The Riotous
21-06-2006, 10:27 AM
تشترى هاجة ؟!
-
-
وجدت الأمر غريباً عندما سمعت صوت الجرس يرن ..
فقد كان رنيناً متصلاً ..
في العادة أتصنع أني أصم لا أسمع ..
حتى يجيب أحد بالبيت على من بالباب أو على الهاتف ..
فيبدو من عدم الرد أنه لا أحد غيري فلا يفيد التصنع ..
فكانت صدمتي عندما فتحت الباب ..
حيث أني وجدت فتاة صينية ..
نعم فتاة صينية ..
فتسائلت ترى أهي محاولة من الصين لتجنيدي لأعمل لحساب مخابرتهم ..
ولكني أبداً لن أبيع وطني وتخيلت أن موسيقي مسلسل (رأفت الهجان) تنبعث من مكان ما ..
ولكن لا داعي للغباء فليس الصينين منعدمين الذكاء حتى يقوموا بزرع جاسوس خائب مثلي ..
على أي حال لم تكن المبادرة مني ولكن كانت منها حيث قالت ..
"تشتري هاجة ؟"
الترجمة : هاجة = حاجة ولكن أنها الحاء كما تعلمون عسرها عليهم
فهنا دهشت وتداعت إلى ذهني فكرة مندوبات المبيعات الصينيات ..
ولكني كنت أظنها تقتصر على العاصمة ومدن السواحل ..
أتراهم تعمقوا داخل البلد لهذا الحد ؟!
بالطبع لم أكن لأترك الفرصة فقلت لنرى ما تحمل وبالمرة أقتص منها بعض المعلومات ..
فوجدتها تحمل حقيبة – وكلمة حقيبة تلك مخلّة للغاية – لا يقوي عشرات الرجال على حملها ..
فالحقيبة تماثل ثلاث أرباع طولها وعريضة للغاية ..
إضافة لهذا تحمل حقيبة أخرى في يدها كبيرة أيضاً ..
لم أكن لأتعجب أن أخرجت لي منها قطعة من سورهم العظيم ..
من يدري ؟!
الأهم أنها فتحت الحقيبة فوجدت بداخلها كل ما كنت أتخيل ..
وكل ما لم أكن أتخيل ..
وأثناء بحثنا المضني داخل الحقيبة عن شيء أبتاعه منها ..
تجاذبنا أطراف الحديث ..
فكما توقعت تماماً ..
هي لم تنل قسطاً من التعليم العالي ..
فلو كانت جامعية لكانت ربما وجدت لها وظيفة في أوروبا أو أمريكا ..
حيث أن نسبة لا بأس بها من المتخرجين من جامعات الصين والهند مطلوبين خارجها ..
وأيضاً على ما أعتقد هي ليست بالجمال الكافي ليتزوجها أحد الميسورين هناك ..
فنسبة كبيرة من رجال الصين إلى حد علمي يجدون الجمال في المرأة ..
عندما تكون رقيقة التكوين صغيرة الحجم نوعاً ما .. (شفتم الناس اللي بتفهم)
إذاً أمامي مثال حي لما يسمي بالمرأة الصينية العملية العاملة (وكلهم هناك عاملات بالمناسبة) ..
التي لن تعدم تبحث عن مصدر دخل شرعي وإن تغربت بعيداً آلاف الأميال عن وطنها ..
لم تكن وحدها فقد علمت منها أن هناك فتي وفتاة في الأسفل معها ..
فبالتأكيد تلك الفتاة تتعرض لمضايقة من بعض السمجين ..
ولهذا لابد وأن يكون معها (جيت لي) أو ربما (بروسلي) لم يمت بعد وأتى برفقتها ..
رحلت بعدما أبتعت منها شيء أبله ما لا أعرف كيف يعمل أو ما فائدته ..
ولكن أدركت أنه أبله حين نظرت لي نظرة بمعني (يا كوتوموتو) ..
ولكني كنت مرغماً على شراء أي شيء بعدما جعلتها تنتظر وتعرض من تحمله ..
حيث أنها (مش طالبة رزالة) عليهم وهم ضيوفنا .. (أو ربما أصبحوا أصحاب البلد)
وهي رحلت من هنا وبدأت أفكر ..
هي تحمل ما لا يمكن تصوره ..
وكل شيء لديها يحمل العبارة المألوفة ..
ميد أن شينا ..
الترجمة : صنع في الصين طبعاً
فبالطبع نحن العرب - ولا فخر - فاشلون تماماً في تصنيع الصناعات الخفيفة التي يجيدها أي طفل صيني ..
ولكن هذا يهون إن كانت لنا صناعات ثقيلة نعتمد عليها ..
وتلك ليست موجودة أيضاً ..
فكل ما نملكه هو نقود ..
نقود من بيعنا لمواردنا ..
مواردنا التي نبيعها بدون أن نجري عليها أي تعديل كان ..
وأحياناً لا نستخرجها نحن ويأتي الآخرون لإستخراجها ..
ونحن نعد المال في أيدينا فرحين بما نملك ..
غير آبهين بأجيال قادمة ستسألنا ماذا تركتم لنا ؟!
وللعلم فقط الموارد مصيرها دائماً وأبداً إلى النفاذ ..
وعندما تنفذ مواردنا أقولها لك بثقة "كل سنة وأنته طيب" ..
وهذا ليس ببعيد بالمناسبة ..
فإن لم يحدث ذلك ونحن في الدنيا ..
فبالتأكيد سيراه أبنائنا وسيندم عليه أحفادنا ..
المشكلة أننا ننظر تحت أقدامنا ..
وكما يقول المثل المصري ..
"بناكل في أته محلولة"
الترجمة : نأكل بلا حساب ونأكل في محصول لا نظنه ينفذ
فكوننا عالة على المجتمع الدولي هذا صحيح ..
وقد يقول أحد لا فائدة فلن نستطيع بأي حال أن نصنع في السنوات القليلة القادمة لنا أي شيء ..
أخبره بأنه محق تماماً طالما أن هناك من يفكر مثله ..
فمثال اليابان بعد الحرب العالمية الثانية لازال في الأذهان ..
والأخرى ألمانيا كانت في حال يرثى لها ..
وكانت النساء تجمع الطوب المتهدم لبناء ألمانيا من جديد ..
هذه هي الروح المطلوبة وليست روح (يا عم أحنا فيـــــــــــــن وهما فيــــــــــــــن ؟) ..
وإلا كل سنة ونحن بخير ..
أو كما نخال أننا بخير ..
-
-
إهــــــــداء ..
إلي العمل ..
-
-
-
"صيني واحد يعمل كدودة .. عشرة منهم يعملون كتنين."
مثل صيني
-
A person often meets his destiny on the road he took to avoid it
Jean de La Fontaine
-
-
وجدت الأمر غريباً عندما سمعت صوت الجرس يرن ..
فقد كان رنيناً متصلاً ..
في العادة أتصنع أني أصم لا أسمع ..
حتى يجيب أحد بالبيت على من بالباب أو على الهاتف ..
فيبدو من عدم الرد أنه لا أحد غيري فلا يفيد التصنع ..
فكانت صدمتي عندما فتحت الباب ..
حيث أني وجدت فتاة صينية ..
نعم فتاة صينية ..
فتسائلت ترى أهي محاولة من الصين لتجنيدي لأعمل لحساب مخابرتهم ..
ولكني أبداً لن أبيع وطني وتخيلت أن موسيقي مسلسل (رأفت الهجان) تنبعث من مكان ما ..
ولكن لا داعي للغباء فليس الصينين منعدمين الذكاء حتى يقوموا بزرع جاسوس خائب مثلي ..
على أي حال لم تكن المبادرة مني ولكن كانت منها حيث قالت ..
"تشتري هاجة ؟"
الترجمة : هاجة = حاجة ولكن أنها الحاء كما تعلمون عسرها عليهم
فهنا دهشت وتداعت إلى ذهني فكرة مندوبات المبيعات الصينيات ..
ولكني كنت أظنها تقتصر على العاصمة ومدن السواحل ..
أتراهم تعمقوا داخل البلد لهذا الحد ؟!
بالطبع لم أكن لأترك الفرصة فقلت لنرى ما تحمل وبالمرة أقتص منها بعض المعلومات ..
فوجدتها تحمل حقيبة – وكلمة حقيبة تلك مخلّة للغاية – لا يقوي عشرات الرجال على حملها ..
فالحقيبة تماثل ثلاث أرباع طولها وعريضة للغاية ..
إضافة لهذا تحمل حقيبة أخرى في يدها كبيرة أيضاً ..
لم أكن لأتعجب أن أخرجت لي منها قطعة من سورهم العظيم ..
من يدري ؟!
الأهم أنها فتحت الحقيبة فوجدت بداخلها كل ما كنت أتخيل ..
وكل ما لم أكن أتخيل ..
وأثناء بحثنا المضني داخل الحقيبة عن شيء أبتاعه منها ..
تجاذبنا أطراف الحديث ..
فكما توقعت تماماً ..
هي لم تنل قسطاً من التعليم العالي ..
فلو كانت جامعية لكانت ربما وجدت لها وظيفة في أوروبا أو أمريكا ..
حيث أن نسبة لا بأس بها من المتخرجين من جامعات الصين والهند مطلوبين خارجها ..
وأيضاً على ما أعتقد هي ليست بالجمال الكافي ليتزوجها أحد الميسورين هناك ..
فنسبة كبيرة من رجال الصين إلى حد علمي يجدون الجمال في المرأة ..
عندما تكون رقيقة التكوين صغيرة الحجم نوعاً ما .. (شفتم الناس اللي بتفهم)
إذاً أمامي مثال حي لما يسمي بالمرأة الصينية العملية العاملة (وكلهم هناك عاملات بالمناسبة) ..
التي لن تعدم تبحث عن مصدر دخل شرعي وإن تغربت بعيداً آلاف الأميال عن وطنها ..
لم تكن وحدها فقد علمت منها أن هناك فتي وفتاة في الأسفل معها ..
فبالتأكيد تلك الفتاة تتعرض لمضايقة من بعض السمجين ..
ولهذا لابد وأن يكون معها (جيت لي) أو ربما (بروسلي) لم يمت بعد وأتى برفقتها ..
رحلت بعدما أبتعت منها شيء أبله ما لا أعرف كيف يعمل أو ما فائدته ..
ولكن أدركت أنه أبله حين نظرت لي نظرة بمعني (يا كوتوموتو) ..
ولكني كنت مرغماً على شراء أي شيء بعدما جعلتها تنتظر وتعرض من تحمله ..
حيث أنها (مش طالبة رزالة) عليهم وهم ضيوفنا .. (أو ربما أصبحوا أصحاب البلد)
وهي رحلت من هنا وبدأت أفكر ..
هي تحمل ما لا يمكن تصوره ..
وكل شيء لديها يحمل العبارة المألوفة ..
ميد أن شينا ..
الترجمة : صنع في الصين طبعاً
فبالطبع نحن العرب - ولا فخر - فاشلون تماماً في تصنيع الصناعات الخفيفة التي يجيدها أي طفل صيني ..
ولكن هذا يهون إن كانت لنا صناعات ثقيلة نعتمد عليها ..
وتلك ليست موجودة أيضاً ..
فكل ما نملكه هو نقود ..
نقود من بيعنا لمواردنا ..
مواردنا التي نبيعها بدون أن نجري عليها أي تعديل كان ..
وأحياناً لا نستخرجها نحن ويأتي الآخرون لإستخراجها ..
ونحن نعد المال في أيدينا فرحين بما نملك ..
غير آبهين بأجيال قادمة ستسألنا ماذا تركتم لنا ؟!
وللعلم فقط الموارد مصيرها دائماً وأبداً إلى النفاذ ..
وعندما تنفذ مواردنا أقولها لك بثقة "كل سنة وأنته طيب" ..
وهذا ليس ببعيد بالمناسبة ..
فإن لم يحدث ذلك ونحن في الدنيا ..
فبالتأكيد سيراه أبنائنا وسيندم عليه أحفادنا ..
المشكلة أننا ننظر تحت أقدامنا ..
وكما يقول المثل المصري ..
"بناكل في أته محلولة"
الترجمة : نأكل بلا حساب ونأكل في محصول لا نظنه ينفذ
فكوننا عالة على المجتمع الدولي هذا صحيح ..
وقد يقول أحد لا فائدة فلن نستطيع بأي حال أن نصنع في السنوات القليلة القادمة لنا أي شيء ..
أخبره بأنه محق تماماً طالما أن هناك من يفكر مثله ..
فمثال اليابان بعد الحرب العالمية الثانية لازال في الأذهان ..
والأخرى ألمانيا كانت في حال يرثى لها ..
وكانت النساء تجمع الطوب المتهدم لبناء ألمانيا من جديد ..
هذه هي الروح المطلوبة وليست روح (يا عم أحنا فيـــــــــــــن وهما فيــــــــــــــن ؟) ..
وإلا كل سنة ونحن بخير ..
أو كما نخال أننا بخير ..
-
-
إهــــــــداء ..
إلي العمل ..
-
-
-
"صيني واحد يعمل كدودة .. عشرة منهم يعملون كتنين."
مثل صيني
-
A person often meets his destiny on the road he took to avoid it
Jean de La Fontaine