المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الأحاديث : قبس من الرافعي



moKatel
31-07-2006, 10:30 AM
هذه مقتطفات من كلام الرافعي عن الأدب والأديب والأسلوب ، كنت تخيرتها منذ زمن من كتابه ( وحي القلم ) ، فرأيت نشرها لما فيها من رأي المفكر ، ووحي الأديب معا ، وليس بي ولا بكم إن شاء الله حاجة إلى تعريف الرافعي (مصطفى صادق الرافعي ) ، وتضم هذه الكلمات قبسا من الحقائق ، قد لا تحوز الحقيقة كلها ، لكنها آسرة فعليك إن أردت أت تعتبره بالرأي أن تتحرر من أسر بلاغته وجماله وتقرأه مفكرا ناقدا حتى لا يندلق ما عنده في عقلك رأسا بل أسألك التنقيح والتنقيح حتى تصل إلى العمق ، وأما متعته فاترك له نفسك وهو زعيم بملئها أدبا رفيعا سينعش منك الروح ويطوف بها من لون إلى لون ، ولك منه مثل النسيم....................إلى اللقاء


"فالغرض الأول للأدب المبين أن يخلق في النفس دنيا المعاني الملائمة لتلك النزعة الثابتة فيها إلى المجهول وإلى مجاز الحقيقة ، وأن يلقي الأسرار في الأمور المكشوفة بما يتخيل فيها ، ويرد القليل من الحياة كثيرا وافيا بما يضاعف من معانيه ، ويترك الماضي منها ثابتا قارا بما يخلد من وصفه ، ويجعل المؤلم منها لذا خفيفا بما يبث فيه من عاطفة ، والملول ممتعا حلوا بما يكشف فيه من الجمال والحكمة ......"

"فليس يكون أدب إلا إذا وضع المعنى في الحياة التي ليس لها معنى "

" فإنه يرحل كما يرحل الإنسان من جو إلى جو غيره ، ينقله الأدب من حياته التي لا تختلف إلى حياة أخرى ، فيها شعورها ولذتها وإن لم يكن لها مكان أو زمان ، حياة كملت فيها أشواق النفس "

" ومن ثم نستطيع أن تقرر أن أساس الفن على الإطلاق هو ثورة الخالد في الإنسان على الفاني فيه ، وأن تصوير هذه الثورة في أوهامها وحقائقها بمثل اختلاجاتها في الشعور والتأثير - هو معنى الأدب وأسلوبه "

"فمن ذلك يأتي الشاعر والأديب وذو الفن علاجا من حكمة الحياة للحياة ، فيبدعون لتلك الصفات الإنسانية الجميلة عالمها الذي تكون طبيعية فيه ، وهو عالم أركانه ؛ الاتساق في المعاني التي تجري فيها ، والجمال في التعبير الذي يتأدى به ، والحق في الفكر الذي يقوم عليه ، والخير في الغرض الذي يساق له ، ويكون من النقص والكمال بحسب ما يجتمع له من هذه الأربعة ، ولا معيار أدق منها إن ذهبت تعتبره بالنظر و الرأي "

" ففي عمل الأديب تخرج الحقيقة مضافا إليها الفن ، ويجيء التعبير مزيدا فيه الجمال ، وتتمثل الطبيعة الجامدة خارجة من نفس حية ، ويظهر الكلام وفيه رقة حياة القلب وحرارتها وشعورها وانتظامها ودقها الموسيقي ، وتلبس فيها الشهوات الإنسانية شكلها المهذب لتكون بسبب من تقرير المثل الأعلى "

" ولهذا يهب لك الأدب تلك القوة الغامضة التي تتسع بك حتى تشعر بالدنيا وأحداثها مارة من خلال نفسك ، وتحس الأشياء كأنها انتقلت إلى ذاتك من ذواتها ، وذلك سر الأديب العبقري ، فإنه لا يرى الرأي بالاعتقاب والاجتهاد كما يراه الناس ، وإنما يحس به ، فلا يقع له رأيه بالفكر بل يلهمه إلهاما ، وليس يؤاتيه الإلهام إلا من كون الأشياء تمر فيه بمعانيها وتعبره كما تعبر السفن النهر ، فيحس أثرها فيه فيلهم ما يلهم ، ويحسه الناس نافذا بفكره من خلال الكون ، على حين أن حقائق الكون هي نافذة من خلاله "

"ولو أردت أن تعرف الأديب من هو ، لما وجدت أجمع و لا أدق في معناه من أن تسميه الإنسان الكوني ، وغيره هو الإنسان فقط ، ومن ذلك ما يبلغ من عمق تأثر ه بجمال الأشياء ومعانيها "

" هو إنسان يدله الجمال على نفسه ليدل غيره عليه "

" فهو يبدع المعاني للأشكال الجامدة فيوجد الحياة فيها ، ويبدع الأشكال للمعاني المجردة فيوجدها هي في الحياة ، فكأنه خلق ليتلقى الحقيقة ويعطيها للناس ويزيدهم فيها الشعور بجمالها الفني ، وبالأدباء والعلماء تنمو معاني الحياة "

" ومشاركة العلماء للأدباء توجب أن يتميز الأديب بالأسلوب البياني ، إذ هو كالطابع على العمل الفني "

" ثم لأن الأسلوب هو تخصيص لنوع من الذوق وطريقة من الإدراك ، كأن الجمال يقول بالأسلوب : إن هذا هو عمل فلان "

" وبذلك يجيء النابغ من أدب العباقرة ، وبعضه كالمقترحات لتجميل الدنيا وتهذيب الإنسانية ، وبعضه كالموافقة وإقرار الحكمة ، وأساسه على كل هذه الأحوال ، النقد ، ثم النقد ، ولا شيء غير النقد " (راجع مقالا كتبته هنا اسمه للأدب وحده ، وردي على الأخت جهاد ، وتعريف ماتيو أرنولد للأدب )

" ولأن الأصل في عمله الفني ألا يبحث في الشيء نفسه ، ولكن في البديع منه ، وألا ينظر إلى وجوده ، بل إلى سره ، ولا يعني بتركيبه ، بل بالجمال في تركيبه "

" فإن اللذة به آتية من جمال أسلوبه وبلاغة معانيه وتناوله الكون والحياة بالأساليب الشعرية التي في النفس ، وهي الأصل في جمال الأسلوب "

" فإن أديب صناعته أو أديب جماعته ، غير أديب قومه أو أديب عصره ، أحدهما إلى حد محدود من الحياة ، والآخر عمل جامع مستمر متفنن ، لأن عمله الأدبي هو وجوده ، وكل شيء في قومه لا يبرح يقول له : اكتب "

" والقرآن بأسلوبه ومعانيه وأغراضه لا يستخرج منه للأدب إلا تعريف واحد هو هذا : إن الأدب هو السمو بضمير الأمة "

"فإذا كان الشاعر العظيم أعمى كهوميروس وملتون وبشار و المعري وأضرابهم ، انبعث البصر الشعري من وراء كل حاسة فيه ، وأبصر من خواطره المنبثة في كل معنى ، فأدى بالنفس في الوجود المظلم أكثر ما كان يؤديه بهذه النفس في الوجود المضيء ، وقصر عن المبصرين في معان ، وأربى عليهم في معان أخرى ، فيجتمع للشعر من هؤلاء مد النفس الملهمة مما بين أطراف النور إلى أغوار الظلمة "

جِهَاد و كَفَى
31-07-2006, 10:52 AM
سلامٌ عليك

سيدي .. اسمح لي بنقلها هاهنا ..

فكما ترى هنا مكانها ..

أعود من جديد بعد أن أقرأها

فيض تحية

moKatel
31-07-2006, 12:09 PM
شكرا على المعلومة والنقل :) ....في انتظارك