المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر أحاسيس محمد سلامة



سلامة المصرى
14-08-2006, 10:08 AM
أحاسيس

محمد سلامة

إهداء.. إلى تلك التي تتحاشاني كلما التقت عيوننا, عسى الله أن يجمعنا يوما برباط مقدس لا ينفصم أبد الدهر.

أول إحساس:
في زمن ماتت فيه الرومانسية أو كادت, وصارت الشاعرية سرابا مضمحلا , يتلاشى شيئا فشيئا ليختفي بين صفحات كتب وروايات لا أحد يقرأها أصلا.. عاد بعض فرسان الماضي على أحصنتهم البيضاء, حاملين الزهور حول أعناق جيادهم, باحثين عن أميرات كأميرات القصص الخيالية, يعشن بيننا متخفيات, هاربات من جفاء الواقع..وصار واجب هؤلاء النبلاء أن ينقبوا عنهن كما يفعل عمال المناجم في بحثهم عن الأحجار النفيسة والألماس بين ركام الصخور.. أما أنا فقد وجدت أميرتي وجوهرتي منذ زمن, ولا أنوي أن أضيعها.. وعنها كتبت هذه الصفحات.
إحساس 2
الجريمة الكاملة, هذا هو وصف ما تفعله تلك الفتاة بالرجال! تفتنهم بنظرات كالسهام, والفتنة أشد من القتل! ولا تحاول حتى إخفاء سلاح جريمتها, فكيف تخفي الرموش والجفون؟!
إحساس 3
أشعر وأنا بقربها أن كل ضعف بي قد ذهب للأبد. أن القوة تسري في عروقي وتتغلغل عضلات جسدي. شمشون الذي لا تقدر الرجال على هزيمته.. لكن - في النهاية - هل هُزم شمشون إلا على يد امرأة ؟!
إحساس 4
كلما نظرت لي من بعيد نظرتها المعهودة, أغلق عليها جفوني وكأنها تحتضنها, مستبقيها في ذاكرتي لأطول فترة ممكنة قبل أن تذوب.. كقطعة شيكولاتة.
إحساس 5
العجيب, أن لها أربعة أنواع مختلفة من الابتسامات !
إحساس 6
جاء الربيع هذا العام مبكرا عن موعده, لأنه رآها وهي في ثوبها الأخضر ذي الورود فظن الأوان قد حان لتتفتح الأزهار.
إحساس 7
لو كان " دافنشي" رآها لأحرق لوحته الموناليزا وأمضى بقية سنوات عمره يرسم ملامحها, في انبهار.
إحساس 8
كنت أتساءل دائما: أين تخفي أجنحتها الملائكية عن أنظار أمثالي من البشر!
إحساس 9
ليتني كنت مرآة في غرفتها, علها تتطلع في وجهي كل يوم فترى انعكاسها فيه!
ليتني كنت كوب ماء موضوعا بجوار فراشها, لامسته يوما بشفتيها!
ليتني كنت مجرد فرشاة مهملة في درج من أدراجها, مررتها يوما على شعرها!
ليتني كنت هي وكانت أنا, فتمتزج روحانا حتى تختفي الحدود بيننا!
إحساس 10
أنظر إلى أجمل عينين رأيتهما في الوجود, فأكتشف في نفسي ما لم أره من قبل, ولا أقدر أن أحول بصري عنها, كخلية شمسية تمتص من الضوء ما يغذيها بالطاقة.
إحساس 11
تسير مسرعة في خطواتها وكأنها تلاحق شيئا أمامها يهرب منها. لا تتمايل في مشيها أو تتكلف, ومع ذلك فأنوثتها تتدفق منها-رغما عنها- مع كل خطوة تخطوها!
إحساس 12
لماذا تجعلني أطوف حولها متألما, كفراشة تطير حول لهب شمعة, إن أقترب أحترق, وإن أبتعد يعود الضياء فيجذبني إليها؟
إحساس 13
يا صديقي.. تقول إني هجرتك ونسيت أيامنا وأحلامنا وفترة شبابنا. اعذرني, فقد وجدت من تنسيني العالم بما فيه.. تلك التي صارت أيامي ومنتهى أحلامي. إذا عرفتها ستفهم ما أعني, لكنك - للأسف- لن تفعل أبدا, فهي لا ترى في الرجال سواي, ولا أشعر أنا ببنت حواء غيرها.
إحساس 14
.. وفي لحظة تنمحي من ذهني كل الأفكار ويصير عقلي كصفحة بيضاء لم يمسسها قلم, وتتلاشى صورة العالم من حولي وما به من أشياء, ويتباطأ الزمن ولا أرى أمامي إلا عينيها الواسعتين, دوامتين تسحباني داخلهما.. نحو المجهول.
إحساس 15
يا زهرة برية وحيدة فوق قمة جبل. هلا أفسحت لي مكانا بجوارك لأغرس في التربة الصخرية نبتة صباري الحائرة, فتحيلي بسحرك ذبولها نضرة, وضعفها قوة. ومن يدري, علني أصبح يوما _مثلك_ زهرة يانعة أجاورك, حتى تقطفنا كف واحدة حين يحين الحين.
آخر إحساس:
أمنيتي أن تحرك هذه الكلمات قلب كل من صرعته الحياة المادية وأنسته حقيقته كإنسان له مشاعر يحب بها ويكره ويتألم ويسعد. فالحقيقة أن العالم من حولنا مشحون بآلاف الأشياء الصغيرة الجميلة التي تمر أمام أعيننا كل يوم دون أن نقف للحظة ونتأملها.نملة تتابعها وهي تمشي على ذراعك, قطرة ماء تنزلق فوق زجاج نافذتك وقت المطر, مشهد طفل لا تعرفه يجلس بالقرب من الماء على الشاطئ يحاول أن يبني بكفيه الصغيرتين بيتا من الرمال.دبوس زينة بتصميم دقيق تضعه الفتاة التي تجلس أمامك بالترام. ذرات التراب وهي تعبث في شعاع الشمس المتسلل للغرفة وقت الظهيرة. حبة مشمش ترقد متكاسلة فوق أكوام من أخواتها عند بائع الفاكهة. مكعب من السكر تنساه في فمك ليذوب ببطء. نسمة هواء تهب وتداعب وجهك وأنت قائم تصلي الجمعة في شدة حر يونيو. ضحكة أخيك الصغير تجلجل كلما قذف ببالوناته الملونة في الهواء. وأخيرا.. الابتسامة التي ترتسم فوق شفتي فتاتك الجالسة بجوارك تقرأ هذا الكلام وهى تعلم أنك كتبته محاولا التقرب منها !!
* * *

جِهَاد و كَفَى
16-08-2006, 06:12 PM
سلامٌ عليك ..

قبل أي شيء .. أرحب بك أخًا عزيزًا مستجدًا معنا ..

أما قطعتك

فأعجبتني كثيرًا .. لك حرفٌ مختلف سيدي ..

ببساطة استمر سيدي ..

فيض تحية

Exodia
17-08-2006, 08:48 AM
السلام عليكم

أهلاً بك أخي سلامة المصري ...
لديك إحساس وتصوير رائع ...
أجدت في طرحهما ببساطه ...
ننتظر عودتك لنرى المزيد

أطيب الأمنيات

سلامة المصرى
23-08-2006, 11:57 AM
وعليكم السلام ورحمة الله ..
تشجيعكم طوق نجاة للغرقان , فكم من الناس يغفل أثر كلمات قليلة على الحالة النفسية للكاتب .
شكرا
أما بخصوص القطعة , فهي - بصراحة - نتاج تجربة حقيقية وإن لم أسلمها بعد لصاحبتها !! (خجل العاشق :))

سلامة المصرى
05-07-2009, 09:09 AM
رأيت اليوم موضوعي القديم هذا فتبسمت , وتذكرت أوقاتا سعيدة عشتها وقت كتابته ! ..

ثلاث سنوات مرت .. يا للعجب.