المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة ..الولاء والبراء .... في نفس الداعية



إسلامية
23-07-2006, 11:35 PM
عقيدة الولاء والبراء في نفس الداعية


عبد العزيز الجليل

إن المتأمل في كتاب الله - عز وجل - وفي واقع الدعوة إلى الله - عز وجل- يرى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الدعوة إلى الله - تعالى - والجهاد في سبيله وبين عقيدة الولاء والبراء في نفس الداعية .

فكلما قوي شأن الدعوة وقوي شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الداعية المخلص لربه كلما قويت هذه العقيدة في نفسه ، وظهرت بشكل واضح في حياته ومواقفه ومحبته وعداوته حتى يصبح على استعداد لأن يهجر وطنه وأهله وماله إذا اقتضى الأمر ذلك ؛ بل إن هذه العقيدة -أعني عقيدة الولاء والبراء - لتبلغ ذورة السنام في قلب الداعية وتنعكس على مواقفه ، وذلك في جهاد أعداء الله ولو كانوا أقرب قريب ؛ قال الله - تعالى

- : [ والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ][التوبة : 71] . وقال - تعالى - : [ إن الَذِينَ آمَنُوا وهَاجَرُوا وجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والَّذِينَ آوَوا ونَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ][الأنفال : 72] .

والعكس من ذلك واضح ومُشاهَد ؛ فما من داعية فترت همته وضعف نشاطه ومال إلى الدنيا وأهلها إلا ظهر الضعف عنده في عقيدة الولاء والبراء ، ويستمر الضعف والتنازل تبعاً لضعف الاهتمام بشأن هذا الدين حتى يصل إلى مستوى بعض العامة من الناس الذين لا هم لهم إلا الدنيا ومتاعها الزائل ، ولو نوزع في شيء من دنياه لهاج وماج ، أما أمر دينه ودعوته فلا مكان لذلك عنده فمثل هذا الصنف تصبح عقيدة الولاء والبراء في قلبه ضعيفة ورقيقة سرعان ما تهتز أو تزول عند أدنى موقف .

ولعل في هذا تفسيراً لتلك المواقف المضادة للعقيدة التي نراها من أولئك البعيدين عن الدعوة والجهاد ، كتلك المواقف التي تظهر فيها أثر القوميات والوطنيات والقبليات على نفوس هؤلاء الذين يعقدون ولاءهم وبراءهم وحبهم وعداوتهم على هذه الرايات الجاهلية ، وليس على عقيدة التوحيد والإسلام .

والحاصل أن عقيدة الولاء والبراء ليست عقيدة نظرية تدرس وتحفظ في الذهن المجرد ؛ بل هي عقيدة عمل ومفاصلة ، ودعوة ومحبة في الله ، وكره من أجله وجهاد في سبيله ؛ فهي تقتضي كل هذه الأعمال ، وبدونها تصبح عقيدةً في الذهن المجرد سرعان ما تزول ، وتضمحل عند أدنى موقف أو محك ؛ فإذا أردنا أن نقوي هذه العقيدة العظيمة في نفوسنا فهذا هو طريقها : طريق الدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله - تعالى - ، وكلما ابتعد الداعية عن هذه الأعمال مؤْثراً الراحة والدعة فهذا معناه هشاشة هذه العقيدة ، وتعرضها للخطر والاهتزاز .

ولا غرابة في ذلك ، فإن الإيمان - كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة : قول وعمل ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . والولاء والبراء من أخص خصائص الإيمان ، فهو يزيد بالعمل الصالح الذي من أفضله الجهاد والدعوة ، وينقص بالمعصية التي منها ترك واجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله - تعالى - .

ابو خالد
03-08-2006, 12:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اللهم احفظ لنا عقيدتنا الغراء
على سنة حبيبك المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آل بيته الطاهرين
ومنهج الصحابة والتابعين وتابعى التابعين باحسان الى يوم الدين

اختى الكريمه إســـــــــلاميه


http://www.7mml.com/uploads/723aefde5b.jpg

ننتظر دوما ً تفاعلكم ومشاركتكم الجديده
دمتم فى امان الله سالمين
ابوخــــــــــــالد

إسلامية
03-08-2006, 12:06 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
حيا الله اخينا في الله واستاذنا ابوخــــــــالد
جزاك الله خيرالجزاء على مرورك الكريم
بارك الله فيك وفي جهودك في القسم

أحْـــــمَـدْ
05-08-2006, 10:36 AM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ

السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه




. جزاكِ الله ُ خيرا ً أختي الفاضلة علي الموضوع الهام جدا ً ، باركَ الله ُ فيكِ و غفر لكِ و رفع درجتكِ في عليين .

. و اسمحي لي بهذه المداخلة ، و هي فتوي لفضيلة الشيخ / ابن عثيمين ، طيب الله ثراه .



::::::


سئل فضيلة الشيخ: عن الولاء والبراء ؟

فأجاب - رحمه الله- بقوله: البراء والولاء لله سبحانه أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ: ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً )

وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه: ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله )



فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر. فهذا في الأشخاص.


وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ من كل عمل لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) .



و إذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية، فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا، فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه، وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض.



و بعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر، وهذا من العجب وهو قلب للحقائق، فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ). (يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ) فيصل المطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً ( فمن عُفِيَ له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ) فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل ـ قتل المؤمن عمداً ـ من أعظم الكبائر وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين: ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ). إلى قوله: ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية.



فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها. ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه ـ رضي الله عنهم ـ وهم الثلاثة الذين خلفوا فقد أمر النبي ، صلى الله عليه وسلم، بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً - رضي الله عنه -دخل على ابن عمه أبي قتادة - رضي الله عنه -وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام. فصار بهذا الهجر من المصلحة العظيمة لهؤلاء الثلاثة من الرجوع إلى الله - عز وجل - والتوبة النصوح والابتلاء العظيم ولغيرهم من المسلمين ما ترجحت به مصلحة الهجر على مصلحة الوصل.



أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم.



وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء أو كان فيه إشفاء وهو الهلاك فلا يستعمل.


فأحوال الهجر ثلاث:

إما أن تترجح مصلحته فيكون مطلوباً.


وإما أن تترجح مفسدته فينهى عنه بلا شك.

وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا فالأقرب النهي عنه لعموم قول النبي، صلى الله عليه وسلم: " لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة ".

أما الكفار المرتدون فيجب هجرهم والبعد عنهم وأن لا يجالسوا ولا يواكلوا، إذا قام الإنسان بنصحهم ودعوتهم إلى الرجوع إلى الإسلام فأبوا، وذلك لأن المرتد لا يقر على ردته بل يدعى إلى الرجوع إلى ما خرج منه فإن أبى وجب قتله، وإذا قتل على ردته فإنه لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين، وإنما يرمى بثيابه ورجس دمه في حفرة بعيداً عن المقابر الإسلامية في مكان غير مملوك.



وأما الكفار غير المرتدين فلهم حق القرابة إن كانوا من ذوي القربى كما قال تعالى ( وآت ذا القربى حقه ) وقال في الأبوين الكافرين المشركين: ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ) .



::::::





... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...

إسلامية
21-08-2006, 11:07 AM
حياك الله وبياك اخينا في الله احمد
وجزاك الله خيرا على تشجيعك لنا ومرورك الكريم
بارك الله فيك وفي جهودك

سيف الاسلام
21-08-2006, 11:20 AM
جزاك الله خير اختي الفاضلة اسلامية وجعل هذا الموضوع في ميزان حسناتك

إسلامية
03-09-2006, 01:00 PM
شكرا على مرورك الطيب اخي الفاضل سيف الاسلام بارك الله فيك ونفع بك

حبيبة الشيخ
03-09-2006, 01:35 PM
جزاك الله خير اختي الفاضلة اسلامية

وجعل هذا الموضوع في ميزان حسناتك

aakapel
03-09-2006, 06:49 PM
جزاك الله كل الخير ..الأخت اسلامية

وجزى الله الأخ ..أحمد على مشاركته

اللهم ارزقنا الاخلاص

إسلامية
16-09-2006, 10:04 PM
جزاكم الله خيرا .. شكرا على مروركم الطيب
بارك الله في الجميع

الداعي إلى الله
17-09-2006, 10:45 PM
جزاكِ الله خير اختي في الله إسلامية على الموضوع
وجزاك الله خير اخوي أحمد على المشاركة الطيبة في الموضوع ...

وبارك الله فيكم

إسلامية
18-09-2006, 01:09 AM
حياك الله اخينا في الله الداعي إلى الله
وشكرا على مرورك الكريم
بارك الله فيك