المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجوارح كيف نحفظها ونشكر نعمتها



ابو خالد
03-07-2006, 06:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحبه فى الله
طيب الله اوقاتكم بالمسرات وهدانا واياكم لما يحب ويرضى
ونسئله تعالى ان يؤلف بين قلوبنا جميعا ً
موضوعنا اليوم بعنوان

الجوارح كيف نحفظها ونشكر نعمتها
للشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:-

فنحمد الله تبارك وتعالى ونشكره على ما منَّ به علينا من النعم، ونسأله عز وجل ونتضرع ونتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لنا ذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً، وعملاً صالحاً مقبولاً، وقلوباً وأبصاراً سليمة، وألسنة كافة عما حرم الله تبارك وتعالى، وجوارحاً تستعمل في طاعته، ولا يستزلها الشيطان لتعمل في معصيته.

ثم إن الموضوع الذي أريد أن أتحدث به ليس هو بجديد عليكم، ولكن التذكير به واجب، لأن يجب علينا أن نتذاكر به نحن طلبة العلم، كما يجب علينا أن ننصح لعامة الأمة، فإن كثيراً من الأدواء والعلل قد تعتري قلوبنا ونحن لا نعلم بها، بل ربما تصيبنا بعض الآفات الخطيرة ونحن مشغولون بمعالجة أدواء الناس، ونعوذ بالله من ذلك ونستجير به عز وجل أن نكون ممن قال الله -تبارك وتعالى- فيهم: http://www.alhawali.com/sQoos.gifأَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000050) http://www.alhawali.com/eQoos.gif [البقرة:44] ومن هنا كان التذكير واجباً، فكل منا عرضة لمثل هذه الذنوب والعيوب، ولا سيما في زمن كثرت فيه الفتن والمثيرات، وكثر فيه الإفساد، وقل الناصحون.

فالواجب علينا جميعا أن نوصي أنفسنا، ويوصي بعضنا بعضاً بحفظ هذه الجوارح التي ائتمننا الله تبارك وتعالى عليها، فإن الله عز وجل لما قال
http://www.alhawali.com/sQoos.gifإِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6003604) http://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأحزاب:72]
فإنه يدخل في ذلك حفظ هذا البدن الذي أعطاك الله تبارك وتعالى إياه وامتن به عليك، كما قال الله عز وجل:
http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001978) http://www.alhawali.com/eQoos.gif [النحل:78] وهذا فيه حض وحث وتنبيه أن نشكر نعمة الله تبارك وتعالى على ما أعطانا من هذه الأعضاء ومن هذه الجوارح، والتي ميزنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بها عن سائر خلقه، وفضلنا بها عن باقي ما خلق من الدواب.

فجعل لنا سمعاً وأبصاراً وأفئدة وعقولاً نهتدي بها، ونعرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والتوحيد من الشرك، والسنة من البدعة، والطاعة من المعصية، والحسنة من السيئة، ونعمل بمقتضى ذلك بجوارحنا الظاهرة، لأن هذه من نعم الله العظيمة، والواجب فيها أن نشكر الله تبارك وتعالى عليها، وأن نراعي حق الأمانة الذي ائتمنا عليها، فالمال أمانة، واليد أمانة، والعين أمانة، والقلب أمانة، وكل ذلك مما يجب علينا جميعاً أن نحفظه، وأن نعتني ونهتم به، ونتوقع السؤال عنه بين يدي الله تبارك وتعالى، كما قال عز وجل:
http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002064) http://www.alhawali.com/eQoos.gif [الإسراء:36].

فلا يغرن العبد منا شيطان من شياطين الإنس أو الجن، فيحسب أنه غير مسئول، وأنه يفكر كما يشاء، ويعتقد ما يشاء، وينظر إلى ما يشاء، ويتناول بيده ما يشاء، ويعمل بفرجه ما يشاء، ويمشي برجليه إلى حيث شاء، من قال لك ذلك؟ ومن قال لك هذا؟!

إنك عبد، ولا يخرج واحد منا عن عبودية الله -تبارك وتعالى- بحال من الأحوال، والعبد مأمور أن يستخدم ما أعطاه سيده فيما أمره به لا فيما نهاه عنه، والله تبارك وتعالى يقول:
http://www.alhawali.com/sQoos.gif وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001900)http://www.alhawali.com/eQoos.gif [الحجر:99] واليقين هو الموت، كما قال الله تبارك وتعالى : http://www.alhawali.com/sQoos.gifحَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6005541) http://www.alhawali.com/eQoos.gif [المدثر:47] وكما جاء في حديث عثمان بن مظعون (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000736) رضي الله تعالى عنه عندما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أما عثمان فقد أتاه اليقين من ربه (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000736) http://www.alhawali.com/tips.gif } فلا بد أن نعبد الله حتى الموت.

فلا ينتهي عقد الأمانة الذي ائتمنك الله تبارك وتعالى عليه إلا بموتك، فحينئذ ينتهي هذا العقد، أما ما دمت حياً فأنت مسئولٌ عن هذه الأعضاء، والجوارح جميعاً، ألا تستخدمها إلا فيما أمرك به سيدك وخالقك، وربك الذي أعطاكها، ومنّ بها عليك وقد حرمها كثيراً من الخلق.

فكثير من الخلق لم يرزقه الله تبارك وتعالى قلباً يعقل به فتراه مجنوناً، فاحمد ربك الذي أعطاك العقل والفؤاد لتعي وتتذكر كلما رأيت من لا عقل له، واعلم أن الواجب عليك أن تستخدم قلبك وفكرك وعقلك في طاعة الله تبارك وتعالى، وبعض الناس خلقه الله تبارك وتعالى لا بصر له مطلقاً، فإذا رأيت أحداً من ذلك فاذكر نعمة الله تعالى عليك، واحمد الله الذي أعطاك عينين تبصر بهما وترى وتميز وتستخدمها في حياتك فيما ينفعك في الدنيا والآخرة، وبعض الناس لم يعطه الخالق تبارك وتعالى -وله في ذلك حكمة- أذنين، وقد أعطاكها فأنت تسمع بهما، فاحمد الله تبارك وتعالى واشكره ولا تسمع بهما إلا ما يرضي هذا المنعم المتفضل تبارك وتعالى.

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=1160)

إسلامية
04-07-2006, 07:47 AM
جزاك الله خير اخي الفاضل ابو خالد
وفقك الله ونفع بجهودك

ابو خالد
05-07-2006, 07:21 PM
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه

جزاكَ الله ُ خيرا ً أختي الفاضله
إســلاميه
على المرور الطيب العطر

وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ

أحْـــــمَـدْ
08-07-2006, 07:02 AM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه


. مُراقبنا الفاضل و أخونا الحبيب في الله ، جزاكَ الله ُ خيرا ً علي هذه الكلمات الطيبة المباركة ، ثقَّل الله بها ميزان حسناتكَ يوم القيامة .

. و جزي الله شيخنا الفاضل الجليل خير الجزاء ، و باركَ الله ُ في علمه و نفع به و حفظه من كل سوء .

. باركَ الله ُ فيكَ أخي الحبيب و رزقكَ الله ُ الإخلاص و الصدق و القبول ، اللهم آمين .


... لاَ تَنْسَاني مِنْ دَعْوَةٍ ضـَارِعـَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ...
... وَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً ...

... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
... أَخُوكَ المـُحبُّ لكَ فِى اللَّه ...

فان دام
27-07-2006, 12:16 AM
جزاك الله خير ..

Nnoshah
27-07-2006, 06:04 PM
مشكــــــــــــور اخوي على الكلمات الراائعه

جزاك الله كل خير

وجعله في موازين حسناتك

ابو خالد
03-08-2006, 12:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم اخوتى واخواتى
واشكر لكم مروركم الكريم الطيب

ننتظر دوما ً تفاعلكم ومشاركتكم الجديده
دمتم فى امان الله سالمين
ابوخــــــــــــالد