سهم الاسلام
26-08-2006, 09:15 PM
"نشرة الأخبار" متابعة حدثية أم ضغوط نفسية
يعرف الإنسان بأنه مخلوق اجتماعي يؤثر ويتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه، ومع التطور الذي حدث في مجال الاتصال ونقل المعلومات أصبح الفرد يطلع ويعرف أكثر مما كان يطلع عليه سابقاً، ومن هنا فقد أصبح أي خبر يأتي من أي بقعة في الأرض يصله ويؤثر فيه.
الأخبار المزعجة كالحروب والكوارث الطبيعية والمشكلات السياسية لها تأثير سلبي على الإنسان المتلقي، فهي قد تضعه تحت وطأة حالات نفسية مختلفة حسب الأجواء السائدة والتي تعزز بالأخبار الواردة عن طريق وسائل الإعلام.
وهنا نتساءل كيف تؤثر تلك الأوضاع على الشخص وما هي تأثيراتها وكيف؟ وهل بالإمكان حماية أنفسنا من التأثيرات النفسية من الوضع العام المتردي والمؤلم؟ وأسئلة غيرها نجيب عنها من خلال التحقيق التالي:
إحباط
«بت أصاب بالهواجس قبل متابعتي نشرة الأخبار»، هذا ما قاله موسى العوضي عن تأثير الوضع العام السيئ عليه وتابع:أنا فرد من هذا المجتمع والأوضاع السيئة سواء كانت سياسية أو اقتصادية ستؤثر علي بشكل مباشر،
فها أنا أرى إخواني يقتلون وبيوتهم تدمر ويهجرون وأنا أتابع عن بعد دون القدرة على عمل أي شيء لهم، وعند مشاهدتي لهذه الأوضاع أتساءل لو أني كنت مكانهم ماذا سيكون موقفي؟ حتى أنني بت أشعر بالخوف فمصيرنا قد يكون واحداً إذا لم يتم إيجاد حل وتحسين للأوضاع السائدة.
انطوائية
«أصبحت ألزم الصمت لكي أخفف عن نفسي»، هكذا علق علي محمد على الأوضاع السائدة ومدى تأثيرها على نفسية الإنسان وتابع: ليس من السهل علينا تحمل كل هذه الضغوط والأخبار المؤذية التي تتدفق كالسيل إلى آذاننا والصور المرعبة التي تدمي قلوبنا،
فالإنسان بطبيعته يتأثر بما يجري من حوله من أمور، والآن لم يعد هناك شيء بعيد، فقد أصبح العالم قرية صغيرة ولعل مشاهدة نشرة الأخبار يومياً كفيلة بإنقاص عمر الإنسان إلى النصف، وهذا يكفي بالنسبة لي لأن الحديث والجدال حول أوضاعنا المتردية مع الآخرين سيقضي على النصف الآخر من عمري.
عصبية
«العصبية وفقدان التحكم بالنفس هذا ما فعلته بي نشرات الأخبار التي باتت أخبارها تعمل فينا عمل السم»، هذا ما قالته إيمان السليماني عن تأثير الوضع العام على الإنسان.
وتابعت: ليس هناك غير ذلك، فمن يتابع الأخبار سيصاب بهذه الحالة العصبية لا محال، فما من خبر جيد، نحن نعيش الآن تحت وطأة ضغط نفسي واجتماعي وسياسي واقتصادي، وكم حاولت أن أتناسى ما يجري خارج بيتي، لكن دون جدوى، فأنا مضطرة للتفكير في ما يجري لأنه سيطالني لا محالة. ولا سبيل إلى التعايش مع هذه الأوضاع المزرية والتي أصبحت تسبب السكتات القلبية والجلطات عند الشباب في هذه الأيام.
أوضاع متردية
مصطفى خليل علق على الأوضاع المتردية في العالم ضاحكاً وقال: بصراحة أشعر بالحيرة هل أبكي أم أضحك على ما أشاهده وأسمعه على التلفاز. فالتلفاز وجد للتسلية ولكنه بكى وأبكاني معه وذلك لما ينقله من مناظر قتل ودمار لأشقاء وأصدقاء لنا، وصور فقر وجوع وأخبار تردٍ اقتصادي يطال البلاد،
ونحن في الأصل أنهكنا من ضغوطات العمل والهموم العائلية ومشاق تدبير المال، فكيف ستكون نفسية من يعيش في هذه الأجواء، فالضحك أصبح أمراً نادراً لا يحظى به هذه الأيام إلا المحظوظون وهم قليلون في أيامنا هذه.
رأي حكيم
وعن الضغوطات النفسية الناتجة عن متابعة الأخبار والأحداث اليومية المؤلمة وكيفية التغلب عليها حدثنا د.محمد سامح قائلاً: إن الأحداث الجارية في العالم سواء أكانت سيئة أم جيدة فهي تتطلب منا متابعة حثيثة،
وخصوصاً عقب التطور التقني في محطات البث الإذاعي والتلفزيوني التي أمنت لنا متابعة مباشرة للأحداث بحيث أصبح الإنسان يعيش الوقائع وهو يبعد عنها آلاف الكيلومترات، وبالتأكيد فإن للحجم الهائل غير المسبوق للأخبار والتي يغلب عليها الجانب السلبي والمعتم دوراً كبيراً في الضغوطات النفسية على الأشخاص المتابعين،
وهذه الضغوطات تعد وقوداً للإصابة بالأمراض النفسية المختلفة، فهي قد تنتج عن أسباب فطرية أو وراثية أو تنتج عن ضغوطات عامة، والتعرض للمشاهد والأحداث المزعجة والمحزنة لفترات طويلة يؤدي للإصابة بالكثير من الأمراض النفسية ولكن كل شخص يتأثر بشكل مختلف حسب نفسيته،
وللتغلب على تلك الضغوطات التي نتعرض لها علينا احداث توازن في نظام حياتنا فزيارة الأصدقاء والتنفيس والفضفضة عن الضغوطات، تخفف كثيراً من حدة المعاناة، وكذلك محاولة الترفيه عن النفس بشتى الطرق الممكنة، وممارسة الرياضة،
كل تلك الإجراءات من شأنها أن تخفف مما نعانيه من الضغوطات الحياتية الناتجة عن الأوضاع العامة التي نحياها. فمعايشة هذه الأوضاع هي الطريقة الوحيدة للحد من تأثيرها على نفسيتنا.
المصدر: البيان
http://www.syria-news.tv/readnews.php?sy_seq=37438
يعرف الإنسان بأنه مخلوق اجتماعي يؤثر ويتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه، ومع التطور الذي حدث في مجال الاتصال ونقل المعلومات أصبح الفرد يطلع ويعرف أكثر مما كان يطلع عليه سابقاً، ومن هنا فقد أصبح أي خبر يأتي من أي بقعة في الأرض يصله ويؤثر فيه.
الأخبار المزعجة كالحروب والكوارث الطبيعية والمشكلات السياسية لها تأثير سلبي على الإنسان المتلقي، فهي قد تضعه تحت وطأة حالات نفسية مختلفة حسب الأجواء السائدة والتي تعزز بالأخبار الواردة عن طريق وسائل الإعلام.
وهنا نتساءل كيف تؤثر تلك الأوضاع على الشخص وما هي تأثيراتها وكيف؟ وهل بالإمكان حماية أنفسنا من التأثيرات النفسية من الوضع العام المتردي والمؤلم؟ وأسئلة غيرها نجيب عنها من خلال التحقيق التالي:
إحباط
«بت أصاب بالهواجس قبل متابعتي نشرة الأخبار»، هذا ما قاله موسى العوضي عن تأثير الوضع العام السيئ عليه وتابع:أنا فرد من هذا المجتمع والأوضاع السيئة سواء كانت سياسية أو اقتصادية ستؤثر علي بشكل مباشر،
فها أنا أرى إخواني يقتلون وبيوتهم تدمر ويهجرون وأنا أتابع عن بعد دون القدرة على عمل أي شيء لهم، وعند مشاهدتي لهذه الأوضاع أتساءل لو أني كنت مكانهم ماذا سيكون موقفي؟ حتى أنني بت أشعر بالخوف فمصيرنا قد يكون واحداً إذا لم يتم إيجاد حل وتحسين للأوضاع السائدة.
انطوائية
«أصبحت ألزم الصمت لكي أخفف عن نفسي»، هكذا علق علي محمد على الأوضاع السائدة ومدى تأثيرها على نفسية الإنسان وتابع: ليس من السهل علينا تحمل كل هذه الضغوط والأخبار المؤذية التي تتدفق كالسيل إلى آذاننا والصور المرعبة التي تدمي قلوبنا،
فالإنسان بطبيعته يتأثر بما يجري من حوله من أمور، والآن لم يعد هناك شيء بعيد، فقد أصبح العالم قرية صغيرة ولعل مشاهدة نشرة الأخبار يومياً كفيلة بإنقاص عمر الإنسان إلى النصف، وهذا يكفي بالنسبة لي لأن الحديث والجدال حول أوضاعنا المتردية مع الآخرين سيقضي على النصف الآخر من عمري.
عصبية
«العصبية وفقدان التحكم بالنفس هذا ما فعلته بي نشرات الأخبار التي باتت أخبارها تعمل فينا عمل السم»، هذا ما قالته إيمان السليماني عن تأثير الوضع العام على الإنسان.
وتابعت: ليس هناك غير ذلك، فمن يتابع الأخبار سيصاب بهذه الحالة العصبية لا محال، فما من خبر جيد، نحن نعيش الآن تحت وطأة ضغط نفسي واجتماعي وسياسي واقتصادي، وكم حاولت أن أتناسى ما يجري خارج بيتي، لكن دون جدوى، فأنا مضطرة للتفكير في ما يجري لأنه سيطالني لا محالة. ولا سبيل إلى التعايش مع هذه الأوضاع المزرية والتي أصبحت تسبب السكتات القلبية والجلطات عند الشباب في هذه الأيام.
أوضاع متردية
مصطفى خليل علق على الأوضاع المتردية في العالم ضاحكاً وقال: بصراحة أشعر بالحيرة هل أبكي أم أضحك على ما أشاهده وأسمعه على التلفاز. فالتلفاز وجد للتسلية ولكنه بكى وأبكاني معه وذلك لما ينقله من مناظر قتل ودمار لأشقاء وأصدقاء لنا، وصور فقر وجوع وأخبار تردٍ اقتصادي يطال البلاد،
ونحن في الأصل أنهكنا من ضغوطات العمل والهموم العائلية ومشاق تدبير المال، فكيف ستكون نفسية من يعيش في هذه الأجواء، فالضحك أصبح أمراً نادراً لا يحظى به هذه الأيام إلا المحظوظون وهم قليلون في أيامنا هذه.
رأي حكيم
وعن الضغوطات النفسية الناتجة عن متابعة الأخبار والأحداث اليومية المؤلمة وكيفية التغلب عليها حدثنا د.محمد سامح قائلاً: إن الأحداث الجارية في العالم سواء أكانت سيئة أم جيدة فهي تتطلب منا متابعة حثيثة،
وخصوصاً عقب التطور التقني في محطات البث الإذاعي والتلفزيوني التي أمنت لنا متابعة مباشرة للأحداث بحيث أصبح الإنسان يعيش الوقائع وهو يبعد عنها آلاف الكيلومترات، وبالتأكيد فإن للحجم الهائل غير المسبوق للأخبار والتي يغلب عليها الجانب السلبي والمعتم دوراً كبيراً في الضغوطات النفسية على الأشخاص المتابعين،
وهذه الضغوطات تعد وقوداً للإصابة بالأمراض النفسية المختلفة، فهي قد تنتج عن أسباب فطرية أو وراثية أو تنتج عن ضغوطات عامة، والتعرض للمشاهد والأحداث المزعجة والمحزنة لفترات طويلة يؤدي للإصابة بالكثير من الأمراض النفسية ولكن كل شخص يتأثر بشكل مختلف حسب نفسيته،
وللتغلب على تلك الضغوطات التي نتعرض لها علينا احداث توازن في نظام حياتنا فزيارة الأصدقاء والتنفيس والفضفضة عن الضغوطات، تخفف كثيراً من حدة المعاناة، وكذلك محاولة الترفيه عن النفس بشتى الطرق الممكنة، وممارسة الرياضة،
كل تلك الإجراءات من شأنها أن تخفف مما نعانيه من الضغوطات الحياتية الناتجة عن الأوضاع العامة التي نحياها. فمعايشة هذه الأوضاع هي الطريقة الوحيدة للحد من تأثيرها على نفسيتنا.
المصدر: البيان
http://www.syria-news.tv/readnews.php?sy_seq=37438