Star_Fire
05-08-2006, 05:36 AM
منظمات الإغاثة العالمية: دور اقتصادي أم لعبة سياسية؟
د. صنهات بدر العتيبي
«اتهمت السلطات في اوزبكستان منظمة امريكية خاصة تعمل في مجال الاغاثة بانتهاك قوانين البلاد. وجاء في بيان وزارة العدل الاوزبكية ان منظمة «ونروك العالمية» (الامريكية) وبمساعدة جماعات محلية غير حكومية نشرت مواد بقصد تشويه الدين الاسلامي حيث قامت بتوزيع مطبوعة بعنوان «الاسلام والمرأة» تعدت فيها على القرآن الكريم. من جهة اخرى منظمة ونروك، التي بدأت اعمالها في اوزبكستان عام 1994 (قبل احداث 11 سبتمبر بسنوات!!)، قالت بوجه مغسول!! ان مشاريعها تقوم على دعم المزارعين في الاعمال الخاصة وكذلك خلق فرص عمل للنساء (!!) في المناطق الريفية، والمنظمة التي تعمل في 65 بلداً اسسها وينثروب روكفللر، حفيد عملاق النفط جون روكفللر لتحقيق مآرب في نفس يعقوب قد يكون آخرها الاغاثة واعانة المحتاج». هذا الخبر المقتضب يوضح بجلاء بعضاً من الاجندة المخيفة لمنظمات الاغاثة العالمية والجمعيات الخيرية الدولية وكما قيل «ما خفي كان اعظم»!!
في الوقت الذي تشدد فيه الادارة الامريكية حصارها المعلن والمبطن على الجمعيات الخيرية الإسلامية بحجة تجفيف مصادر الدعم والتمويل للإرهاب، تفتح الابواب والنوافذ وحرس الحدود لجمعياتها ومنظماتها تحمل دولاراً ملوثاً في يد وانجيلاً محرفاً في اليد الاخرى ويكون التركيز على المجتمعات الإسلامية الهشة ليس رغبة في تنصير المسلمين فهذا امر قد يكون بعيد المنال ولكن لغرض تشكيك المسلمين في دينهم (ويكفي من حبل المشنقة ما احاط بالعنق!!) انه استغلال بشع للحاجة الاقتصادية من اجل تحقيق تقدم في ما يتعلق باستراتيجية مكافحة الإرهاب التي تدور عجلاتها منذ عهد قديم خاصة بعيد انقشاع التهديد الايدولوجي الماركسي للحضارة الغربية وبحثهم في الغرب عن عدو جديد يصبون عليه جام مكرهم وعظيم كيدهم وحمم صواريخهم عابرة القارات!!
في الوقت الذي يرمي بعضنا (بالمفاطيح) على قارعة الطريق، توجد العديد من المجتمعات الإسلامية الفقيرة والمهمشة تتلهف ببراءة متناهية لتوفير ما يسد رمقها ويغطي جسدها، وتبحث عن خدمات مثل حفر آبار المياه وبناء محطات الكهرباء وغيرها من اساسيات البنية الحياتية.. فجاءت الايدي الناعمة!! تقدم العون الاقتصادي المسموم والاغاثة الانسانية المشروطة ولكن تدس قيمها وافكارها ومواقفها المنحرفة في لقمة العيش لشعوب تمد يدها وعقلها الباطن يستصرخ قائلاً «لا صوت يعلو فوق صوت المعدة»!! هذه صورة حية على الهواء لتطبيق عملية عجن مدروس لكم هائل من السم الزعاف يهلك بلد وقيم وكرامة في رغيف صغير من الخبز بالكاد يشبع طفلة افغانية جائعة ونائمة على قارعة الطريق.. وقديماً قيل «ان الافاعي وان لانت ملامسها.. عند التقلب في انيابها العطب»!!
من الدارج في عالم السياسة، انه يكون للمعونات الاقتصادية والاغاثة البريئة!! دور مفصلي في إضعاف مواقف الدول الممنوحة مما يساعد على «محاربة» القيم المحلية وتغيير التوجهات السياسية لهذه الدول التي تفتح فمها للآخرين ولا تجاهد وتعمل بشرف!! بمعنى، انه بقدر ما تأخذ الدولة من معونات بقدر ما تفقد من قرار ومواقف وملابس داخلية!! هذا هو اقتصاد البطون الخاوية الذي يجعل بعض الدول لا تقدر حتى على مجرد الادانة للتجاوزات الهائلة التي تحدث في حق مصالحها الاخلاقية والسياسية وتقوم بعض المجتمعات مكرهة ب«غض الطرف» عن ممارسات مخيفة تمس ثقافاتها وقيمها ومستقبل اجيالها!!
ومن الدارج في عالم التعاسة انه يوجد في بعض المجتمعات ثلة من ابنائها العاقين يتبرعون لتشويه الثقافة المحلية والقيم الاساسية ليس بسبب جوع او عطش ولكن اعماهم بريق الدولار واطماع اخرى!! لا يحتاج الامر الى كبير عناء للعثور على كتاباتهم ومواقعهم الالكترونية وهم قوم من بني جلدتنا، ولكنهم يتجنون على موقف القرآن من المرأة بالسير على خطى روكفللر، ويشككون في بعض المفاهيم والقيم الإسلامية الاصيلة ويكتبون بسخافة مريرة لتشويه مواقف الإسلام من جديد العصر والتقنية الخ!! ويعمدون الى الترويج لعدد من البدع المضلة مثل وحدة النفس البشرية وعولمة القيم وعمومية الاخلاق وغير ذلك.. بل ان البعض منهم قد رضي ان يكون مجرد ترس في عجلة الاستراتيجية الامريكية لمكافحة الارهاب والحرب على المناهج وثقافة المقاومة وليس من المستبعد ان يوظف النشرات التي توزعها منظمة ونروك ليصدع بها رؤوسنا بالصراخ والعويل على وضع المرأة التي يدعي انها مسجونة خلف قضبان هذا المجتمع المتوحش!! وهنا يحق لأبي حنيفة ان يستريح ويمد كلتا قدميه وليس قدماً واحدة فقط!!
* نقلا عن صحيفة "الرياض" السعودية
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/08/04/26316.htm (http://www.alarabiya.net/Articles/2006/08/04/26316.htm)
د. صنهات بدر العتيبي
«اتهمت السلطات في اوزبكستان منظمة امريكية خاصة تعمل في مجال الاغاثة بانتهاك قوانين البلاد. وجاء في بيان وزارة العدل الاوزبكية ان منظمة «ونروك العالمية» (الامريكية) وبمساعدة جماعات محلية غير حكومية نشرت مواد بقصد تشويه الدين الاسلامي حيث قامت بتوزيع مطبوعة بعنوان «الاسلام والمرأة» تعدت فيها على القرآن الكريم. من جهة اخرى منظمة ونروك، التي بدأت اعمالها في اوزبكستان عام 1994 (قبل احداث 11 سبتمبر بسنوات!!)، قالت بوجه مغسول!! ان مشاريعها تقوم على دعم المزارعين في الاعمال الخاصة وكذلك خلق فرص عمل للنساء (!!) في المناطق الريفية، والمنظمة التي تعمل في 65 بلداً اسسها وينثروب روكفللر، حفيد عملاق النفط جون روكفللر لتحقيق مآرب في نفس يعقوب قد يكون آخرها الاغاثة واعانة المحتاج». هذا الخبر المقتضب يوضح بجلاء بعضاً من الاجندة المخيفة لمنظمات الاغاثة العالمية والجمعيات الخيرية الدولية وكما قيل «ما خفي كان اعظم»!!
في الوقت الذي تشدد فيه الادارة الامريكية حصارها المعلن والمبطن على الجمعيات الخيرية الإسلامية بحجة تجفيف مصادر الدعم والتمويل للإرهاب، تفتح الابواب والنوافذ وحرس الحدود لجمعياتها ومنظماتها تحمل دولاراً ملوثاً في يد وانجيلاً محرفاً في اليد الاخرى ويكون التركيز على المجتمعات الإسلامية الهشة ليس رغبة في تنصير المسلمين فهذا امر قد يكون بعيد المنال ولكن لغرض تشكيك المسلمين في دينهم (ويكفي من حبل المشنقة ما احاط بالعنق!!) انه استغلال بشع للحاجة الاقتصادية من اجل تحقيق تقدم في ما يتعلق باستراتيجية مكافحة الإرهاب التي تدور عجلاتها منذ عهد قديم خاصة بعيد انقشاع التهديد الايدولوجي الماركسي للحضارة الغربية وبحثهم في الغرب عن عدو جديد يصبون عليه جام مكرهم وعظيم كيدهم وحمم صواريخهم عابرة القارات!!
في الوقت الذي يرمي بعضنا (بالمفاطيح) على قارعة الطريق، توجد العديد من المجتمعات الإسلامية الفقيرة والمهمشة تتلهف ببراءة متناهية لتوفير ما يسد رمقها ويغطي جسدها، وتبحث عن خدمات مثل حفر آبار المياه وبناء محطات الكهرباء وغيرها من اساسيات البنية الحياتية.. فجاءت الايدي الناعمة!! تقدم العون الاقتصادي المسموم والاغاثة الانسانية المشروطة ولكن تدس قيمها وافكارها ومواقفها المنحرفة في لقمة العيش لشعوب تمد يدها وعقلها الباطن يستصرخ قائلاً «لا صوت يعلو فوق صوت المعدة»!! هذه صورة حية على الهواء لتطبيق عملية عجن مدروس لكم هائل من السم الزعاف يهلك بلد وقيم وكرامة في رغيف صغير من الخبز بالكاد يشبع طفلة افغانية جائعة ونائمة على قارعة الطريق.. وقديماً قيل «ان الافاعي وان لانت ملامسها.. عند التقلب في انيابها العطب»!!
من الدارج في عالم السياسة، انه يكون للمعونات الاقتصادية والاغاثة البريئة!! دور مفصلي في إضعاف مواقف الدول الممنوحة مما يساعد على «محاربة» القيم المحلية وتغيير التوجهات السياسية لهذه الدول التي تفتح فمها للآخرين ولا تجاهد وتعمل بشرف!! بمعنى، انه بقدر ما تأخذ الدولة من معونات بقدر ما تفقد من قرار ومواقف وملابس داخلية!! هذا هو اقتصاد البطون الخاوية الذي يجعل بعض الدول لا تقدر حتى على مجرد الادانة للتجاوزات الهائلة التي تحدث في حق مصالحها الاخلاقية والسياسية وتقوم بعض المجتمعات مكرهة ب«غض الطرف» عن ممارسات مخيفة تمس ثقافاتها وقيمها ومستقبل اجيالها!!
ومن الدارج في عالم التعاسة انه يوجد في بعض المجتمعات ثلة من ابنائها العاقين يتبرعون لتشويه الثقافة المحلية والقيم الاساسية ليس بسبب جوع او عطش ولكن اعماهم بريق الدولار واطماع اخرى!! لا يحتاج الامر الى كبير عناء للعثور على كتاباتهم ومواقعهم الالكترونية وهم قوم من بني جلدتنا، ولكنهم يتجنون على موقف القرآن من المرأة بالسير على خطى روكفللر، ويشككون في بعض المفاهيم والقيم الإسلامية الاصيلة ويكتبون بسخافة مريرة لتشويه مواقف الإسلام من جديد العصر والتقنية الخ!! ويعمدون الى الترويج لعدد من البدع المضلة مثل وحدة النفس البشرية وعولمة القيم وعمومية الاخلاق وغير ذلك.. بل ان البعض منهم قد رضي ان يكون مجرد ترس في عجلة الاستراتيجية الامريكية لمكافحة الارهاب والحرب على المناهج وثقافة المقاومة وليس من المستبعد ان يوظف النشرات التي توزعها منظمة ونروك ليصدع بها رؤوسنا بالصراخ والعويل على وضع المرأة التي يدعي انها مسجونة خلف قضبان هذا المجتمع المتوحش!! وهنا يحق لأبي حنيفة ان يستريح ويمد كلتا قدميه وليس قدماً واحدة فقط!!
* نقلا عن صحيفة "الرياض" السعودية
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/08/04/26316.htm (http://www.alarabiya.net/Articles/2006/08/04/26316.htm)