الجامع لما تعلق بالاغتراب

[الزاهد الورع]

الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان الا على الظالمين ، و أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على اله و صحبه الغر الميامين .
و بعد :

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لقد خطر ببالي أن أكتب ما شاء الله من الكلمات الجامعة عن ظاهرة الهجرة من بلاد الاسلام الى بلاد الغربة بشكل خاص و أجمع فيه باذن الله كل ما تيسر من معلومات متعلقة بهذه الظاهرة التي صارت منتشرة في البلاد الاسلامية و بشكل عام في ما يعرف بالعالم الثالث الذي وصمنا بالانتماء اليه علما منا ان الله خلق لنا دارين و هما: عالم الدنيا و الأخرة .
و سوف بعون الله تعالى و مشيئته نتكلم في هذا الموضوع عن الأسباب الرئيسية التي تدفع المرء الى الاغتراب ثم نتحدث عن السلبيات و الايجابيات التي يجدها من اغترب و نتمنى من الله توفيقه ثم منكم التشجيع على هذا العمل لا بالثناء انما بأرائكم الطيبة .

[EverIslam]

فتش عن الحاكم!


الدكتاتورية في بلاد العرب


ولا أزيد

[الزاهد الورع]

لابد أن تعلم أيها القارئ الكريم أن الأسباب الرئيسة التي تدفع الانسان الى الاغتراب عن بلده أمور ثلاث و هي:


1-طلب المال .
2-طلب الحرية.
3-طلب العلم.

فما تعلق بطلب العلم أشرف هذه الدوافع اذ غالبا ما يحقق المرء غايته الا ان بعض الناس يتخذ هذا المنفذ بابا للخروج من الوطن الى بلاد الغربة ثم ريثما يمن الله عليه بذلك يترك العلم و طلبه جانبا ليبذل كل ما أمكن لديه من و سيلة بغية تحصيل المال و اللذات .....
أما طلب الحرية فان الواحد قد تجبره ظروف خاصة للخروج من بلده اما لحرب تقع في موطنه و اما لمعارضة نفسه لسلطة البلد او ربما لظنه أن البلد المضيف أكرم من موطنه الأصلي...
ثم يأتي المال في الرتبة الأولى لأنه الركيزة الأساسية التي من خلفه يسعى الجميع ...
و سوف باذن الله نفصل كل هذا في القريب العاجل بمعونة الله

[الزاهد الورع]

فتش عن الحاكم!



الدكتاتورية في بلاد العرب




ولا أزيد

أخي الكريم لاشك أن القهر الذي يعاني منه بعض الناس في بعض البلدان و ليس كلها من الأسباب التي تدفع المرء الى الاغتراب لكن هذا الدافع ليس بمفرده السبب الرئيس الذي من خلاله يخرج المرء من وطنه الى بلاد الغير .
فالمسلم الحر خرج في الماضي من غير قيد الى بلاد غير مسلمة في أرض الله الواسعة للتجارة و الدعوة و لا يزال الكثيرين يغتربون وهم في رغد العيش الى غير بلدانهم الأصلية لربما لأن المعيشة هناك عندهم أفضل أو لظروف صحية أو غيرها من الأسباب فالقاء اللوم كله على صنف معين من الناس لا يعالج المشكلة .

[الزاهد الورع]

سوف نتحدث عن الحرية التي من اجلها يغترب بعض الناس و نحن هنا لنستذكر تلك الحقبة الزمنية التي احتلت فيها بلاد الاسلام و المسلمين و التي فرض على ابنائها القتال في صف من أخذوا اراضيهم و أموالهم بغير حق مقابل القتال دفاعا عن مصالح المحتلين فياتي محتل لبلدة بمستضعفيه و الأخر بمستضعفيه و يجعل كل واحد منهما هذه الدروع البشرية في الصفوف الأولى و سمي ذلك بالحرب العالمية الأولى و الثانية .
و على هذا فان فتنة الحرب و وقع السيف على الرقاب و ما فيه من ترهيب للنفوس الأمنة أشد و أكبر من القتل و لهذا ينبغي ان يحمد المسلم ربه على نعمة الأمن اذا من الله عليه بها ثم ان الحروب الطاعنة من الأسباب التي تجعل الانسان يفر بنفسه و أهله و ماله الى موطن الأمن و نجد هذا الظرف متواجد بكثرة في بلدان العالم الثالث كما يعرفونه و بشكل خاص في البلدان الافريقية و بشكل أخص في افريقيا السوداء التي ينعدم فيها الأمن و الامان لانعدام الاستقرار السياسي و ذلك يعود الى الصراع الدائر بين ابناء الوطن للنعرات القبلية التي تقع في غالب الاحيان بين مكونات الشعب الواحد لأتفه الأسباب لانعدام الوازع الديني و الفكري .
ثم ان تلك الحروب و الصراعات تجعل المرء يقف أحيانا معارضا لمن مكن الله لهم في ارضه فيضطر الى توديع الوطن و تقديم ما يعرف باللجوء السياسي لبلد مضيف يجد فيه الأمان !
أو قد لا يكون بين المرء و السلطة اي ضغينة الا ما كان من حب المرء للأمن فيغادر أهله و ذويه و أرضه التي نشبت فيها الحرب .
و صنف اخر لا حرب في بلدته الا انه يحلم بحرية لم يجدها في بيته و يرجوها في بلاد الغير ، قد ربما يتخلص من بعض القيود التي فرضت عليه او تخيلها في موطنه لكن ذل الغربة يناله كل يوم و ليلة .

[الزاهد الورع]

قيل : لعمرك ما ضاقت أرض باهلها... لكن قلوب الرجال تضيق .
واذا ضاق الأمر اتسع كما قال الامام الشافعي رحمه الله و لذا فان الانسان اذا ما أحس بذا الشعور في وقت عصيب فكر في حل للخروج من تلك الأزمة التي منها يعاني ولذا فان الحل لديه عند ما تواجهه المشاكل في بقعة ما هو تغيير الجو فان الماء العكر يستبدل بالماء النقي و لابد للوصول اليه من التنقل .
هذا التنقل يفرض على صاحبه بعض اللوازم لكن جوهرها هو المال له و به ومن أجله يسعى الجميع-الا القنوع- .
هذه الظاهرة التي يسعى من خلالها افراد و اسر عرفت مؤخرا بالهجرة ، هذه الهجرة نستطيع حصرها في أمرين و هما :
الهجرة الشرعية : و هي هجرة من البلد الأصلي الى بلد مضيف عن طريق موافقة رسمية من كلا البلدين على الانتقال من بلد الى بلد ما للمقام فيه لغرض معين .
الهجرة السرية : و هي هجرة يقوم فيها فرد أو جماعة منظمة و غيرمنظمة بالتسلل الى حدود بلد معين بغير اشعار هذا الأخير بالنزول على حدوده الترابية .
و دوافع هذا النوع من الهجرة كما أشرنا اليه من خلال الأسباب الرئيسية يندرج غالبا ما تحت الفرار من ويلات الفقر و لو كان الفقر رجلا كما ذكر الامام علي رضي الله عنه لقتلته .
الفقر داء من ادواء دول العالم الثالث كما يسمونه او الدول التي تندرج في طريق النمو لأنها عندهم ليست الا دويلات لا تزال تحبو فما وصلت بعد الى مرحلة المشي !
هذا الفقر المذقع الذي نتعوذ بالله منه كما تعوذ به نبينا عليه الصلاة و السلام يكتسح بعض الدول- و ليست كلها - التي اندرجت تحت تلك التعريفات و بما أن تلك الدول الفقيرة- أغناها الله بفضله- قدر الله لها ان تعيش في هذه الأزمنة الأخيرة تحت ظل الشمس الحارة في صحراء قاحلة و أرض جافة وشعب متعطش للدماء لا ينتج شيئا الا الحروب المبيدة للبشر فان أهل تلك البلاد من القارة السمراء بالتحديد يلجاءون الى الهجرة السرية بشكل خاص و تلجئهم الهجرة الى المغامرة بالنفس و ما ملكت في قوارب الموت أو غيرها من الوسائل التي يتاجر من خلالها اناس هداهم الله بارواحهم .

[Mudvayne]

1-طلب المال .
2-طلب الحرية.
3-طلب العلم.


مع معظم اللي عرفتهم مغتربين بيكون السبب الأول الدراسة وتأمين حياة أفضل . وبس يصيرو بالغرب ويجربو حياة الحرية والمساواة بيصير اللي بيمنعهم من الرجوع لبلادهم بعد انهاء الدراسة هو انعدام الإستعدادية لمواجهة الانغلاق ببلادهم .. ومش بسبب الإنغلاق من الحكومات .. بل المجتمع .. وبعض العادات والتقاليد اللي عند الكثيرين بقدسية النصوص الدينية ..

وكأنك خلطت بين الحرية والأمن .. الأمن أكيد من الدوافع الرئيسية بس لسكان بعض الدول ومش معظم العرب..

وعمبحكي عن الشريحة اللي بعرفها مغتربين بكندا ومعظهم طلاب أو بدأو كطلاب :) .. وبعض العائلات

[الزاهد الورع]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم جزاك الله خيرا على هذا الرد الطيب و المفيد .

مع معظم اللي عرفتهم مغتربين بيكون السبب الأول الدراسة وتأمين حياة أفضل .
أخي الكريم اني عندما أتحدث هنا على ما يتعلق بقضايا الاغتراب أتحدث بشكل عام و الا فمعك الحق و انت مصيب في ما ذكرت فيختلف السبب الذي من أجله يغترب البعض حسب مكان و موضع الاقامة و الأصل .


وبس يصيرو بالغرب ويجربو حياة الحرية والمساواة بيصير اللي بيمنعهم من الرجوع لبلادهم بعد انهاء الدراسة هو انعدام الإستعدادية لمواجهة الانغلاق ببلادهم .
.
لا شك أن الحياة في البلاد الغربية تمنح المقيم فيها بعض الامتيازات التي قد لا يجدها في الغالب في موطنه الأصلي و هذه الامتيازات تتوفر في ظروف المعيشة و بعض الحقوق الادارية لكن في نظري ليس انعدامها في بعض البلاد العربية هو الذي يمنع الانسان من العودة الى بلاده بعد اتمام الدراسة او جمعه للمال و الذي يمنعه من العودة هو ان المرء يألف العيش في بلاد الغربة و ما فيه من ايجابيات و لهذا يصعب عليه ترك المألوف و يخشى ان يعود الى بلاده و يضييع ما بنى من جهود اذا لم يحالفه الحظ و ينجح في مشروعه في بلاده الأصلي هذا اذا كان لديه ما يبني عليه أحلامه هناك و اذا لم يكن اكتفى بالمقام في بلاد المهجر دون ان يفكر في العودة لعلمه ان جعبته فارغة و لا يمكنه اذن العودة الا ان يشاء الله لربما على سرير الموت .
و اخرون انما يخشون من العودة و عقولهم كلها مشاريع لانعدام المساعدات الادارية التي تمكنهم من تحقيق تلك الاهداف في بلدانهم الأصلية اذ ان بعض الاداريون هداهم الله بدل ان يساعدوا من عاد يقومون بتضييع وقته و التلاعب بمشاعره حتى ينفذ صبره و يعود كما اتى و قد أخذ نظرة سيئة عن الادارة و هذا ربما ما اردت التنبيه عليه بالانغلاق لأن الذي يرد ان يقدم عروضه يجد الابواب امامه مغلقة .


. ومش بسبب الإنغلاق من الحكومات .. بل المجتمع .. وبعض العادات والتقاليد اللي عند الكثيرين بقدسية النصوص الدينية .. .
ربما قد يبتلى المرء بعد الغربة بالانسلاخ من هويته و اعراف و تقاليد بلده فيصبح منسلخا عن كل ما هو موروث من الهوية العربية المسلمة و يأتي الى بلداننا الطيبة و يريد ان ينقل اليها بعض النفاياث التي لا تمت الى ديننا و اعرافنا بصلة فيجد أمامه و الحمد لله شعبا مسلما معتزا بدينه و وطنه و تقاليده يرفض تلك السموم و هذه الفئة من الناس تريد الاستعلاء على عباد الله بنشر الفساد و الرذيلة بما تحمله مشاريعهم من بناء بيوت الدعارة و المسكرات و ما شابهها و على الحكومات و الشعوب ان تقف في وجهها و تمنعها من ذلك.



وكأنك خلطت بين الحرية والأمن .. الأمن أكيد من الدوافع الرئيسية بس لسكان بعض الدول ومش معظم العرب.. .. .

نعم اخي الكريم لقد جمعت بين الحرية و الأمن فلا حرية اذا انعدم الأمن و لا أمن بلا حرية و اتفق معك فليس كل الدول تعاني من انعدام الأمن لكن البعض منها تلك التي تقع فيها البلبلة و الفوضى و انعدام الاستقرار السياسي .


وعمبحكي عن الشريحة اللي بعرفها مغتربين بكندا ومعظهم طلاب أو بدأو كطلاب :) .. وبعض العائلات.
نعم اخي هذا البلد معظم من يهاجر اليه من العرب اولئك الذين قدموا طلباتهم للالتحاق بالتعليم الجامعي كما ذكرت و بعض العائلات المميزة.