السرداب
27-07-2006, 06:33 PM
كتبت هذه القصة منذ سنتين، أرجو إبداء رأيكم فيها
الرجل و الشنطة
نظرت من خلال زجاج الطائرة السميك ذي الثلاث طبقات إلى ذلك المطار الضخم الذي يعج بآلاف المسافرين كل يوم بالرغم من أننا في فصل الشتاء, كنت أنظر وأنا شارد خيالي أفكر في أشياء ليس لها علاقة بالمطار, كنت أفكر في عائلتي وزوجتي وأطفالي غير مصدق أنني سوف أراهم بعد غربة عشر سنوات كاملة مرت كأنها ساعة قصيرة, الآن فقط شعرت أنها قصيرة جداً، وبينما أنا مستغرق في التفكير غير عابئ بما حولي إذ قطع ذلك الصوت على تفكيري, إنه صوت المضيفة، صوت اعتدته من كثرة سفري بالطائرات، حتى أصبح مملاً بالنسبة لي, كانت تطالب الركاب كعادتها بربط أحزمة الأمان، وتقوم بإرشادهم إلى أمور تتعلق بالسلامة، وفي هذه اللحظة ركب رجل غريب المنظر إلى جواري، جلس حتى من دون أن يلقي علي التحية، كان يلبس نظارة سوداء، وكان يحمل في يده شنطة صغيرة سوداء يمسكها بكلتا يديه، حتى إنه رفض أن يضعها في المكان المخصص لها في الطائرة، وكاد أن يتشاجر مع المضيفة لهذا السبب، استنتجت أنها تحتوي على شيء مهم أو عزيز عنده، وبعد أن أقلعت الطائرة بقليل أخرج هذا الرجل من معطفه صحيفة وانهمك في قراءتها حتى نسيت أمره، وحينما أحضرت المضيفة عربة الطعام لم تجرؤ أن تنبهه إلى حضور وقت تناول الطعام، وحينما سألتني عن الصنف الذي أفضله طلبت منها فنجان من القهوة وكوب ماء فقط حيث أنني لا أحب طعام الطائرة، وبينما كنت أرتشف من فنجان القهوة سمعت صرخات بعض الركاب في مقدمة الطائرة، إعتقدت في أول الأمر أن أحد الركاب قد أصيب بإغماء أو ما شابه، لكني علمت بعد ذلك أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، وذلك حينما تنامت إلى مسامعي كلمات .. مسدس .. إختطاف .. فدية، لقد تأكدت الآن أننا نتعرض لعملية إختطاف، لم أصدق أن هذا يحدث، نظرت إلى الراكب الذي يركب بجواري، رأيته ينظر إلى شنطته تارة وإلى ساعته تارة آخرى، كان شديد القلق و العصبية، في هذه اللحظة أحسست أن هذا الرجل من أعضاء العصابة التي تختطف الطائرة، وضعت رأسي بين يدي وقعدت أندب حظى التعس الذي أوقعني في هذه المصيبة، وكنت خلال ذلك أسترق النظر إلى ذلك الراكب الغامض الذي كان يزداد توتراً بمرور الوقت، وكان كلما سمع صوت أحد أفراد العصابة يصرخ في الركاب، كان يحتضن تلك الشنطة المريبة، وبعد نصف ساعة هبطت الطائرة في مكان غريب، وحينما نظرت من النافذة قمت باستطلاع المباني والمطار وتأكدت أن الطائرة هبطت في مكان آخر، في تلك اللحظة ساد الطائرة هدوء غريب وجلسنا أكثر من ساعة لاندري ماذا نفعل، ثم رأيت فجأة من خلال النافذة سيارات الشرطة تطوق الطائرة، وفي خلال دقائق أعلن في في الميكروفون أنه تم السيطرة على الخاطفين، تنهدت بارتياح وشعرت أن هماً كبيراً إنزاح عن صدري، ثم رأيت يداً ممدودة إلي، كان الراكب الغامض الذي يجلس بجواري يمد يده ليصافحني، صافحته بحرارة وهنأته على السلامة، لقد شعرت الآن أنني كنت ظالماً حين شككت في الرجل وارتبت في أمره لمجرد شكله الغريب وتصرفاته الغريبة، وبينما كنت أستعد للمغادرة وجدت تلك الشنطة السوداء على المقعد الذي بجواري، أخذت الشنطة وهرولت إلى الرجل وأعطيته الشنطة التي نسيها، شكرني الرجل وانصرف.
الرجل و الشنطة
نظرت من خلال زجاج الطائرة السميك ذي الثلاث طبقات إلى ذلك المطار الضخم الذي يعج بآلاف المسافرين كل يوم بالرغم من أننا في فصل الشتاء, كنت أنظر وأنا شارد خيالي أفكر في أشياء ليس لها علاقة بالمطار, كنت أفكر في عائلتي وزوجتي وأطفالي غير مصدق أنني سوف أراهم بعد غربة عشر سنوات كاملة مرت كأنها ساعة قصيرة, الآن فقط شعرت أنها قصيرة جداً، وبينما أنا مستغرق في التفكير غير عابئ بما حولي إذ قطع ذلك الصوت على تفكيري, إنه صوت المضيفة، صوت اعتدته من كثرة سفري بالطائرات، حتى أصبح مملاً بالنسبة لي, كانت تطالب الركاب كعادتها بربط أحزمة الأمان، وتقوم بإرشادهم إلى أمور تتعلق بالسلامة، وفي هذه اللحظة ركب رجل غريب المنظر إلى جواري، جلس حتى من دون أن يلقي علي التحية، كان يلبس نظارة سوداء، وكان يحمل في يده شنطة صغيرة سوداء يمسكها بكلتا يديه، حتى إنه رفض أن يضعها في المكان المخصص لها في الطائرة، وكاد أن يتشاجر مع المضيفة لهذا السبب، استنتجت أنها تحتوي على شيء مهم أو عزيز عنده، وبعد أن أقلعت الطائرة بقليل أخرج هذا الرجل من معطفه صحيفة وانهمك في قراءتها حتى نسيت أمره، وحينما أحضرت المضيفة عربة الطعام لم تجرؤ أن تنبهه إلى حضور وقت تناول الطعام، وحينما سألتني عن الصنف الذي أفضله طلبت منها فنجان من القهوة وكوب ماء فقط حيث أنني لا أحب طعام الطائرة، وبينما كنت أرتشف من فنجان القهوة سمعت صرخات بعض الركاب في مقدمة الطائرة، إعتقدت في أول الأمر أن أحد الركاب قد أصيب بإغماء أو ما شابه، لكني علمت بعد ذلك أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، وذلك حينما تنامت إلى مسامعي كلمات .. مسدس .. إختطاف .. فدية، لقد تأكدت الآن أننا نتعرض لعملية إختطاف، لم أصدق أن هذا يحدث، نظرت إلى الراكب الذي يركب بجواري، رأيته ينظر إلى شنطته تارة وإلى ساعته تارة آخرى، كان شديد القلق و العصبية، في هذه اللحظة أحسست أن هذا الرجل من أعضاء العصابة التي تختطف الطائرة، وضعت رأسي بين يدي وقعدت أندب حظى التعس الذي أوقعني في هذه المصيبة، وكنت خلال ذلك أسترق النظر إلى ذلك الراكب الغامض الذي كان يزداد توتراً بمرور الوقت، وكان كلما سمع صوت أحد أفراد العصابة يصرخ في الركاب، كان يحتضن تلك الشنطة المريبة، وبعد نصف ساعة هبطت الطائرة في مكان غريب، وحينما نظرت من النافذة قمت باستطلاع المباني والمطار وتأكدت أن الطائرة هبطت في مكان آخر، في تلك اللحظة ساد الطائرة هدوء غريب وجلسنا أكثر من ساعة لاندري ماذا نفعل، ثم رأيت فجأة من خلال النافذة سيارات الشرطة تطوق الطائرة، وفي خلال دقائق أعلن في في الميكروفون أنه تم السيطرة على الخاطفين، تنهدت بارتياح وشعرت أن هماً كبيراً إنزاح عن صدري، ثم رأيت يداً ممدودة إلي، كان الراكب الغامض الذي يجلس بجواري يمد يده ليصافحني، صافحته بحرارة وهنأته على السلامة، لقد شعرت الآن أنني كنت ظالماً حين شككت في الرجل وارتبت في أمره لمجرد شكله الغريب وتصرفاته الغريبة، وبينما كنت أستعد للمغادرة وجدت تلك الشنطة السوداء على المقعد الذي بجواري، أخذت الشنطة وهرولت إلى الرجل وأعطيته الشنطة التي نسيها، شكرني الرجل وانصرف.