المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العدل في فهم المشاكل



عمر العريفي
27-06-2006, 03:57 PM
العدل في فهم المشاكل

لا تخلو حياة إنسان من مشاكل وخلافات تتعلق بأشخاص يحتك بهم يومياً، فتدور حوارات عديدة يومياً تنتهي بعدم فهم الطرفين لبعضهم واستغراب كل طرف من طريقة تفكير الطرف الآخر وفهمه للموضوع وتعصبه لرأيه، ولكن سبب الكثير من تلك الخلافات هو سوء فهم من كلا الطرفين للآخر، فيحكم كل شخص على المشكلة بشكل غير حيادي وغير عادل ليظلم الطرف الآخر، ليخرج الاثنان بانطباعات خاطئة وتفسيرات ظالمة.

كل ما نحتاجه لتجنب ذلك هو فهم المشكلة بشكل حيادي وعميق ومتوازن، فكيف يكون ذلك؟

هناك طريقة بسيطة وعملية لفهم تلك المشاكل بشكل أكثر حيادية وعدلاً، وقد يستخدمها الكثير بفطرتهم، وتدرّس أيضاً في بعض علوم تطوير الذات، وهي طريقة بسيطة جداً وتسمى "مواقع الإدراك".

ببساطة تعتمد تلك الطريقة على التفكير في المشكلة ومراجعة الحوار المسبب لها من ثلاث زوايا أو وجهات نظر أو ثلاثة مواقع إدراك مختلفة، الموقع الأول: من وجهة نظرك أنت، والثاني: من وجهة نظر الطرف الآخر، والثالث: من وجهة نظر شخص ثالث محايد تماماً، لتتكون لديك انطباعات مختلفة من كل وجهة نظر توصلك إلى فهم أعمق وأعدل للمشكلة.

فعندما تختلف مع شخص ما في حوار ما كبعض الخلافات بين الزوجين أو الأصدقاء فإنك قد تمضي مغضباً متضايقاً وأنت تفكر في تلك المشكلة، وكل ما عليك هو استخدام طريقة "مواقع الإدراك" بحيث تعيد تذكر الحوار من وجهات النظر الثلاث كالتالي:

الأولى (نفسك) : عندما تعيد تذكر المشكلة والحوار من وجهة نظرك أنت وتتذكر الكلام الذي دار فإنك ستتعمق في المشكلة أكثر وستؤكد فهمك لها وتوضحه.

الثانية (للشخص الآخر) : عندما تتخيل أنك الشخص الآخر وتتبنى وجهات نظره وتنظر إلى نفسك وأنت تتحدث وتتابع الحوار فإنك ستخرج بانطباعات جديدة تماماً، وقد تتمنى أنك لم تقل هذه الجملة أو تلك، وسيتكون لديك انطباع جديد عن المشكلة وعن فهم الآخر لها وتبريرات أدق لتصرفاته.

الثالثة (الشخص المحايد) : عندما تتخيل بأنك شخص محايد تنظر إلى المشكلة من خارجها لترى شخصين لا تعرفهما يتحاوران ويتجادلان وتنظر إلى تعبيراتهما وكلامهما لتكون بمثابة القاضي المحايد، وستظهر لك أخطاء لم ترها من كلا الطرفين.

إنها طريقة عملية جداً وسهلة ولا تحتاج إلى وقت طويل، وبالتأكيد هي طريقة فعالة، لنجربها لأول مرة حتى ولو على مشكلات حصلت في الماضي لنكون أكثر عدلاً في أحكامنا وأكثر تفهماً في علاقاتنا.

مع تحياتي،،

عمر العريفي

وطـن
27-06-2006, 05:31 PM
نعم ، جزاك الله خيرا .

إن التمسك بالرأي الخاطئ مشكلة بحد ذاتها .

إن الجدال صفة سيئة إذا كان لا يقدم ولا يؤخر في الموضوع شيئا .

والأفضل أن يكون المسلم هين لين ليس متعصبا ولا عنصريا

ولا متجاهلا للناس ، بل العكس تماما ..

هكذا حثنا ديننا وهكذا علمنا .