المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع طويل ورائع : صراع العمالقة في الدوري الإنجليزي



رونالدووووووو
08-11-2001, 08:04 PM
على الرغم أنه من السابق الآونه التكهن بهوية الفريق الذي سيظفر باللقب، فإن الدلائل تشير إلى أن رياح التغيير ستهب على بطولة إنجلترا لكرة القدم هذا الموسم.


طموحات الشياطين الحمر بتحقيق إنجاز في دوري أبطال أوروبا تؤثر على أداء الفريق في الدوري المحلي

ففي المواسم المواسم الستة الماضية لم يفلت اللقب من مانشستر يونايتد وأرسنال (أحرز الأول خمسة ألقاب والثاني لقبا واحدا) كما أنهما تبادلا المركزين الأوليين، بيد أن الأمور قد تتغير هذا الموسم بدخول ليدز يونايتد وليفربول بقوة على دائرة المنافسة.

فليدز يونايتد بقيادة مدربه الشاب ديفيد أوليري يتربع على قمة الدوري من دون خسارة على الرغم من أن فريقه لم يقدم أفضل عروضه حتى الآن، أما ليفربول الذي سيطر على الدوري في السبعينات والثمانينات فإنه قد يعيد اللقب إلى خزائنه للمرة الأولى منذ 12 عاما.

و قد بدأ مانشستر يونايتد الساعي إلى إحراز لقبه الرابع على التوالي في إنجاز لم يحققه أي فريق منذ انطلاق الدوري الإنجليزي عام 1888، مشواره بطريقة سيئة فخسر حتى الآن ثلاث مباريات أمام نيوكاسل 3-4 وبولتون 1-2 وليفربول 1-3 الأحد الماضي.

و يأمل مدرب مانشستر أليكس فيرغوسون أن يستعيد الفريق توازنه وينجح في إحراز اللقب لتكون أفضل هدية له لأنه سيعتزل التدريب في نهاية الموسم الحالي، علما بأنه يشرف على مانشستر منذ عام 1986 وقاده إلى إحراز العديد من الألقاب محليا وأوروبا وعالميا.

و يعاني مانشستر من مشكلة كبيرة في الدفاع حيث دخل مرماه 20 هدفا في 11 مباراة وهو رابع أسوأ خط دفاع في الدوري بعد ليستر سيتي ودربي كاونتي و وست هام.

و لا يعترف فيرغوسون المعروف بعناده بأن الاستغناء عن مدافعه العملاق الهولندي ياب ستام إلى لاتسيو الإيطالي في مطلع الموسم الحالي أفقد الفريق قائدا في هذا الخط لم يتمكن الفرنسي "العجوز" لوران بلان من ملئه على الرغم من خبرته الطويلة في الملاعب ذلك لأن أسلوبه لا يتلاءم مع الكرة الإنجليزية التي تعتمد على السرعة.

و أدى اهتزاز خط الدفاع إلى فقدان الحارس الفرنسي فابيان بارتيز الثقة فارتكب أخطاء فادحة أمام ديبورتيفو كورونا الإسباني في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ثم أمام ليفربول قبل يومين.

و تشير معلومات صحافية إلى أن مانشستر يونايتد بصدد التعاقد مع المدافع الإسباني فرناندو سانز ابن رئيس نادي ريال مدريد السابق لورنزو سانز ولاعب ملقة حاليا لتدعيم هذا الخط خصوصا بعد إصابة النروجي روني يونسن الذي سيغيب عن الملاعب لفترة أربعة أشهر.




دفاع الأرسنال يشيخ و يعاني أرسنال المشكلة ذاتها، فقد دخل مرماه 7 أهداف في مباراتيه الأخيرتين على أرضه حيث تعادل مع بلاكبيرن 3-3 وسقط أمام تشارلتون ألتيك 2-4 الاحد الماضي، كما أنه خسر بينهما مباراته امام شالكه الالماني 1-3 في دوري أبطال أوروبا.
و المعروف أن خط دفاع أرسنال شاخ كثيرا فأبرز عناصره وهم قائده طوني آدامس ومارتن كيون ولي ديكسون تخطوا الخامسة والثلاثين، في حين يحتاج الجدد وعلى رأسهم سول كامبل وآشلي كول وماتيو إبسون إلى بعض الوقت للتأقلم.



ليفربول يقطف ثمار طال انتظارها

و يعاني أرسنال أيضا من عقم في خط الهجوم، فباستثناء هدافه الفرنسي تييري هنري لا أحد يسجل أهدافا حاسمة، وقد دفع الثمن أمام تشارلتون لأن الإحصائيات في نهاية المباراة أشارت إلى أن أرسنال سدد باتجاه المرمى 30 مرة وأصابه مرتين واحدة منها من ركلة جزاء.


صفوف مكتملة في ليدز

أما ليدز، فوجد ثباته الدفاعي هذا الموسم، وهي النقطة الأساسية التي ساهمت بإحراز مانشستر يونايتد وأرسنال اللقب في المواسم الماضية، وخير دليل على ذلك أن هدفا واحدا دخل مرماه على أرضه وخمسة طوال الموسم.
و كان تعاقد ليدز منتصف الموسم الماضي مع المدافع الدولي ريو فرديناند "ضربة معلم" لأنه يجيد قراءة هجمات الفريق المنافس جيدا.

و تعتبر صفوف الفريق مكتملة، فبين الخشبات الثلاث هناك الحارس الدولي نايجل مارتن، وفي الوسط الفرنسي أوليفييه داكور والدولي السابق ديفيد باتي وروبي كين، وفي الهجوم الثنائي الأسترالي مارك فيدوكا وهاري كيويل بالإضافة إلى آلن سميث.

و يصب عاملا آخر في مصلحة ليدز لإحراز اللقب للمرة الأولى منذ عام 1992 هو عدم مشاركته في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي بلغ دورها نصف النهائي العام الماضي خلافا لمنافسيه الثلاثة ليفربول وأرسنال ومانشستر والتي تتطلب جهودا كبيرة.


قوة هجومية ضاربة في فريق ليفربول



المهاجم الأسترالي فيدوكا أحد مفاتيح أداء فريق ليدز

أما ليفربول فهو الآخر بنى فريقه على قادعة دفاعية صلبة قوامها قائد الفريق الفنلندي الدولي سامي هيبيا يساعده السويسري ستيفان هنشوز والألماني ماركوس بابل وجيمي كاراغر.
و احتاج المدرب الفرنسي جيرار هوييه إلى ثلاث سنوات لوضع ليفربول على السكة الصحيحة واستعادة الحقبة الذهبية للفريق الأحمر ونجح العام الماضي في إحراز رباعية نادرة بدأها بكأس رابطة الأندية الإنجليزية بفوزه على برمنغهام بركلات الترجيح، ثم توج بطلا لكأس إنجلترا بتغلبه على أرسنال 2-1، قبل أن يحرز كأس الاتحاد الأوروبي بفوزه على ألافيس الإسباني 4-3 بعد التمديد في مباراة مثيرة، ثم الكأس السوبر الأوروبية بفوزه على بايرن ميونيخ الألماني 3-1.

و على الرغم من غياب هوييه عن الإشراف المباشر على الفريق في الفترة الأخيرة بسبب خضوعه لجراحة في القلب، فإن مساعده مدافع الفريق السابق فيل طومسون حمل المشعل بنجاح ففاز الفريق في أربع مباريات من أصل خمس وتعادل في واحدة.

و يضم الفريق في صفوفه قوة هجومية ضاربة عمادها مايكل أوين الذي سجل هذا الموسم 15 هدفا في مختلف المسابقات ويرشحه كثيرون للمنافسة على إحراز لقب الكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي التي تمنحها سنويا مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية المتخصصة، بالإضافة إلى إميل هيسكي وروبي فاولر.

و إذا ما أخذنا في الاعتبار كل هذه الأمور، فإن اللقب سيذهب أغلب الظن إلى ليدز أو ليفربول في أيار/مايو الماضي وقد تشهد البطولة في المواسم المقبلة صراعا بين هذين الفريقين، خصوصا أن مانشستر قادم على تغيير مدربه وقد يحتاج إلى بعض الوقت لاستعادة توزانه، كما أن مدرب أرسنال لن يتمكن من تعزيز صفوفه في السنتين المقبلتين لأن الميزانية ستنحصر في بناء ملعب جديد يتسع لنحو 60 ألفا.