Hamooor
24-07-2006, 11:40 AM
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
الفرزدق
أبو فراس
من هو ؟
هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تمتم بن مر بن أد بن طابخة، التميمي، أبو فراس
لماذا كني بالفرزدق ؟
الفرزدق يعني قطعة العجين أو الرغيف الضخم , ولقب بذلك لضخامة وجهه وعبوسه
حياته
ولد الفرزدق في البصرة عام 641 للميلاد وتوفي عام 732
عاش في العصر الأموي وكان من أبرز الشعراء فيه ومن نبلاء القوم أيضا
تربى في البادية واستمد منها فصاحته وطلاقة لسانه
كان مواليا لأهل البيت عليهم السلام , لكنه كان يعيش على موائد الأمويين
شعره
كان الفرزدق من أفضل الشعراء في عصره , وكان إلى جانبه الأخطل وجرير
وضع في طبقة الشاعر زهير بن أبي سلمة الذي عاش في زمن الجاهلية.
كان أغلب شعره الفخر ثم الهجاء ثم المدح
تنقل بين الأمراء وكان يمدحهم تارة ثم يهجوهم تارة أخرى ثم يعود ويمدحهم
الفرزدق مع جرير
دائما حينا نسمع اسم الفرزدق يتبادر إلى أذهاننا اسم آخر وهو جرير
ومن هذا وذاك ينبع شعر الهجاء والفخر
والذي دام بينهما حوالي نصف القرن
لكن هذا الهجاء لم يكن قائم على كره أو حسد بين الطرفين
لأن الفرزدق وجرير بينهما صداقه حميمة جدا , لكن بعض الخلافات بينهما أدت إلى ظهور هذا الشعر والذي أدى إلى انقسام الناس إلى قسمين أحدهم ناحية الفرزدق والآخر ناحية جرير , لكن الغالب كان بجانب الفرزدق ويفضل شعره على جرير , حتى جرير كان يفضل الفرزدق على نفسه
ومن شعره مع جرير
قول الفرزدق
إنّ الذي سمك السماءَ بنى لنا ***** بيتاً دعائمُـهُ أعـزُّ وأطـولُ
بيتاً بناه لنا المليكُ ومـا بنــى ***** حكمُ السمـاء فإنـه لا يُنقَـلُ
حُلَلُ الملوكِ لباسُنا فـي أهلنـا ***** والسابِغاتُ إلى الوغى نتسربلُ
أحلامنا ترنُ الجبـالَ رزانــــــةً **** وتخالنا جِنّـا إذا مـا نجهـلُ
إنَّ استراقكَ يا جريرُ قصائـــد ***** يمثل ادّعاء سوى أبيـك تنقَّـلُ
ضربت عليك العنكبوتُ بنسجها **** وقضى عليك به الكتابُ المنزلُ
إنّ الزحـام لغيركـم فتحيّنــــوا *****وِرْدَ العشيِّ إليه يخلو المنهـلُ
فرد عليه جرير وقال
إنّ الذي سمك السماءَ بنــى لنا *****عزاً علاك فما لـه مـن مَنقَـلِ
إني إلى جبليْ تميمٍ مَعقِلـي *****ومحلُّ بيتي في اليفـاعِ الأطـولِ
أحلامنا تـزنُ الجبـال رزانـة ***** ويفـوقُ جاهلنـا فعـالَ الجهّـلِ
أعددْتُ للشعراءِ سُمّاً ناقعاً *****فسقيـت آخرهـم بكـأس الأولِ
إنّي انصبَبْتُ من السماء عليكم *****حتى اختطفتك يا فرزدقُ من علِ
أخزى الذي سمك السماء مجاشعاً *****وبنى بناءَك في الحضيض الأسفلِ
أزرى بحلمكُـم الفِيـاشُ فَأَنْتُـم *****ُمثلُ الفَراشِ غشين نار المصطلي
لم يكن بين جرير والفرزدق الهجاء فقط كما هو معروف
بل كان بينهما المدح والرثاء أيضا
الفرزدق يمتدح جرير
لَـوْلا جَرِيـرٌ لَمْ تَكُونـي قَبِيلَـةً *****بَجِيلٌ ، وَلكِنْ جَـدُّهُ بكِ أصْعَـدا
بِـهِ جَمَـعَ الله التّشَتّـتَ مِنْكُـمُ ***** كَمَا جَمَعَتْ رِيحٌ جَهامـاً مُبَـدَّدا
وَنَهنَهَ كَلباً عنكُمُ بَعدَمـا سَمَـتْ ***** لخالِدِها ، فِي يَوْمِ ضَنْـكٍ ، فَعَـرّدا
ليَالي يَدْعُـو ابْنَـيْ نِـزَارٍ لِنَصْـرِهِ ***** إلى النّسَبِ الأدْنَـى إلَيْـهِ ، فأيّـدا
وَلَمْ يَدْعُ مَنْ كانَتْ بَجيِلَـةُ قَبْلَـهُ ***** إلى النّسَبِ المَغمورِ ، لكِنْ تـمَعدَدا
أخالِـدُ ! لَوْ حافَظْتُـمُ وَشَكَرْتُـمُ ***** عَرَفْتُمْ لِعَبدِ القَيْـسِ عندكُمُ يـدا
هُمُ مَنَعوكُـمْ بَعدَمـا قَدْ غَنيتُـمُ ****إمَاءً لعَبْدِ القَيْـسِ دَهْـراً وَأعْبُـدا
وعند وفات الفرزدق قال جرير:
لَعَمرِي لَقَدْ أشْجَي تَمِيماً وَهَـدَّهَا ***** عَلَى نَكَبَاتِ الدَّهْرِ مَوْتُ الفَـرَزْدَقِ
عَشِـيَّةَ رَاحُـوا لِلفِـرَاقِ بِنَعْشِـهِ ***** إلَى جَدَثٍ فِي هُوَّةِ الأَرْضِ مَعْمَـقِ
لَقَدْ غَادَرُوا فِي اللَّحْدِ مَنْ كَانَ يَنْتَمِي ***** إِلَى كُلِّ نَجْـمٍ فِي السَّمَاءِ مُحَـلَّقِ
ثَوَى حَامِلُ الأثْقَالِ عَنْ كُلِّ مُغْـرَمٍ ***** وَدَامِغُ شَيْطَانِ الغَشُـوْمِ السَّمَـلَّقِ
عِمَـادُ تَمِـيْمٍ كُـلُّهَا وَلِسَانُـهَا *****وَنَاطِقُهَا البَذَّاخُ فِي كُـلِّ مَنْطِـقِ
فَمَنْ لِذَوِي الأَرْحَامِ بَعْدَ ابْنِ غَالِبٍ ***** لِجَارِ وَعَانٍ فِي السَّلاَسِـلِ مُـوَّثِقِ
وَمَنْ لِيَتِـيْمٍ بِعْدَ مَـوْتِ ابْنِ غَالِبِ ***** وَاُمّ عِـيَـالٍ سَـاغِبِيـنَ وَدَرْدَقِ
مع الإمام زين العابدين عليه السلام
حدثت هذه القصة في مكة المكرمة على عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك
عندما كان الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام يطوف بالبيت الحرام , أقبل عليه هشام بن عبد الملك وقال استخفافا من هذا ؟ ( مشيرا إلى الإمام زين العابدين )
فبرز الفرزدق وانشد قصيدته المعروفة
أستهلها بالأبيات التالية
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته *** والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد اللـه كُلُّهمُ *** هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله *** بجـده انبيـاء اللـه قد ختموا
وليس قولك منْ هـذا بضائـره *** العرب تعرف من انكرت والعجمُ
كلتا يديه غيـاث عـم نفعهمـا *** يستوكفان ولا يعروهمـا عـَـدمُ
سهـل الخليقـة لاتخشى بوادره *** يزينه اثنان حِسـنُ الخلقِ والشيمُ
حـمّال اثقـال اقوام ٍ اذا امتدحوا *** حلـو الشمائـل تحـلو عنده نعمُ
ما قـال لاقـط ْ الا فـي تشهده *** لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ
عـمَّ البريـة بالاحسـان فانقشعت *** عنها الغياهب والامـلاق والعـدمُ
اذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا *** الى مكارم هذا ينتهـي الكـرمُ
يُغضي حيـاءً ويغضي من مهابته *** فلا يكلـُّـم الا حيـن يبتسـمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام )
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل و اُودع في سجون عسفان وهو منزل يقع ما بين مكة والمدينة ، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردَّها الفرزدق ، و قال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السَّلام ) و أرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .
وجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في السجن ، ومما هجاه به :
أيحسبني بينَ المدينةِ والتي *** إليها قلوبُ الناس يَهوي مُنيبها
يُقلِّبُ رأساً لم يكن رأسَ سيدٍ *** وعينٌ له حولاءَ بادٍ عُيوبها
فلما وصل هجاء الفرزدق لهشام ، أمر بإطلاقه ، فأطلق سراحه
قيل فيه
قالت العرب: لو لم يكن شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب
قال الجاحظ: إن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعراً لم يسمع بمثله فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق، فإنك لا ترى شاعراً قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره
المصادر
http://www.yabeyrouth.com/pages/index800.htm
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B2%D8%AF%D9%82
http://greetings.irna.com/1384/840924/html/adab.htm
http://www.ansab-online.com/phpBB2/showthread.php?t=7663
http://www.vz.elagha.net/show.php?MainID=55&SubjectID=4837
http://ba7rain.net/viewtopic.php?t=5021
أتمنى أن ينال الموضوع على رضاكم
والسلام ختام
أخوكم / الهامور
الفرزدق
أبو فراس
من هو ؟
هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تمتم بن مر بن أد بن طابخة، التميمي، أبو فراس
لماذا كني بالفرزدق ؟
الفرزدق يعني قطعة العجين أو الرغيف الضخم , ولقب بذلك لضخامة وجهه وعبوسه
حياته
ولد الفرزدق في البصرة عام 641 للميلاد وتوفي عام 732
عاش في العصر الأموي وكان من أبرز الشعراء فيه ومن نبلاء القوم أيضا
تربى في البادية واستمد منها فصاحته وطلاقة لسانه
كان مواليا لأهل البيت عليهم السلام , لكنه كان يعيش على موائد الأمويين
شعره
كان الفرزدق من أفضل الشعراء في عصره , وكان إلى جانبه الأخطل وجرير
وضع في طبقة الشاعر زهير بن أبي سلمة الذي عاش في زمن الجاهلية.
كان أغلب شعره الفخر ثم الهجاء ثم المدح
تنقل بين الأمراء وكان يمدحهم تارة ثم يهجوهم تارة أخرى ثم يعود ويمدحهم
الفرزدق مع جرير
دائما حينا نسمع اسم الفرزدق يتبادر إلى أذهاننا اسم آخر وهو جرير
ومن هذا وذاك ينبع شعر الهجاء والفخر
والذي دام بينهما حوالي نصف القرن
لكن هذا الهجاء لم يكن قائم على كره أو حسد بين الطرفين
لأن الفرزدق وجرير بينهما صداقه حميمة جدا , لكن بعض الخلافات بينهما أدت إلى ظهور هذا الشعر والذي أدى إلى انقسام الناس إلى قسمين أحدهم ناحية الفرزدق والآخر ناحية جرير , لكن الغالب كان بجانب الفرزدق ويفضل شعره على جرير , حتى جرير كان يفضل الفرزدق على نفسه
ومن شعره مع جرير
قول الفرزدق
إنّ الذي سمك السماءَ بنى لنا ***** بيتاً دعائمُـهُ أعـزُّ وأطـولُ
بيتاً بناه لنا المليكُ ومـا بنــى ***** حكمُ السمـاء فإنـه لا يُنقَـلُ
حُلَلُ الملوكِ لباسُنا فـي أهلنـا ***** والسابِغاتُ إلى الوغى نتسربلُ
أحلامنا ترنُ الجبـالَ رزانــــــةً **** وتخالنا جِنّـا إذا مـا نجهـلُ
إنَّ استراقكَ يا جريرُ قصائـــد ***** يمثل ادّعاء سوى أبيـك تنقَّـلُ
ضربت عليك العنكبوتُ بنسجها **** وقضى عليك به الكتابُ المنزلُ
إنّ الزحـام لغيركـم فتحيّنــــوا *****وِرْدَ العشيِّ إليه يخلو المنهـلُ
فرد عليه جرير وقال
إنّ الذي سمك السماءَ بنــى لنا *****عزاً علاك فما لـه مـن مَنقَـلِ
إني إلى جبليْ تميمٍ مَعقِلـي *****ومحلُّ بيتي في اليفـاعِ الأطـولِ
أحلامنا تـزنُ الجبـال رزانـة ***** ويفـوقُ جاهلنـا فعـالَ الجهّـلِ
أعددْتُ للشعراءِ سُمّاً ناقعاً *****فسقيـت آخرهـم بكـأس الأولِ
إنّي انصبَبْتُ من السماء عليكم *****حتى اختطفتك يا فرزدقُ من علِ
أخزى الذي سمك السماء مجاشعاً *****وبنى بناءَك في الحضيض الأسفلِ
أزرى بحلمكُـم الفِيـاشُ فَأَنْتُـم *****ُمثلُ الفَراشِ غشين نار المصطلي
لم يكن بين جرير والفرزدق الهجاء فقط كما هو معروف
بل كان بينهما المدح والرثاء أيضا
الفرزدق يمتدح جرير
لَـوْلا جَرِيـرٌ لَمْ تَكُونـي قَبِيلَـةً *****بَجِيلٌ ، وَلكِنْ جَـدُّهُ بكِ أصْعَـدا
بِـهِ جَمَـعَ الله التّشَتّـتَ مِنْكُـمُ ***** كَمَا جَمَعَتْ رِيحٌ جَهامـاً مُبَـدَّدا
وَنَهنَهَ كَلباً عنكُمُ بَعدَمـا سَمَـتْ ***** لخالِدِها ، فِي يَوْمِ ضَنْـكٍ ، فَعَـرّدا
ليَالي يَدْعُـو ابْنَـيْ نِـزَارٍ لِنَصْـرِهِ ***** إلى النّسَبِ الأدْنَـى إلَيْـهِ ، فأيّـدا
وَلَمْ يَدْعُ مَنْ كانَتْ بَجيِلَـةُ قَبْلَـهُ ***** إلى النّسَبِ المَغمورِ ، لكِنْ تـمَعدَدا
أخالِـدُ ! لَوْ حافَظْتُـمُ وَشَكَرْتُـمُ ***** عَرَفْتُمْ لِعَبدِ القَيْـسِ عندكُمُ يـدا
هُمُ مَنَعوكُـمْ بَعدَمـا قَدْ غَنيتُـمُ ****إمَاءً لعَبْدِ القَيْـسِ دَهْـراً وَأعْبُـدا
وعند وفات الفرزدق قال جرير:
لَعَمرِي لَقَدْ أشْجَي تَمِيماً وَهَـدَّهَا ***** عَلَى نَكَبَاتِ الدَّهْرِ مَوْتُ الفَـرَزْدَقِ
عَشِـيَّةَ رَاحُـوا لِلفِـرَاقِ بِنَعْشِـهِ ***** إلَى جَدَثٍ فِي هُوَّةِ الأَرْضِ مَعْمَـقِ
لَقَدْ غَادَرُوا فِي اللَّحْدِ مَنْ كَانَ يَنْتَمِي ***** إِلَى كُلِّ نَجْـمٍ فِي السَّمَاءِ مُحَـلَّقِ
ثَوَى حَامِلُ الأثْقَالِ عَنْ كُلِّ مُغْـرَمٍ ***** وَدَامِغُ شَيْطَانِ الغَشُـوْمِ السَّمَـلَّقِ
عِمَـادُ تَمِـيْمٍ كُـلُّهَا وَلِسَانُـهَا *****وَنَاطِقُهَا البَذَّاخُ فِي كُـلِّ مَنْطِـقِ
فَمَنْ لِذَوِي الأَرْحَامِ بَعْدَ ابْنِ غَالِبٍ ***** لِجَارِ وَعَانٍ فِي السَّلاَسِـلِ مُـوَّثِقِ
وَمَنْ لِيَتِـيْمٍ بِعْدَ مَـوْتِ ابْنِ غَالِبِ ***** وَاُمّ عِـيَـالٍ سَـاغِبِيـنَ وَدَرْدَقِ
مع الإمام زين العابدين عليه السلام
حدثت هذه القصة في مكة المكرمة على عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك
عندما كان الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام يطوف بالبيت الحرام , أقبل عليه هشام بن عبد الملك وقال استخفافا من هذا ؟ ( مشيرا إلى الإمام زين العابدين )
فبرز الفرزدق وانشد قصيدته المعروفة
أستهلها بالأبيات التالية
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته *** والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد اللـه كُلُّهمُ *** هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله *** بجـده انبيـاء اللـه قد ختموا
وليس قولك منْ هـذا بضائـره *** العرب تعرف من انكرت والعجمُ
كلتا يديه غيـاث عـم نفعهمـا *** يستوكفان ولا يعروهمـا عـَـدمُ
سهـل الخليقـة لاتخشى بوادره *** يزينه اثنان حِسـنُ الخلقِ والشيمُ
حـمّال اثقـال اقوام ٍ اذا امتدحوا *** حلـو الشمائـل تحـلو عنده نعمُ
ما قـال لاقـط ْ الا فـي تشهده *** لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ
عـمَّ البريـة بالاحسـان فانقشعت *** عنها الغياهب والامـلاق والعـدمُ
اذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا *** الى مكارم هذا ينتهـي الكـرمُ
يُغضي حيـاءً ويغضي من مهابته *** فلا يكلـُّـم الا حيـن يبتسـمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام )
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل و اُودع في سجون عسفان وهو منزل يقع ما بين مكة والمدينة ، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردَّها الفرزدق ، و قال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السَّلام ) و أرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .
وجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في السجن ، ومما هجاه به :
أيحسبني بينَ المدينةِ والتي *** إليها قلوبُ الناس يَهوي مُنيبها
يُقلِّبُ رأساً لم يكن رأسَ سيدٍ *** وعينٌ له حولاءَ بادٍ عُيوبها
فلما وصل هجاء الفرزدق لهشام ، أمر بإطلاقه ، فأطلق سراحه
قيل فيه
قالت العرب: لو لم يكن شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب
قال الجاحظ: إن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعراً لم يسمع بمثله فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق، فإنك لا ترى شاعراً قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره
المصادر
http://www.yabeyrouth.com/pages/index800.htm
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B2%D8%AF%D9%82
http://greetings.irna.com/1384/840924/html/adab.htm
http://www.ansab-online.com/phpBB2/showthread.php?t=7663
http://www.vz.elagha.net/show.php?MainID=55&SubjectID=4837
http://ba7rain.net/viewtopic.php?t=5021
أتمنى أن ينال الموضوع على رضاكم
والسلام ختام
أخوكم / الهامور