Star_Fire
03-08-2006, 05:37 AM
تكذيب خبر تمنى المصريون تصديقه
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-08/02/images/pic12.jpg
القاهرة- حمدي الحسيني- إسلام أون لاين.نت
تراجعت وكالة الأنباء المصرية الرسمية عن خبر بثته يفيد بأن " وزارة السياحة قررت تعليق كافة الاتفاقيات السياحية مع إسرائيل ". وخلال عدة ساعات، ما بين بث الخبر والتراجع عنه، تباينت مشاعر العديد من المصريين ما بين الترحيب به، ثم الإحباط من نفيه.
الخبر الذي بثته الوكالة صباح الأربعاء 2-8-2006 على خدمة الرسائل القصيرة على الهاتف الجوال تلقفه الصحفيون والمثقفون المصريون بترحاب شديد، وتداولوه بسرعة فائقة جراء الإحباط الشعبي العربي من موقف الأنظمة العربية العاجز تجاه الحرب الإسرائيلية على لبنان وفلسطين.
واحتل هذا الخبر مساحة كبيرة من المناقشات بين المواطنين، وتحمست لنشره بعض الصحف والمواقع الإخبارية على الإنترنت.
أضعف الإيمان
مشاعر المصريين ما بين بث الخبر ونفيه رصدتها "إسلام أون لاين.نت".فبعد بث الخبر مباشرة قال جمال فهمي، عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين: هذه "خطوة إيجابية من الحكومة، ومحاولة لامتصاص الغضب الشعبي من العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعبين اللبناني والفلسطيني".
وبعد نفي قال "محمود"، سائق تاكسي بداخل القاهرة: "كنت أتمنى أن يكون خبر وقف جميع أشكال التطبيع السياحي مع إسرائيل صحيحا، فلو وجدت سائحا إسرائيليا بمصر سأقاطعه، وربما أنزله في منتصف الطريق إن اكتشفت هويته حتى لو عدت إلى أسرتي آخر اليوم بدون إيراد".
وأضاف بغضب: "حتى هذه الخطوة الضعيفة لم يجرؤ أي مسئول على اتخاذها مع أنها تدخل في إطار أضعف الإيمان على ما يجري من مجازر بشعة تأجج مشاعرنا كلما تابعنا فصولها بلبنان وفلسطين، فهل من المعقول أن يجرؤ أي إسرائيلي على أن يأتي إلى مصر؟!.. أنا شخصيا أفضل الصوم على كسب الرزق من أي إسرائيلي".
"كفانا الله شرهم"
حالة الإحباط من نفي الخبر انتقلت أيضا إلى ربات البيوت، حيث تقول "شوق"، وهي من سكان حي الزمالك الراقي بالقاهرة وأم لثلاثة أولاد: "ماذا يضير الحكومة، أو يضير مصر كلها إذا أغلقت مكاتب شركات السياحة التي تتعامل مع السياح الإسرائيليين أبوابها؛ فإسرائيل تقتل أطفال لبنان وفلسطين بدم بارد، مثل هؤلاء البشر غير مرحب بهم على أرضنا، ولا نحتاج إلى نقودهم، وكفانا الله شرهم؛ فقد ظهر من عدوانهم الوحشي على لبنان وفلسطين مدى استهانتهم بالدم العربي".
اتفاقية مرفوضة
الشباب كانوا الأكثر تحمسا لوقف كافة صور التطبيع ليس فقط في الشق السياحي بل أيضا على كافة المستويات. فبحماس قالت "جيهان"، طالبة حقوق بجامعة القاهرة: "لا أتصور أن يجرؤ إسرائيلي على المجيء إلى مصر، أنا شخصيا كنت سعيدة بهذا الخبر، لكن أصبت بحزن شديد بعد أن نفته وكالة أنباء الشرق الأوسط".
واستطردت بقولها: "لو عرفت هوية سائح إسرائيلي في أي مكان سياحي بمصر فسوف أتمسك بطرده من البلد حتى لو وصل الأمر إلى تحرير محضر رسمي برفض دخول أي إسرائيلي إلى مصر".
واعتبرت أن "اتفاقية السلام مع إسرائيل التي تتحجج بها الحكومة في استمرار التطبيع مرفوضة؛ لأن الإسرائيليين الآن في حالة حرب على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وهذا يتعارض مع روح الاتفاقية نفسها".
العلم الإسرائيلي
وقبل أن تكمل "جيهان" حديثها صرخ "عبد الله" زميلها في السنة الثالثة بالكلية نفسها قائلاً: "هذا ما نطالب به في كل مظاهرة طلابية، وأحدثها مظاهرة نظمناها بعد ظهر اليوم الأربعاء في حرم الجامعة".
وأشار إلى مبنى السفارة الإسرائيلية القريب من جامعة القاهرة على نهر النيل قائلا: "يجب إغلاق هذا المبنى، فلا يجوز أن يكون هناك علم إسرائيلي يرفرف على نيل مصر".
وتساءل غاضبا: "هل كثير على مصر قلب العروبة أن تعاقب العدو الإسرائيلي وتوقف التطبيع السياحي معه؟. فهذا أمر يدعو إلى الأسى من صناع القرار الذين يعانون من عزلة تامة عما يجري في صدور وعقول الناس بسبب ما يشاهدونه يوميا من فصول الوحشية الإسرائيلية في كل من لبنان وفلسطين".
إحباط بقطاع السياحة
مشاعر الإحباط امتدت أيضا إلى العاملين بقطاع السياحة ذاته، الذين رأوا أن تجميد التطبيع السياحي مع إسرائيل لن يؤثر كثيرا على الموسم السياحي المصري.
فبلهجة حاسمة قال "صابر"، أحد العاملين في مدينة دهب السياحية بجنوب سيناء: "كنت من أكثر الناس سعادة بهذا الخبر؛ لأنني أعرف أن أغلب السياح الإسرائيليين يتعمدون عدم الإنفاق بسخاء في مصر؛ كي لا يفيدون الاقتصاد المصري، فهم يتمتعون بالمناظر الطبيعة الخلابة في شبه جزيرة سيناء بأقل حجم من الإنفاق، ويصل الأمر بالكثير منهم إلى جلب معظم احتياجاتهم معهم، وبالتالي يتراجع العائد من وراء تواجدهم على أرض مصر".
ويضيف صابر بحسرة لـ"إسلام أون لاين.نت": "ضررهم أكبر من نفعهم، فالكثير منهم يسعي إلى إدخال المخدرات، ونشر الرذيلة سواء عن قصد أو بالمصادفة بين الشباب المصري العامل في قطاع السياحة بهذه المنطقة، فسيناء بدون إسرائيليين أفضل كثيرا لمصر".
التطبيع السياحي
ومصر أول دولة طبّعت مع إسرائيل ضمن صفقة اتفاقيات السلام التي وقعت بين البلدين عام 1979 على خلفية اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978.
وفي مارس 1980 أوصت لجنة مشتركة تألفت لتفعيل ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس المصري السابق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجن بضرورة "تطبيع العلاقات".
وناقشت هذه اللجنة مسألة تشجيع السياحة، وانتهت إلى السماح للإسرائيليين أصحاب السيارات الخاصة بدخول مصر عبر منطقة طابا ومنفذ رفح البري، شريطة أن يثبتوا حيازتهم لمبلغ مائة جنيه مصري لدى عبور الحدود.
وبعد ذلك تم تدشين خط للملاحة الجوية بين البلدين، بدأ نشاطه برحلتين أسبوعيا، وازداد تدريجيا إلى أربع رحلات. كما واكب ذلك افتتاح خط لشركة الطيران الإسرائيلية (العال)، واتخذت مكتبا لها بالعاصمة المصرية. ثم تسارعت وتيرة التطبيع السياحي؛ حيث تم تدشين خط للنقل البري بين شركة أتوبيس الدلتا المصرية وشركة (أجل) الإسرائيلية بواقع 8 رحلات أسبوعيا بين القاهرة وتل أبيب.
وتشير إحصائيات هيئة تنشيط السياحة لعام 2005 إلى أن عدد السياح الإسرائيليين الذين دخلوا جنوب سيناء بلغ 256 ألفا، بنسبة انخفاض 34%، وبلغ خلال الستة أشهر الأخيرة 80 ألفا، أي بانخفاض 32%.
ومقارنة بحجم السياحة الأوروبية الوافدة إلى مصر، تقدر نسبة السياحة الإسرائيلية بأقل من 2%؛ وهو ما يستدل به خبراء السياحة على أن تأثر قطاع السياحة سيكون طفيفا للغاية في حال لم تستقبل مصر سياحا إسرائيليين.
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-08/02/12.shtml (http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-08/02/12.shtml)
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-08/02/images/pic12.jpg
القاهرة- حمدي الحسيني- إسلام أون لاين.نت
تراجعت وكالة الأنباء المصرية الرسمية عن خبر بثته يفيد بأن " وزارة السياحة قررت تعليق كافة الاتفاقيات السياحية مع إسرائيل ". وخلال عدة ساعات، ما بين بث الخبر والتراجع عنه، تباينت مشاعر العديد من المصريين ما بين الترحيب به، ثم الإحباط من نفيه.
الخبر الذي بثته الوكالة صباح الأربعاء 2-8-2006 على خدمة الرسائل القصيرة على الهاتف الجوال تلقفه الصحفيون والمثقفون المصريون بترحاب شديد، وتداولوه بسرعة فائقة جراء الإحباط الشعبي العربي من موقف الأنظمة العربية العاجز تجاه الحرب الإسرائيلية على لبنان وفلسطين.
واحتل هذا الخبر مساحة كبيرة من المناقشات بين المواطنين، وتحمست لنشره بعض الصحف والمواقع الإخبارية على الإنترنت.
أضعف الإيمان
مشاعر المصريين ما بين بث الخبر ونفيه رصدتها "إسلام أون لاين.نت".فبعد بث الخبر مباشرة قال جمال فهمي، عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين: هذه "خطوة إيجابية من الحكومة، ومحاولة لامتصاص الغضب الشعبي من العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعبين اللبناني والفلسطيني".
وبعد نفي قال "محمود"، سائق تاكسي بداخل القاهرة: "كنت أتمنى أن يكون خبر وقف جميع أشكال التطبيع السياحي مع إسرائيل صحيحا، فلو وجدت سائحا إسرائيليا بمصر سأقاطعه، وربما أنزله في منتصف الطريق إن اكتشفت هويته حتى لو عدت إلى أسرتي آخر اليوم بدون إيراد".
وأضاف بغضب: "حتى هذه الخطوة الضعيفة لم يجرؤ أي مسئول على اتخاذها مع أنها تدخل في إطار أضعف الإيمان على ما يجري من مجازر بشعة تأجج مشاعرنا كلما تابعنا فصولها بلبنان وفلسطين، فهل من المعقول أن يجرؤ أي إسرائيلي على أن يأتي إلى مصر؟!.. أنا شخصيا أفضل الصوم على كسب الرزق من أي إسرائيلي".
"كفانا الله شرهم"
حالة الإحباط من نفي الخبر انتقلت أيضا إلى ربات البيوت، حيث تقول "شوق"، وهي من سكان حي الزمالك الراقي بالقاهرة وأم لثلاثة أولاد: "ماذا يضير الحكومة، أو يضير مصر كلها إذا أغلقت مكاتب شركات السياحة التي تتعامل مع السياح الإسرائيليين أبوابها؛ فإسرائيل تقتل أطفال لبنان وفلسطين بدم بارد، مثل هؤلاء البشر غير مرحب بهم على أرضنا، ولا نحتاج إلى نقودهم، وكفانا الله شرهم؛ فقد ظهر من عدوانهم الوحشي على لبنان وفلسطين مدى استهانتهم بالدم العربي".
اتفاقية مرفوضة
الشباب كانوا الأكثر تحمسا لوقف كافة صور التطبيع ليس فقط في الشق السياحي بل أيضا على كافة المستويات. فبحماس قالت "جيهان"، طالبة حقوق بجامعة القاهرة: "لا أتصور أن يجرؤ إسرائيلي على المجيء إلى مصر، أنا شخصيا كنت سعيدة بهذا الخبر، لكن أصبت بحزن شديد بعد أن نفته وكالة أنباء الشرق الأوسط".
واستطردت بقولها: "لو عرفت هوية سائح إسرائيلي في أي مكان سياحي بمصر فسوف أتمسك بطرده من البلد حتى لو وصل الأمر إلى تحرير محضر رسمي برفض دخول أي إسرائيلي إلى مصر".
واعتبرت أن "اتفاقية السلام مع إسرائيل التي تتحجج بها الحكومة في استمرار التطبيع مرفوضة؛ لأن الإسرائيليين الآن في حالة حرب على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وهذا يتعارض مع روح الاتفاقية نفسها".
العلم الإسرائيلي
وقبل أن تكمل "جيهان" حديثها صرخ "عبد الله" زميلها في السنة الثالثة بالكلية نفسها قائلاً: "هذا ما نطالب به في كل مظاهرة طلابية، وأحدثها مظاهرة نظمناها بعد ظهر اليوم الأربعاء في حرم الجامعة".
وأشار إلى مبنى السفارة الإسرائيلية القريب من جامعة القاهرة على نهر النيل قائلا: "يجب إغلاق هذا المبنى، فلا يجوز أن يكون هناك علم إسرائيلي يرفرف على نيل مصر".
وتساءل غاضبا: "هل كثير على مصر قلب العروبة أن تعاقب العدو الإسرائيلي وتوقف التطبيع السياحي معه؟. فهذا أمر يدعو إلى الأسى من صناع القرار الذين يعانون من عزلة تامة عما يجري في صدور وعقول الناس بسبب ما يشاهدونه يوميا من فصول الوحشية الإسرائيلية في كل من لبنان وفلسطين".
إحباط بقطاع السياحة
مشاعر الإحباط امتدت أيضا إلى العاملين بقطاع السياحة ذاته، الذين رأوا أن تجميد التطبيع السياحي مع إسرائيل لن يؤثر كثيرا على الموسم السياحي المصري.
فبلهجة حاسمة قال "صابر"، أحد العاملين في مدينة دهب السياحية بجنوب سيناء: "كنت من أكثر الناس سعادة بهذا الخبر؛ لأنني أعرف أن أغلب السياح الإسرائيليين يتعمدون عدم الإنفاق بسخاء في مصر؛ كي لا يفيدون الاقتصاد المصري، فهم يتمتعون بالمناظر الطبيعة الخلابة في شبه جزيرة سيناء بأقل حجم من الإنفاق، ويصل الأمر بالكثير منهم إلى جلب معظم احتياجاتهم معهم، وبالتالي يتراجع العائد من وراء تواجدهم على أرض مصر".
ويضيف صابر بحسرة لـ"إسلام أون لاين.نت": "ضررهم أكبر من نفعهم، فالكثير منهم يسعي إلى إدخال المخدرات، ونشر الرذيلة سواء عن قصد أو بالمصادفة بين الشباب المصري العامل في قطاع السياحة بهذه المنطقة، فسيناء بدون إسرائيليين أفضل كثيرا لمصر".
التطبيع السياحي
ومصر أول دولة طبّعت مع إسرائيل ضمن صفقة اتفاقيات السلام التي وقعت بين البلدين عام 1979 على خلفية اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978.
وفي مارس 1980 أوصت لجنة مشتركة تألفت لتفعيل ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس المصري السابق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجن بضرورة "تطبيع العلاقات".
وناقشت هذه اللجنة مسألة تشجيع السياحة، وانتهت إلى السماح للإسرائيليين أصحاب السيارات الخاصة بدخول مصر عبر منطقة طابا ومنفذ رفح البري، شريطة أن يثبتوا حيازتهم لمبلغ مائة جنيه مصري لدى عبور الحدود.
وبعد ذلك تم تدشين خط للملاحة الجوية بين البلدين، بدأ نشاطه برحلتين أسبوعيا، وازداد تدريجيا إلى أربع رحلات. كما واكب ذلك افتتاح خط لشركة الطيران الإسرائيلية (العال)، واتخذت مكتبا لها بالعاصمة المصرية. ثم تسارعت وتيرة التطبيع السياحي؛ حيث تم تدشين خط للنقل البري بين شركة أتوبيس الدلتا المصرية وشركة (أجل) الإسرائيلية بواقع 8 رحلات أسبوعيا بين القاهرة وتل أبيب.
وتشير إحصائيات هيئة تنشيط السياحة لعام 2005 إلى أن عدد السياح الإسرائيليين الذين دخلوا جنوب سيناء بلغ 256 ألفا، بنسبة انخفاض 34%، وبلغ خلال الستة أشهر الأخيرة 80 ألفا، أي بانخفاض 32%.
ومقارنة بحجم السياحة الأوروبية الوافدة إلى مصر، تقدر نسبة السياحة الإسرائيلية بأقل من 2%؛ وهو ما يستدل به خبراء السياحة على أن تأثر قطاع السياحة سيكون طفيفا للغاية في حال لم تستقبل مصر سياحا إسرائيليين.
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-08/02/12.shtml (http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-08/02/12.shtml)