقلبي
يعني : مصحّف أي محرّف وهو اسم حمزة , فيكون محرف في ثغره بمعنى الخمرة,
ومصحف في قلبه أي جمرة.
ومنه : ما لا يستحيل بالإنعكاس : أي يقرأ طردا و عكسا , كقول الشاعر :
مودته تدوم لكل هولٍ .... وهل كلٌّ مودته تدوم ؟
الموارية : وهو أن يجعل المتكلم كلامه بحيث يمكن أن يحرفه, ليسلم من المؤاخذه, كما فعل أبو نواس :
لقد ضاع شعري على بابكم ... كما ضاع عقد على خالصه
فلما أنكر عليه الرشيد, قال : لم أقل إلا :
لقد ضاء شعري على بابكم... كما ضاء عقد على خالصه
واعلم أخي أن في كل مما ذكر أمثلة من القرآن العظيم لم أذكرها لسببين :
1- خشية الطول .
2- نحن هنا بصدد الحديث عن الشعر.
و أيضا هناك أنواع كثيرة, ولكن اكتفيت بهذا أيضا خشية الطول و الملل, فقليل دائم في كل مرة, خير من كثير منقطع.
أتمنى الانتفاع بالموضوع!