المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدوري الألماني يفقد بريقه



أبومعاذ السلفي
11-08-2006, 01:29 AM
الدوري الألماني يفقد بريقه

http://www.aljazeerasport.net/arabic//News/football/images/bundisliga_B.jpg


لا يختلف اثنان حول نجاح ألمانيا في تحويل أنظار العالم إليها طوال شهر كامل عند استضافتها مونديال 2006، الذي أصر الألمان على اعتباره نقطة أساسية لإعادة انطلاق الكرة الألمانية في اتجاه التربع على القمة العالمية والأوروبية في المستقبل القريب.
واعتبر المراقبون الألمان في مناسبات عدة أنه يفترض الاستفادة إلى أبعد الحدود من ايجابيات المونديال لإضفاء نكهة جديدة على الدوري الألماني "البوندسليغا"، الذي قلل متابعو البطولات الأوروبية في الأعوام الأخيرة من أهميته مقارنة بالدوري في إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا.
ويبدو واضحا أن الجماهير الألمانية تنظر بعين الاهتمام إلى موسم مشوق بعدما انغمست في حمى المونديال الذي أنهاه المنتخب الألماني في المركز الثالث، بالإضافة لتقديم رجال يورغن كلينسمان أداء هجوميا ممتعا، وهذا الأمر أثنى عليه مدربو النوادي الذين قد يعمدون إلى اعتماد صيغة كلينسمان لتقديم أفضل العروض الممكنة لمشجعيهم المتعطشين لاستئناف مشوار البطولة.
وذكرت مصادر رسمية أن النوادي باعت ما يقارب 358 ألف بطاقة موسمية، وهذا رقم قياسي لم تشهده البطولة الألمانية طوال تاريخها، وهو مرشح للارتفاع مع تزايد الطلبات من قبل مشجعي الفرق المختلفة.
وبالرغم من أن لغة الأرقام تشير إلى أن عنصر الحماسة كان حاضرا بقوة في "البوندسليغا" في المواسم القريبة الماضية عبر نسبة الأهداف المرتفعة والحضور الجماهيري المتزايد، إضافة إلى بلوغ الإثارة ذروتها في ظل بقاء هوية ستة أبطال مجهولة حتى اليوم الأخير في المواسم العشرة الماضية، فإن النظرة الصيفية العالمية إلى ألمانيا ستختلف عن نظيرتها الشتوية التي تبدو أكثر سلبية بسبب استمرار غياب الأسماء الرنانة عن الدوري المحلي.
وفي الوقت الذي نشطت فيه النوادي الأوروبية في أسواق العرض والطلب، لم تنجح نظيرتها الألمانية في اقتناص لاعب واحد من نجوم الصف الأول، مكتفية بالحصول على خدمات بعض المواهب المثيرة للاهتمام التي قد يكون لها شأن كبير في المستقبل، أمثال المدافع البلجيكي فنسان كومباني المنتقل إلى هامبورغ.
وتتمثل مشكلة الفرق الألمانية في عزوفها عن التعاقد مع أبرز نجوم الكرة من أصحاب الرواتب العالية، ومن المعروف أن بعضها طرح اعتراضات متكررة على قيمة الرواتب الهائلة التي تدفع للاعبين.
ويتقدم بايرن ميونيخ الذي من المفترض أن يكون أكثر الأندية الألمانية جذبا للاعبين النجوم، مبادرة تخفيض الأجور التي تشهدها البطولة المحلية قبل انطلاق الموسم الجديد للعام الثاني على التوالي، إذ وصل إجمالي تخفيضات النادي البافاري الموسم الماضي إلى 60 مليون يورو.
وانطلاقا من هذا الأمر، فشل البايرن في الظفر بتوقيع الهداف الهولندي رود فان نيستلروي بعدما رفض بحسب مديره أولي هونيس رفع قيمة العرض المقدم إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي، ليحزم بعدها اللاعب حقائبه باتجاه ريال مدريد الإسباني مقابل 16 مليون يورو.
ويصر هونيس أن بطل الثنائية (الدوري والكأس) في الموسم الماضي انسحب بملء إرادته من السباق على توقيع فان نيستلروي قائلا: "لو عرضنا ما أراده مانشستر لحصلنا على اللاعب، لكننا في الوقت عينه نكون قد عملنا في شكل مناف لفلسفتنا".
لكن الوضع بدا مغايرا في حالات أخرى في ظل رفض لاعبين آخرين القيام بخطوة العبور نحو بطولة خالية من النجوم الكبار، على غرار ما أقدم عليه هداف بطولة أمم أوروبا عام 2004 التشيكي ميلان باروش، بعدما فضل البقاء مع أستون فيلا الذي يحتل مركزا وسطيا في الدوري الانكليزي الممتاز، على الانتقال إلى هامبورغ أحد المنافسين على لقب "البوندسليغا" الموسم الماضي.
وإذ تم اعتبار هذه المعضلة غير مستجدة على الدوري الألماني، تبدو الصورة أسوأ بكثير على أبواب الموسم الجديد، إذ أدى توجه الأندية إلى هجرة بالجملة لأبرز نجوم البطولة في المواسم الأخيرة، مما يهدد بغياب المتعة المنتظرة وفقدان "البوندسليغا" ثقلها بين البطولات الخمس الكبرى في القارة العجوز.
وكانت "الفلسفة البافارية" حاضرة بقوة في قضية قائد "المانشافت" مايكل بالاك الذي سطر أول فصول هجرة النجوم إلى خارج الحدود الألمانية بعدما رفض البايرن رفع أجره، مما دفعه للانتقال إلى تشلسي بحثا عن بنود عقد أفضل، في الوقت الذي قال فيه هونيس: "إن النوادي الأوروبية التي تخطف النجوم من بطولتنا لا تتفوق علينا في شئ، إنها تدفع أكثر بكل بساطة"، من دون أن ينسى اتهام مالك نادي تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش بتهديم موازين وقواعد الكرة الأوروبية.
وجاءت خسارة البايرن مضاعفة لأن بالاك انتقل إلى بطل إنكلترا من دون مقابل اثر انتهاء عقده، وينطبق الأمر عينه على زميله البرازيلي زي روبرتو أحد أبرز اللاعبين الذين خاضوا غمار الدوري الألماني على مر التاريخ.
وخسر الدوري الألماني أهم رموزه بعودة صانع الألعاب الموهوب الفرنسي يوهان ميكو الى بلاده، وكرت السبحة إثر رحيل الهداف البلغاري ديميتار برباتوف من باير ليفركوزن إلى توتنهام الإنكليزي، والبرازيلي مارسيلينيو من هرتا برلين إلى طرابزون سبور التركي، بينما فقد بوروسيا دورتموند التشيكيين توماس روزيكي ويان كولر لصالح الأرسنال الإنكليزي وموناكو الفرنسي على التوالي.
ويبقى الأمل منوطا باللاعبين الدوليين الذين أعادوا الهيبة إلى الكرة الألمانية في المونديال، وعلى رأسهم هداف البطولة العالمية ميروسلاف كلوزه وافضل لاعب ناشئ فيها لوكاس بودولسكي، لتلميع صورة الدوري الألماني بمساعدة الوافدين الجدد الذين يعول عليهم الكثير لإعادة البريق المفقود، أمثال الهداف السويسري ألكسندر فراي (دورتموند) والبرازيلي الموهوب دييغو (بريمن) والدانماركي بيتر لوفنكراندز (شالكه).

المصدر (http://www.aljazeerasport.net/arabic//News/football/article4425.html)