المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الانقسام يسري في الجسد اللبناني



إسلامية
15-07-2006, 09:14 AM
الانقسام يسري في الجسد اللبناني


يشهد الشارع اللبناني انقساما في موقفه من عملية حزب الله التي استهدفت أسر جنديين وقتل جنود إسرائيليين، فيما تتباين رؤى الفرق السياسية من حالة الحرب التي فرضتها إسرائيل على البلاد بين رافض لعملية حزب الله محملا إياه نتائج "مغامرات غير محسوبة" وآخرين يعتبرونها أول انتصار عسكري وسياسي لبناني على إسرائيل منذ عام 1948.
وبينما أكدت صحف أن عملية حزب الله كتبت السطر الأول في تاريخ نهايته، اعتبر آخرون أن الرافض لها هم "يهود الداخل"، ووقف طرف ثالث في منتصف الطريق يتابع ويكتفي بالدعوة إلى التروي ومعالجة آثار الأزمة بهدوء.
ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت إنه تجنباً لإخراج هذا الانقسام الحاد إلى العلن في اجتماعين لمجلس الوزراء عقدا أمس الخميس 13-7-2006، فإن الوزراء - وبعضهم ينتمي لحزب الله - فضلوا كتمان مواقفهم المتراوحة بين خياري "التهدئة والمقاومة".

الحكومة تتبرأ

وأبدى مجلس الوزراء حرصاً جماعياً على أن يتوصل إلى بيان توافقي، لا يضطر معه إلى اللجوء إلى التصويت. وشدد مراقبون على أن الظرف الخطر الذي يتهدد البلاد ومؤسساتها "فرض على الحكومة اللبنانية إنقاذ الوضع بخروجها بموقف موحد ومتماسك ومتضامن". إلا أن هذا لم يمنع من مسارعة الحكومة بعد ساعات من بدء العدوان الإسرائيلي للتبرؤ من عملية حزب الله في حين طالب وزراء لبنانيون بإطلاق سراح الأسيرين دون مقابل.
ولم يوافق نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني السائلين عن مغزى التوقيت الذي اختاره حزب الله لأسر الجنديين الإسرائيليين، باعتباره يخدم أهدافا خارجية كسوريا وحركة حماس، مشيرا إلى أن عملية من هذا النوع تحتاج إلى أشهر وربما سنوات لتنفيذها.

تباين مواقف القوى

وعكست افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الجمعة 14-7-2006 تباين مواقف القوى السياسية من عملية حزب الله التي أدت إلى اجتياح إسرائيلي جزئي للبنان.
وفي حين أبرزت صحيفة المستقبل (التابعة للنائب سعد الحريري، أبرز قيادات جبهة 14 آذار المناهضة لسوريا) موقف السعودية بالبنط العريض في صفحتها الأولى، معنونة "السعودية تعلن بوضوح التمييز بين المقاومة الشرعية والمغامرات غير المحسوبة".
ووصفت في المقابل افتتاحية صحيفة الديار اليومية (المقربة من سوريا) الفريق المعارض للمقاومة بـ "يهود الداخل"، فعنونت على صفحتها الأولى: "المقاومة تحقق انتصار التوازن مع العدو الإسرائيلي.. بلبلة في إسرائيل وأصوات يهود الداخل في لبنان".

اتهامات لنصر الله

ونقل محرر الشؤون الداخلية في صحيفة "المستقبل" نصير الأسعد كلاماً لرئيس المجلس النيابي نبيه بري كشف فيه عن اتفاق سري تم توصل إليه مؤخرا أطراف طاولة الحوار الوطني يقضي بالتهدئة التامة، وتعهد به حسن نصر الله زعيم حزب الله.
ومضى قائلا: "أكد الرئيس بري أن الحاضرين على طاولة الحوار أقروا في الجولة التاسعة الماضية اتفاقاً سرياً يقضي بتهدئة شاملة على الأصعدة كافة، وبألا تُقدِم المقاومة على أي عمل في هذه الفترة، بهدف عدم تقطيع شهور الموسم السياحي الواعد".

وكشف بري عن أن نصر الله أيد الاتفاق "السري وتعهد بالالتزام به". واعتبر الأسعد أن ضغوطاً إقليمية ودولية فرضت على حزب الله نقض الاتفاق السري الذي التزم به نصر الله على طاولة الحوار.
وفي جريدة "النهار"، عارضت مقالات كتاب الرأي بها عملية حزب الله، ورسموا صورة قاتمة حول أثرها على الدولة، مشيرين إلى أن اللبنانيّين كانوا "يستعدّون بفرح وحماسة لاستقبال موسم اصطياف عامر يذكِّرهم بمواسم أيام العزّ وراحة البال، مصحوباً بوعود اقتصادية وعمرانيّة وإنمائية، وجنّات وسهرات، وعزّ بعد فاقة، وطمأنينة بعد قلق وأرق وذعر، فإذا بهم يستقبلون حرباً ضروساً، تشنّها إسرائيل براً بحراً جوا".
"يهود الداخل"!
ومقابل هذه الرؤية، كتب شارل أيوب رئيس تحرير "الديار" اليومية يقول: "للمرة الأولى منذ عام 1948 يقف لبنان منتصراً في وجه إسرائيل.‏ لأول معركة منذ عام 1948 على الحدود يحقق لبنان التوازن مع العدو الإسرائيلي وينتصر ‏عليه، رغم العدة والسلاح الذي يملكه جيش العدو".
وأضاف: "كأن بعض يهود الداخل لا يستحقون شرف العنفوان، وكأنهم يريدون أن تظل إسرائيل تدخل ‏لبنان وتأسر من تريد وتأخذ اللبنانيين مثل العصافير وتضعهم في الأقفاص وفي الأسر، فإذا ‏بالمعركة تحقق للمرة الأولى في تاريخ لبنان التوازن بين قوة لبنان وقوة العدو الإسرائيلي (...) فإذ بيهود الداخل كمن يصرح ويقوم بتغطية ‏العدوان الإسرائيلي على لبنان".‏
من جهته، اعتبر رئيس تحرير صحيفة "السفير" طلال سلمان أن الهدف من العدوان على لبنان هو قطع رأس المقاومة، فكتب: "ليس الرد العسكري على نجاح مجاهدي حزب الله في أسر الجنديين الإسرائيليين للضغط من أجل الإفراج عن الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية منذ عقود إلا الذريعة، أما الهدف الفعلي فهو وجود المقاومة، ومن ثم دورها المؤثر ليس فقط في السياسة اللبنانية، بل على المستوى العربي عموماً والفلسطيني بشكل خاص".
ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت إنه مع تكثف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، بدأ التهامس الخفيف في أوساط الشارع اللبناني المؤيد للمقاومة (باستثناء محيط حزب الله) يسأل: إلى أين نذهب؟ داعياً الحزب إلى تقديم تنازلات وعدم التمسك بـ"أهدافه الفئوية" الخاصة في سبيل إنقاذ لبنان من خراب محقق في حال استمر العدوان الإسرائيلي على البنى التحتية للبنان، في حين علت أصوات مراقبين ترى أن الحرب فرضت على لبنان مرة أخرى، حيث "يتعرض لبنان إلى تجربة مريرة من حيث لم يكن يدري، ليتحوَّل إلى ساحة دمار وخراب".
ويشير مراسل "إسلام أون لاين" في لبنان إلى أن محللين سياسيين في الصحف المحلية، يعتبرون أن سنوات الهدوء التي عاشها اللبنانيون عقب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 والانقسام السياسي الذي شهدته الساحة اللبنانية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم 14 فبراير 2005 وما تبعه من توجيه أصابع الاتهام لسوريا، خصما من الرصيد الشعبي الكبير الذي كان يتمتع به حزب الله بين مختلف الفئات اللبنانية، فتحوّل لدى البعض إلى فريق سياسي محسوب على سوريا ولا يتعارض توجهه مع مصالحها، كما يصفه تجمع "14 آذار".
ولم يقتصر تباين الرؤى على الداخل اللبنانيين بل ظهر جليا على الصعيد العربي بعدما أبدت السعودية انتقادا ضمنيا للعملية الأخيرة لحزب الله التي حظيت بتأييد سوريا.

http://www.islam-online.net/Arabic/news/2006-07/14/08.shtml (http://www.islam-online.net/Arabic/news/2006-07/14/08.shtml)

-Cheetah-
15-07-2006, 01:00 PM
والله الناس منقسمين جدا على ما سمعت أمس، بالرغم ما يقال من مقاومة وصمود والذي منه، إلا أن كل جماعة خلف قائدها، فالدروز خلف جنبلاط، وبري خلفه من خلفه، والنصارى لكل دين، والسنة الله أعلم أين؟؟