ODIN
21-06-2006, 08:13 AM
تحت السرير ..
اليوم الأربعاء .. الساعة الرابعة والنصف فجرا ..
كعادتي .. كنت مستيقظا حتى هذه الساعة . حيث أني كائن ليلي .. ذهني لا ينتج ولا يروق له بال الا في الظلام الدامس .
كنت مستغرقاً في قراءة مذكرات لجندي مجهول .. وفي الوقت نفسه ..
أمي كانت تتجول في أرجاء المنزل وبين ظلمات ممراته ..المسكينة ففرص حظها بمصاحبة النوم قليلة جدا .
قرر حدسها أن تلقي نظرة على غرفة الخادمة . ففعلت . فرأت فراش الخادمة يغطي جسدا متعرجا غريب البنية ..
فدفعها خوفها الى ان تكشف عن ماهية هذا الجسد فإذا بها ترفع الغطاء .. وترى مالم تتمنى أن تراه .
رأت وسادات مصفوفة بطريقة حمقاء ..
ذهبت أمي مسرعة الى دورة المياه الخاصة بالخادمة .. فرأتها مظلمة فارغه .
وبينما انا محلق في وسط المآسي والحروب .. فتحت أمي باب غرفتي مذعورة .. لتخبرني عن اختفاء الخادمة ..
اسرعت الى غرفة الخادمة وأنا أطمئن الحبيبة .. دخلت الغرفة فوجدت الغرفة فارغة تماما .. تبادلت نظرات الدهشة مع أمي فمازالت عيناي أن زاغت من غير وعي الى باب غرفة الخادمة الذي يطل على فناء المنزل ..
نفسي كانت تطمئنني بأن قوانين المنزل فرضت حصارا وقيودا على هذا الباب .. فلا يمتلك مفتاحه الا قليل .
اسرعت الى هذا الباب وفي ذهني ألف فكرة وفكرة .. امسكت بقبضة الباب ..
بعد احدى وعشرين سنة قضيتها في هذا المنزل .. لم تستجب قبضه هذا الباب الغامض ليدي الا هذه المرة .. وفتح الباب !
ازدادت نظرات الدهشة علينا .. واسرعت اركض مسرعا بشكل تلقائي من غير وعي الى غرفة السائق التي تقع في الجانب الخلفي من فناء المنزل .
ضربت باب غرفته بهدوء .. ولم اسمع اجابه .. ضربت وضربت وضربت .. الى أن مرت ثواني طويلة فتح السائق الباب بهدوء ..
فخرج لي و تعابير النعاس والربكة تفوح من وجهه .. من غير ان اتحدث معه .. دخلت الى غرفته وفتحت النور .. فلم أجد أحدا ..
نظرت الى سريره .. و شعرت بنبضات قلبي تتسارع ..
لحظتها .. لأول مرة في حياتي كنت ادعوا الله أن أكون ظالما مشككاً..
نزلت انظر اسفل السرير .. و نبضات قلبي تتسارع و تمني الظلم بهذا الرجل يزداد أكثر وأكثر .
رفعت غطاء السرير .. وإذا بي أرى مالم تتمنى نفسي رؤيته ..
الخادمة بلباسها المعتاد منكمشة ومرتعدة تحت السرير .. رفعت جسدي ونفسي المحبطة والمصدومة من هذا الموقف .. لم تتمنى نفسي يوما أن يحدث هذا الأمر في هذا البيت العفيف الذي تربيت فيه على كل معاني العفة والطهارة .
وكعادة أي موقف جديد في حياة الانسان .. تكون ردات الفعل غير متوقعه .. اغمضت عيني في حسرة و ألم وقلت ( استغفر الله ) ....
من المعروف عني بأني الشاب ذو المزاج العصبي الذي لا يقبل بأي خطئ يراه ..
لكن تملكتني حكمة غريبة غير متوقعه كردة فعل في مثل هذا الموقف .
نظرت الى السائق بأسى .. وقلت انت مسلم .. انت مسلم .. وبدأ بالتلعثم ومحاولة تبرير ما حدث . لم اسمح له بالكلام في البداية فبدأت بتأنيبه بشدة .. حاولت أن أخفف من معيار شدة التأنيب حتى اسمع مايحاول يبرر به ذلك .
لا أخفي على نفسي ولا أنكر.. بأني كنت اتمنى أن اسمع أي عذر و أؤمن به .. حتى لا أشعر بمر الواقع الذي رأيته ..
قال لي بتلعثم وخوف أن الخادمة جاءت له تطلب استعمال هاتفه الخليوي للاتصال بزوجها .. أخذت الهاتف من يده للتأكد .. وبالفعل رأيت رقما صادر لتلك البلاد ..
لكن لم يكن ذلك كافيا للإيمان بالاعذار .. ازدت في تأنيبه أكثر وأكثر .. حيث لو آمنا بأنها جاءتك لذلك فكيف تسمح بدخولها الى غرفتك واقفال الباب عليكم وأنت شخص مسلم تسبقني دائما للصلاة في المسجد ..
وبين أخذ ورد .. عاطفتي كانت تصارع للاقتناع بهذا العذر و الستر عليهم .. وعقلي كان لا يرى الا ما يرى ويصر على عكس ذلك .
اخذت الخادمة الى داخل المنزل .. وأمي مصدومة ومذعورة .. بدأت باستجوابها فإذا بها تعترف بكل شيء بعد أن ضغطت عليها وهددتها .. بأنه وعدها بأن تستعمل هاتفه الخليوي على شرط أن تأتي عنده بالغرفة ..
وكالمتوقع والمعتاد لم تعترف بأي فعل سيئ فعلته مع السائق ..
ما زلت بين رغبتي في احسان الظن .. وبين احترام معطيات الواقع المجبره على اساءة الظن .
ماذا لو كنت ظالما .. وماذا لو كنت على حق .. لم أراهم عراة امام عيني .. ولا أعلم ماحدث في الثواني التي طرقت فيها الباب ..
السائق جهزت أوراق تسفيره .. لأني من الاشخاص المؤمنين بأن الذكر دائما يكون هو المسؤول في مثل هذه الحوادث مهما تعرض له من إغواء انثى .. يكفي بأن مفتاح الباب الغامض وجدت نسخته عنده ..
والخادمة لا أعلم ما أفعل بها فلم أرى في عينيها الا استغلالاً تعرضت له ..
لا أعلم ما سوف ألقاه عند ربي .. هل سوف يعاقبني إن ظلمتهم وقطعت رزق عائلة السائق وأمه المريضة .. أم سوف يعفو عني لأني بشر وقدراتي لا تستطيع اثبات ذلك والخلوة فقط تكفي لقطع رزقه ..
قاضي في الجنة وقاضيان في النار ..
كل ما هو متيقن منه.. بأن الله عليم خبير ..
ليتني لم أرى تحت السرير ..
اليوم الأربعاء .. الساعة الرابعة والنصف فجرا ..
كعادتي .. كنت مستيقظا حتى هذه الساعة . حيث أني كائن ليلي .. ذهني لا ينتج ولا يروق له بال الا في الظلام الدامس .
كنت مستغرقاً في قراءة مذكرات لجندي مجهول .. وفي الوقت نفسه ..
أمي كانت تتجول في أرجاء المنزل وبين ظلمات ممراته ..المسكينة ففرص حظها بمصاحبة النوم قليلة جدا .
قرر حدسها أن تلقي نظرة على غرفة الخادمة . ففعلت . فرأت فراش الخادمة يغطي جسدا متعرجا غريب البنية ..
فدفعها خوفها الى ان تكشف عن ماهية هذا الجسد فإذا بها ترفع الغطاء .. وترى مالم تتمنى أن تراه .
رأت وسادات مصفوفة بطريقة حمقاء ..
ذهبت أمي مسرعة الى دورة المياه الخاصة بالخادمة .. فرأتها مظلمة فارغه .
وبينما انا محلق في وسط المآسي والحروب .. فتحت أمي باب غرفتي مذعورة .. لتخبرني عن اختفاء الخادمة ..
اسرعت الى غرفة الخادمة وأنا أطمئن الحبيبة .. دخلت الغرفة فوجدت الغرفة فارغة تماما .. تبادلت نظرات الدهشة مع أمي فمازالت عيناي أن زاغت من غير وعي الى باب غرفة الخادمة الذي يطل على فناء المنزل ..
نفسي كانت تطمئنني بأن قوانين المنزل فرضت حصارا وقيودا على هذا الباب .. فلا يمتلك مفتاحه الا قليل .
اسرعت الى هذا الباب وفي ذهني ألف فكرة وفكرة .. امسكت بقبضة الباب ..
بعد احدى وعشرين سنة قضيتها في هذا المنزل .. لم تستجب قبضه هذا الباب الغامض ليدي الا هذه المرة .. وفتح الباب !
ازدادت نظرات الدهشة علينا .. واسرعت اركض مسرعا بشكل تلقائي من غير وعي الى غرفة السائق التي تقع في الجانب الخلفي من فناء المنزل .
ضربت باب غرفته بهدوء .. ولم اسمع اجابه .. ضربت وضربت وضربت .. الى أن مرت ثواني طويلة فتح السائق الباب بهدوء ..
فخرج لي و تعابير النعاس والربكة تفوح من وجهه .. من غير ان اتحدث معه .. دخلت الى غرفته وفتحت النور .. فلم أجد أحدا ..
نظرت الى سريره .. و شعرت بنبضات قلبي تتسارع ..
لحظتها .. لأول مرة في حياتي كنت ادعوا الله أن أكون ظالما مشككاً..
نزلت انظر اسفل السرير .. و نبضات قلبي تتسارع و تمني الظلم بهذا الرجل يزداد أكثر وأكثر .
رفعت غطاء السرير .. وإذا بي أرى مالم تتمنى نفسي رؤيته ..
الخادمة بلباسها المعتاد منكمشة ومرتعدة تحت السرير .. رفعت جسدي ونفسي المحبطة والمصدومة من هذا الموقف .. لم تتمنى نفسي يوما أن يحدث هذا الأمر في هذا البيت العفيف الذي تربيت فيه على كل معاني العفة والطهارة .
وكعادة أي موقف جديد في حياة الانسان .. تكون ردات الفعل غير متوقعه .. اغمضت عيني في حسرة و ألم وقلت ( استغفر الله ) ....
من المعروف عني بأني الشاب ذو المزاج العصبي الذي لا يقبل بأي خطئ يراه ..
لكن تملكتني حكمة غريبة غير متوقعه كردة فعل في مثل هذا الموقف .
نظرت الى السائق بأسى .. وقلت انت مسلم .. انت مسلم .. وبدأ بالتلعثم ومحاولة تبرير ما حدث . لم اسمح له بالكلام في البداية فبدأت بتأنيبه بشدة .. حاولت أن أخفف من معيار شدة التأنيب حتى اسمع مايحاول يبرر به ذلك .
لا أخفي على نفسي ولا أنكر.. بأني كنت اتمنى أن اسمع أي عذر و أؤمن به .. حتى لا أشعر بمر الواقع الذي رأيته ..
قال لي بتلعثم وخوف أن الخادمة جاءت له تطلب استعمال هاتفه الخليوي للاتصال بزوجها .. أخذت الهاتف من يده للتأكد .. وبالفعل رأيت رقما صادر لتلك البلاد ..
لكن لم يكن ذلك كافيا للإيمان بالاعذار .. ازدت في تأنيبه أكثر وأكثر .. حيث لو آمنا بأنها جاءتك لذلك فكيف تسمح بدخولها الى غرفتك واقفال الباب عليكم وأنت شخص مسلم تسبقني دائما للصلاة في المسجد ..
وبين أخذ ورد .. عاطفتي كانت تصارع للاقتناع بهذا العذر و الستر عليهم .. وعقلي كان لا يرى الا ما يرى ويصر على عكس ذلك .
اخذت الخادمة الى داخل المنزل .. وأمي مصدومة ومذعورة .. بدأت باستجوابها فإذا بها تعترف بكل شيء بعد أن ضغطت عليها وهددتها .. بأنه وعدها بأن تستعمل هاتفه الخليوي على شرط أن تأتي عنده بالغرفة ..
وكالمتوقع والمعتاد لم تعترف بأي فعل سيئ فعلته مع السائق ..
ما زلت بين رغبتي في احسان الظن .. وبين احترام معطيات الواقع المجبره على اساءة الظن .
ماذا لو كنت ظالما .. وماذا لو كنت على حق .. لم أراهم عراة امام عيني .. ولا أعلم ماحدث في الثواني التي طرقت فيها الباب ..
السائق جهزت أوراق تسفيره .. لأني من الاشخاص المؤمنين بأن الذكر دائما يكون هو المسؤول في مثل هذه الحوادث مهما تعرض له من إغواء انثى .. يكفي بأن مفتاح الباب الغامض وجدت نسخته عنده ..
والخادمة لا أعلم ما أفعل بها فلم أرى في عينيها الا استغلالاً تعرضت له ..
لا أعلم ما سوف ألقاه عند ربي .. هل سوف يعاقبني إن ظلمتهم وقطعت رزق عائلة السائق وأمه المريضة .. أم سوف يعفو عني لأني بشر وقدراتي لا تستطيع اثبات ذلك والخلوة فقط تكفي لقطع رزقه ..
قاضي في الجنة وقاضيان في النار ..
كل ما هو متيقن منه.. بأن الله عليم خبير ..
ليتني لم أرى تحت السرير ..