المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مغرور أم واثق من نفسه؟



عمر العريفي
05-07-2006, 11:49 AM
مغرور أم واثق من نفسه؟

قد يختلف الانطباع الذي يأخذه الناس عن شخص يرونه في أحد المجالس يتحدث عن نفسه فيعدد صفاتها الحميدة ويذكر محاسنها الفريدة ويشرح مميزاتها الأكيدة، فالغالبية يأخذون عنه انطباعاً سلبياً بأنه مغرور، وقد يعجب به البعض ويرونه واثقاً من نفسه وقدراته، وقد يرى غيرهم غير ذلك، ولكن لماذا هذا التباين؟ وكيف نفرق بين المغرور والواثق من نفسه؟

الفرق بين الغرور والثقة بالنفس لا يكاد يـُرى أحيانا، وقد يختلف الكثير في تفسير كل منها، فقد يرى البعض أن المغرور من يمتدح نفسه، ويرى آخرون أنه لا بأس إن ذكر الواثق من نفسه مميزاته التي يعلم بوجودها لديه، وهناك من يرى أنه ينبغي على الشخص أن يترك الآخرين يمتدحوه وأن لا يتجرأ ويمتدح نفسه بنفسه، وهناك من يرى أن المغرور من يعتقد بأنه أفضل من وضعه الحالي، وهذه تخضع إلى وجهات نظر وتقييمات تختلف من شخص لآخر. ويرى البعض أنه من حق الواثق من نفسه إذا علم بقدراته أن يبينها ليلفت الانتباه إليها ليُـوضع في مكانه.

أرى أن الغرور لا يتعلق بنظرة الشخص إلى نفسه، ولكنه يتعلق بنظرته إلى الآخرين، فإن كان شخص يقيـّم نفسه بأنه ممتاز ورائع ولا يوجد في الدنيا مثله في مجال معين، فهذه وجهة نظرة التي قد تكون صحيحة أحياناً، فهذا لوحده ليس غرورا، ولكن الغرور يتعلق بنظرته إلى الآخرين فإن كان مع ذلك متعالياً ومتكبراً على الناس محتقراً لهم فهذا هو الغرور والتكبر. وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم الكبر في قوله: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم. ومعنى: بطر أي رد ، ومعنى: غمط أي تحقير وتسفيه.

أما الثقة بالنفس فأرى أنها تتعلق نظرة الشخص إلى نفسه وقدراته وإمكانياته وليس لها علاقة بطريقة نظرته إلى الآخرين، فإن رأى شخص أنه لا يعلم بوجود أحد أفضل منه في مجال معين، وهو مقتنع بذلك - وقد يكون هذا حقيقياً - فأرى أن هذه ثقة بالنفس وليست غروراً ما لم يصاحبها تحقير للآخرين والنظر إليهم بازدراء وتكبر.

ومما قد يُـعاب على الواثق من نفسه أن يعتد بنفسه ويمتدحها في غير موضع مناسب لذلك، فتراه مغرماً بها يذكر محاسنها في كل حين، فهذا مما يدخله في نظر الناس تحت قائمة المغرورين المتكبرين حتى وإن لم يكن في نفسه شي من التكبر على الناس أو الاحتقار لهم.

أما المغرور وإن رأى أن لديه ما يميزه عن غيره فليعلم أن هذا من عند الله وليس من عند نفسه، وإنه لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولاً، فما هو إلا بشر مثل غيره، فكل البشر لآدم، وآدم من تراب، وليعلم أن الكبر من صفات إبليس الذي لم يسجد لآدم عندما أمره الله سبحانه وتعالى بذلك، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰـئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰـفِرِينَ) [البقرة:34].

أما الواثق من نفسه فليحرص على أن لا يكون في نظرته للناس احتقار أو ازدراء وأن يـُـحق الحق وإن جاء ممن يحسبه أقل منه، وليحرص على أن لا يميل إلى الغرور والتكبر وأن يعلم بأن الله وهبه ما لم يهب غيره وليشكر الله على ذلك، وليردد دعاء الشكر ليلاً ونهاراً، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته).

مع تحياتي،،

عمر العريفي،،

Miss S
09-07-2006, 03:55 AM
الغرور شيء والثقه بالنفس شيء أخر ولا أرى تباين بينهما !

المغرور هو من يقول انا وأنا وعمي وخالي وبيتنا وسيارتي وكل كلامه عن نفسه وعن كل ما يعود إليه
مما يجعلك تمل منه وتستصغره , وليس شرطاً ان يكون المغرور متكبر ولكنه بالتأكيد ثرثار !!


أما الثقه بالنفس فهي كنز ثمين قد يحسدك الناس عليها فيتهموك بالغرور !

شكراً عالموضوع :)

saanaa
09-07-2006, 06:40 AM
الناس ما يملون من الحكي على بعض
اذا واحد مدح نفسه قالو هذا مغرور
اذا واحد وثق بنفسه حسدوه الناس !

Light magician
09-07-2006, 12:33 PM
رضا الناس غاية لا تحدث او تصبح "نسيت الكلمة" احياناً عندما يثق الشخص في نفسه تغار الناس منه واحيانا يغتر الشخص ويتصرف بثقة النفس

M.C.C
09-07-2006, 04:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله


ركيزة الغرور , الوهم .. بعكس الثقة تماماً ..


فالثقة مُكتسبة من الواقع الذي يمثل ركيزتها والفرق بين الأمرين واضح ..


أما الحكم على الغرور أوالثقة فيأتي من مشاعر .. تتغير وفقاً للظروف .. يلعبُ الوهمُ فيها دوراً كبيراً ..


فالوهم يدحضه وهم .. وأنى له أن يدحض الواقع .. فهو واقع !


شكراً لك أخي الفاضل .. عمر العريفي .. وبارك الله فيك

Sander
10-07-2006, 02:01 PM
السلام عليكم

الغرور من الإنخداع بينما الثقة من تقدير الذات
و هذا التقدير يأتي من الظروف المحيطة

تكاد لا تفرق بينهما حين تسمع كلمات التفاخر و لا تلمس تفوق أو إمكانيات تستحق التقدير ..

شكرا ً على طرحك .

حبر الإسلام
10-07-2006, 09:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم

أولا شكرا لك يا مر على موضوعك الرائع :kiss:

ثانيا ك الثقه بالنفس بعيده كل البعد عن الغرور

الواثق من نفسه فى راى الشخصى من لا يكلم عن نفسه وانما يثبت ذلك فى الواقع العملى

بانه فعلا يستحق أن يكون شخصا مكافحا

أما الغرور وهو البعد كل البعد عن الواقع العملى وهناك البعض من يتفوقون فعلا فى الواقع

العملى ولكن بغرورهم ينتهوا نهايه سيئه دائما لأنه شخص لايحب غير نفسه

ولا يشارك اى شخص ابدا ممايؤدى الى فناء اعماله

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

-Cheetah-
10-07-2006, 10:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




أرى أن الغرور لا يتعلق بنظرة الشخص إلى نفسه، ولكنه يتعلق بنظرته إلى الآخرين، فإن كان شخص يقيـّم نفسه بأنه ممتاز ورائع ولا يوجد في الدنيا مثله في مجال معين، فهذه وجهة نظرة التي قد تكون صحيحة أحياناً، فهذا لوحده ليس غرورا، ولكن الغرور يتعلق بنظرته إلى الآخرين فإن كان مع ذلك متعالياً ومتكبراً على الناس محتقراً لهم فهذا هو الغرور والتكبر. وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم الكبر في قوله: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم. ومعنى: بطر أي رد ، ومعنى: غمط أي تحقير وتسفيه.

أما الثقة بالنفس فأرى أنها تتعلق نظرة الشخص إلى نفسه وقدراته وإمكانياته وليس لها علاقة بطريقة نظرته إلى الآخرين، فإن رأى شخص أنه لا يعلم بوجود أحد أفضل منه في مجال معين، وهو مقتنع بذلك - وقد يكون هذا حقيقياً - فأرى أن هذه ثقة بالنفس وليست غروراً ما لم يصاحبها تحقير للآخرين والنظر إليهم بازدراء وتكبر.



سبحان الله :)
دخلت الموضوع وأنا مصمم على المشاركة بهذه الفكرة تماما...

هذا ما أراه أيضا، أن المغرور لا يبني غروره إلا على أكتاف من حوله، فيقارن نفسه بهم، إن ظن أو وجد في نفسه ما يتفوق به على من حوله، أعلن غروره وأظهره، بخلاف الواثق من نفسه، الذي يتخذ من نفسه محورا أساسيا ويقارنها بمعايير ثابتة واضحة، ولا يستاء من وجود من هو أفضل منه، وفي الغالب لن تجد عنده ذميمة الحسد، لأنه لا يرى أن المهم ما يفعله الآخرون أو ما هم عليه، بقدر ما يفعل هو وما هو عليه.

وفي الغالب يقيم المغرور نفسه بأعلى مما تستحق، وذلك لعدم وجود من هو أفضل منه -في رأيه- فيمن حوله، وهذا بالفعل يتحطم على أول... أأقول "حصوة" للواقع؟؟
وهذا كما أشار الأخ منصور.

لكن.... كيف نستطيع أن نميز بين الحالين؟؟

شكرا أخي الكريم على طرحك الطيب.:)

Flanteus
12-07-2006, 07:39 PM
كلام جميل ...:)

أحيلكم أخوتي الى كتاب صغير اسمه .. الإنسان خلق ولسان ...

فيه شرح لأغلب الأخلاق الحسنة والسيئة ..وكيف ان تحلى الإنسان بجميع الأخلاق الحسنة
يطلع شيء عظيم ... :D
وهذا النوع من البشر نادر جدا .. أولهم وأفضلهم رسول الله عليه الصلاة والسلام ..
كتاب رائع جدا ..اذا كنت بترتقي بنفسك إلى أقصى درجات الكمال البشري ..:)

أما بخصوص الموضوع عن الغرور ..
فمنشأه الكبر ..:)
وهما متلازمان ..

شخص مغتر بنفسه أي متكبر ..

على قولتنا ..شايف نفسه عمى ونص :D

وكما ذكرت نوعا ما المغرور والواثق متشابهان .. من ناحية أنا الصح ..والآخرين على خطأ ..

لكن هناك طريقة واحدة لمعرفة الفرق بينهم الا وهي عن طريق المعاملة ..

فتجد المغرور 100% معاند .. أما الواثق فتجده يتقبل الأمر المخالف بصدر رحب وكله يقين على أنه صحيح ولكن لا يبدي ذلك أحيانا وان وجب فانه يظهر ثقته بشكل طيب بدون استفزاز او عناد ..



لا أعرف ان كنت أصبت في كلامي وانه محور الموضوع :09:
لكني استغربت فعلا من تفريقكم بين صفة الغرور وبين التعامل بها .. وكأنهما شيء مختلف كل يقاس على حدا :boggled:

فأقول ... الأخلاق لا تظهر الا بالمعاملة ..:)

لو كنت مغرور فقط في غرفتك .. فهذا لا يسمى غرورا لأنه لا وجود له :)
هذا مختل عقليا :33: