المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار اقتصادية هل هناك بديل عن النفط كمصدر طاقة؟



Star_Fire
21-07-2006, 08:53 PM
هل هناك بديل عن النفط كمصدر طاقة؟

مقالة بقلم : ألان غوردون

مع انحسار احتياطيات النفط والغاز الطبيعي على النطاق العالمي، فإنه ربما يكون تعويضها ممكناً من الناحية التكنولوجية، وليست الاقتصادية بأي حال. ذلك أن محاولة كهذه ستكون فادحة التكلفة، اعتماداً على ما نراه اليوم من تعدي سعر البرميل الواحد من النفط الخام 70 دولاراً، وهو سعر آخذ في الارتفاع والزيادة.

ومن شأن هذه الحقيقة تعزيز قابلية بدائل الطاقة الأخرى المتجددة، بسبب ارتباط تلك القابلية بسعر برميل النفط الخام في الأسواق العالمية. ويعني هذا أنه وفي حال انخفاض سعر برميل النفط عالمياً -وهو أمر غير مرجَّح البتة- فستنخفض قابلية وجدوى البحث عن مصادر الطاقة البديلة المتجددة. وفي المقابل وفيما لو ارتفعت أسعار النفط العالمي -وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً- فسوف ترتفع تبعاً لها قابلية وجدوى البحث عن المصادر البديلة للنفط.

والشاهد حتى الآن، أن أفضل البدائل الاقتصادية المتاحة للطاقة الأحفورية، هي الخلايا الشمسية، وأوراق الأشجار والشجيرات القصيرة والأعشاب. وميزة هذه المصادر جميعاً أنها تمتص ضوء الشمس وتحوله إلى عدة مواد عضوية، تتخذ شكل طاقة مختزنة من ضوء الشمس. وكما نعلم فقد كانت المجتمعات البشرية في عصور ما قبل التاريخ، تخرج للصيد من أجل الحصول على الأسماك والحيوانات وكذلك لجمع الثمار وجذور النباتات. ثم جاءت مرحلة لاحقة تعلمت فيها البشرية تربية هذه الحيوانات وزراعة المحاصيل والثمار. وعلى رغم كف أسلافنا عن حرفة الصيد القديمة تلك، إلا أننا لا نزال نمارسها في مجتمعاتنا المعاصرة، ولكن بحثاً عن الطاقة في غابات ظهرت إلى الوجود قبل ملايين السنين. أي أننا لا نزال نبحث عن النفط والفحم والغاز الطبيعي الكامن هناك.

لكن بما أننا أصبحنا أكثر استنارة الآن، فإن علينا أن نفعل الشيء ذاته الذي فعله أسلافنا في بحثهم في ذلك الماضي السحيق عن الطعام، أي فلاحتهم للغذاء بدلاً من الخروج اليومي لصيده وجمعه. وها قد حانت اللحظة التي ينبغي علينا فيها فلاحة طاقتنا بدلاً من الخروج والبحث المضني عنها يومياً. ومثلما أنشأ أجدادنا وأسلافنا ما سميناه بالأمس «مزارع الغذاء»، فإن علينا أن ننشئ اليوم ما يمكن تسميته بـ»مزارع الطاقة». والمؤكد أننا سنحصل على حاجتنا من الطاقة، من خلال زراعتنا للنباتات، بدلاً من انتظارها كي تنمو وتتحلل إلى فحم وبترول وغاز طبيعي عبر ملايين السنين، ثم نستخدم في سبيل استخراجها من باطن الأرض ومعالجتها كيميائياً، تكنولوجيا جد باهظة ومعقدة. ولعل أوفر أنواع الطاقة التي تمكن فلاحتها بواسطة البشر، هي كحول غاز الإيثانول أو في تسميته العلمية الدقيقة كحول «البيو-إيثيل». والملاحظ في هذا الغاز أننا نستخدم كميات كبيرة منه سلفاً، في مكونات الجازولين المستخدم اليوم. ويتكون هذا الغاز على نحو رئيسي من أجزاء معينة من القمح إلى جانب تخمير المواد السكرية.

وإلى جانب هذا البديل، هناك أيضاً «البيوديزل»، الذي يمكن الحصول عليه من فول الصويا وبذرة عباد الشمس وغيرهما، وجميعها أنواع مختلفة من الطاقة البيولوجية. وبهذا المعنى، فإنه يمكن استخلاص النفط دون أدنى حاجة إلى عملية التخمير. وطالما أن قدرة بعض الدول في إنتاج السكر أو القمح من أجل تخميرهما وتحويلهما إلى كحوليات مستخلصة بيولوجياً، وذلك بسبب ظروفها المناخية أو طبيعة تربتها، وما إليهما من عوامل زراعية، فإن مما يثير الاهتمام اليوم، ذلك التقدم العلمي الكبير الذي أحرز في مضمار استخلاص الطاقة من المواد السيليولوزية التي يوجد بعضها في نفايات الأخشاب وكذلك النفايات الجافة الناتجة عن المنتجات الزراعية. وفيما لو أمكن تحليل هذه المواد السليولوزية بواسطة الإنزيمات إلى مواد سكرية يسهل تخميرها وتحويلها إلى غاز الإيثانول، فعندها ستكون قد أزيلت الكثير من العوائق أمام الاستخدام الواسع لمنتجات الطاقة البيولوجية.وفي سبيل اختبار هذه الإمكانية، فقد أنشئت مشروعات رائدة لإجراء التجارب والاختبارات في هذا الشأن، مع ملاحظة أن النتائج المتحققة حتى الآن تعد مبشرة للغاية. ففي كل يوم يجري تخفيض التكلفة، تبعاً لانخفاض تكلفة إنزيم السليولوز بفضل استمرار ومثابرة البحث العلمي قليل التكلفة في هذا المجال. والجميل في استخدام الطاقة المستخرجة من النباتات الحية، أن أوراق النباتات نفسها تعيد امتصاص أي كميات من ثاني أكسيد الكربون تبث من الطاقة النباتية. وبذلك تتوفر لنا دورة لا تطرأ عليها زيادة أو نقصان في كمية ثاني أكسيد الكربون المبثوثة في الهواء. وهذا يعني أنه لا سبيل لهذا النوع من الطاقة البيولوجية في المساهمة في زيادة الإحماء الشامل، الذي ينتج عن زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء، مع العلم بأن هذه الظاهرة تسببها عادة منتجات الطاقة الأحفورية.

وبالطبع ندرك أنه ليس في مقدور دولة ما، تلبية كافة حاجاتها من الطاقة اعتماداً على مصادر الطاقة البيولوجية أو الشمسية أو طاقة الرياح. ولهذا السبب فإنه لابد من اللجوء إلى خليط من مصادر وأشكال الطاقة، وفقاً للظروف والخصائص المناخية والتضاريسية وسمات التربة الخاصة بأي من دول العالم المختلفة. وعليه فإنه ليس غريباً أن نرى استخدام طاقة الرياح والطاقة المائية في جزء ما من أجزاء القطر نفسه، في حين نرى استخدامات الطاقة البيولوجية في جزء آخر من ذات القطر. ليس ذلك فحسب، بل ربما نرى استخداماً للطاقة الأحفورية القابلة للتعويض من الناحية الاقتصادية في جزء ثالث من الدولة نفسها.

ولست أتحدث هنا عن حالة خيالية مستعارة مجازاً من قصص الخيال العلمي، إنما أشير إلى واقعة فعلية تحدث الآن في دولة مثل البرازيل، التي تحررت تماماً من أي واردات نفطية. فقد تمكنت سلفاً من إنتاج 6 ملايين من السيارات التي تستخدم إما كحول غاز الإيثيل الصافي، أو المخلوط مع الجازولين. وتعرف هذه السيارات باسم السيارات المرنة الطاقة. فما أن تقود أي واحدة منها إلى أي من محطات التزويد بالوقود، حتى ترى مضختين كتبت على إحداهما عبارة «كحول» وعلى الأخرى «جازولين» على الرغم من أن هناك نسبة 22 في المائة من غاز الإيثانول في مكونات الجازولين سلفاً. وما أن يتم تزويد السيارة من كلتا المضختين، حتى يتكيف محرك الماكينة وفقاً لكميات الجازولين والغاز المتوفرة لتحريكها. وحتى هذه اللحظة، فإن تكلفة جالون الغاز لهي أقل بكثير من جالون الجازولين. ومما يخطر على بالي من أسئلة مهمة: إذا كانت دولة بحجم البرازيل قد تمكنت من الانتقال بهذه السرعة المذهلة إلى مصادر الطاقة البيولوجية، فما الذي يمنع القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم، من فعل الشيء نفسه، بدلاً من إدمانها غير المبرر للنفط الشرق أوسطي؟

http://www.icaws.org/site/modules.php?name=News&file=article&sid=6975 (http://www.icaws.org/site/modules.php?name=News&file=article&sid=6975)
_____________

afrind
29-08-2006, 03:50 PM
ومما يخطر على بالي من أسئلة مهمة: إذا كانت دولة بحجم البرازيل قد تمكنت من الانتقال بهذه السرعة المذهلة إلى مصادر الطاقة البيولوجية، فما الذي يمنع القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم، من فعل الشيء نفسه، بدلاً من إدمانها غير المبرر للنفط الشرق أوسطي؟

(http://www.icaws.org/site/modules.php?name=News&file=article&sid=6975)
_____________

أتوقع أن السبب هو عدم وجود غابات إستوائية كثيفه في أمريكا على عكس البرازيل المشهورة بالغابات المطيره الكثيفة

DREAMCATCHER
29-08-2006, 04:05 PM
شفت فلم وثائقي عن الموضوع نفسه ... المشكله هي ان اي مصدر اخر غير النفط هو أغلى من النفط
نفسه ... فأصحاب المصادر الاخرى يحاولون الترويج لمصادرهم عن طريق "ورقه البيئه" ;)
عموما النفط الغالي الي تعدى الـ70 اعتقد هذا النفط الامريكي .. اما الخليجي يمكن يشترى بنصف السعر على ما اعتقد :33: .

سلام

Star_Fire
12-09-2006, 11:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله



أتوقع أن السبب هو عدم وجود غابات إستوائية كثيفه في أمريكا على عكس البرازيل المشهورة بالغابات المطيره الكثيفة

ولكن امريكا لديها بالفعل مساحات كبيرة من هذه الغابات وان كانت تتعرض بإستمرار للحرائقب بسبب إرتفاع درجات الحرارة ..

شكراً علي المشاركة afrind
_________________



فأصحاب المصادر الاخرى يحاولون الترويج لمصادرهم عن طريق "ورقه البيئه" ;)

ولما لا ؟! :33: علي الأقل ربانية وطبيعية , لن تكلفنا شئ .. ربما تكلفنا فقط إعادة تشكيلها وتحويلها ثم تصنيعها .. اذا لماذا لا نتجه للإقتصاد البيئي !

هل تعلم مثلاً ان مهنة تربية الإبل العربية اليوم تمثل دعامة إقتصادية للعرب ..
بدءاً من حصولنا علي البروتين والألبان والجلود و إنتهاءاً بالتنقل
وتكاليف إنتاجها بسيطة جداً وأمراضها قليلة وغذائها عادة يكون من المراعي

تخيل ان ألمانيا تخطط لإنشاء ( بيئة صحراويه إصطناعيه ) لتربية الإبل بشكل مكثف , وذلك لقناعتها بأنها ستحصل على إنتاج عالي من الحليب واللحم . وهي تدرك تماماً أن مثل تلك المشاريع الإستثماريه ذات تكاليف باهظه جداً ولن تكون اقتصادية إلا بعد سنوات عديدة , ذلك لأنها سوف تستورد الإبل بأسعار عاليه , وتستورد اليد العامله ذات الخبرة العمليه في تربية الإبل , إضافة إلى تكاليف التربية الأخرى وأهمها الأعلاف الباهظة الثمن . اما في دولنا العربية فالبيئة طبيعة وصالحة سبحان الله
ولن تكلفنا ما ستكلفه لألمانيا

والنفط :
بديله الميثانول المستخرج من الشوفان
http://www.khayma.com/hawaj/shofan.htm (http://www.khayma.com/hawaj/shofan.htm)

والكثير من الطاقات والصناعات اذا فتشنا عنها سنجدها في البيئة

اشكرك علي المشاركة DREAMCATCHER

-Cheetah-
13-09-2006, 03:58 PM
ومما يخطر على بالي من أسئلة مهمة: إذا كانت دولة بحجم البرازيل قد تمكنت من الانتقال بهذه السرعة المذهلة إلى مصادر الطاقة البيولوجية، فما الذي يمنع القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم، من فعل الشيء نفسه، بدلاً من إدمانها غير المبرر للنفط الشرق أوسطي؟


المسألة هنا لا تخضع للمنطق الظاهر، منطق أن مصلحة البلاد ككل تقع في استبدال النفط... بل هنالك عوامل أكبر قوة "فعليا"، فأكبر شركات النفط في العالم هي شركات أمريكية، ورؤوس هذه الشركات وكبارها بيدا أناس بيدهم أيضا أحوال السياسة الأمريكية، ولن ينفعهم التحول الأمريكي إلى النفط...

Star_Fire
15-09-2006, 07:42 PM
Cheetah

بل هنالك عوامل أكبر قوة "فعليا"، فأكبر شركات النفط في العالم هي شركات أمريكية، ورؤوس هذه الشركات وكبارها بيدا أناس بيدهم أيضا أحوال السياسة الأمريكية،
ربط ممتاز ورؤية جيدة
بارك الله فيك


ولن ينفعهم التحول الأمريكي إلى النفط...
لم افهم هذه النقطة .. لماذا لن ينفعهم التحول الأمريكي إلي النفط http://www.3z.cc/sml/12/14d5380e047c9a75f027d65e174ec895.gif
هل تكرمت بشرحها اكثر ؟!

-Cheetah-
15-09-2006, 07:45 PM
Cheetah

ربط ممتاز ورؤية جيدة
بارك الله فيك


لم افهم هذه النقطة .. لماذا لن ينفعهم التحول الأمريكي إلي النفط http://www.3z.cc/sml/12/14d5380e047c9a75f027d65e174ec895.gif
هل تكرمت بشرحها اكثر ؟!


وفيكم بارك الله.

أقصد أن شركات النفط ستكسد إذا ما تحول مصدر الطاقة إلى غير النفط، وملاكها لن ينفعهم كسادها، بل هو خسار لهم لا يريدونه، ويسعون في تفاديه دوما.

Star_Fire
15-09-2006, 08:14 PM
أقصد أن شركات النفط ستكسد إذا ما تحول مصدر الطاقة إلى غير النفط، وملاكها لن ينفعهم كسادها، بل هو خسار لهم لا يريدونه، ويسعون في تفاديه دوما.
صحيح :)
شكراً علي التوضيح

لكن ما رأيك اذا إرتفع سعر برميل النفط إلي مائة دولار
هل تعتقد كساد النفط وتوجه المواطن العادي للبحث عن بديل ؟