المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـن لـم يـصـانـع



عمر العريفي
29-07-2006, 12:01 AM
مـن لـم يـصـانـع

تتعدد الثقافات والعادات بتعدد الشعوب والمجتمعات، فمنها ماهو غريب مستنكر، ومنها ما هو طريف ممتع، ومنها ما هو منطقي حكيم، وليس لكل من تلك العادات ما يبرر وجودها أو استمرارها، فبعضها ضار وبعضها نافع، وبعضها عادل وبعضها جائر، وقد يُـعرف مصدرها أو لا يُـعرف.

يحيي سكان استراليا الأصليين بعضهم البعض بإظهار لسان كل منهم للآخر، وفي إحدى الجزر النائية يـُخرق لسان العروس ليوضع فيه خيط يمسك بطرفه الزوج ليستطيع أن يشده ليسكت زوجته إذا كثرت ثرثرتها. وفي ثقافاتنا العربية العديد من العادات والتقاليد الجميلة، وغير الجميلة، المبررة وغير المبررة.

ومهما يكن تبرير وجود إحدى تلك العادات غير مقنع لشخص ما فمن الخطأ الإصطدام بها ومعارضتها بشكل مباشر، ومن الحكمة مجاراتها ومسايرتها، فالإصطدام بها يورث مشاكل كبيرة ويفسد علاقات كثيرة. وهذا إذا استثنينا بعض تلك العادات الضارة بشدة والظالمة بقسوة.

تتغير تلك الثقافات والعادات باستمرار وبشكل تدريجي وتلقائي لتتماشى مع متطلبات العصر وأمزحة الناس، ولا يمكن لهذا التغيير أن يحصل في يوم أو ليلة، فقد تشربها المجتمع وبنا عليها وتربى أبناءه على ممارستها، فهي كجزء منهم يصعب التخلص منه.

إن أردت أن تغير عادة معينة لدى مجموعة أو مجتمعفافعل ذلك بشكل تدريجي - إن استطعت - واجعلها تأخذة وقتها في التغيير، وذلك بمسايرتها في البداية ومن ثم الإنحياز بها بالتدريج حتى يستسيغ المجتمع ذلك التغيير تدريجيا ويقتنع بمبرراته، وإن لم تستطع فعل ذلك، فوفر مجهوداتك وحافظ على علاقاتك.

إن مجاراة تلك العادات الغير محببه أشبه ببعض أنواع المجاملة البريئة الضرورية التي يضطر إليها الإنسان لكي يحب الناس ويحبونه، وقد قال الشاعر الجاهلي الحكيم زهير بن أبي سلمى في معلقته عن المجاملة.
ومن لم يصانع في أمور كثيرة * * * يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

مع تحياتي،،
عمر العريفي

عاشق ميترويد
01-08-2006, 08:34 PM
يحيي سكان استراليا الأصليين بعضهم البعض بإظهار لسان كل منهم للآخر، وفي إحدى الجزر النائية يـُخرق لسان العروس ليوضع فيه خيط يمسك بطرفه الزوج ليستطيع أن يشده ليسكت زوجته إذا كثرت ثرثرتها.


وفي المملكة السعودية يحيي السكان عادة لبس قطعة من القماش الأبيض المنقطة باللون الأحمر ويربطونها بالوطنية.



إن أردت أن تغير عادة معينة لدى مجموعة أو مجتمعفافعل ذلك بشكل تدريجي - إن استطعت - واجعلها تأخذة وقتها في التغيير، وذلك بمسايرتها في البداية ومن ثم الإنحياز بها بالتدريج حتى يستسيغ المجتمع ذلك التغيير تدريجيا ويقتنع بمبرراته


كلامك صحيح هذه هي الطريقة المثالية لتغيير العادات والتقاليد السيئة في مجتمع ما وتحويلها لعادة أو تقليد حسن أو محوها نهائيا من عقول الشعب وعدم إعادتها إلى الحياة مرة أخرى.



مع تحياتي،،
عمر العريفي


أشكر لك وضع هذا الموضوع الجميل وأقدر لك جهودك في العمل عليه.




وشكرا,,,