اٍحساس حقيقي
25-07-2006, 10:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
جئت بكم بقصة عن شخص صنع نفسه بنفسه وأصبح من الأشخاص المحترمين في العالم . أحببت قصته وفكرت أعرضه لكم ربما قد نستفيد منه مستقبلا .:D
______________________________
يعتبر وارن بوفيت أن ثروته جاءت بعرق جبينه وأنه حصل عليها باجتهاد وعمل دؤوب. وتعابير “حكيم مدينة أوماها” و”المستثمر الناجح” و”أغنى أغنياء العالم” قليل من كثير، فمبادراته الخيرية والتفاتاته لأوجاع المساكين جعلت منه مثالاً يحتذى به وتوجته “أميراً للمحسنين” ليخطف الأضواء الساطعة وينشئ امبراطورية الإحسان. ومقولته الشهيرة “لا تستثمر في تجارة تجهلها” أصبحت الطبق اليومي لآلاف المستثمرين المنتشرين في العالم ولكن إرثه الذي لن يندثر هو التبرع بجزء كبير من ثروته للأعمال الخيرية.
اختلاف مع بوش
دعم بافت حملة المرشح الأمريكي للرئاسة عام 2004 جون كيري لأنه يختلف بشدة مع خطة بوش الخاصة بالإعفاءات الضريبية بالنسبة للأثرياء أمثاله. وقال في حديث ل”بي.بي.سي”: إن بوش ينتهج فلسفة سياسية مختلفة عن تلك التي يعتنقها هو.
وفي حدث سنوي أقيم للمرة الأولى عام ،2000 يقوم الناس بالمزايدة على موقع إلكتروني لربح تناول العشاء مع بوفيت. وفي هذا العالم، ازدادت المزايدات بعد إعلان بوفيت التبرع بجزء كبير من ثروته. وربح يونجنبج دوان المزاد بعد ان دفع 620،100 ألف دولار أمريكي ثمناً للعشاء. ويعود ريع المزاد لمساعدة مؤسسة جلايد وهي مؤسسة لا تهدف للربح ومقرها سان فرانسيسكو تساعد الفقراء والجوعى والمشردين.
وارن ادوارد بوفيت ولد في الثلاثين من أغسطس/ آب عام 1930 في أوماها بولاية نبراسكا. والداه هوارد وليلى بوفيت تعرّفا الى بعضهما خلال فترة الدراسة في جامعة نبراسكا وعندما ولد وارن كان الطفل الثاني للعائلة التي تتكون من خمسة أفراد، والتي ضمته مع أختيه دوريس وبيرتي ووقتها كان والده يعمل سمساراً في البورصة ثم ما لبث ان أصبح عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي.
ومنذ صغره، كان بوفيت مأخوذاً بالأرقام وكانت له نظرة ثاقبة في الأمور التجارية، فكرّس طفولته لإشباع رغباته وتحقيق ذاته وطموحاته فكان يبيع علب المشروبات الغازية الى البيوت كما باع أوراق الترشيحات والمراهنات في سباقات الخيل وعمل في متجر للبقالة يملكه جده ولفت أنظار المحيطين به بحفظه لعدد سكان الكثير من المدن الأمريكية كما عمل بائعاً للصحف.
وبدأت قصته مع التجارة وهو في السادسة من عمره وتحديداً عام ،1936 ويومها اشترى ست علب من المشروبات الغازية من دكان جده بمبلغ 25 سنتاً ثم باعها بثلاثين سنتاً وكانت تلك صفقته التجارية الأولى.
استمرت لعبة الصبي الصغير، وفي عمر الحادية عشرة دخل عالم البورصة واشترى أسهماً في شركة سيتيز سرفيسز وباعها بعد فترة قصيرة ليحقق ربحاً قدره خمسة دولارات ولكنه تعلم حينها درساً ثميناً، فلو صبر لكان حقق ربحاً قدره مائتي دولار.
من الأموال التي جمعها خلال عمله، نجح في شراء 16 هكتاراً من الأراضي الزراعية في ولاية نبراسكا في عمر الرابعة عشرة وأجّرها للمزارعين.
التحق بكلية وارتن ببنسلفانيا ثم انتقل الى جامعة نبراسكا، وفتن بكتاب بنجامين جراهام “المستثمر الذكي”. قدم طلبه للالتحاق بجامعة هارفارد فرفض، فالتحق بجامعة كولمبيا في نيويورك وحصل على ماجستير في الاقتصاد عام 1951 وتعلم الكثير من أستاذه ومرشده بنجامين جراهام وكان التلميذ الوحيد خلال مسيرة جراهام في التدريس الذي يحصل على علامة كاملة في مادة تحليل السندات المالية.
أسس بوفيت أول شراكة استثمارية خاصة به عام 1956 سماها “بافت اسوشيتس المحدودة” وأسهم فيها بمائة دولار فقط، بالإضافة الى مساهمات رفاقه وعائلته وحقق نجاحاً غير أنه فض الشراكة.
وكانت نقطة التحول في حياته عام 1962 عندما استثمر في بيركشاير هاثواي وهي أكبر مجموعة استثمارات في العالم والتي كانت شركة نسيج وأقمشة. في البداية كانت خطوته غير مشجعة نسبة الى التحديات الجدية التي واجهت الشركة في الاستيراد وارتفاع تكلفة الانتاج إلا أن بوفيت لم ينس ما تعلمه من استاذه فقام بشراء شركتين للتأمين في نبراسكا وأفسح المجال للذين استثمروا معه في السابق للاستثمار في بيركشاير هاثواي.
وكان مسلحاً بتصميم غير عادي على النجاح وطبيعته التجارية ساعدته على القيام بخطوات شجاعة في مجال الاستثمارات ليغدو في فترة من الفترات نابغة في مجاله وعلماً بارزاً من أعلام المال والأعمال. فنجح وحيداً في تحويل المؤسسة في غضون سنوات الى واحدة من أعرق وأنجح المؤسسات الاستثمارية في العالم، فأصبح يملك حصصاً وأسهماً في كثير من الشركات العالمية كشركة كوكاكولا وأمريكان اكسبرس وجيليت والواشطن بوست دويلز فارجو ودايركت أوتو انشورنس وسلسلة مطاعم الوجبات السريعة دايري كوين. والذي ميز بوفيت عن غيره كان أسلوب بنائه لثروته وطرق استثماراته التي أصبحت تدرس في معظم البلدان. فمعظم أباطرة الأموال في العالم بنوا ثروتهم عن طريق إنشاء شركات توظف مئات الألوف من الموظفين. أما بوفيت فبنى ثروته الهائلة التي تقدر حتى الآن بنحو 44 مليار دولار أمريكي عن طريق شراء حصص وأسهم الشركات الأخرى. ففي شركته “بيركشاير هاثواي” والتي تعتبر شركته الرئيسية، هناك فقط ثلاثة عشر موظفاً يعملون بدوام كامل.
ولو كنت واحدا من أصدقاء بوفيت الذين استثمروا معه عام 1965 في بيركشاير هاثواي بمبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي لكنت حصلت الآن على 51 مليون دولار أمريكي فقط.
واستطاع أن يجمع مليون دولار قبل بلوغ سن الثلاثين وليكمل على هذا المنوال لتصبح ثروته إحدى عجائب القرن العشرين لأنها في عام 1983 بلغت 620 مليون دولار ودخل حينها لائحة مجلة فوربز لأغنى أغنياء العالم ولم يغادرها من حينه وهو الآن ثاني أغنى أغنياء العالم خلف بيل جيتس بثروة تقدر بنحو 44 مليار دولار أمريكي، وتزوج بوفيت من سوزان تومبسون عام 1952 وأنجب منها ثلاثة أولاد، هم: سوزي وهوارد وبيرتي.
وانفصل الزوجان منذ عام 1977 من غير طلاق رسمي وبقيا متزوجين ولكن لا يعيشان في المنزل نفسه واستمرا على هذا المنوال حتى موت سوزان عام 2004.
وكانت زوجته سوزان تقسم وقتها في أمور عدة بينها العمل مغنية في احد الملاهي وناشطة مساندة لقضايا الاجهاض (وبافت كان كذلك في فترة الستينات) وكانت تملك مثل زوجها حصة مهمة في بيركشاير هاثواي تبلغ نحو 38% معاً، وكانت ترافق زوجها في المناسبات العامة على الرغم من انفصالهما غير الرسمي آنذاك.
العمل الخيري كان يجمع بين بافت وزوجته فقام في منتصف الستينات من القرن الماضي بإنشاء مؤسسة بوفيت الخيرية والتي سميت لاحقاً سوزان بوفيت التي توزع نحو 12 مليون دولار أمريكي سنوياً على المستشفيات والجامعات ودور الأيتام ومناصرة قضايا الاجهاض.
وعلى الرغم من ثرائه الفاحش، إلا أن وارن بوفيت يحيا حياة متواضعة مقارنة بأقرانه أباطرة الأعمال، فهو لا يزال يعيش في المنزل نفسه الذي اشتراه في أوماها عام 1958 بمبلغ 31،500 دولار أمريكي. ويرتاد سلسلة المطاعم السريعة دايري كوين ويفضل مطعم جورات ستيك المتواضع في مدينة أوماها بنبراسكا ويشرب نحو 15 زجاجة كوكاكولا في اليوم ويمتلك سيارة لينكولن موديل 2001 واشترى أخيراً كاديلك دي.تي.اس. وعلى الرغم من ثروته، إلا أنه ليس معروفاً بعلاقاته النسائية ولا يلبس كمليونير وليس مهووساً بالثياب، وهناك قصة طريفة عن تسوقه لشراء ثياب له. فعندما طلب منه أحد اصدقائه أن يغير الملابس في خزانته لتتناسب مع مركزه الجديد كمليونير عالمي، ذهب الى أحد محلات الثياب الرجالية واختار بدلة من الرف وطلب عشرة بدلات أخرى من نفس الماركة ولكن بألوان مختلفة وغادر المتجر بكل هدوء. ويمزح وارن حين يقول انه حتى عندما يتسلم ملابسه من المصبغة، فإنه يلحظ أنها تتجعد بسرعة والمضحك في الموضوع ان وارن هو صاحب شركة بيركشاير هاثواي والتي كانت بالأساس مصنعة للنسيج والاقمشة.
يتذكر وارن عام 1951 عندما بدأ يعطي دروساً ليلية في جامعة نبراسكا تحت عنوان “قوانين الاستثمار” وكان الطلاب أكبر منه عمراً ولكنه أثبت جدارته فقام بعد نجاحه بتكرار فعلته ولكن بطريقة أحدث، فعندما تربع على قمة هرم النجاح، ألّف مجموعة كتب تضمنت رسائله حول أساليب وطرق الاستثمار الناجحة والتي حققت مبيعات خيالية وغدت الدليل الأول لكثير من مستثمري العالم وهي “مقالات بوفيت: دروس للشركات الأمريكية” والتي احتوت على نظرة عميقة داخل أفكار وخبرة بافت.
وتحولت الاجتماعات السنوية لحاملي أسهم بيركشاير هاثواي إلى مناسبة مهمة يلتقي فيها المستثمرون مع وارن بافت في مركز كوست في مدينة أوماها، حيث يجتمع أكثر من عشرين ألف زائر من مختلف انحاء العالم في اجتماع تحت عنوان “أصل الرأسمالية” ولجأ العديد من الأشخاص الى شراء أسهم في الشركة فقط لتسنح لهم الفرصة للالتقاء ببوفيت وطرح بعض الأسئلة عليه وغالباً ما كان بوفيت يمزج بين المزاج والجدية في حديثه خلال الاجتماع. وفي إحدى أكبر المفاجآت في العالم، أعلن بوفيت الشهر الماضي عن تبرعه بمعظم ثروته لمؤسسة بيل وميلندا جيتس الخيرية. وقالت أن بوفيت إنه سيتبرع ب 85% من ثروته للأعمال الخيرية وهو ما يقدر بنحو 37،4 مليار دولار وكلها أسهم في شركة بيركشاير هاثواي والجزء الأكبر من هذا المبلغ أي 31 مليار دولار سيذهب الى مؤسسة بيل وميلندا جيتس الخيرية المهتمة بتحسين وضع الصحة والتعليم.
____________________________
والآن يا أخواني مارأيكم بهذه الشخصية الأسطورية .
وقصته فيه دروس مفيدة وخاصة للدراسين في تخصص الادارة والأعمال والمالية والمستثمرين أيضا.
وانا معجب به بذكائه وحنكته وحكمته في الأمور الاستثمارية والتي قد تساعدني كثيرا في المستقبل في حال دخولي مجال الاستثمار وليس لي فقط بل لكثير من الشباب والشابات الطموحين .
وأيضا مارأيكم بالتبرع السخي منه وهل سمعتم برجل أعمال عربي قام بهذا العمل ؟
أعلم أنه مسيحي , وان ما يتبرعه سيذهب هباءا منثورا . لكن الناس في الدنيا ستستفيد منه الكثير وهي شاكرة له . صحيح يا أخوان .
وارجو كل رجل اعمال أو تاجر عربي مسلم لديه شركة أن يخصص 2,5 بالمئة المخصصة للزكاة . لأنها لو حدث ذلك فلن نرى فقيرا واحدا في الوطن العربي كله !
شكرا لكم على مروركم وعلى قراءتكم لموضوعي . وآمل أنكم استمتعوا بها .
والسلام عليكم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
جئت بكم بقصة عن شخص صنع نفسه بنفسه وأصبح من الأشخاص المحترمين في العالم . أحببت قصته وفكرت أعرضه لكم ربما قد نستفيد منه مستقبلا .:D
______________________________
يعتبر وارن بوفيت أن ثروته جاءت بعرق جبينه وأنه حصل عليها باجتهاد وعمل دؤوب. وتعابير “حكيم مدينة أوماها” و”المستثمر الناجح” و”أغنى أغنياء العالم” قليل من كثير، فمبادراته الخيرية والتفاتاته لأوجاع المساكين جعلت منه مثالاً يحتذى به وتوجته “أميراً للمحسنين” ليخطف الأضواء الساطعة وينشئ امبراطورية الإحسان. ومقولته الشهيرة “لا تستثمر في تجارة تجهلها” أصبحت الطبق اليومي لآلاف المستثمرين المنتشرين في العالم ولكن إرثه الذي لن يندثر هو التبرع بجزء كبير من ثروته للأعمال الخيرية.
اختلاف مع بوش
دعم بافت حملة المرشح الأمريكي للرئاسة عام 2004 جون كيري لأنه يختلف بشدة مع خطة بوش الخاصة بالإعفاءات الضريبية بالنسبة للأثرياء أمثاله. وقال في حديث ل”بي.بي.سي”: إن بوش ينتهج فلسفة سياسية مختلفة عن تلك التي يعتنقها هو.
وفي حدث سنوي أقيم للمرة الأولى عام ،2000 يقوم الناس بالمزايدة على موقع إلكتروني لربح تناول العشاء مع بوفيت. وفي هذا العالم، ازدادت المزايدات بعد إعلان بوفيت التبرع بجزء كبير من ثروته. وربح يونجنبج دوان المزاد بعد ان دفع 620،100 ألف دولار أمريكي ثمناً للعشاء. ويعود ريع المزاد لمساعدة مؤسسة جلايد وهي مؤسسة لا تهدف للربح ومقرها سان فرانسيسكو تساعد الفقراء والجوعى والمشردين.
وارن ادوارد بوفيت ولد في الثلاثين من أغسطس/ آب عام 1930 في أوماها بولاية نبراسكا. والداه هوارد وليلى بوفيت تعرّفا الى بعضهما خلال فترة الدراسة في جامعة نبراسكا وعندما ولد وارن كان الطفل الثاني للعائلة التي تتكون من خمسة أفراد، والتي ضمته مع أختيه دوريس وبيرتي ووقتها كان والده يعمل سمساراً في البورصة ثم ما لبث ان أصبح عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي.
ومنذ صغره، كان بوفيت مأخوذاً بالأرقام وكانت له نظرة ثاقبة في الأمور التجارية، فكرّس طفولته لإشباع رغباته وتحقيق ذاته وطموحاته فكان يبيع علب المشروبات الغازية الى البيوت كما باع أوراق الترشيحات والمراهنات في سباقات الخيل وعمل في متجر للبقالة يملكه جده ولفت أنظار المحيطين به بحفظه لعدد سكان الكثير من المدن الأمريكية كما عمل بائعاً للصحف.
وبدأت قصته مع التجارة وهو في السادسة من عمره وتحديداً عام ،1936 ويومها اشترى ست علب من المشروبات الغازية من دكان جده بمبلغ 25 سنتاً ثم باعها بثلاثين سنتاً وكانت تلك صفقته التجارية الأولى.
استمرت لعبة الصبي الصغير، وفي عمر الحادية عشرة دخل عالم البورصة واشترى أسهماً في شركة سيتيز سرفيسز وباعها بعد فترة قصيرة ليحقق ربحاً قدره خمسة دولارات ولكنه تعلم حينها درساً ثميناً، فلو صبر لكان حقق ربحاً قدره مائتي دولار.
من الأموال التي جمعها خلال عمله، نجح في شراء 16 هكتاراً من الأراضي الزراعية في ولاية نبراسكا في عمر الرابعة عشرة وأجّرها للمزارعين.
التحق بكلية وارتن ببنسلفانيا ثم انتقل الى جامعة نبراسكا، وفتن بكتاب بنجامين جراهام “المستثمر الذكي”. قدم طلبه للالتحاق بجامعة هارفارد فرفض، فالتحق بجامعة كولمبيا في نيويورك وحصل على ماجستير في الاقتصاد عام 1951 وتعلم الكثير من أستاذه ومرشده بنجامين جراهام وكان التلميذ الوحيد خلال مسيرة جراهام في التدريس الذي يحصل على علامة كاملة في مادة تحليل السندات المالية.
أسس بوفيت أول شراكة استثمارية خاصة به عام 1956 سماها “بافت اسوشيتس المحدودة” وأسهم فيها بمائة دولار فقط، بالإضافة الى مساهمات رفاقه وعائلته وحقق نجاحاً غير أنه فض الشراكة.
وكانت نقطة التحول في حياته عام 1962 عندما استثمر في بيركشاير هاثواي وهي أكبر مجموعة استثمارات في العالم والتي كانت شركة نسيج وأقمشة. في البداية كانت خطوته غير مشجعة نسبة الى التحديات الجدية التي واجهت الشركة في الاستيراد وارتفاع تكلفة الانتاج إلا أن بوفيت لم ينس ما تعلمه من استاذه فقام بشراء شركتين للتأمين في نبراسكا وأفسح المجال للذين استثمروا معه في السابق للاستثمار في بيركشاير هاثواي.
وكان مسلحاً بتصميم غير عادي على النجاح وطبيعته التجارية ساعدته على القيام بخطوات شجاعة في مجال الاستثمارات ليغدو في فترة من الفترات نابغة في مجاله وعلماً بارزاً من أعلام المال والأعمال. فنجح وحيداً في تحويل المؤسسة في غضون سنوات الى واحدة من أعرق وأنجح المؤسسات الاستثمارية في العالم، فأصبح يملك حصصاً وأسهماً في كثير من الشركات العالمية كشركة كوكاكولا وأمريكان اكسبرس وجيليت والواشطن بوست دويلز فارجو ودايركت أوتو انشورنس وسلسلة مطاعم الوجبات السريعة دايري كوين. والذي ميز بوفيت عن غيره كان أسلوب بنائه لثروته وطرق استثماراته التي أصبحت تدرس في معظم البلدان. فمعظم أباطرة الأموال في العالم بنوا ثروتهم عن طريق إنشاء شركات توظف مئات الألوف من الموظفين. أما بوفيت فبنى ثروته الهائلة التي تقدر حتى الآن بنحو 44 مليار دولار أمريكي عن طريق شراء حصص وأسهم الشركات الأخرى. ففي شركته “بيركشاير هاثواي” والتي تعتبر شركته الرئيسية، هناك فقط ثلاثة عشر موظفاً يعملون بدوام كامل.
ولو كنت واحدا من أصدقاء بوفيت الذين استثمروا معه عام 1965 في بيركشاير هاثواي بمبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي لكنت حصلت الآن على 51 مليون دولار أمريكي فقط.
واستطاع أن يجمع مليون دولار قبل بلوغ سن الثلاثين وليكمل على هذا المنوال لتصبح ثروته إحدى عجائب القرن العشرين لأنها في عام 1983 بلغت 620 مليون دولار ودخل حينها لائحة مجلة فوربز لأغنى أغنياء العالم ولم يغادرها من حينه وهو الآن ثاني أغنى أغنياء العالم خلف بيل جيتس بثروة تقدر بنحو 44 مليار دولار أمريكي، وتزوج بوفيت من سوزان تومبسون عام 1952 وأنجب منها ثلاثة أولاد، هم: سوزي وهوارد وبيرتي.
وانفصل الزوجان منذ عام 1977 من غير طلاق رسمي وبقيا متزوجين ولكن لا يعيشان في المنزل نفسه واستمرا على هذا المنوال حتى موت سوزان عام 2004.
وكانت زوجته سوزان تقسم وقتها في أمور عدة بينها العمل مغنية في احد الملاهي وناشطة مساندة لقضايا الاجهاض (وبافت كان كذلك في فترة الستينات) وكانت تملك مثل زوجها حصة مهمة في بيركشاير هاثواي تبلغ نحو 38% معاً، وكانت ترافق زوجها في المناسبات العامة على الرغم من انفصالهما غير الرسمي آنذاك.
العمل الخيري كان يجمع بين بافت وزوجته فقام في منتصف الستينات من القرن الماضي بإنشاء مؤسسة بوفيت الخيرية والتي سميت لاحقاً سوزان بوفيت التي توزع نحو 12 مليون دولار أمريكي سنوياً على المستشفيات والجامعات ودور الأيتام ومناصرة قضايا الاجهاض.
وعلى الرغم من ثرائه الفاحش، إلا أن وارن بوفيت يحيا حياة متواضعة مقارنة بأقرانه أباطرة الأعمال، فهو لا يزال يعيش في المنزل نفسه الذي اشتراه في أوماها عام 1958 بمبلغ 31،500 دولار أمريكي. ويرتاد سلسلة المطاعم السريعة دايري كوين ويفضل مطعم جورات ستيك المتواضع في مدينة أوماها بنبراسكا ويشرب نحو 15 زجاجة كوكاكولا في اليوم ويمتلك سيارة لينكولن موديل 2001 واشترى أخيراً كاديلك دي.تي.اس. وعلى الرغم من ثروته، إلا أنه ليس معروفاً بعلاقاته النسائية ولا يلبس كمليونير وليس مهووساً بالثياب، وهناك قصة طريفة عن تسوقه لشراء ثياب له. فعندما طلب منه أحد اصدقائه أن يغير الملابس في خزانته لتتناسب مع مركزه الجديد كمليونير عالمي، ذهب الى أحد محلات الثياب الرجالية واختار بدلة من الرف وطلب عشرة بدلات أخرى من نفس الماركة ولكن بألوان مختلفة وغادر المتجر بكل هدوء. ويمزح وارن حين يقول انه حتى عندما يتسلم ملابسه من المصبغة، فإنه يلحظ أنها تتجعد بسرعة والمضحك في الموضوع ان وارن هو صاحب شركة بيركشاير هاثواي والتي كانت بالأساس مصنعة للنسيج والاقمشة.
يتذكر وارن عام 1951 عندما بدأ يعطي دروساً ليلية في جامعة نبراسكا تحت عنوان “قوانين الاستثمار” وكان الطلاب أكبر منه عمراً ولكنه أثبت جدارته فقام بعد نجاحه بتكرار فعلته ولكن بطريقة أحدث، فعندما تربع على قمة هرم النجاح، ألّف مجموعة كتب تضمنت رسائله حول أساليب وطرق الاستثمار الناجحة والتي حققت مبيعات خيالية وغدت الدليل الأول لكثير من مستثمري العالم وهي “مقالات بوفيت: دروس للشركات الأمريكية” والتي احتوت على نظرة عميقة داخل أفكار وخبرة بافت.
وتحولت الاجتماعات السنوية لحاملي أسهم بيركشاير هاثواي إلى مناسبة مهمة يلتقي فيها المستثمرون مع وارن بافت في مركز كوست في مدينة أوماها، حيث يجتمع أكثر من عشرين ألف زائر من مختلف انحاء العالم في اجتماع تحت عنوان “أصل الرأسمالية” ولجأ العديد من الأشخاص الى شراء أسهم في الشركة فقط لتسنح لهم الفرصة للالتقاء ببوفيت وطرح بعض الأسئلة عليه وغالباً ما كان بوفيت يمزج بين المزاج والجدية في حديثه خلال الاجتماع. وفي إحدى أكبر المفاجآت في العالم، أعلن بوفيت الشهر الماضي عن تبرعه بمعظم ثروته لمؤسسة بيل وميلندا جيتس الخيرية. وقالت أن بوفيت إنه سيتبرع ب 85% من ثروته للأعمال الخيرية وهو ما يقدر بنحو 37،4 مليار دولار وكلها أسهم في شركة بيركشاير هاثواي والجزء الأكبر من هذا المبلغ أي 31 مليار دولار سيذهب الى مؤسسة بيل وميلندا جيتس الخيرية المهتمة بتحسين وضع الصحة والتعليم.
____________________________
والآن يا أخواني مارأيكم بهذه الشخصية الأسطورية .
وقصته فيه دروس مفيدة وخاصة للدراسين في تخصص الادارة والأعمال والمالية والمستثمرين أيضا.
وانا معجب به بذكائه وحنكته وحكمته في الأمور الاستثمارية والتي قد تساعدني كثيرا في المستقبل في حال دخولي مجال الاستثمار وليس لي فقط بل لكثير من الشباب والشابات الطموحين .
وأيضا مارأيكم بالتبرع السخي منه وهل سمعتم برجل أعمال عربي قام بهذا العمل ؟
أعلم أنه مسيحي , وان ما يتبرعه سيذهب هباءا منثورا . لكن الناس في الدنيا ستستفيد منه الكثير وهي شاكرة له . صحيح يا أخوان .
وارجو كل رجل اعمال أو تاجر عربي مسلم لديه شركة أن يخصص 2,5 بالمئة المخصصة للزكاة . لأنها لو حدث ذلك فلن نرى فقيرا واحدا في الوطن العربي كله !
شكرا لكم على مروركم وعلى قراءتكم لموضوعي . وآمل أنكم استمتعوا بها .
والسلام عليكم