Nnoshah
13-07-2006, 01:46 PM
http://www.al-anwar.net/fasel/Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2824%29.gif
ملاحظه : لا أدري اذا كان هذا القسم المناسب ..ولكني سأضعه هنا :أفكر:
http://www.al-anwar.net/fasel/Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2844%29.gif
أبي .. لما تنتقم مني ؟!
جلس الأب في غرفة المعيشة مع زوجته يتجاذبان أطراف الحديث ،وينظرإلى ابنهم الجالس يلعب بلُعبه أمامهم ..
وبينما هما كذلك؛ إذ بالأبنيترك اللعب ويتوجه إلى أبيه موجهًا الحديث له قائلاً :[ أبي لما تنتقم مني؟!! ]،عقدت المفاجأة لسان الوالد واعتدل في جلسته ،ولكن لم يجد ما ينطق به .. أضاف الأبن[أبي إن لم تخف علي - وأنا أبنك - ، ألا تخاف على نفسك عندما تبلغ من الكبر عتيًا،فلا تجدني سوى ابنًا عاقًا لايرحم ولايُرحم ،فأضيعك في دنياك لتضيعني أنت في آخرتي .. أبي أنت لم تزرع في سوى "حقد" فماذا تتوقع أن تحصد من مثلي؟! ].
نظرالوالد إلى ابنه نظرة ذهول ممزوجة بمزيج من الغضب والحزن ثمأطرق رأسه ولم يجد ردًا .. أكمل الأبن وهو يكاد يبكي قائلاً : [أبي أنا زينتك في هذه الحياة الدنيا ،فهلتُعامل الزينة هكذا؟!! أبي أنت تنتقم مني ضربًا لا تؤدبني أو تربيني .. أرجوك أسمعمني قبل أن تحولني إلى بركان متحرك من الغضب والحقد].
رفع الأب رأسه لينظرإلى وجه ابنه ليرى نظرة استعطاف ورجاء لم يراها على وجه ابنه الصغير من قبل .. رققلب الأب رغم وقع الكلام المدمدم عليه .. أشار إليه - بحزم - قائلاً : [ أكمل] ...
بدأ الأبن قائلاً : والدي العزيز ... أنا مازلت طفل على الفطرة كالورقةالبيضاء بواعثي وحوافزي كلها طيبة وخير محض ،غير أنني لا أملك من سعة الخبرةوالاستقرار الذهني ما يمكناني من الأستمرار والمداومة على الصواب دائمًا .. وهنايأتي دورك أنت وأمي في توجيهي وإرشادي .. وأذكرك بقول العلامة (الكسائي): [ إنالصبي يُعزر تأديبًا لا عقوبة ؛لأنه من أهل التاديب .. وذلك بطريق التأديب والتهذيب،لا بطريق العقوبة لأنها تستدعي الجناية ،وفعل الصبي لايوصف بكونه جناية].
أبي الحبيب ... إن الأصل في التعامل معي هو اللين والعطف ،وأن عقابك ليأمر طارئ - فهو كالملح للطعام - أن زدت فيه فقد مفعوله وقلت هيبته في نفسي .. كماأن علماء النفس قد أقروا أن المصدر الرئيسي للتأديب الصحيح للطفل هو أن ينشأ فيأسرة ودودة محبة ليتعلم كيف يحب الآخرين ولا يسبب المشاكل.
أبي ... لا تجعلعقابك لي مجرد ردة فعل أو تنفيسًا لغضبك تجاه الخطأ الذي ارتكبته ،ولكن ليكن عقابكلي فعلاً هادفًا من أجل تنشئتي تنشئة صالحة .. فالعقوبة التي تصل إلى حد الحقد ؛لنتولد إلا حقدًا مثله ،والعقوبة التي تصدر منك على أنها حكم من قاض على متهم تجعلنيأشعر بأننا لسنا في أسرة بل في قاعة محكمة !!
أبتاه ... أنت لا تعيش معي فيعالمي .. فلا تعرف شيء عني ،أو عن عقلي ،وكيف أفكر ،وما مدى حدود إدراكي! لذا تتوقعمني فعل أشياء لا أقدر عليها ،وأن أنتهي عن أشياء لا أعلم أنها خطأ أصلاً .. فأرجوكعش معي في عالمي ولو لدقائق معدودة يوميًا ،لتعرف كيف أفكر؛ وما طرق العقاب التيستفلح معي.
والدي العزيز ... إنك في كثير من الأحيان تتطلب مني القيامبأعمال لم يسبق لي القيام بها، أو رأيت أحد يمارسها ؛ لذا أقع في الخطأ فتعاقبني، وفي هذا حيف وظلم!! وليكن حالك معي كحال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما مربغلام يسلخ شاة ولا يُحسن ،فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - [ تنح حتى أريك(ليكن شعارك معي يأبي ) تنح حتى أريك].
أبي الحبيب ... لا عقاب إلا علىذنب أو خطأ ارتكبته ،ويجب مناقشتي في ذلك الخطأ حتى لاأعود إليه مرة آخرى فلا تحتاجلتعاقبني .. وإلا فلن يجدي عقابي شيء إذ مازلت مصرًا على الخطأ.
أبي ... كممرة عاقبتني وأنت غضبان؟! ونسيت قول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - [ لايقض القاضيوهو غضبان ] ،وأنت هنا في حال القاضي مني .. فمتى أردت معاقبتي على خطأ ارتكبتهوشعرت بالغضب ،فمن فضلك اترك المكان ولو لدقيقة واحدة حتى تهدأ وتفكر لعلك تصل إلىحل أو بديل آخر غير العقاب والضرب.
أبي ... هذا بالنسبة لغضبك .. فهل فكرتفي غضبي!! هل حاولت مرة أن تحتويني وتمتص غضبي بدلاً من معاقبتي .. أرجو أبي أنتحترمني وتحترم مشاعري.
والدي العزيز ... عندما تعاقبني على خطأ ارتكبته[ككسر زجاج الجيران مثلاً ] ،فأنت هنا تعاقبني لا على الخطأ الذي ارتكبته ،بلتعاقبني على ضرورة تحملي مسئولية خطأي [ تخصم ثمن الزجاج المكسور من مصروفي].
أبي الغالي ... وأنت تعاقبني يجب عليك أن تشعرني بأنك تتألم لهذا الأمرولكن للضرورة أحكام .. حكى لي أحد أصدقائي أن أمه عندما كانت تريد ضربه ؛كانت تضربهبعصا كتَبت عليها [[ إني أحبك ]] لتعلمه بمدى حبها له ،ومدى تألمها وهي توقع عليهالعقوبة.
والدي ... ليس الضرب هو كل العقاب أو الطريقة الوحيدة للعقاب بل هوالنهاية ،وكما قيل آخر العلاج الكي ؛كذلك الضرب .. فكم من الممكن أن تكون للكلماتوقعٌ أشد على النفس من الضرب عندما تكون تلك الكلمات " لينة " ولكنها " حاسمة " فينفس الوقت .. وللعقاب وسائل آخرى كـ ( النظرة الحادة / الإهمال - بشرط ألا يطول - / الهمهمة / مدح غيري أمامي / التهديد - شرط أن ينفذ إذا تهاون وإلا فقد فاعليته - / شد الأذن).
أبي الحبيب ... لي رجاء عندك أبعثه لك مشفوعًا بلفته نبويةرائعة وهو .. ارفع يدك عني إذا ذكرت الله، قال - صلى الله عليه وسلم - [ إذا ضربأحدكم خادمه فذكر الله، فارفعوا أيديكم ] .. قد يجيء في بالك أنني قد اتخذ هذاالأمر وسيلة للتهرب من العقوبة .. أرد قائلاً : بأنك بفعلك هذا يا أبي الحبيب تعظمأمر الله -عز وجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في قلبي ؛وهذا هو منتهى ما تريدهمن تربيتك وتأديبك لي.
يبتسم الأب .. مما يجرئ الأبن على الإضافة قائلاً : [أعلم أني قد أثقلت عليك أبتاه ؛ولكن مازالت هناك بعد النقاط التي أرغب أن تتيح ليالفرصة لوضعها بين يديك ] .. يربت الأب على كتف ابنه ويقول له باهتمام : [ أكملفمازلت أريد السماع منك]..
يكمل الأبن قائلاً : أبي الغالي ... لا ترغمنيعلى الأعتذار بعد معاقبتك إياي فورًا لأن في ذلك إذلالاً لي ، ولكن اتركني لأهدأ ثمعرفني خطأي الذي عاقبتني من أجله حتى أقتنع ؛وإلا فإن اعتذاري سيكون بلافائدة.
والدي ... إذا لم يجدي الضرب نفعًا في تعديل سلوكي أو كفي عن الخطأ؛فابحث عن عقاب آخر غير الضرب لأنه لن يجدي نفعًا ولن يورث سوى الحقد والذلوالأستهانة.
أبي ...[ هل من الممكن أن تحدد لي آداة للعقاب؟! ] بانت علىالوالد علامات الدهشة والأستغراب .. فأكمل الطفل قائلاً : [ نعم حدد لي آداة للضرب،فإني كلما رأيتها سارعت إلى التصحيح والمسابقة إلى الألتزام وتتقوم أخلاقي وسلوكي .. وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلق السوط في البيت ولا يستعمله!! ].
أبي ... لا تضربني أكثر من ثلاث ضربات عند عقابي ؛وعشر ضربات في القصاص .. وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - [ لا يُجلد فوق عشر جلدات ،إلا في حد من حدود].
أبي ... لا تضربني بعد وعدك إياي بعدم الضرب ؛ لأني بذلك أفقد الثقةفيك.
أبتاه ... لا تحاول تذكيري مرارًا وتكرارًا بخطأي بعد ان عاقبتي عليه .. وتناساه
والدي العزيز ... أرجوك ألا تضربني أمام من أحب ؛لأن في ذلكإذلال لي وإهانة لكرامتي أمامه .. وكيف لمن يراني أضرب أمامه أن يحترمني بعدذلك.
وعند تلك اللحظة فقط هزت الزوجة كتف زوجها لتخرجه من حلم يقظته الذيأدخله فيه نظرته إلى ابنه الصغير - ذو العامان - وهو يلعب .. وإذا بالأبن يقوم وهويتعثر ممسكًا بلعبته مدًا يده إلى أبيه وهو يضحك .. فيبتسم الأب ويحتضن ابنه قائلاً :[نعم ..لم تقل لي هذا الكلام واقعًا ،ولكن ضحكتك قالت لي الكثير!! ].
http://www.al-anwar.net/fasel/Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2844%29.gif
http://www.al-anwar.net/fasel/Alhawe_Graphic_com_Line%2520%281%29.gif
ملاحظه : لا أدري اذا كان هذا القسم المناسب ..ولكني سأضعه هنا :أفكر:
http://www.al-anwar.net/fasel/Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2844%29.gif
أبي .. لما تنتقم مني ؟!
جلس الأب في غرفة المعيشة مع زوجته يتجاذبان أطراف الحديث ،وينظرإلى ابنهم الجالس يلعب بلُعبه أمامهم ..
وبينما هما كذلك؛ إذ بالأبنيترك اللعب ويتوجه إلى أبيه موجهًا الحديث له قائلاً :[ أبي لما تنتقم مني؟!! ]،عقدت المفاجأة لسان الوالد واعتدل في جلسته ،ولكن لم يجد ما ينطق به .. أضاف الأبن[أبي إن لم تخف علي - وأنا أبنك - ، ألا تخاف على نفسك عندما تبلغ من الكبر عتيًا،فلا تجدني سوى ابنًا عاقًا لايرحم ولايُرحم ،فأضيعك في دنياك لتضيعني أنت في آخرتي .. أبي أنت لم تزرع في سوى "حقد" فماذا تتوقع أن تحصد من مثلي؟! ].
نظرالوالد إلى ابنه نظرة ذهول ممزوجة بمزيج من الغضب والحزن ثمأطرق رأسه ولم يجد ردًا .. أكمل الأبن وهو يكاد يبكي قائلاً : [أبي أنا زينتك في هذه الحياة الدنيا ،فهلتُعامل الزينة هكذا؟!! أبي أنت تنتقم مني ضربًا لا تؤدبني أو تربيني .. أرجوك أسمعمني قبل أن تحولني إلى بركان متحرك من الغضب والحقد].
رفع الأب رأسه لينظرإلى وجه ابنه ليرى نظرة استعطاف ورجاء لم يراها على وجه ابنه الصغير من قبل .. رققلب الأب رغم وقع الكلام المدمدم عليه .. أشار إليه - بحزم - قائلاً : [ أكمل] ...
بدأ الأبن قائلاً : والدي العزيز ... أنا مازلت طفل على الفطرة كالورقةالبيضاء بواعثي وحوافزي كلها طيبة وخير محض ،غير أنني لا أملك من سعة الخبرةوالاستقرار الذهني ما يمكناني من الأستمرار والمداومة على الصواب دائمًا .. وهنايأتي دورك أنت وأمي في توجيهي وإرشادي .. وأذكرك بقول العلامة (الكسائي): [ إنالصبي يُعزر تأديبًا لا عقوبة ؛لأنه من أهل التاديب .. وذلك بطريق التأديب والتهذيب،لا بطريق العقوبة لأنها تستدعي الجناية ،وفعل الصبي لايوصف بكونه جناية].
أبي الحبيب ... إن الأصل في التعامل معي هو اللين والعطف ،وأن عقابك ليأمر طارئ - فهو كالملح للطعام - أن زدت فيه فقد مفعوله وقلت هيبته في نفسي .. كماأن علماء النفس قد أقروا أن المصدر الرئيسي للتأديب الصحيح للطفل هو أن ينشأ فيأسرة ودودة محبة ليتعلم كيف يحب الآخرين ولا يسبب المشاكل.
أبي ... لا تجعلعقابك لي مجرد ردة فعل أو تنفيسًا لغضبك تجاه الخطأ الذي ارتكبته ،ولكن ليكن عقابكلي فعلاً هادفًا من أجل تنشئتي تنشئة صالحة .. فالعقوبة التي تصل إلى حد الحقد ؛لنتولد إلا حقدًا مثله ،والعقوبة التي تصدر منك على أنها حكم من قاض على متهم تجعلنيأشعر بأننا لسنا في أسرة بل في قاعة محكمة !!
أبتاه ... أنت لا تعيش معي فيعالمي .. فلا تعرف شيء عني ،أو عن عقلي ،وكيف أفكر ،وما مدى حدود إدراكي! لذا تتوقعمني فعل أشياء لا أقدر عليها ،وأن أنتهي عن أشياء لا أعلم أنها خطأ أصلاً .. فأرجوكعش معي في عالمي ولو لدقائق معدودة يوميًا ،لتعرف كيف أفكر؛ وما طرق العقاب التيستفلح معي.
والدي العزيز ... إنك في كثير من الأحيان تتطلب مني القيامبأعمال لم يسبق لي القيام بها، أو رأيت أحد يمارسها ؛ لذا أقع في الخطأ فتعاقبني، وفي هذا حيف وظلم!! وليكن حالك معي كحال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما مربغلام يسلخ شاة ولا يُحسن ،فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - [ تنح حتى أريك(ليكن شعارك معي يأبي ) تنح حتى أريك].
أبي الحبيب ... لا عقاب إلا علىذنب أو خطأ ارتكبته ،ويجب مناقشتي في ذلك الخطأ حتى لاأعود إليه مرة آخرى فلا تحتاجلتعاقبني .. وإلا فلن يجدي عقابي شيء إذ مازلت مصرًا على الخطأ.
أبي ... كممرة عاقبتني وأنت غضبان؟! ونسيت قول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - [ لايقض القاضيوهو غضبان ] ،وأنت هنا في حال القاضي مني .. فمتى أردت معاقبتي على خطأ ارتكبتهوشعرت بالغضب ،فمن فضلك اترك المكان ولو لدقيقة واحدة حتى تهدأ وتفكر لعلك تصل إلىحل أو بديل آخر غير العقاب والضرب.
أبي ... هذا بالنسبة لغضبك .. فهل فكرتفي غضبي!! هل حاولت مرة أن تحتويني وتمتص غضبي بدلاً من معاقبتي .. أرجو أبي أنتحترمني وتحترم مشاعري.
والدي العزيز ... عندما تعاقبني على خطأ ارتكبته[ككسر زجاج الجيران مثلاً ] ،فأنت هنا تعاقبني لا على الخطأ الذي ارتكبته ،بلتعاقبني على ضرورة تحملي مسئولية خطأي [ تخصم ثمن الزجاج المكسور من مصروفي].
أبي الغالي ... وأنت تعاقبني يجب عليك أن تشعرني بأنك تتألم لهذا الأمرولكن للضرورة أحكام .. حكى لي أحد أصدقائي أن أمه عندما كانت تريد ضربه ؛كانت تضربهبعصا كتَبت عليها [[ إني أحبك ]] لتعلمه بمدى حبها له ،ومدى تألمها وهي توقع عليهالعقوبة.
والدي ... ليس الضرب هو كل العقاب أو الطريقة الوحيدة للعقاب بل هوالنهاية ،وكما قيل آخر العلاج الكي ؛كذلك الضرب .. فكم من الممكن أن تكون للكلماتوقعٌ أشد على النفس من الضرب عندما تكون تلك الكلمات " لينة " ولكنها " حاسمة " فينفس الوقت .. وللعقاب وسائل آخرى كـ ( النظرة الحادة / الإهمال - بشرط ألا يطول - / الهمهمة / مدح غيري أمامي / التهديد - شرط أن ينفذ إذا تهاون وإلا فقد فاعليته - / شد الأذن).
أبي الحبيب ... لي رجاء عندك أبعثه لك مشفوعًا بلفته نبويةرائعة وهو .. ارفع يدك عني إذا ذكرت الله، قال - صلى الله عليه وسلم - [ إذا ضربأحدكم خادمه فذكر الله، فارفعوا أيديكم ] .. قد يجيء في بالك أنني قد اتخذ هذاالأمر وسيلة للتهرب من العقوبة .. أرد قائلاً : بأنك بفعلك هذا يا أبي الحبيب تعظمأمر الله -عز وجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في قلبي ؛وهذا هو منتهى ما تريدهمن تربيتك وتأديبك لي.
يبتسم الأب .. مما يجرئ الأبن على الإضافة قائلاً : [أعلم أني قد أثقلت عليك أبتاه ؛ولكن مازالت هناك بعد النقاط التي أرغب أن تتيح ليالفرصة لوضعها بين يديك ] .. يربت الأب على كتف ابنه ويقول له باهتمام : [ أكملفمازلت أريد السماع منك]..
يكمل الأبن قائلاً : أبي الغالي ... لا ترغمنيعلى الأعتذار بعد معاقبتك إياي فورًا لأن في ذلك إذلالاً لي ، ولكن اتركني لأهدأ ثمعرفني خطأي الذي عاقبتني من أجله حتى أقتنع ؛وإلا فإن اعتذاري سيكون بلافائدة.
والدي ... إذا لم يجدي الضرب نفعًا في تعديل سلوكي أو كفي عن الخطأ؛فابحث عن عقاب آخر غير الضرب لأنه لن يجدي نفعًا ولن يورث سوى الحقد والذلوالأستهانة.
أبي ...[ هل من الممكن أن تحدد لي آداة للعقاب؟! ] بانت علىالوالد علامات الدهشة والأستغراب .. فأكمل الطفل قائلاً : [ نعم حدد لي آداة للضرب،فإني كلما رأيتها سارعت إلى التصحيح والمسابقة إلى الألتزام وتتقوم أخلاقي وسلوكي .. وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلق السوط في البيت ولا يستعمله!! ].
أبي ... لا تضربني أكثر من ثلاث ضربات عند عقابي ؛وعشر ضربات في القصاص .. وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - [ لا يُجلد فوق عشر جلدات ،إلا في حد من حدود].
أبي ... لا تضربني بعد وعدك إياي بعدم الضرب ؛ لأني بذلك أفقد الثقةفيك.
أبتاه ... لا تحاول تذكيري مرارًا وتكرارًا بخطأي بعد ان عاقبتي عليه .. وتناساه
والدي العزيز ... أرجوك ألا تضربني أمام من أحب ؛لأن في ذلكإذلال لي وإهانة لكرامتي أمامه .. وكيف لمن يراني أضرب أمامه أن يحترمني بعدذلك.
وعند تلك اللحظة فقط هزت الزوجة كتف زوجها لتخرجه من حلم يقظته الذيأدخله فيه نظرته إلى ابنه الصغير - ذو العامان - وهو يلعب .. وإذا بالأبن يقوم وهويتعثر ممسكًا بلعبته مدًا يده إلى أبيه وهو يضحك .. فيبتسم الأب ويحتضن ابنه قائلاً :[نعم ..لم تقل لي هذا الكلام واقعًا ،ولكن ضحكتك قالت لي الكثير!! ].
http://www.al-anwar.net/fasel/Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2844%29.gif
http://www.al-anwar.net/fasel/Alhawe_Graphic_com_Line%2520%281%29.gif