صقر المغرب الأقصى
01-07-2006, 11:31 PM
http://ektob.com/uploads/tashkeel_66.jpg
http://ektob.com/uploads/tashkeel_TT.jpg
المصدر : موقع الفن التشكيلي العربي
http://ektob.com/uploads/tashkeel_737.jpg
من أعمال التشكيلية المصرية زينب السجيني
مصـــــــــــــــر
بدأت حركة التاريخ للفن التشكيلى العربى فى النصف الأول من القرن العشرين فى مصر مع ظهور كتابات أوائل مؤرخى الفن ، لكن كتاباتهم لم تتعرض لحاضر الفن فى مصر أو خارجها فى تلك الفترة ، فقد استعرضت وتناولت مسيرة الفنون الجميلة فى ماضى العالم بحضاراته المختلفة ، وعلى هذا يمكننا أن نلقبهم بالمؤرخين ، فهم أول من قدم التاريخ الفنى لقراء اللغة العربية ، وبالتالى فقد لعبوا دورا هاما فى الثقافة الفنية بشكل خاص ، وكانت قراءة مقالتهم وكتبهم مدخلا ضروريا لفهم حركة الفنون الجميلة ووصولها إلى اتجاهاتها الحديثة (1) ، ومن هؤلاء المؤرخين :
أحمد يوسف أحمد (2) الذى كان عمره ثمانية عشر عاما فقط عندما نشر جزء من كتابه " الفنون الجميلة قديما وحديثا " 1922 م وهو محاولة جادة من محاولات تأريخ الفنون الجميلة باللغة العربية ، اتسمت بالتنوع ومحاولة الإلمام بكل الموضوعات المتعلقة بها ، وقد استطاع هذا الشاب الصغير أن يسجل لنفسه مكانا رائدا فى قائمة مؤرخى الفن العربى فنشر بعد كاتبه الأول –عدة كتب فى الفن هى :-
- الزخرفة المصرية القديمة ( بالاشتراك مع يوسف خفاجى )
- الصورة علما وعملا
- التمثال علما وعملا
- تاريخ الطرز الزخرفية
- كتاب عن الفنان محمد حسن
- كتاب عن الفنان ليورنادو دافنشى
- قصة الفن السوفيتى
- قصة الفن التشكيلى
- الحركة الفنية فى مصر 1920 – 1970 م ، وقد أصدرته الشعبة القومية لمنظمة اليونسكو القاهرة فى نوفمبر 1970 م
ومحمود خيرى المحامى الذى أصدر كتاب " الوسيلة إلى الفنون الجميلة " 1924 م
وأحمد تيمور باشا الذى نشرت له لجنة التأليف والترجمة والنشر فى القاهرة عام 1942 م كتاب " التصوير عند العرب " ، و د. زكى محمد حسن الذى ألف وترجم العديد من الكتب ومن أهم ما قام بتأليفه : " الفن الإسلامى فى مصر " مطبوعات دار الآثار العربية عام 1935 م ، " التصوير فى الإسلام عند الفرس " مطبوعات لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1936 م ، " كنوز الفاطميين " دار الآثار العربية عام 1937 م ، " فى الفنون الإسلامية " اتحاد أستاذة الرسم عام 1938 م ، " الفنون الإيرانية فى العصر الإسلامى " عام 1940 م ، ومن أهم ترجماته : - كتاب " تراث الإسلام " مطبوعات لجنة الجامعيين لنشر العلم عام 1936 م ، والجزء الثانى فى " الفنون الفرعية والتصوير العمارة " وأضاف إلى هامة من عنده ، وله بحث هام عن " بعض التأثيرات القبطية فى الفنون الإسلامية " وقد نشر فى المجلد الثالث من مجلة جمعية الآثار القبطية عام 1937 م ، وله كتاب " الصين وفنون الإسلام " عام 1941 م الذى نشره المجمع المصرى للثقافة العلمية ، وكاد د. زكى عضوا فيه ، وكتب أيضا مؤلفا كبيرا بالفرنسية عن الطولونيين ونشر فى باريس عام 1933 م ، إلى جانب مقالاته فى الفنون والتى نشرها بمجلتى " الرسالة " و " الثقافة " .
ومن المؤرخين الرواد أيضا د. محمد مصطفى ،محمد عبد العزيز ،أحمد موسى ،محرم كمال (3) .
أما النقد الفنى والذى يرتبط ارتباطا وثيقا بالظواهر الفنية الناجمة عن تواجد الآثار الفنية ، التى تشكل محرضا للكتابة النقدية باعتباره وسيلة للكشف عن خصائص هذه الآثار بواسطة المعايير المختلفة التى تضئ الجوانب الإبداعية فى العمل الفنى وتظهر ملامح القصور فيه (4) . فقد بدأ فى الثلاثينات من القرن العشرين فى مصر بحكم انفتاحها على ثقافة الغرب قبل غيرها ودخول ( الطباعة والكتابة ) إليها بفترة طويلة عن سواها من القطار العربية ، كما ساهمت ( الترجمة ) بشكل جوهرى فى هذا المجال مع التحفظ على أهداف ومقاصد الأسباب التى وراء ذلك منذ حملة نابيلون على مصر ، واستمرارا بحملات الاستشراق فى المغرب العربى ، وتعتبر محاولة رمسيس يونان النقدية من أهم المحاولات وتتسم بـ( مقدرة الخيال ) على اكتشاف العناصر الجمالية فى الأعمال الفنية ، ويقول الفنان محمود سعيد عن هذا الناقد : " إنه الناقد التشكيلى الوحيد الذى يعرف مادته وكان أعمق من هذه المعرفة بالمادة ، سيطرته الفكرية على اتجاهه الخاص وعدم إتاحة الفرصة له بالتأثير على طبيعة نقده " (5) .
رمسيس يونان هو صاحب الثورة الأولى التى فجرها فى التصوير المصرى الحديث وهى
" السريالية " حيث أيقن هو ورفاقه أن مصر فى الثلاثينات بحاجة فكرا وعملا إلى مثل هذا " الفن – الصدمة " وفى عام 1938 م أفصح فى كتابه " غاية الرسام العصرى " عن رفض سلبية الفنان إزاء مشكلات مجتمعه ، فوقفه الفنان من الحياة لا يجدر أن تكون ابتعادا وعدم اكتراث (6) ، وقد شرح رمسيس أراءه النقدية فى مقال أصول النقد التشكيلى : ( إن النقد ينبغى أن يكون موضوعيا ، غير أن هذا العالم الآخر الذى هو الأثر الفنى ليس " شيئا " ولا فكرة ، فهو لا يدرك إلا إذا استحال وجدانا ومن ثم فلا مفر فيما يبدوا أن يصبح النقد فى نهاية الأمر ذاتيا ) . وفى ديسمبر سنة 1966 م ترك رمسيس يونان بموته فراغا فى وجوده وفى عطائه الفنى والنقدى بعد أن استطاع بذكاء الرؤية وعمق الثقافة وبحساسيته المرهفة أن يمضى بأدب النقد الفنى نحو غاياته وان يرسى تقاليده ويشكل عالمه فى لغتنا العربية (7) ، ومن عطاء السنوات السبعة الأخيرة من حياة رمسيس يونان يقول الأستاذ حامد سعيد : ( سيمثل إنتاج هذا الفنان فى هذه السنوات السبع القلائل فصلا فى الحركة التشكيلية المعاصر عندنا من أقيم الفصول وربما كان من أنقى وأخلص الفصول التى سجلتها للآن هذه الحركة ) (8) .
ومن محاولات النقد الفنى الرائدة محاولة محمد صبحى الجباخنجى الذى وجه جل اهتمامه ووقته للكتابة فى الفن , حاملاً أدواراً متنوعة , فهو مؤرخ , وناقد , ومعلم , وصحفى اهتم بنشر الكتابة فى الفن وعن الفن وأصدر مجلة متخصصة فى الفنون الجميلة هى " صوت الفنان " وصدر العدد الأول منها فى مايو 1950 , وقد عرف المحرر الفنون الجميلة فى افتتاحية العدد الأول من مجلته بأنها " الفنون التشكيلية " التى تشغل حيزاً فى الوجود مادته منظورة وملموسة , توحى إلى الأجيال المتعاقبة بما بلغته الشعوب فى مدارج الرقى والكمال , وتخلد على الدهر لواقع الفكر وخوالج النفس وما يكشف عن اسرار النفس البشرية فى مراحل تاريخها الطويل , وقد حدد أكثر الفنون الشكلية بـ " التصوير والنحت والزخرفة والبناء " ويقصد بالبناء " فن العمارة " وكان الجباخنجى يتابع المعارض الفردية والجماعية , ويكتب عنها فى صحف مثل الأهرام والبلاغ ومجلة الثقافة , وجمع عدداً من محاضراته ومقالاته فى الصحف ونشرها فى كتاب بعنوان " مراجعات فى حديث الفنون " على نفقته الخاصة عام 1947 م (9) .
وهناك أيضا محاولات أحمد شفيق زاهر ، حبيب جورجى ، محمد عبد الهادى وقد أصدر الثلاثة معا كتاب " حديث الفنون " عام 1938 وقد أصدروا معا أيضا مجلة تعتبر من أول المجلات المتخصصة فى الفنون التشكيلية باللغة العربية ، وأطولها عمرا وهى مجلة " الاتحاد الدولى للرسم والتربية الفنية " 1932 م (10) ، وظهرت أسماء أخرى ضمن إطار ما ندعوه بالكتابة النقدية فى الفن التشكيلى توفرت لها قدرات ثقافية جيدة مكنتها من الإلمام بأطراف النقد الفنى كالفنان فؤاد كامل ، محمود بسيونى ، كمال الملاخ ، رشدى اسكندر ، صبحى الشارونى ، حسين بيكار ، حسن سليمان ، صلاح طاهر ، سعد الخادم ، أبو صالح الألفى فى حدود تاريخ الفن الإسلامى والدكتور ثروت عكاشة بموسوعيته وأستاذيته (11) إضافة إلى كمال الجويلى ، مختار العطار ، محمود بقشيش ، حسن سليمان ، بدر الدين أبو غازى الذى يقول عنه الناقد والفنان التشكيلى العراقى شوكت الربيعى : " باعتقادى أن بدر الدين أبو غازى لا يمثل المرحلة التسجيلية للحركة التشكيلية فى مصر وحدها بل هو باسط أهميته على واقع الحركة النقدية التشكيلية فى الوطن العربى لغزارة ما يكتبه ولتجويد ما يطرحه من مواقف جمالية تحافظ على طابعها التسجيلى التأريخى والنقدى أيضا وله مساهمات جليلة فى وحدة الفنانين العرب على المستوى الثقافى وكتاباته إضاءة على طريق البحث الجاد عن مفردات النقد التشكيلى المعاصر فى الوطن العربى ، وساهم فى إرساء ما بدأه رمسيس يونان وزملاؤه من تقاليد نقدية فى اللغة العربية ، وستترك محاولاته بصماتها على طريق وأساليب النقد الفنى على المستوى القومى يشاركه فى هذا ( البناء) فنانون ونقاد عرب فى أقطار عربية أخرى " (11) .
ســـــــــــوريا
تفرغ للحركة النقدية فى سوريا عدد من النقاد المعروفين أمثال عادل عبد الحق ، عزت العش ، عفيف البهنسى ، طارق الشريف ، خليل صفية ، سعد القاسم ، عدنان بن ذريل ، نجاة قصاب حسن ، عبد العزيز علوان ، وساهم عدد كبير من الأدباء والشعراء وغيرهم ممن يكتبون فى الصحافة فى تقديم المعارض الفنية ، وتغطيه نتاج الفنانين ومحاورتهم عبر صفحات الجرائد والمجلات ، وقد مثلت كتاباتهم شكلا من أشكال القراءة الأدبية للعمل الفنى ، وكانت وصفا أدبيا للجوانب الجمالية والموضوعات الإنسانية التى يعكسها العمل الفنى والتى يترجمها الأديب بأسلوب وصفى لا يخلو من العبارة الشاعرية والألفاظ المنتقاة عبر سرد إنشائى ، يبرز قدرة الأديب فى قراءة العمل الفنى دون التعرض للمسائل التقنية والجوانب الإبداعية المستترة عن أيمن المتفرج العادى ، ومن أبرز الأدباء والصحفيين الذين كتبوا فى ذلك سامى الكيالى ، وليد إخلاصى ، نهاد رضا ، لؤى فؤاد الأسعد ، عمر التنجى ، صفوان عكى ، محى الدين لاذقانى ، محمود على السعيد ، محمد الراشد ، عادل أديب اغا ، محمود مكى ، عمر مهملات ، أنور محمد ، هناء الطيبى ، لقمان ديركى ، فيصل خرتش ، ضحى منجد وغيرهم (13) .
ويعتبر الفنان غالب سالم الذى تخرج من أكاديمية روما للفنون الجميلة عام 1936 م فى طليعة الذين ساهموا فى النقد فى سوريا بوجه عام وفى مدينة حلب بوجه خاص ، من خلال الندوات والكتابات التى كان يتحدث فيها عن إنتاج الفنانين الهواة مما دفعهم إلى فهم طبيعة الفن ومتابعة دراسته ويبتدى دوره الريادى فى كتاباته النقدية عبر عدد من الصحف المحلية والسورية مثل الشباب ، الأسبوع السياسى ، المجلات العربية ولاسيما تلك التى كانت تصدر فى مصر مثل الرسالة ، الكاتب ، المجلات الخليجية مثل الفيصل ، الدوحة ، وقد كان يعتبر الناقد مرآة تعكس العمل الفنى بإيجابياته وسلبياته ، ولهذا ينبغى أن يتحلى الناقد بأخلاق الأب وصفات الصديق ويجب أن يكون موجها لا مخربا ، ولم يقف غالب سالم جامدا حيال فهمه للعمل الفنى ، بل كان يدرك الأهمية التى تطرحها الاتجاهات الحديثة فى الفن ، وفى الخمسينات سعى الفنان فاتح المدرس منذ أن كان مدرسا للفنون فى ثانويات حلب أن يقدم لتلاميذه ثقافة فنية تعينهم على فهم العمل الفنى وتذوقه فألف لهم كتابه ( موجز تاريخ الفنون الجميلة ) عام 1954 م وبعد أن عاد من روما إلى دمشق فى مطلع الستينات أسهم فى تدريس الفنون والكتابة الفنية التى أسفرت عن موقف جديد فى الفن ومفاهيمه المتطورة تركت أثرها الواضح فى الحركة التشكيلية السورية حتى يومنا هذا ، ويقول المدرس : " النقد الجمالى – إنما هو نقد للفن مبنى على أصول الاستاطيقى أو علم الجمال الذى يعنى بدرس الثر الفنى من حيث مزاياه الذاتية ومواطن الحسن فيه بقطع النظر عن البيئة والعصر والتاريخ وعلاقة الأثر بشخصية صاحبه ، وهكذا نرى أنه ليس هناك قواعد ثابتة تحدد أهمية الأثر الفنى لأن جميع أصول وقواعد الجمال إنما هى فرضيات تفرض ، والفرضيات عندى إنما هى صفات مؤقتة لحقائق ثابتة " (14) .
وفى مطلع الستينات لعب الفنان إسماعيل حسنى دورا بارزا فى الساحة التشكيلية عندما أصبح أول مدير لمركز الفنون التشكيلية بحلب عام 1960 م فكان يحاضر أمام تلاميذه فى تاريخ الفن وعلم الجمال ومسائل الفنون ، وينقل إليهم أخبار الفن فى العلم من خلال جولاته فى المعارض الأوروبية ويقول : " على الناقد أن يكون على ثقافة واسعة فى تاريخ الفن والنقد الفنى ، وأصبح النقد اليوم يقوم على أسس علمية بالإضافة إلى حساسية الناقد ، إذ أنه فنان ثان كما يقول كروتشة " (15) .
ويقف د. عفيف البهنسى فى مصاف نقاد الفن ومؤرخيه فى الوطن العربى الذين ساهموا فى بحوثهم ودراساتهم بتوضيح الجوانب التاريخية القديمة والمعاصرة للفنون التشكيلية ، واصدر الكثير من الكتب الفنية مثل الفنون التشكيلية بالإقليم السورى وأثر العرب فى الفن الحديث واتجاهات الفنون التشكيلية المعاصرة (16) ورواد الفن الحديث فى البلاد العربية .
أما د. سلمان قطاية فقد كان حضوره واضحا فى النقد التشكيلى والسينمائى على الرغم من تجاربه المحدودة فى مجال التصوير ، وقد ظهرت كتاباته الفنية فى الصحف والمجلات السورية والعربية مثل الكاتب ، الجماهير ، ملحق الثورة الثقافى ، وساهم لؤى كيالى فى الكتابة النقدية عبر عدد من الصحف والمجلات السورية ، ويغلب على كتاباته الطابع الأيدلوجى والتنظيرى حيث يتناول موضوع " حساسية الفنان كفرد ودورها فى النزاهة " ويتحدث عن موضوع " الالتزام فى العمل الفنى " ، " ارتباط الفن بواقع الشعب " ، ويعتبر الفنان والناقد صلاح الدين محمد من أغزر الفنانين الذين تناولوا النقد الفنى فى الصحف المحلية والسورية منذ منتصف السبعينات (17) ، وهناك أيضا أسعد المدرس ، طاهر البنى ، طارق الشريف ، ممدوح قشلان ، غازى الخالدى ، برهان كركوتلى وغيرهم
يتبع
http://ektob.com/uploads/tashkeel_TT.jpg
المصدر : موقع الفن التشكيلي العربي
http://ektob.com/uploads/tashkeel_737.jpg
من أعمال التشكيلية المصرية زينب السجيني
مصـــــــــــــــر
بدأت حركة التاريخ للفن التشكيلى العربى فى النصف الأول من القرن العشرين فى مصر مع ظهور كتابات أوائل مؤرخى الفن ، لكن كتاباتهم لم تتعرض لحاضر الفن فى مصر أو خارجها فى تلك الفترة ، فقد استعرضت وتناولت مسيرة الفنون الجميلة فى ماضى العالم بحضاراته المختلفة ، وعلى هذا يمكننا أن نلقبهم بالمؤرخين ، فهم أول من قدم التاريخ الفنى لقراء اللغة العربية ، وبالتالى فقد لعبوا دورا هاما فى الثقافة الفنية بشكل خاص ، وكانت قراءة مقالتهم وكتبهم مدخلا ضروريا لفهم حركة الفنون الجميلة ووصولها إلى اتجاهاتها الحديثة (1) ، ومن هؤلاء المؤرخين :
أحمد يوسف أحمد (2) الذى كان عمره ثمانية عشر عاما فقط عندما نشر جزء من كتابه " الفنون الجميلة قديما وحديثا " 1922 م وهو محاولة جادة من محاولات تأريخ الفنون الجميلة باللغة العربية ، اتسمت بالتنوع ومحاولة الإلمام بكل الموضوعات المتعلقة بها ، وقد استطاع هذا الشاب الصغير أن يسجل لنفسه مكانا رائدا فى قائمة مؤرخى الفن العربى فنشر بعد كاتبه الأول –عدة كتب فى الفن هى :-
- الزخرفة المصرية القديمة ( بالاشتراك مع يوسف خفاجى )
- الصورة علما وعملا
- التمثال علما وعملا
- تاريخ الطرز الزخرفية
- كتاب عن الفنان محمد حسن
- كتاب عن الفنان ليورنادو دافنشى
- قصة الفن السوفيتى
- قصة الفن التشكيلى
- الحركة الفنية فى مصر 1920 – 1970 م ، وقد أصدرته الشعبة القومية لمنظمة اليونسكو القاهرة فى نوفمبر 1970 م
ومحمود خيرى المحامى الذى أصدر كتاب " الوسيلة إلى الفنون الجميلة " 1924 م
وأحمد تيمور باشا الذى نشرت له لجنة التأليف والترجمة والنشر فى القاهرة عام 1942 م كتاب " التصوير عند العرب " ، و د. زكى محمد حسن الذى ألف وترجم العديد من الكتب ومن أهم ما قام بتأليفه : " الفن الإسلامى فى مصر " مطبوعات دار الآثار العربية عام 1935 م ، " التصوير فى الإسلام عند الفرس " مطبوعات لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1936 م ، " كنوز الفاطميين " دار الآثار العربية عام 1937 م ، " فى الفنون الإسلامية " اتحاد أستاذة الرسم عام 1938 م ، " الفنون الإيرانية فى العصر الإسلامى " عام 1940 م ، ومن أهم ترجماته : - كتاب " تراث الإسلام " مطبوعات لجنة الجامعيين لنشر العلم عام 1936 م ، والجزء الثانى فى " الفنون الفرعية والتصوير العمارة " وأضاف إلى هامة من عنده ، وله بحث هام عن " بعض التأثيرات القبطية فى الفنون الإسلامية " وقد نشر فى المجلد الثالث من مجلة جمعية الآثار القبطية عام 1937 م ، وله كتاب " الصين وفنون الإسلام " عام 1941 م الذى نشره المجمع المصرى للثقافة العلمية ، وكاد د. زكى عضوا فيه ، وكتب أيضا مؤلفا كبيرا بالفرنسية عن الطولونيين ونشر فى باريس عام 1933 م ، إلى جانب مقالاته فى الفنون والتى نشرها بمجلتى " الرسالة " و " الثقافة " .
ومن المؤرخين الرواد أيضا د. محمد مصطفى ،محمد عبد العزيز ،أحمد موسى ،محرم كمال (3) .
أما النقد الفنى والذى يرتبط ارتباطا وثيقا بالظواهر الفنية الناجمة عن تواجد الآثار الفنية ، التى تشكل محرضا للكتابة النقدية باعتباره وسيلة للكشف عن خصائص هذه الآثار بواسطة المعايير المختلفة التى تضئ الجوانب الإبداعية فى العمل الفنى وتظهر ملامح القصور فيه (4) . فقد بدأ فى الثلاثينات من القرن العشرين فى مصر بحكم انفتاحها على ثقافة الغرب قبل غيرها ودخول ( الطباعة والكتابة ) إليها بفترة طويلة عن سواها من القطار العربية ، كما ساهمت ( الترجمة ) بشكل جوهرى فى هذا المجال مع التحفظ على أهداف ومقاصد الأسباب التى وراء ذلك منذ حملة نابيلون على مصر ، واستمرارا بحملات الاستشراق فى المغرب العربى ، وتعتبر محاولة رمسيس يونان النقدية من أهم المحاولات وتتسم بـ( مقدرة الخيال ) على اكتشاف العناصر الجمالية فى الأعمال الفنية ، ويقول الفنان محمود سعيد عن هذا الناقد : " إنه الناقد التشكيلى الوحيد الذى يعرف مادته وكان أعمق من هذه المعرفة بالمادة ، سيطرته الفكرية على اتجاهه الخاص وعدم إتاحة الفرصة له بالتأثير على طبيعة نقده " (5) .
رمسيس يونان هو صاحب الثورة الأولى التى فجرها فى التصوير المصرى الحديث وهى
" السريالية " حيث أيقن هو ورفاقه أن مصر فى الثلاثينات بحاجة فكرا وعملا إلى مثل هذا " الفن – الصدمة " وفى عام 1938 م أفصح فى كتابه " غاية الرسام العصرى " عن رفض سلبية الفنان إزاء مشكلات مجتمعه ، فوقفه الفنان من الحياة لا يجدر أن تكون ابتعادا وعدم اكتراث (6) ، وقد شرح رمسيس أراءه النقدية فى مقال أصول النقد التشكيلى : ( إن النقد ينبغى أن يكون موضوعيا ، غير أن هذا العالم الآخر الذى هو الأثر الفنى ليس " شيئا " ولا فكرة ، فهو لا يدرك إلا إذا استحال وجدانا ومن ثم فلا مفر فيما يبدوا أن يصبح النقد فى نهاية الأمر ذاتيا ) . وفى ديسمبر سنة 1966 م ترك رمسيس يونان بموته فراغا فى وجوده وفى عطائه الفنى والنقدى بعد أن استطاع بذكاء الرؤية وعمق الثقافة وبحساسيته المرهفة أن يمضى بأدب النقد الفنى نحو غاياته وان يرسى تقاليده ويشكل عالمه فى لغتنا العربية (7) ، ومن عطاء السنوات السبعة الأخيرة من حياة رمسيس يونان يقول الأستاذ حامد سعيد : ( سيمثل إنتاج هذا الفنان فى هذه السنوات السبع القلائل فصلا فى الحركة التشكيلية المعاصر عندنا من أقيم الفصول وربما كان من أنقى وأخلص الفصول التى سجلتها للآن هذه الحركة ) (8) .
ومن محاولات النقد الفنى الرائدة محاولة محمد صبحى الجباخنجى الذى وجه جل اهتمامه ووقته للكتابة فى الفن , حاملاً أدواراً متنوعة , فهو مؤرخ , وناقد , ومعلم , وصحفى اهتم بنشر الكتابة فى الفن وعن الفن وأصدر مجلة متخصصة فى الفنون الجميلة هى " صوت الفنان " وصدر العدد الأول منها فى مايو 1950 , وقد عرف المحرر الفنون الجميلة فى افتتاحية العدد الأول من مجلته بأنها " الفنون التشكيلية " التى تشغل حيزاً فى الوجود مادته منظورة وملموسة , توحى إلى الأجيال المتعاقبة بما بلغته الشعوب فى مدارج الرقى والكمال , وتخلد على الدهر لواقع الفكر وخوالج النفس وما يكشف عن اسرار النفس البشرية فى مراحل تاريخها الطويل , وقد حدد أكثر الفنون الشكلية بـ " التصوير والنحت والزخرفة والبناء " ويقصد بالبناء " فن العمارة " وكان الجباخنجى يتابع المعارض الفردية والجماعية , ويكتب عنها فى صحف مثل الأهرام والبلاغ ومجلة الثقافة , وجمع عدداً من محاضراته ومقالاته فى الصحف ونشرها فى كتاب بعنوان " مراجعات فى حديث الفنون " على نفقته الخاصة عام 1947 م (9) .
وهناك أيضا محاولات أحمد شفيق زاهر ، حبيب جورجى ، محمد عبد الهادى وقد أصدر الثلاثة معا كتاب " حديث الفنون " عام 1938 وقد أصدروا معا أيضا مجلة تعتبر من أول المجلات المتخصصة فى الفنون التشكيلية باللغة العربية ، وأطولها عمرا وهى مجلة " الاتحاد الدولى للرسم والتربية الفنية " 1932 م (10) ، وظهرت أسماء أخرى ضمن إطار ما ندعوه بالكتابة النقدية فى الفن التشكيلى توفرت لها قدرات ثقافية جيدة مكنتها من الإلمام بأطراف النقد الفنى كالفنان فؤاد كامل ، محمود بسيونى ، كمال الملاخ ، رشدى اسكندر ، صبحى الشارونى ، حسين بيكار ، حسن سليمان ، صلاح طاهر ، سعد الخادم ، أبو صالح الألفى فى حدود تاريخ الفن الإسلامى والدكتور ثروت عكاشة بموسوعيته وأستاذيته (11) إضافة إلى كمال الجويلى ، مختار العطار ، محمود بقشيش ، حسن سليمان ، بدر الدين أبو غازى الذى يقول عنه الناقد والفنان التشكيلى العراقى شوكت الربيعى : " باعتقادى أن بدر الدين أبو غازى لا يمثل المرحلة التسجيلية للحركة التشكيلية فى مصر وحدها بل هو باسط أهميته على واقع الحركة النقدية التشكيلية فى الوطن العربى لغزارة ما يكتبه ولتجويد ما يطرحه من مواقف جمالية تحافظ على طابعها التسجيلى التأريخى والنقدى أيضا وله مساهمات جليلة فى وحدة الفنانين العرب على المستوى الثقافى وكتاباته إضاءة على طريق البحث الجاد عن مفردات النقد التشكيلى المعاصر فى الوطن العربى ، وساهم فى إرساء ما بدأه رمسيس يونان وزملاؤه من تقاليد نقدية فى اللغة العربية ، وستترك محاولاته بصماتها على طريق وأساليب النقد الفنى على المستوى القومى يشاركه فى هذا ( البناء) فنانون ونقاد عرب فى أقطار عربية أخرى " (11) .
ســـــــــــوريا
تفرغ للحركة النقدية فى سوريا عدد من النقاد المعروفين أمثال عادل عبد الحق ، عزت العش ، عفيف البهنسى ، طارق الشريف ، خليل صفية ، سعد القاسم ، عدنان بن ذريل ، نجاة قصاب حسن ، عبد العزيز علوان ، وساهم عدد كبير من الأدباء والشعراء وغيرهم ممن يكتبون فى الصحافة فى تقديم المعارض الفنية ، وتغطيه نتاج الفنانين ومحاورتهم عبر صفحات الجرائد والمجلات ، وقد مثلت كتاباتهم شكلا من أشكال القراءة الأدبية للعمل الفنى ، وكانت وصفا أدبيا للجوانب الجمالية والموضوعات الإنسانية التى يعكسها العمل الفنى والتى يترجمها الأديب بأسلوب وصفى لا يخلو من العبارة الشاعرية والألفاظ المنتقاة عبر سرد إنشائى ، يبرز قدرة الأديب فى قراءة العمل الفنى دون التعرض للمسائل التقنية والجوانب الإبداعية المستترة عن أيمن المتفرج العادى ، ومن أبرز الأدباء والصحفيين الذين كتبوا فى ذلك سامى الكيالى ، وليد إخلاصى ، نهاد رضا ، لؤى فؤاد الأسعد ، عمر التنجى ، صفوان عكى ، محى الدين لاذقانى ، محمود على السعيد ، محمد الراشد ، عادل أديب اغا ، محمود مكى ، عمر مهملات ، أنور محمد ، هناء الطيبى ، لقمان ديركى ، فيصل خرتش ، ضحى منجد وغيرهم (13) .
ويعتبر الفنان غالب سالم الذى تخرج من أكاديمية روما للفنون الجميلة عام 1936 م فى طليعة الذين ساهموا فى النقد فى سوريا بوجه عام وفى مدينة حلب بوجه خاص ، من خلال الندوات والكتابات التى كان يتحدث فيها عن إنتاج الفنانين الهواة مما دفعهم إلى فهم طبيعة الفن ومتابعة دراسته ويبتدى دوره الريادى فى كتاباته النقدية عبر عدد من الصحف المحلية والسورية مثل الشباب ، الأسبوع السياسى ، المجلات العربية ولاسيما تلك التى كانت تصدر فى مصر مثل الرسالة ، الكاتب ، المجلات الخليجية مثل الفيصل ، الدوحة ، وقد كان يعتبر الناقد مرآة تعكس العمل الفنى بإيجابياته وسلبياته ، ولهذا ينبغى أن يتحلى الناقد بأخلاق الأب وصفات الصديق ويجب أن يكون موجها لا مخربا ، ولم يقف غالب سالم جامدا حيال فهمه للعمل الفنى ، بل كان يدرك الأهمية التى تطرحها الاتجاهات الحديثة فى الفن ، وفى الخمسينات سعى الفنان فاتح المدرس منذ أن كان مدرسا للفنون فى ثانويات حلب أن يقدم لتلاميذه ثقافة فنية تعينهم على فهم العمل الفنى وتذوقه فألف لهم كتابه ( موجز تاريخ الفنون الجميلة ) عام 1954 م وبعد أن عاد من روما إلى دمشق فى مطلع الستينات أسهم فى تدريس الفنون والكتابة الفنية التى أسفرت عن موقف جديد فى الفن ومفاهيمه المتطورة تركت أثرها الواضح فى الحركة التشكيلية السورية حتى يومنا هذا ، ويقول المدرس : " النقد الجمالى – إنما هو نقد للفن مبنى على أصول الاستاطيقى أو علم الجمال الذى يعنى بدرس الثر الفنى من حيث مزاياه الذاتية ومواطن الحسن فيه بقطع النظر عن البيئة والعصر والتاريخ وعلاقة الأثر بشخصية صاحبه ، وهكذا نرى أنه ليس هناك قواعد ثابتة تحدد أهمية الأثر الفنى لأن جميع أصول وقواعد الجمال إنما هى فرضيات تفرض ، والفرضيات عندى إنما هى صفات مؤقتة لحقائق ثابتة " (14) .
وفى مطلع الستينات لعب الفنان إسماعيل حسنى دورا بارزا فى الساحة التشكيلية عندما أصبح أول مدير لمركز الفنون التشكيلية بحلب عام 1960 م فكان يحاضر أمام تلاميذه فى تاريخ الفن وعلم الجمال ومسائل الفنون ، وينقل إليهم أخبار الفن فى العلم من خلال جولاته فى المعارض الأوروبية ويقول : " على الناقد أن يكون على ثقافة واسعة فى تاريخ الفن والنقد الفنى ، وأصبح النقد اليوم يقوم على أسس علمية بالإضافة إلى حساسية الناقد ، إذ أنه فنان ثان كما يقول كروتشة " (15) .
ويقف د. عفيف البهنسى فى مصاف نقاد الفن ومؤرخيه فى الوطن العربى الذين ساهموا فى بحوثهم ودراساتهم بتوضيح الجوانب التاريخية القديمة والمعاصرة للفنون التشكيلية ، واصدر الكثير من الكتب الفنية مثل الفنون التشكيلية بالإقليم السورى وأثر العرب فى الفن الحديث واتجاهات الفنون التشكيلية المعاصرة (16) ورواد الفن الحديث فى البلاد العربية .
أما د. سلمان قطاية فقد كان حضوره واضحا فى النقد التشكيلى والسينمائى على الرغم من تجاربه المحدودة فى مجال التصوير ، وقد ظهرت كتاباته الفنية فى الصحف والمجلات السورية والعربية مثل الكاتب ، الجماهير ، ملحق الثورة الثقافى ، وساهم لؤى كيالى فى الكتابة النقدية عبر عدد من الصحف والمجلات السورية ، ويغلب على كتاباته الطابع الأيدلوجى والتنظيرى حيث يتناول موضوع " حساسية الفنان كفرد ودورها فى النزاهة " ويتحدث عن موضوع " الالتزام فى العمل الفنى " ، " ارتباط الفن بواقع الشعب " ، ويعتبر الفنان والناقد صلاح الدين محمد من أغزر الفنانين الذين تناولوا النقد الفنى فى الصحف المحلية والسورية منذ منتصف السبعينات (17) ، وهناك أيضا أسعد المدرس ، طاهر البنى ، طارق الشريف ، ممدوح قشلان ، غازى الخالدى ، برهان كركوتلى وغيرهم
يتبع