الراصد
19-06-2006, 05:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ و الصلاةُ و السلامُ على رسولِ اللّهِ . أمّا بعدُ :
في أحدِ أيامِ الدراسةِ عندما كنت في المرحلةِ الثانويةِ ...
زارنا أحدُ الدعاةِ المعروفين ...
و ألقى محاضرةً جميلةً معبرةً مؤثرةً ...
تأثرَ بها الجميعُ ..
فقابلتُ ذلك الشيخَ بعدَ المحاضرةِ و كلمتُه على انفرادٍ و أثنيتُ على محاضرتِه ..
و طلبتُ منِهُ أن يلقيَها في المسجدِ الفلاني ..
فأبدى الشيخُ استعدادَه و قال لي : أرسل لي طلباً بالفاكسِ بمضمونِ ما ذكرت ..
تحمستُ للفكرةِ كثيراً .. و أخبرتُ بها عدداً من الإخوةِ ...
فأبدوا رغبتَهم في ذلك و أملَهم في حضورِ ذلك الشيخِ ..
و لكن واحداً منهم قال لي : إنِّه من الصعوبةِ أن يحضرَ ذلك الشيخُ .. و أبدى عدةَ أسبابٍ مجملُها يعودُ إلى شهرةِ الشيخِ و كثرةِ أشغالِهِ ..
لا أخفيكم سراً تأثري بما قاله هذا الأخُ ..
فقد فترت عزيمتي عن عقدِ هذه المحاضرةِ ..
و إن كنت لم انقطع عن المحاولةِ لتنظيمِها مباشرةً .. لكني تركتُ هذه الفكرةَ عند أولِ عقبةٍ بسيطةٍ واجهتي ...
^^^^^^^
إننا في حياتِنا نواجه الكثيرَ من هذه المواقفِ ..
و التي تركنا كثيراً من أحلامِنا و خططِنا لكلمةٍ عابرةٍ من هنا أو هناك ..
بعضُ الإخوةِ - وفقهم الله - متمسكونَ بشدةٍ بالواقعيةِ ..
حتى إنِّهم لا يتصورون وقوعَ قضيةٍ و لا عملٍ ليس واقعياً . . .
و كأن الأعمال و الخطط مرسومة على أوراق معدةً جاهزةً لا تحتاج إلا إلى تنفيذ و مباشرة ..
و ليست بحاجة إلى إيجاد و إبداع ...
أهمس في آذان هؤلاء بقولي :
إن من أهم مبادئ الإبداع و التجديد أن تطرح ما ليس منتظرا منك فعله ..
و هذه هي عين مخالفة الواقعية المطلقة ..
لست أقول أن علينا أن نطّرحَ الواقعيةَ و أن نعيش حياتنا أحلاما في أحلام ...
فكذلك من أهم مبادئ النجاح أن تكون واقعياً .. لكنّ لابد أن يكونَ ذلك بقدرِه ..
كما أنَّ الخيالَ لابد أن يكونَ بقدرِه ..
و الناجحُ هو من يُوفقُ بينهما ...
إخوتي :
كم من فكرةٍ لو طُبقت لحََصَلَ منها نفعٌ عظيمٌ .. لكنها وُؤدت بحجةِ الواقعيةِ ..
و كم من مشروعٍ لو عُمِلَ به لتَفيأَ العبادُ ظلالَه خيراً و صلاحاً .. لكنه اِطُّرِح لأنّه خالفَ السائدَ في ظاهرِه ..
و كم من آمالٍ و أحلامٍ .. لو كانت .. لوُجِد في الأمةِ : العالمُ الربانيُّ .. والخطيب السحبانيُّ.. و الأديبُ البارعُ .. و الطبيبُ ذو العلاجِ الناجعِ .. لكن ولت تلك الأحلامُ و ذهبت بلا عودةٍ لكلمةٍ قالها أحدُهم و هو لا يشعر ..بل قد يكون ما أراد بها إلا النفع ...فردّ بها خيرا كثيرا .. و نورا عظيما ..
هلّا أدرك هؤلاء الأحبة أنّ من حقنِا أن نحلم و أن نتطلع و أن نخطط ..
أذكر أني كنت في رحلة مع عدد من الإخوة في الله ..
و قال أحدنا .. ليتكلم كل واحد منا عن أهدافه و تطلعاته ..
و تحت ظلام الليل في ذلك الطريق .. أغمضت عينيّ .. و بدأت أسرد أهدافي و آمالي ..
و منها ما هو إلى الخيال أقرب .. لكن أولئك الأحبة .. رحبوا بأهدافي .. و تمنوا لي تحقيقها .. دون أن يُعقب أحدهم باستحالة وقوعها ..
أحيانا أقف مع نفسي .. و أقول لكم سوف يحز في نفسي كثيرا .. لو جاءني أحد الإخوة يوما ما .. فقال لي : لقد أردت أن أعمل كذا و كذا .. فما ردني عن ذلك إلا تعليق لك و سخرية منك !!
و كذلك بالمقابل لكم سوف أكون جذلانا فرحا ... لو جاءني أحدهم .. فقال لي : ما عملت هذا العمل إلا نتيجةً لدفعك لي و تشجيعك !!
و أذكر أن أحد الأحبة ركب معي في السيارة و بينما كنا في طريقنا قال لي : جزاك اللّهُ عني كلَّ خيرٍ .. فما تنبهت لطلب العلم و تحمست له .. إلا لكلمةٍ قلتها لي .. وأما عن محدثكم .. فأنا لا أذكر ما قلت له !! و متأكد كذلك أني لم ألقي بالاً أن كلامي سوف يكو له ذلك الأثر ..
هلّا زرعنا الآمال في النفوس .. بدل أن نقتلعها منها ..
هلّا أشعلنا الحماس .. عِوضاً عن إهراق الماء البارد عليه ..
...
انتهى .
الحمدُ للهِ و الصلاةُ و السلامُ على رسولِ اللّهِ . أمّا بعدُ :
في أحدِ أيامِ الدراسةِ عندما كنت في المرحلةِ الثانويةِ ...
زارنا أحدُ الدعاةِ المعروفين ...
و ألقى محاضرةً جميلةً معبرةً مؤثرةً ...
تأثرَ بها الجميعُ ..
فقابلتُ ذلك الشيخَ بعدَ المحاضرةِ و كلمتُه على انفرادٍ و أثنيتُ على محاضرتِه ..
و طلبتُ منِهُ أن يلقيَها في المسجدِ الفلاني ..
فأبدى الشيخُ استعدادَه و قال لي : أرسل لي طلباً بالفاكسِ بمضمونِ ما ذكرت ..
تحمستُ للفكرةِ كثيراً .. و أخبرتُ بها عدداً من الإخوةِ ...
فأبدوا رغبتَهم في ذلك و أملَهم في حضورِ ذلك الشيخِ ..
و لكن واحداً منهم قال لي : إنِّه من الصعوبةِ أن يحضرَ ذلك الشيخُ .. و أبدى عدةَ أسبابٍ مجملُها يعودُ إلى شهرةِ الشيخِ و كثرةِ أشغالِهِ ..
لا أخفيكم سراً تأثري بما قاله هذا الأخُ ..
فقد فترت عزيمتي عن عقدِ هذه المحاضرةِ ..
و إن كنت لم انقطع عن المحاولةِ لتنظيمِها مباشرةً .. لكني تركتُ هذه الفكرةَ عند أولِ عقبةٍ بسيطةٍ واجهتي ...
^^^^^^^
إننا في حياتِنا نواجه الكثيرَ من هذه المواقفِ ..
و التي تركنا كثيراً من أحلامِنا و خططِنا لكلمةٍ عابرةٍ من هنا أو هناك ..
بعضُ الإخوةِ - وفقهم الله - متمسكونَ بشدةٍ بالواقعيةِ ..
حتى إنِّهم لا يتصورون وقوعَ قضيةٍ و لا عملٍ ليس واقعياً . . .
و كأن الأعمال و الخطط مرسومة على أوراق معدةً جاهزةً لا تحتاج إلا إلى تنفيذ و مباشرة ..
و ليست بحاجة إلى إيجاد و إبداع ...
أهمس في آذان هؤلاء بقولي :
إن من أهم مبادئ الإبداع و التجديد أن تطرح ما ليس منتظرا منك فعله ..
و هذه هي عين مخالفة الواقعية المطلقة ..
لست أقول أن علينا أن نطّرحَ الواقعيةَ و أن نعيش حياتنا أحلاما في أحلام ...
فكذلك من أهم مبادئ النجاح أن تكون واقعياً .. لكنّ لابد أن يكونَ ذلك بقدرِه ..
كما أنَّ الخيالَ لابد أن يكونَ بقدرِه ..
و الناجحُ هو من يُوفقُ بينهما ...
إخوتي :
كم من فكرةٍ لو طُبقت لحََصَلَ منها نفعٌ عظيمٌ .. لكنها وُؤدت بحجةِ الواقعيةِ ..
و كم من مشروعٍ لو عُمِلَ به لتَفيأَ العبادُ ظلالَه خيراً و صلاحاً .. لكنه اِطُّرِح لأنّه خالفَ السائدَ في ظاهرِه ..
و كم من آمالٍ و أحلامٍ .. لو كانت .. لوُجِد في الأمةِ : العالمُ الربانيُّ .. والخطيب السحبانيُّ.. و الأديبُ البارعُ .. و الطبيبُ ذو العلاجِ الناجعِ .. لكن ولت تلك الأحلامُ و ذهبت بلا عودةٍ لكلمةٍ قالها أحدُهم و هو لا يشعر ..بل قد يكون ما أراد بها إلا النفع ...فردّ بها خيرا كثيرا .. و نورا عظيما ..
هلّا أدرك هؤلاء الأحبة أنّ من حقنِا أن نحلم و أن نتطلع و أن نخطط ..
أذكر أني كنت في رحلة مع عدد من الإخوة في الله ..
و قال أحدنا .. ليتكلم كل واحد منا عن أهدافه و تطلعاته ..
و تحت ظلام الليل في ذلك الطريق .. أغمضت عينيّ .. و بدأت أسرد أهدافي و آمالي ..
و منها ما هو إلى الخيال أقرب .. لكن أولئك الأحبة .. رحبوا بأهدافي .. و تمنوا لي تحقيقها .. دون أن يُعقب أحدهم باستحالة وقوعها ..
أحيانا أقف مع نفسي .. و أقول لكم سوف يحز في نفسي كثيرا .. لو جاءني أحد الإخوة يوما ما .. فقال لي : لقد أردت أن أعمل كذا و كذا .. فما ردني عن ذلك إلا تعليق لك و سخرية منك !!
و كذلك بالمقابل لكم سوف أكون جذلانا فرحا ... لو جاءني أحدهم .. فقال لي : ما عملت هذا العمل إلا نتيجةً لدفعك لي و تشجيعك !!
و أذكر أن أحد الأحبة ركب معي في السيارة و بينما كنا في طريقنا قال لي : جزاك اللّهُ عني كلَّ خيرٍ .. فما تنبهت لطلب العلم و تحمست له .. إلا لكلمةٍ قلتها لي .. وأما عن محدثكم .. فأنا لا أذكر ما قلت له !! و متأكد كذلك أني لم ألقي بالاً أن كلامي سوف يكو له ذلك الأثر ..
هلّا زرعنا الآمال في النفوس .. بدل أن نقتلعها منها ..
هلّا أشعلنا الحماس .. عِوضاً عن إهراق الماء البارد عليه ..
...
انتهى .