المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إدوارد سعيد - لنا الحق ان نفتخر بان هذا المفكر عربي



MAXPYNE
16-07-2006, 08:38 PM
احد اهم الكتاب العرب المعاصرين ان لم يكن اهمهم فقد كان ادوار سعيد هو صوت العرب في امريكا واريد فقط ذكر سيرة مصغرة له.
ولكن قبل ذكر سيرته اليكم سطور عن ادوارد سعيد للكاتب حاتم الصكر

http://alterdivx.free.fr/emulitant_fichiers/aff_said_crayon.jpg

يهدي محمود درويش قصيدته الأخيرة (طباق) "إلى إدوارد سعيد" ويتمثل فيها صوته في حوار يديره الشاعر الذي لا يشترك مع سعيد في الجذور فحسب، بل في حالة النفي التي عاشها بعد خروجه من فلسطين.. وفي مقاطع من هذه القصيدة يشخّص درويش إشكالية وجود سعيد وما أسماه دارسوه (مفارقة الهوية) والانشطار بين مكانين يرتّب

ـ ويتطلّب ـ كل منهما وعياً مختلفاً إن لم يكن مضاداً في بعض مفرداته وعناوينه .. لا سيما وأن المكانين يحف بهما تقابل عدائي يسبّب الانشطار.

أدوارد سعيد في القصيدة يجيب في حوار افتراضي مستعاد وسؤال عن (أناه) :



- أنا من هناك

أنا من هنا

ولستُ هناك ولست هنا

لي اسمان يلتقيان ويفترقان

ولي لغتان نسيتُ بأيهما كنتُ أحلم



وستكون هذه الأبيات التي تلامس سطح سعيد وعمقه في آن ـ أعني جذره ومنفاه ـ مدخلاً لقراءة كتاب عن سعيد صدر عام 1999م بعنوان (مفارقة الهويّة) مشفوعاً باسم: ادوارد سعيد، لمؤلفين غربيّين قادمين من الحقل الأكاديمي ، ثم أعيد طبعه عام 2000م بعنوان : (إدوارد سعيد) ، فقط، وكأن أطروحة (مفارقة الهوية ـ the pardaox of idendity) كعنوان فرعي لم تعد لازمة، رغم أن الشاعر العراقي سهيل نجم مترجم الكتاب إلى العربية (ارتأى) تثبيت عنوان الطبعة الأولى، ربما إحساساً منه ببلاغته وإيجازه لمشكلة سعيد الفكرية..

إن وعي سعيد كمثقف وناقد بانشطار أناه مكانياً : (هناك وهنا) تستلزم في قراءة درويش نفي وجوده في المكانين معاً (لست هناك ولست هنا) ويتبعها وجود (اسمين لـه) في حالة لقاء وفراق، ويستكملها وجود (لفتين لـه) يختلطان في حلمه.. لغة وطنه ولغة منفاه..

هذا الترميز الفائق لإشكالية سعيد بسبب شعرية القصيدة، نجح في تلخيص إشكاليته الفكرية، ووجوده الحياتي معاً, ووعيه بالضرورة.

فالشهرة التي نالها ادوارد سعيد كمنظّر لمرحلة ما بعد الكولونيالية مرتبطة في الغرب بـ(مفارقة الهوية) ومستمدة منها, في مسكوت عنه لديهم، يحكي عن قدرته في التأثير على دراسات الاستشراق, وفضحه للخطاب الكامن وراءها, كما جسّده كتابه(الإستشراق 1978) حيث كان تمثيل الشرق في تلك الدراسات على انه مجرد انتماء ديني وقومي مغاير (عربي-مسلم).
http://www.amin.org/eng/edward_said/pic.jpg
هنا كانت التفاتة سعيد المهمة, فهو يتحدث عن علاقات ثقافية وسياسية, يريد الاستشراق، بكونه (خطاباً) حسب المفهوم الفوكوي الذي تبنّاه سعيد, أن يلخّصه في(صورة نمطية) تشيع وتترسخ ليسهل من بعد رفضها, وتبرير كراهيتها..

لقد صار النظر إلى الاستشراق كله بعد كتاب سعيد على أنه(مصطلح شامل حول الأسلوب الذي تعامل فيه الثقافات الأخرى وتُصَور) طبعاً بعد تسليط قوة الخطاب عليها،أو كيفية عمل السلطة في المعرفة، أي إجراءات معرفة الشرق بالغرب التي(كانت سبيلاً لمد السلطة عليه).. وهكذا أصبح(الشرق)نصاً, و(الغرب) سلطة، والاستشراق (معرفة) تتخذ وسيلة للهيمنة عبر الخطاب الاستشراقي المسلّط على بنية الشرق النصية.

هل كانت شهرة سعيد إذاً من هذا الكشف المعرفي لحقيقة الاستشراق وطرق تمثيله للشرق؟ أم من انشطار هويته ووجوده ولسانه- مما يلحّ عليه مؤلفا كتاب- مفارقة الهوية- ويجدان له تجليّات ومظاهر يعدّان منها:صراعاته مع شتاته- إدراكه للمنفى الحتمي الممكن- الربط بين النص و العالم –تناقضات شخصيته المغربنه وعلاقاته بوطنه- صوته السياسي وواقعه المهني- عروبته ومسيحيته- فلسطينيته كجذر وأمريكيّته كواقع- وبآختصار بليغ( العيش في حياتين) كأثر من آثار سؤال أو اسئلة(الهوية الملحّة).

وبعض من ذلك التناقض تحكيه قصيدة درويش:( هنا وهناك -إسمان –لغتان) وتتطور الاشكالية في القصيدة لتصبح (تعدداً) وانتماء متفوقاً( لسؤال الضحية) الذي يظل أكثر جوهريةً:

- أنا المتعدد

في داخل خارجي المتجدَد

لكنني أنتمي لسؤال الضحية

ولكن: أي العالمين سيختار؟ فقصيدة درويش تسائل سعيد:

- منفىً هو العالم الخارجي

ومنفى ً هو العالم الداخلي

فمن أنت بينهما ؟



يجيب سعيد :

أنا ما أنا

.. أنا آثنان في واحدٍ

هذا التقابل العدائي : إما .. وإما ـ داخل أو خارج ـ ينمّيه في وعي سعيد النقد الذي قوبل به كمفكر وناقد وأكاديمي . وفي هذا الكتاب آستعراض شامل واستقصاء دقيق لردود منتقدي سعيد الذين لم يكتفوا بقراءته قراءة اسقاطية مشوّهة وغير موضوعية غالباً ، بل مختزلة ومشكّكة في إجراءاته التفكيكّية لمفاهيم الخطاب والسلطة والمعرفة، كما تعقّبوا وقائع سيرته التي دوّنها في كتابه السيري (خارج المكان)، وأورد الناقد فخري صالح طرفاً منها ، وردّ عليه في كتابه دفاعاً عن أدوارد سعيد، والحجاج الذي دوّنه فيه حول وثائقية السيرة السعيدية، وتهافت التشكيك بجزئياتها، ودوافعه غير الثقافية. فسعيد ليس مجرد مدافع عن شرق مذاب في دراسات الاستشراق كما تريد ردود ناقديه أن تصوّره.. ولا سياسي يكيّف المنهج لقضية شعبه. إنه مفكر مزعج للخطاب العام في الغرب لكونه كاشفاً للعرقية الكامنة التي يكره منتقدوه أن يروها داخلهم، والتي سمح وجود سعيد المنشطر أن يراها في تشكّلها الثقافي ويسميّها ويتعقب مظاهرها تحت المسميات المضللة لها حتى في الروايات التي حلّلها والأعمال الفنية كالموسيقى والأوبرات مثل (عايدة)..

كما ساعده تفكيك المركز الاستعلائي الغربي على إظهار الترميز التمثيلي من طرف الكتّاب والسياسيّين للعربي ـ والشرقي ـ في شخص عدواني وشرير متخلف، مصاب برهاب من الآخر (الأجنبي) !!أو تجسّم خطر أطروحة سعيد في كشف الرغبة الدفينة لدى الغرب لعودة الكولونيالية بمبررات جديدة، ذات طابع ثقافي ـ بالمعنى الشامل ـ هذه المرّة ، بحيث غدت (الثقافة) بدورها (سلطة) لا تقل خطراً عن الاستعمار المباشر أو التقليدي.

وتبع ذلك اتجاه سعيد للاهتمام بما أسماه دارسوه الغربيون (سرد القصة الفلسطينية) برواية تختلف عما استراح لـه الغربيون وأقروه كرواية رسمية متواطأ على صدقها التاريخي وتأويلاتها ، واتخذوا على أساس ذلك الوهم والتزييف والمغالطات التاريخية والمنطقية ، موقفهم الثابت – المعادي – للمقاومة الفلسطينية من أجل الحرية ودحر الاحتلال.

إنّ (الهوية المفتقدة) – وليس مفارقتها – هي شغل سعيد الشاغل.

وهنا نعود لقصيدة درويش الذي يصطنع هذا الحوار المتخيّل مع سعيد:

- والهوية ؟ قلت

قال : دفاع عن الذات

إنّ الهوية بنت الولادة

لكنها في النهاية إبداع صاحبها

لا وراثة ماضٍ


http://www.crassh.cam.ac.uk/images/esaid.jpg
في هذه الأبيات – واضحة التقريرية والمباشرة – ملامسة لمشكلة معرفية ضاغطة ضمن سيرة هذا المفكر الإشكالي.. الذي يقدم لـه درويش حلاً (ممكناً) ينفي (الماضي كموروث) لكنه يؤكده إذا كان (من إبداع صاحب الهوية) .ولما كانت الأمور لا تسير بهذا الشكل المبسّط والمثالي، فإن سعيد نفسه يؤكد تلك الهوية حتى وهو يضع قواعد لمفهوم قراءة النص: حيث (القراءة) عنده فعل نقدي وثقافي، تتخذ هيئة (القراءة الطباقية) كما يسمّيها لكي يضيء الأعمال الروائية، ويكشف بواسطتها القارئ المستعمر (بفتح الميم) ما يسميه سعيد " الحضور المحتجب والحاسم للنزعة الامبراطوريّة " في النصوص المنتجة غربياً ، كتعبير ثقافي عن النزعة ذاتها، استناداً إلى إجراءات كشف بنية الموقف والمرجع.

ولعلها مصادفة أن يلخص مؤلفا كتاب (مفارقة الهوية) أزمة سعيد بأنه يعيش فضاءً بين فسحتين أو فرجتين: ماضٍ فلسطيني مستعمر ، وحاضر أمريكي إمبريالي، مؤكدين الطابع التاريخي لمعاناة سعيد والتي أشار أليها درويش..



يقول سعيد ـ كما ينقل مؤلفا الكتاب ـ " إن الهوية ـ من نحن ؟ من أين جئنا؟ ما نحن؟ ـ شيء صعب المنال في المنفى " وكأن سعيد يلخص بذلك صعوبات التحقق الفعلي للهوية، رغم وجودها كقوة داخل الفكر والجسد والثقافة، وتصبح في فضاء المنفى الضيّق مسألة دلالة، أو إشارة تكتسب معناها بالإختلاف عن الإشارات الأخرى.. إشارات الآخر، وذلك سيجعل الفلسطينيين ـ حسب سعيد ـ شعب الرسائل والإشارات والتلميحات ، ولأن داخلنا محتلّ ـ يقول سعيد ـ فإننا نعبّر عن الأشياء بغموض محيّر ..

لقد جرى آنتقاد سعيد في أطروحاته بشكل متعّف وعدائي حتى عند التخفي وراء النقاش المنهجي، كالقول إن إطروحة سعيد لا تاريخية، وسرده لا رابط لـه، أو أنه لا يقدّم بديلاً للظاهرة التي ينتقدها ـ في حقل الإستشراق ـ ،وأنه يخلط تمثيل الاستشراق للشرق وتشويهه له ،لأن بين العملين أو الاجراءين خطاً رقيقاً جداً..

آخرون لمّحوا إلى التهمة الجاهزة : الإرهاب، وسواهم قدموا من حاضنات ماركسية تحدّثوا عن قسوة مقابلة أورثتها الكولونيالية في ضحاياها، وشكّكوا بهامشية المهاجرين وأفكارهم التي تشكّلها مواقعهم في المكان الجديد كمشكلة، تتخذ العرق كقضية لها أولوية، بدلاً عن الصراع الطبقي، وتغيّرات صيغ الانتاج وإيديولوجيا السلطة..

والأكاديميون لهم مبرراتهم المضلّلة هنا أيضا : إن أنتلجنسيا الجامعة لها إشكالاتها: فإما أن تتأصل في الأقليات الإثنية ، أو تضم نفسها إيديولوجياً إلى الأقسام الأكاديمية لتلك الأقليات.. وعلى هذا الأساس ينبني الموقف من فكر سعيد.

و كحلّ للأنا والمنفى والهوية وأسئلتها المفتوحة يقترح درويش حلاً شعرياً آخر يقوله بلسان سعيد، أو يقوله سعيد في الحقيقة عبر قناع حواري بكلمات درويش:

- أنا ما أقول وما سأكون

سأصنع نفسي بنفسي

وأختار منفاي موسوعة لفضاء الهوية .



وما قاله سعيد هو تعبير عن كينونته المنبتّة عن جذرها هناك كواقع، والنابتة في المنفى هنا كحالة قائمة.. وبين هذا وذاك عاش سعيد معلّقاً في فضاء الهوية ،منجزا برنامجه الفكري الذي ظل وراءه صوتا في برّية الفهم المشوّه عن عمد، والقراءة المغلوطة عن سابق اصرار.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------

ولمن لا يعرف إدوارد سعيد
فهذي سيرة ملخصة له



حياته
ولد إدوارد سعيد في القدس 1 نوفمبر 1935 لعائلة مسيحية. بدأ دراسته في كلية فكتوريا في القاهرة ثم سافر سعيد إلى الولايات المتحدة كطالب، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة برنستون عام 1957 م ثم الماجستير عام 1960 والدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1964 م.

قضى سعيد معظم حياته الأكاديمية أستاذا في جامعة كولومبيا في نيويورك، لكنه كان يتجول كأستاذ زائر في عدد من كبريات المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة يايل وهارفرد وجون هوبكنز. تحدث سعيد العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وألم بالإسبانية والألمانية والإيطالية واللاتينية.


كتاباته وآراءه
أصدر بحوثا ودراسات ومقالات عديدة في حقول أخرى تنوعت من الأدب الإنجليزي، وهو اختصاصه الأكاديمي، إلى الموسيقى وشؤون ثقافية مختلفة.

ومن كتبه: الاستشراق عام 1978 م، ثم مسألة فلسطين عام 1979 م، وبعد السماء الأخيرة عام 1986 م، وكلاهما عن الصراع العربي الاسرائيلي، ثم متتاليات موسيقية عام 1991، والثقافة والإمبريالية عام 1993، إلى جانب كتب الأدب والمجتمع وتغطية الإسلام ولوم الضحية والسلام والسخط وسياسة التجريد وتمثيلات المثقف و غزة أريحا: سلام أمريكي.

كان سعيد منتقدا قويا ودائما للحكومة الإسرائيلية لما كان يعتبره إساءة وإهانة الدولة اليهودية للفلسطينيين. وانتقد سعيد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات واعتبر أن اتفاقيات أوسلو كانت صفقة خاسرة للفلسطينيين.


وفاته
توفي في نيويورك 25 سبتمبر 2003.

http://www.espacioluke.com/2003/Octubre2003/media/said.jpg

MAXPYNE
16-07-2006, 08:39 PM
مؤلفاته
http://www.adabwafan.com/content/products/1/37911.jpg
هذا الكتاب قصة إستثنائية عن المنفى وسرد لارتحالات عديدة واحتفال بماض لن يستعاد. عام 1991، تلقى إدوارد سعيد تشخيصاً طبياً مبرماً أقنعه بضرورة أن يخلف سجلاً عن المكان الذي ولد وأمضى طفولته فيه. في هذه المذكرات، يعيد إدوارد سعيد إكتشاف المشهد العربي لسنواته الأولى - "أماكن عديدة زالت، وأشخاص عديدون لم يعودوا على قيد الحياة... بإختصار، إنه أساساً عالم قدر إندثر". فقد طرأت على ذلك المشهد تحولات عديدة إذ تحولت فلسطين إلى إسرائيل، وإنقلب لبنان رأساً على عقب بعد عشرين سنة من الحروب الأهلية، وزالت مصر الملك فاروق الكولونيالية إلى غير عودة عام 1952.

يحيي هذا الكتاب عالما يصعب تخيله من الشخصيات الغنية الجذابة. انه نص غنائي وجميل الصنعة، يبلغ احيانا درجات عالية من الصراحة بقدر ما هو، في الآن ذاته، حميم ومرح. ويكشف ادوارد سعيد فيه دقائق ماضيه الشخصي، ويستعرض لنا الافراد الذين كونوا شخصيته ومكنوه من ان ينتصر ليصبح واحدا من ابرز مثقفي عصرنا.

http://www.adabwafan.com/content/products/1/35599.jpg
في هذا الكتاب، يقر البروفسور اداورد سعيد بان عدم توازن القوى الذي اجبر الفلسطينيين والدول العربية على قبول التنازلات المفروضة عليهم من قبل الولايات المتحدة واسرائيل قد منع قيام مفاوضات حقيقية ودفع الى معاملة الفلسطينيين كافراد من الدرجة الثانية

http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/9/9339.gif
يعتبر الاستشراق، انطلاقاً من أواخر القرن الثامن عشر، مؤسسة مشتركة للتعامل مع الشرق وحكمه، إنه أسلوب غربي للسيطرة على الشرق، وإذا لم نكتنه الاستشراق بوصفه إنشاء فلن يكون في وسعنا أن نفهم الفرع المنظم تنظيماً عالياً الذي استطاعت الثقافة الغربية عن طريقه أن تتدبر وتنتج الشرق سياسياً، وعسكرياً، وعلمياً… إضافة الى الحدود المعوقة التي فرضها الاستشراق على الفكر والفعل.
يأتي الكتاب في هذا الإطار وفيه يتناول إدوارد سعيد موضوع الاستشراق وخلفياته وكيف استطاعت الثقافة الغربية من خلاله ان تتدبر الشرق وحتى أن تنتجه سياسياً واجتماعياً وعسكرياً وعقائدياً وعلمياً وتخيلياً. ومن جهة أخرى يتحدث إدوارد سعيد في كتابه هذا عن الاستشراق الذي احتل مركز السيادة بحيث فرض قيوده على الفكر الشرقي وحتى على من يكتبون عن الشرق. وغاية حديثه هذا هو الوصول الى كيفية حدوث كل ذلك ليكشف عنه وليظهر أن الثقافة الغربية اكتسبت المزيد من القوة والهوية بوضع نفسها موضع التضاد مع الشرق باعتباره ذاتاً بديلة.



http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/76/76948.gif
يحاول إدوارد سعيد في هذا الكتاب الإجابة على التساؤلات التي أثارها كتابه السابق "الاستشراق" واستكمال تلك التساؤلات. والأهم من ذلك محاولته إلقاء الضوء على أدب ونقد جديدن كانا قد بزغا بعد مرحلة الاستعمار أي بعد الحرب العالمية الثانية حيث برز إنسان العالم الثالث (الأفارقة والآسيويون عرباً وغير عرب)، هؤلاء الذين كانوا دائماً موضوعاً لعلم الإنسان الغربي وكانوا في النصوص الثقافية الدليل السلبي على شتى أنواع الأفكار حول الشعوب غير الادبية الأقل تطوراً والتي ظلت جواهرها ثابتة رغم التاريخ، يصبح هؤلاء خلاقين لآدابهم وتواريخهم الخاصة، كما يصبحون أيضاً قراء ناقدين لسجل المحفوظات الغربي. على ضوء تلك النظرية يعيد إدوارد سعيد قراءة إنتاج الفكر الغربي عبر مائتي عام بطريقة ذكية من خلال تحليل وسفسطة فكرية ونفاذ بصيرة وألمعية. مثل أعيان كاموا حيث يفسر المكونات الأساسية لعمل كاموا في إطار إشكاليات معرفية مرتبطة بمنظور كامو الامبريالي. إلى جانب قراءته لفيردي وجين أوسنن، حيث ومن خلال أسلوبه العلمي التحليلي يسلح من هؤلاء الذين يمثلون عمالقة الفكر الغربي الأهاب المغفل، ويكشف منظورهم الحاقد المتعالي اللاإنساني المشبع بروح العنصرية والتفوقية والاستغلال الاقتصادي والعرقي.
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/19/19719.gif
هل المثقفون فئة كبيرة جداً من الناس، أم نخبة رخيصة المستوى، وضئيلة العدد إلى أبعد حد؟ ثمة تناقض في الجوهر حول تلك المسألة بين اثنين من أشهر الأوصاف التي طلقت على المثقفين في القرن العشرين. ومن خلال هذه المحاضرات يحاول إدوارد إبراز معالم المثقف، متفحصاً ما هو عليه اليوم ذاك الدور المتغير باستمرار للمثقف معالجاً في هذه المحاضرات الست اللافتة والتي ثبتها الإذاعة البريطانية ضمن محاضرات ريث الرفيعة المستوى في المجال الثقافي العالمي، سبلاً يمكن للمثقف فيها أن يخدم مجتمعه على خير وجه، في مجابهة وسائل الإعلام وفي مواجهة جماعات تسعى إلى المنفعة الذاتية وتخطى بالحماية على حساب المصالح الأكثر أهمية للمجتمع ككل ويقترح إدوارد سعيد تعديل بصيرة المثقف لمقاومة إغراءات الجبروت، والمال، والتخصص مدعماً حجبه البليغة في هذه المحاضرات الشديدة التأثير، بشواهد مما قاله كتاب من أمثال انطونيو غرامشي، جان بول سارتر، رجيس دوبريه، جوليان بندا أدورنو، وبأقوال معروفة لوجوه سياسية كان لها دور مؤثر في هذا المجال مثل روبرت أوينهايمر، هنري كيسنجر، دان كوابل، مستشهداً على الدور الهام الذي يلعبه المثقف على الصعيد الشعبي من خلال أحداث هامة مثل فيتنام وحرب الخليج.
هذا وأن هذه المحاضرات في وجه من وجوهها إنما تعكس ما يراه إدوارد سعيد في المثقف العصري المتمثل برئيس التحرير، أو الصحفي، أو الأكاديمي أو المستشار السياسي، كمحترف متعمق في تخصصه، انتقل من موقع الاستقلالية إلى إقامة حلف مع منظمات مؤسساتية شديدة القوة والبأس. مسلطاً الضوء في النهاية على دور الإنسان المثقف الهاجر والمنفي والمغترب والهاوي في حماية الدور التقليدي للمثقف، كصوت معبر عن الاستقامة والشجاعة، القادر على قول الحق، جهراً، لمن هم في مراكز النفوذ والسلطة.

وللبروفسور الراحل ادوارد سعيد مؤلفات ومقالات مجموعه اخري لا يسعني ذكرها كلها
ارجوا ان تكونوا قد استمتعتم بقرائتكم هذي السطور عن اهم مفكرينا العرب المعاصرين