تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المريضان



koussour
12-06-2006, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

في أحد المستشفيات كان هناك مريضان
هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال.
‏أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في
سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن
حظه فقد ‏كان سريره بجانب النافذة
الوحيدة في الغرفة.
أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً ‏على ظهره طوال الوقت

كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام،
دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما
‏كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى
السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما،
وعن ‏حياتهما، وعن كل شيء


وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في
سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في
‏النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي.
وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما
ينتظرها ‏الأول، لأنها تجعل حياته
مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه
للحياة في الخارج: ‏ففي الحديقة كان
هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط.
والأولاد صنعوا زوارق من مواد ‏مختلفة
وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك
رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس
‏يبحرون بها في البحيرة. والنساء قد
أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها،
والجميع ‏يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك
آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب
الزهور ذات ‏الألوان الجذابة. ومنظر
السماء كان بديعاً يسر الناظرين


وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت
الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق
‏الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور
ذلك المنظر البديع للحياة خارج
‏المستشفى.


وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً.
ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية
‏إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال
وصف صاحبه لها.


ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد
بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة
‏صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت
المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه
خلال الليل. ‏ولم يعلم الآخر بوفاته إلا
من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي
تطلب المساعدة ‏لإخراجه من الغرفة. فحزن
على صاحبه أشد الحزن.


وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من
الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة.
ولما ‏لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه.
ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث
الشيق ‏الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب
لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض
ما فاته في ‏هذه الساعة. وتحامل على نفسه
وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً
مستعيناً بذراعيه، ‏ثم اتكأ على أحد
مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه
النافذة لينظر العالم الخارجي. ‏وهنا
كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جداراً
أصم من جدران المستشفى، فقد كانت
‏النافذة على ساحة داخلية.


نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي
النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها،
‏فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى
نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص
‏عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة
وما كان يصفه له.


كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن
المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا
‏الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل
حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى
‏الموت.


ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟


إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك،
ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد
‏حزنك.



إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي
الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسوا
‏أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك.
فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير
‏ذلك.



وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت
في القرآن الكريم: "وقولوا للناس ‏حسنا

ALBIRD
12-06-2006, 08:47 PM
اخ اخ اخ ايه الارف ده

ALBIRD
04-07-2006, 01:01 PM
حسنا شكرا جزيرا

جِهَاد و كَفَى
04-07-2006, 03:48 PM
أحببت أن أستفسر ..

أهي منقولة أم لا ؟

غالي الساهر
04-07-2006, 05:03 PM
ما شاء الله عليك
أعجبتني القصة وأن كانتت منقولة فهي رائعة
( أن كانت لديك موهبة في الكتابة فلا تبخل علينا )

تحياتي
غالي الساهر

kakarot
04-07-2006, 08:16 PM
ما شاء الله القصة جميلة

shin liquid
05-07-2006, 07:01 PM
القصه حلووو كثيير
والأسلوب رائع بعد
بس ياريت تنسيق الكتابه أكثر عشان يصير الموضوع احلا ^ ^
وبانتظار المزيد

star150m
30-07-2006, 01:52 AM
مشكور على القصه حلوه مره ;)

ماشاء الله على هذا الاعمى طيب وقلبه كبير ويحب يسعد صاحبه :)

:biggthump شكرا مجددا :أفكر: