-Cheetah-
02-07-2006, 02:03 PM
زيارة لمحافظة تلاثة "العراقية"
يمر طابور مدرع في شارع السوق بقرية مسالة بمحافظة تلاثة، فيفاجئ بحادث مروري يحيطه مدنيون ورجال شرطة عراقيون، يتقدم قائد الوحدة مع المترجم لإفساح الطريق لكن الموجودين هناك يطالبون منه علاج الجرحى أولا قبل السماح لقافلة الإمداد بالمرور.
أثناء المفاوضات تنطلق قذائف الآر بي جي على القافلة الأمريكية وتنفجر عبوات زرعت على الطريق، وتتزايد مشاعر الغضب من المدنيين العراقيين الذين يهتفون "بوش بوش .. علي بابا، بره بره أمريكان" ويتهمون رجال الشرطة بالعمالة للأمريكان.
هذا المشهد لم يحدث في العراق، وإنما تابعته وغيره على مدى يومين في محافظة تلاثة، بولاية لويزيانا. وبالتحديد في منطقة غابات نائية بولاية لويزيانا حيث يقع معسكر فورت بولك التدريبي على مسافة طولها ثلاثون ميلا وعرضها تسعة عشر ميلا، وتتجاوز حرارة الطقس فيها خمس وتسعون درجة فهرنهايت.
في تلاثة أقام الجيش الأمريكي ثمان عشرة قرية، منها مسالة وجرب النهر، وصديق ،و طكيرة والبورشور، يقطنها عرب وأكراد، شيعة وسنة وعلى شوارعها لافتات بالعربية تشير إلى المستشفيات ومواقف الباص ومطاعم الكباب.
هنا يتلقى الجنود الأمريكيون تدريباتهم الأخيرة قبل نشرهم في العراق، وهم مزودون باحدث التقنيات، فالرصاص حقيقي ولكن البنادق مزودة بكوابح تقلل مسافته وقوته، والانفجارات حقيقة لكنها بأجهزة الليزر التي يتم التحكم فيها عن بعد، الجنود والمسلحون والآليات مزودة بدروع من الليزر تشير إلى مقتلهم أو إصابتهم خلال الاشتباكات. يلتحم الجنود بأعدائهم والسكان المحليين فيكون كل شئ أقرب.
الوحدة 501 المحمولة جوا هي التي تتولى التدريب وتسمى القوة المعاكسة أو العدو إضافة إلى حوالي 1200 شخص عربي، معظمهم من العراقيين، هم المتمردون والمهاجمون وسكان القرى، بينهم شيوخ العشائر وأئمة المساجد والمترجمون، والصحفيون الذين يغطون الاحداث.
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/o.gifhttp://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/right_quote.gif نريدهم أن يتعرضوا (الجنود) لأقصى قدر من الاستفزاز، يجب أن يروا أسوأ أيامهم هنا، حتى يكون ما سيرونه في العراق أهون http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/left_quote.gif
الكولونيل جون بي كرن
وسط الدخان المتصاعد في شارع السوق، يقف الكولونيل جون بي كرن يرصد كل ما يحدث، حين سألته عن الهدف من كل هذه الانفجارات قال "نريدهم أن يتعرضوا (الجنود) لأقصى قدر من الاستفزاز، يجب أن يروا أسوأ أيامهم هنا، حتى يكون ما سيرونه في العراق أهون"
ويباهي الكولونيل بي كرن بما يحدث في معسكر فورت بولك "لدينا القدره على صهرهم (قال إعادة طبخهم ) هنا سندربهم وندربهم حتى يروا العراق في هذا المكان".
"صوت تلاثة"
على الطريق الرئيسي في المعسكر، سترى لافتة كتب عليها " فويس أوف تلاثة" ، هنا مقر إذاعة تلاثة ، ومن ستديو حقيقي تصدح الموسيقى العراقية والبرامج الحوارية، والهدف كما يقول الكولونيل راندي مارتن مسؤول العلاقات العامة في فورت بولك "أن نجعل للتدريب عمقا عراقيا، هنا يأتي كل ليلة قائد وحدة أو كتيبة ويجلس في مواجهة مذيع يتحدث العربية ليتلقى أسئلة من السكان عبر الهاتف".
هذه الأسئلة لا تكون متوقعة في الغالب وربما تحرج المسؤول العسكري، قد تكون عن حادثة تورط فيها جنود من وحدته ولم يعرف بها وقد تكون لها علاقة بالكهرباء أو المياه أو البنزين في المنطقة.
في تلاثة يعرف الجميع أخبار بعضهم البعض عن طريق تلك الإذاعة وعن طريق صحيفتين هما "جريدة تلاثة" الحكومية "الحقيقة من تلاثة" المعارضة.
أما المقاهي المنتشرة في قرى محافظة تلاثة فهي مصدر لا غني عنه لمعلومات الجنود والمسلحين من خلال مجالس الدردشة البريئة أو الوشايات.
مداهمات ومفاوضات
في اليوم الثاني كان على فريق من تلك الوحدة التي يبلغ عددها أربعة آلاف جندي وهي جزء من الفرقة المدرعة الأولى، أن يمشط قرية طكيرة بحثا عن مسلحين هاجموا القوات الأمريكية، ويدخل الجنود المنازل واحدا تلو الآخر وبصحبتهم عراقي ملثم.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41823000/jpg/_41823808_1.jpg
المطلوب أن يتعلم الجنود كيفية التعامل مع الأهالي
والمطلوب أن يتعلم الجنود كيفية التعامل مع الأهالي، لكن امراة عراقية تجرح خلال عملية التمشيط فيغضب الأهالي ويتجه شيخ العشيرة معه أنصاره إلى القوة الأمريكية مطالبين بالتحدث إلى القائد، يجري حديث حقيقي يطالب فيه القائد بتسليم المسلحين، ويؤكد شيخ العشيرة أن المسلحين أجانب ومن خارج منطقته.
ثم تبدأ المفاوضات سريعا يطالب شيخ العشيرة باعتذار وبعلاج الجريحة، أما مكافحة المسلحين فلا يقدر عليها لأن أقاربه ليس لديهم أسلحة، ويتوصل الجانبان إلى اتفاق وسط تنسحب على أساسه القوة الأمريكية من المنطقة.
هذا التدريب كان يتابعه الميجور جنرال جوزيف فيل أحد قادة الفرقة المدرعة الأولى، وقد كان في العراق برفقة قواته قبل ستة آشهر، لكنه يقول "إن الاوضاع في العراق تتغير باضطراد وتركيزنا الآن ليس على العمليات القتالية فقط، بل على الجانب الثقافي، أن نفهم العراقيين لاننا ضيوف في بلادهم ونريد أن نكون ضيوفا جيدين.. لذلك لدينا الكثير من العراقيين هنا يقدمون لنا النصح".
محاكاة الواقع
في معسكر فورت بولك جنرال من الجيش الأردني (رفض المسؤولون الإفصاح عن اسمه) وعدد كبير من الخبراء الثقافيين العراقيين، يتابعون التدريبات التي تتعلق بالاجتماعات بين العسكريين وزعماء العشائر (يتم تصويرها بالفيديو كاملة وتبث على دائرة مغلقة) ثم يقدمون تقاريرهم عنها.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41823000/jpg/_41823812_3.jpg
يتم صنع الأزياء الخاصة بالممثلين
الممثلون هنا يأتون من مناطق التركز العربي في متشجان وهيوستون، لا يتعاقد معهم المعسكر مباشرة ، لكن يتم توظيفهم لفترة محددة عبر شركة خاصة، بعد إجراء فحص أمني لهم.
يتقاضى الواحد منهم 220 دولارا في اليوم ، تتوزع أدوارهم بين رجال شرطة ومترجمين وصحفيين ومسلحين ينصبون الأكمنة للقوات الأمريكية، وآئمة مساجد وشيوخ عشائر.
يعيشون في منطقة من المعسكر بعيدا عن العسكريين على نمط حياة عربي خالص، لديهم مطبخ للمأكولات العربية ويشاهدون القنوات الفضائية العربية، كل ممثل أو ممثلة (رول بلايرز) يحمل بطاقة هوية طبق الأصل لما يمكن ان يحمله في العراق.
جاك سميث المسؤول عن وحدة التدريب يشرف على ورشة تصنع الأزياء والأوراق الخاصة بالممثلين والتدريب، داخلها عشرات الدمى لرجال ونساء من العراق يمثلون طوائفه المختلفة بأزيائهم المختلفة، ووسط القاعدة دمية لأمرآة ترتدي زيا أسود ويطوق جسدها حزام ناسف، كما توجد في طرف قصية من القاعدة بوستر كبير لأسامة بن لادن وعدد من المنشورات التي تؤيد القاعدة.
يتفق العرب الذين يعملون في فورت بولك على أن ما يفعلونه هو لصالح العراق ولصالح أمريكا، وليس من أجل المال فقط.
على عواد، عراقي يمثل دور رجل الشرطة العراقي الذي يحاول تفريق المتظاهرين الذين أحاطوا القافلة الأمريكية، تصرخ سيدة في وجهه غاضبة "شرطي خاين، روح مع الأمريكان خاين"، لا تلحظ أن عليا يمثل وهو يرد عليها "مين اللي خاين، نحميكم من الإرهابيين".
عندما سألته عن شعوره بعد نهاية التدريب، رد علي بلسان رجل الشرطة، نسي أنه يمثل "والله الناس هنا لا تنظر لنا نظرة طيبة، يعني بيعتبرونا عملاء للأمريكان في حين أن مهمتنا هي تحقيق سلامتهم وأمنهم".
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/o.gifhttp://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/right_quote.gif الاوضاع في العراق تتغير باضطراد وتركيزنا الآن ليس على العمليات القتالية فقط، بل على الجانب الثقافي http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/left_quote.gif
الميجور جنرال جوزيف فيل
طلبت من علي أن يقول لي ما تعلمه الأمريكان منه، قال" اتعلموا احترام النساء والتقاليد بتاعتنا وحرماتنا".
لكن حبيبة ،وهي صومالية جاءت من هيوستون في تكساس وتتحدث العربية بلهجة القاهرة التي عاشت فيها سنوات صباها، تقول إنها "تشعر أحيانا كأمرأة عراقية فقدت زوجها او جرح ابنها على الطريق وهي تطلب المساعدة من الامريكان ولا يقدمونها لها، شعور مش كويس والله".
بعضهم أيضا يرفض الكشف عن اسمه الحقيقي، وآخرون يرفضون التحدث للصحافة العربية مطلقا، لأن أهلهم في العراق ربما يرونهم او يسمعونهم. لكنهم عندما ينتهي يوم العمل ويعودون لأماكن معيشتهم يتعاملون كعرب وينتقدون بعضهم ويتحدثون عن كل شيء تعرفه البيوت في قرية عربية.
================
أجمل شيء في ثقتكم المفرطة أنها ستتحطم على صخرة المقاومة، وسنسمع المزيد من نواح "جرائكم" تحت طاولات المعسكرات والقواعد.
وخلي معكر "سطعش" ينفعكم...
يمر طابور مدرع في شارع السوق بقرية مسالة بمحافظة تلاثة، فيفاجئ بحادث مروري يحيطه مدنيون ورجال شرطة عراقيون، يتقدم قائد الوحدة مع المترجم لإفساح الطريق لكن الموجودين هناك يطالبون منه علاج الجرحى أولا قبل السماح لقافلة الإمداد بالمرور.
أثناء المفاوضات تنطلق قذائف الآر بي جي على القافلة الأمريكية وتنفجر عبوات زرعت على الطريق، وتتزايد مشاعر الغضب من المدنيين العراقيين الذين يهتفون "بوش بوش .. علي بابا، بره بره أمريكان" ويتهمون رجال الشرطة بالعمالة للأمريكان.
هذا المشهد لم يحدث في العراق، وإنما تابعته وغيره على مدى يومين في محافظة تلاثة، بولاية لويزيانا. وبالتحديد في منطقة غابات نائية بولاية لويزيانا حيث يقع معسكر فورت بولك التدريبي على مسافة طولها ثلاثون ميلا وعرضها تسعة عشر ميلا، وتتجاوز حرارة الطقس فيها خمس وتسعون درجة فهرنهايت.
في تلاثة أقام الجيش الأمريكي ثمان عشرة قرية، منها مسالة وجرب النهر، وصديق ،و طكيرة والبورشور، يقطنها عرب وأكراد، شيعة وسنة وعلى شوارعها لافتات بالعربية تشير إلى المستشفيات ومواقف الباص ومطاعم الكباب.
هنا يتلقى الجنود الأمريكيون تدريباتهم الأخيرة قبل نشرهم في العراق، وهم مزودون باحدث التقنيات، فالرصاص حقيقي ولكن البنادق مزودة بكوابح تقلل مسافته وقوته، والانفجارات حقيقة لكنها بأجهزة الليزر التي يتم التحكم فيها عن بعد، الجنود والمسلحون والآليات مزودة بدروع من الليزر تشير إلى مقتلهم أو إصابتهم خلال الاشتباكات. يلتحم الجنود بأعدائهم والسكان المحليين فيكون كل شئ أقرب.
الوحدة 501 المحمولة جوا هي التي تتولى التدريب وتسمى القوة المعاكسة أو العدو إضافة إلى حوالي 1200 شخص عربي، معظمهم من العراقيين، هم المتمردون والمهاجمون وسكان القرى، بينهم شيوخ العشائر وأئمة المساجد والمترجمون، والصحفيون الذين يغطون الاحداث.
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/o.gifhttp://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/right_quote.gif نريدهم أن يتعرضوا (الجنود) لأقصى قدر من الاستفزاز، يجب أن يروا أسوأ أيامهم هنا، حتى يكون ما سيرونه في العراق أهون http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/left_quote.gif
الكولونيل جون بي كرن
وسط الدخان المتصاعد في شارع السوق، يقف الكولونيل جون بي كرن يرصد كل ما يحدث، حين سألته عن الهدف من كل هذه الانفجارات قال "نريدهم أن يتعرضوا (الجنود) لأقصى قدر من الاستفزاز، يجب أن يروا أسوأ أيامهم هنا، حتى يكون ما سيرونه في العراق أهون"
ويباهي الكولونيل بي كرن بما يحدث في معسكر فورت بولك "لدينا القدره على صهرهم (قال إعادة طبخهم ) هنا سندربهم وندربهم حتى يروا العراق في هذا المكان".
"صوت تلاثة"
على الطريق الرئيسي في المعسكر، سترى لافتة كتب عليها " فويس أوف تلاثة" ، هنا مقر إذاعة تلاثة ، ومن ستديو حقيقي تصدح الموسيقى العراقية والبرامج الحوارية، والهدف كما يقول الكولونيل راندي مارتن مسؤول العلاقات العامة في فورت بولك "أن نجعل للتدريب عمقا عراقيا، هنا يأتي كل ليلة قائد وحدة أو كتيبة ويجلس في مواجهة مذيع يتحدث العربية ليتلقى أسئلة من السكان عبر الهاتف".
هذه الأسئلة لا تكون متوقعة في الغالب وربما تحرج المسؤول العسكري، قد تكون عن حادثة تورط فيها جنود من وحدته ولم يعرف بها وقد تكون لها علاقة بالكهرباء أو المياه أو البنزين في المنطقة.
في تلاثة يعرف الجميع أخبار بعضهم البعض عن طريق تلك الإذاعة وعن طريق صحيفتين هما "جريدة تلاثة" الحكومية "الحقيقة من تلاثة" المعارضة.
أما المقاهي المنتشرة في قرى محافظة تلاثة فهي مصدر لا غني عنه لمعلومات الجنود والمسلحين من خلال مجالس الدردشة البريئة أو الوشايات.
مداهمات ومفاوضات
في اليوم الثاني كان على فريق من تلك الوحدة التي يبلغ عددها أربعة آلاف جندي وهي جزء من الفرقة المدرعة الأولى، أن يمشط قرية طكيرة بحثا عن مسلحين هاجموا القوات الأمريكية، ويدخل الجنود المنازل واحدا تلو الآخر وبصحبتهم عراقي ملثم.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41823000/jpg/_41823808_1.jpg
المطلوب أن يتعلم الجنود كيفية التعامل مع الأهالي
والمطلوب أن يتعلم الجنود كيفية التعامل مع الأهالي، لكن امراة عراقية تجرح خلال عملية التمشيط فيغضب الأهالي ويتجه شيخ العشيرة معه أنصاره إلى القوة الأمريكية مطالبين بالتحدث إلى القائد، يجري حديث حقيقي يطالب فيه القائد بتسليم المسلحين، ويؤكد شيخ العشيرة أن المسلحين أجانب ومن خارج منطقته.
ثم تبدأ المفاوضات سريعا يطالب شيخ العشيرة باعتذار وبعلاج الجريحة، أما مكافحة المسلحين فلا يقدر عليها لأن أقاربه ليس لديهم أسلحة، ويتوصل الجانبان إلى اتفاق وسط تنسحب على أساسه القوة الأمريكية من المنطقة.
هذا التدريب كان يتابعه الميجور جنرال جوزيف فيل أحد قادة الفرقة المدرعة الأولى، وقد كان في العراق برفقة قواته قبل ستة آشهر، لكنه يقول "إن الاوضاع في العراق تتغير باضطراد وتركيزنا الآن ليس على العمليات القتالية فقط، بل على الجانب الثقافي، أن نفهم العراقيين لاننا ضيوف في بلادهم ونريد أن نكون ضيوفا جيدين.. لذلك لدينا الكثير من العراقيين هنا يقدمون لنا النصح".
محاكاة الواقع
في معسكر فورت بولك جنرال من الجيش الأردني (رفض المسؤولون الإفصاح عن اسمه) وعدد كبير من الخبراء الثقافيين العراقيين، يتابعون التدريبات التي تتعلق بالاجتماعات بين العسكريين وزعماء العشائر (يتم تصويرها بالفيديو كاملة وتبث على دائرة مغلقة) ثم يقدمون تقاريرهم عنها.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41823000/jpg/_41823812_3.jpg
يتم صنع الأزياء الخاصة بالممثلين
الممثلون هنا يأتون من مناطق التركز العربي في متشجان وهيوستون، لا يتعاقد معهم المعسكر مباشرة ، لكن يتم توظيفهم لفترة محددة عبر شركة خاصة، بعد إجراء فحص أمني لهم.
يتقاضى الواحد منهم 220 دولارا في اليوم ، تتوزع أدوارهم بين رجال شرطة ومترجمين وصحفيين ومسلحين ينصبون الأكمنة للقوات الأمريكية، وآئمة مساجد وشيوخ عشائر.
يعيشون في منطقة من المعسكر بعيدا عن العسكريين على نمط حياة عربي خالص، لديهم مطبخ للمأكولات العربية ويشاهدون القنوات الفضائية العربية، كل ممثل أو ممثلة (رول بلايرز) يحمل بطاقة هوية طبق الأصل لما يمكن ان يحمله في العراق.
جاك سميث المسؤول عن وحدة التدريب يشرف على ورشة تصنع الأزياء والأوراق الخاصة بالممثلين والتدريب، داخلها عشرات الدمى لرجال ونساء من العراق يمثلون طوائفه المختلفة بأزيائهم المختلفة، ووسط القاعدة دمية لأمرآة ترتدي زيا أسود ويطوق جسدها حزام ناسف، كما توجد في طرف قصية من القاعدة بوستر كبير لأسامة بن لادن وعدد من المنشورات التي تؤيد القاعدة.
يتفق العرب الذين يعملون في فورت بولك على أن ما يفعلونه هو لصالح العراق ولصالح أمريكا، وليس من أجل المال فقط.
على عواد، عراقي يمثل دور رجل الشرطة العراقي الذي يحاول تفريق المتظاهرين الذين أحاطوا القافلة الأمريكية، تصرخ سيدة في وجهه غاضبة "شرطي خاين، روح مع الأمريكان خاين"، لا تلحظ أن عليا يمثل وهو يرد عليها "مين اللي خاين، نحميكم من الإرهابيين".
عندما سألته عن شعوره بعد نهاية التدريب، رد علي بلسان رجل الشرطة، نسي أنه يمثل "والله الناس هنا لا تنظر لنا نظرة طيبة، يعني بيعتبرونا عملاء للأمريكان في حين أن مهمتنا هي تحقيق سلامتهم وأمنهم".
http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/o.gifhttp://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/right_quote.gif الاوضاع في العراق تتغير باضطراد وتركيزنا الآن ليس على العمليات القتالية فقط، بل على الجانب الثقافي http://newsimg.bbc.co.uk/hi/arabic/img/left_quote.gif
الميجور جنرال جوزيف فيل
طلبت من علي أن يقول لي ما تعلمه الأمريكان منه، قال" اتعلموا احترام النساء والتقاليد بتاعتنا وحرماتنا".
لكن حبيبة ،وهي صومالية جاءت من هيوستون في تكساس وتتحدث العربية بلهجة القاهرة التي عاشت فيها سنوات صباها، تقول إنها "تشعر أحيانا كأمرأة عراقية فقدت زوجها او جرح ابنها على الطريق وهي تطلب المساعدة من الامريكان ولا يقدمونها لها، شعور مش كويس والله".
بعضهم أيضا يرفض الكشف عن اسمه الحقيقي، وآخرون يرفضون التحدث للصحافة العربية مطلقا، لأن أهلهم في العراق ربما يرونهم او يسمعونهم. لكنهم عندما ينتهي يوم العمل ويعودون لأماكن معيشتهم يتعاملون كعرب وينتقدون بعضهم ويتحدثون عن كل شيء تعرفه البيوت في قرية عربية.
================
أجمل شيء في ثقتكم المفرطة أنها ستتحطم على صخرة المقاومة، وسنسمع المزيد من نواح "جرائكم" تحت طاولات المعسكرات والقواعد.
وخلي معكر "سطعش" ينفعكم...