عمر العريفي
24-06-2006, 04:13 PM
مــوازيـن الــقــوى
عندما يقلق الأسد من بطش الثعلب، ويخاف القط من شجاعة الدجاجة، و يحترس المدير من غضب الفـرّاش، عندها تكون موازين القوى قد اختلت، وفي هذه الحالة سنرى العجب العجاب، وسنضحك ونبكي مما سنراه من تناقضات مؤسفة ومن خلل واضح. فسنرى الثعلب يقف شامخاً أمام ملك الغابة الذي يجثو على ركبتيه متوسلاً، وسنرى الدجاجة تطارد القط بشراسة لتدركه بقفزاتها الطائرة، وسنرى المدير يقدم الشاي مبتسماً إلى الفـرّاش طالباً الرضا.
في حياتنا اليومية العديد من التناقضات التي يسببها اختلال موازين القوى، فنرى المتهم لا يخاف من حكم القاضي، فإسرائيل ومن خلفها أمريكا لا تعبئان بما تقوله المحاكم الدولية. أما سلطة المدير على موظفيه فقد بدأت تختل في كثير من المواقف بسبب صعوبة الحصول على موظفين أكفاء (أو حتى غير أكفاء). ونرى بعض الشركات لا تهتم بعملائها ولا تحرص على إرضائهم لأن العملاء يحتاجون الشركة أكثر مما تحتاجهم وخصوصاً في حالات الاحتكار.
في بعض الأحيان نتساءل عن سبب وجود خلل في إحدى العلاقات التي نواجهها يومياً، وقد نغفل تقييم موازين القوى، فقد تكون سبباً أساسياً لهذا الخلل، وللأسف لا يمكننا دائماً التعديل في تلك الموازين بسهولة ولا الانسحاب أحياناً، ولكن تشخيص المشكلة ومعرفة سببها جزءٌ من الحل، وفي أحيان أخرى يمكننا التصرف.
وأكمل حديثي عن أنواع هامة أخرى من القوى لم نتطرق إليها وهي القوى العاطفية، تلك القوى التي تعادل إن لم تكن تزيد في أهميتها على قوة العضلات والسلطة، وتتشكل في عدة أشكال منها: الاحترام والتقدير والعطف والمحبة، فالحب سبب الصداقة، والعطف سر عناية الأم بطفلها، والتقدير يحث على الثناء، والاحترام يجبر الصغير على خدمة الكبير.
إن من أبرز العلاقات التي تتمثل فيها القوى العاطفية هي الصداقة، وأتحدث هنا عن الصداقة الحقيقية الغير قائمة على مصالح، فهي من أسمى العلاقات وذلك لأنه لا يصنعها ويحافظ عليها إلا تلك القوى العاطفية، ولأن الانفصال فيها لا يترتب عليه عواقب مادية أو اجتماعية أو أسرية كغيرها من العلاقات (كالزواج أو علاقات المصالح مثلاً)، ورغم ذلك قد نجد أصدقاءً يضحون بما لا يضحي به غيرهم من أجل الصديق، ومن لم تكن في حياته صداقة من هذا النوع فقد أضاع خيراً كثيرا، ومن يملك مثلها فليعظ عليها بالنواجذ ففرص الصداقة الحقيقية قد لا تتاح إلا مرةً واحدةً في العمر.
فلنراقب موازين القوى باستمرار ولننظر إليها بعمق ولنفرق بين العلاقات القائمة على قوى عاطفية والقائمة على قوى مادية، ولنوازن القوى بينها للحفاظ على علاقات ناجحة، وستكون عندنا القدرة على توقع أدق لما قد تؤول إليه بعض العلاقات.
مع تحياتي ،،
عمر العريفي
عندما يقلق الأسد من بطش الثعلب، ويخاف القط من شجاعة الدجاجة، و يحترس المدير من غضب الفـرّاش، عندها تكون موازين القوى قد اختلت، وفي هذه الحالة سنرى العجب العجاب، وسنضحك ونبكي مما سنراه من تناقضات مؤسفة ومن خلل واضح. فسنرى الثعلب يقف شامخاً أمام ملك الغابة الذي يجثو على ركبتيه متوسلاً، وسنرى الدجاجة تطارد القط بشراسة لتدركه بقفزاتها الطائرة، وسنرى المدير يقدم الشاي مبتسماً إلى الفـرّاش طالباً الرضا.
في حياتنا اليومية العديد من التناقضات التي يسببها اختلال موازين القوى، فنرى المتهم لا يخاف من حكم القاضي، فإسرائيل ومن خلفها أمريكا لا تعبئان بما تقوله المحاكم الدولية. أما سلطة المدير على موظفيه فقد بدأت تختل في كثير من المواقف بسبب صعوبة الحصول على موظفين أكفاء (أو حتى غير أكفاء). ونرى بعض الشركات لا تهتم بعملائها ولا تحرص على إرضائهم لأن العملاء يحتاجون الشركة أكثر مما تحتاجهم وخصوصاً في حالات الاحتكار.
في بعض الأحيان نتساءل عن سبب وجود خلل في إحدى العلاقات التي نواجهها يومياً، وقد نغفل تقييم موازين القوى، فقد تكون سبباً أساسياً لهذا الخلل، وللأسف لا يمكننا دائماً التعديل في تلك الموازين بسهولة ولا الانسحاب أحياناً، ولكن تشخيص المشكلة ومعرفة سببها جزءٌ من الحل، وفي أحيان أخرى يمكننا التصرف.
وأكمل حديثي عن أنواع هامة أخرى من القوى لم نتطرق إليها وهي القوى العاطفية، تلك القوى التي تعادل إن لم تكن تزيد في أهميتها على قوة العضلات والسلطة، وتتشكل في عدة أشكال منها: الاحترام والتقدير والعطف والمحبة، فالحب سبب الصداقة، والعطف سر عناية الأم بطفلها، والتقدير يحث على الثناء، والاحترام يجبر الصغير على خدمة الكبير.
إن من أبرز العلاقات التي تتمثل فيها القوى العاطفية هي الصداقة، وأتحدث هنا عن الصداقة الحقيقية الغير قائمة على مصالح، فهي من أسمى العلاقات وذلك لأنه لا يصنعها ويحافظ عليها إلا تلك القوى العاطفية، ولأن الانفصال فيها لا يترتب عليه عواقب مادية أو اجتماعية أو أسرية كغيرها من العلاقات (كالزواج أو علاقات المصالح مثلاً)، ورغم ذلك قد نجد أصدقاءً يضحون بما لا يضحي به غيرهم من أجل الصديق، ومن لم تكن في حياته صداقة من هذا النوع فقد أضاع خيراً كثيرا، ومن يملك مثلها فليعظ عليها بالنواجذ ففرص الصداقة الحقيقية قد لا تتاح إلا مرةً واحدةً في العمر.
فلنراقب موازين القوى باستمرار ولننظر إليها بعمق ولنفرق بين العلاقات القائمة على قوى عاطفية والقائمة على قوى مادية، ولنوازن القوى بينها للحفاظ على علاقات ناجحة، وستكون عندنا القدرة على توقع أدق لما قد تؤول إليه بعض العلاقات.
مع تحياتي ،،
عمر العريفي