المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار عامة "المستضعفون في الأرض" جمعية مصرية تدافع عن حقوق الرجال المقهورين!



الوردة الجريحة
28-08-2006, 06:40 PM
http://www.lahaonline.com/media/images/articles//issues/313092.jpg

قد لا يصدق البعض أن هناك جمعية في العالم العربي تهدف إلى رفع الظلم عن الرجل ـ وبخاصة العربي ـ والمعروف بتعامله الصارم مع المرأة، وليست ببعيدة شخصية "سي السيد" التي جسدتها روايات نجيب محفوظ..

العجيب أن عنف المرأة ضد الرجل أصبح ظاهرة، وطبقاً لآخر إحصائية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية فإن 38% من الرجال يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهم، وهو ما دفع الدكتور فاروق لطيف أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس لإنشاء "جمعية المستضعفون في الأرض" كأحدث مشروع اجتماعي للدفاع عن المقهورين والمضروبين من الرجال.. التقينا د.فاروق وهو يشغل منصب رئيس الجمعية فماذا قال؟

العنف ضد الرجل

** سألناه: ما هو دافعك لإنشاء مثل هذه الجمعية؟ وهل وصل العنف ضد الرجل إلى هذا الحد؟
ـ بعد زيادة نسبة العنف ضد الرجال في الفترة الأخيرة التي وصلت طبقاً لأحدث دراسة ميدانية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى 38%، فكرت في إنشاء جهة لرصد هذه الظاهرة، ووجدت أن الواقع أكثر مرارة من هذه الإحصاءات، لأن هذه النسبة تم رصدها من محاضر أقسام الشرطة، ونحن كمجتمع شرقي يخجل الرجل فيه من الإعلان عن تعرضه للعنف والإهانة من قبل زوجته، بل إنه يتظاهر بالسيطرة وأنه صاحب اليد العليا والقرار الأول والأخير في المنزل، وبقية شئون الحياة، وللأسف هناك أنواع أخرى من العنف أشد وطأة من العنف البدني تمارسه المرأة ضد الرجل كالعنف اللفظي والعاطفي والنفسي بعدة طرق، منها أن تمنع نفسها عنه مثلاً، كل هذه الأمور تحول حياة الرجل لجحيم وتنعكس بالتالي على جو ومناخ الأسرة، ويقف الرجل حائراً ماذا يفعل؟.. هل يطلق زوجته أم يتحمل؟ وما مصير أبنائه في حالة الانفصال؟ كل هذه الأمور دفعتنا للتفكير في إنشاء هذه الجمعية.

** لكن يجب ألا نغفل حقيقة أن العنف لا يقتصر فقط على المرأة وإنما هناك عنف يمارسه الرجل ضد المرأة؟
ـ نعم هذا موجود ولا ننكره، لكن العنف الذي يمارسه الرجل منشأه المرأة، كأم مسئولة عن ثقافة العنف من خلال تربية الأبناء وتنشئتهم، فالعنف سلوك مكتسب والأم مسئولة عن التربية ورعاية الأبناء بينما ينشغل الأب بالعمل وتوفير متطلبات الحياة، ناهيك عن أن عنف المرأة أكثر ضرراً وخطورة من عنف الرجل، ومع ذلك فإن الجمعية تفتح أبوابها للنساء أيضاً ولدينا بالفعل أعضاء من السيدات اللائي يتفقن معنا على أن المرأة تمردت على أدوارها الأساسية كأم وزوجة لصالح العمل والقوامة والمساواة وغيرها، وبالتالي تقلص منظور الرجولة تدريجياً وفقد الرجل قوامته مما فتح شهية المرأة للمطالبة بمزيد من الحقوق وتخليها عن واجباتها، وتحولت بذلك الأسرة إلى ساحة صراع وحرب تحاول المرأة من خلالها كسب أكبر قدر من الحقوق على حساب الرجل مما أدى إلى زيادة نسبة العنف والإجرام داخل الأسرة بشكل عام.

إدارة الخلافات الزوجية


** ما هي الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها؟
ـ الجمعية لا تهدف إلى إشعال الصراع بين الرجل والمرأة لكن تسعى بكل الطرق والوسائل إلى توعية كل طرف بأن العلاقة الزوجية علاقة تكامل، ومثلما أن ولكل منهما حقوقا فعلية واجبات، وعلى كل طرف أن يتنازل بعض الشيء وأن يتعامل بطريقة أكثر إيجابية حتى تستمر الحياة، ولكن من أهدافنا التدخل لحل المشكلات التي تنشأ بين الرجل والمرأة، والعمل على تقويم السلوك الاجتماعي المنظم لكل من المرأة والرجل من خلال دعائم فن الاستماع وفهم الآخر ومن ثم قبول الاختلاف الذي ينشأ عنه الاحترام والثقة في قدرة الآخر على إدارة وحل المشكلات، وبالتالي يمكن أن نسهم في تدشين جيل من الأبناء غير معقد ومتوازن يستطيع تحمل مسئولية أسرة في المستقبل وقادر على اتخاذ القرارات المصيرية في حياته.

** هل هناك آليات لتنفيذ هذه الأهداف؟
ـ أهم الآليات التي نعتمد عليها لتحقيق أهدافنا هي ورش العمل والندوات والمؤتمرات المختلفة، وقصص الأطفال وأعمدة الصحف والمقالات التي يكتبها كبار المفكرين ورجال الدين الذين يتم الاستعانة بهم كمستشارين للجمعية بالإضافة إلى خبراء من علم النفس والطب النفسي والاجتماع، بشرط أن يكونوا قادرين على حل المشكلات، أضف إلى ذلك رجال قانون للمساعدة في فهم أعضاء الجمعية لقوانين الأحوال الشخصية، والتحذير من عواقب الطلاق سواء على الأسرة أو على الأبناء.

السادة الرجال


** ألا ترى أن فكرة انضمام الرجل – في مجتمع شرقي – لمثل هذه الجمعيات أمر بالغ الصعوبة؟
ـ بالعكس هناك إجماع من الرجال على أن المرأة حصلت على أكثر من حقوقها، وأصبحت هي الطرف الأقوى، وأن مزاعم اضطهاد المرأة وتعرضها للظلم باطلة، وأن الرجل حالياً أصبح هو المظلوم ويعاني من التفرقة النوعية ويطالب بالمساواة ويحتاج إلى من يدافع عنه ويضمن له حقوقه، ونحن لدينا في الجمعية أعضاء من جميع الأعمار وباب الجمعية مفتوح للإخوة العرب، فالجمعية مصرية المنشأ، لكن عضويتها مفتوحة للجميع لأن الرجل العربي مشكلاته واحدة في مختلف الدول العربية.

** هل توفر الجمعية أماكن للإقامة بالنسبة للرجال المضروبين مثل الجمعيات النسائية؟
بالطبع لا.. فنحن لا نهدف إلى التشجيع على الانفصال وإنما نحاول من خلال الخبراء والمتخصصين حل المشكلات التي تنشأ بين الرجل وزوجته، وتوعية كل منهما بحقوقه وواجباته، وتحذيرهما من المصير المجهول والمحاط بالكثير من الأخطار التي يتعرض لها الأبناء نتيجة لهذا الانفصال، أما بالنسبة للجمعيات النسائية التي توفر إقامة للسيدات المقهورات فهذا حق يراد به باطل، لأن ذلك يشجع على الانفصال وتفكك الأسرة وتشرد الأبناء، وزيادة الهوة في العلاقة بين الرجل والمرأة، فمنظومة الزواج من أقوى العلاقات ولا يجب فصلها وإنما دعمها وتقويتها بكل الطرق وليس هناك أحن على المرأة من أسرتها وعلى الرجل من أسرته وأقصد هنا الزوجة والأبناء.

ضحايا المساواة

استطلعنا أراء بعض الأعضاء الرجال من الجمعية حول إمكانية الانضمام إلى أعضاء الجمعية، وهل يمكن أن تحقق الجمعية نجاحاً على أرض الواقع؟..
في البداية يقول سعد عبد الجليل "35 سنة" مهندس كمبيوتر: إننا بحاجة إلى عشرات الجمعيات للدفاع عن حقوقنا مثلما توجد مئات الجمعيات النسائية التي تحاول بث روح العداء بين الأزواج وتدعو الزوجات للتمرد وإعلان العصيان، والمطالبة بالمساواة في كل شيء، فأنا متزوج منذ 10 أعوام من زميلة حاصلة على مؤهل عال وتعمل بإحدى الجامعات وبعد فترة طلبت مني الانضمام لإحدى المنظمات النسائية وبعدها لاحظت تغيراً في المعاملة، فبدأت تطالبني بالمشاركة في الأعمال المنزلية وتربية الأبناء تحت دعاوى المساواة وحقوق المرأة، ما أدى لتفاقم المشكلات بيننا، وعرفت أن ما وراء هذا التغير هو انضمامها لهذه المنظمة، فهددتها بضرورة ترك هذه الجمعية وترددت في البداية وتحت ضغط العائلة وافقت.
أما محمود حامد 40 سنة موظف فيقول: "لا أعتقد أن هناك من ينضم لهذه الجمعية خصوصاً أننا كمجتمع شرقي نخجل من الاعتراف بتسلط وإهانة الزوجة للزوج ونعتبر ذلك من الكبائر، فمن الممكن أن يتعرض الرجل للإهانة والضرب داخل منزل ولكن في الخارج يتظاهر أمام أصدقائه بتحكمه وسيطرته على الأسرة والزوجة بالتحديد، لذلك نحن مصابون بانفصام في الشخصية، ومن الصعب أن نجد زوجاً يشتكي زوجته في أقسام الشرطة مثلاً بدعوى إهانته؛ خوفاً من نظرة المجتمع له.

الأبناء هم الضحية

ويقول محمد عيد 50 سنة "طبيب": إن فكرة الجمعية جريئة وجديدة، وأنا لي صديق عانى الكثير من تسلط زوجته لدرجة أنها أجبرته على التنازل عن كل ما يملك وذلك تحت الضغط بأسلوب الابتزاز العاطفي والنفسي وأحياناً اللفظي، وتحولت حياته بعد ذلك لجحيم بسبب تسلطها لدرجة أنها طردته من المنزل أكثر من مرة ولا يعرف ماذا يفعل معها؟! وأعتقد أن مثل هذه الجمعية ستكون الملجأ لمثل هذه الحالات بدلاً من اللجوء إلى العنف المضاد ويكون الأبناء هم دائماً الضحية.
في حين يرى حسن شبيب "محام" أنه قديماً كانت المرأة تتعرض للظلم والاضطهاد وتطالب بحقوقها من الرجل، فظهرت منظمات كثيرة تطالب بسن قوانين لحماية المرأة، آخرها قانون الخلع، وفي الفترة الأخيرة انقلبت الأمور رأساً على عقب وأصبح الرجل بحاجة إلى منظمات تدافع عن حقوقه وتطالب بالمساواة بينه وبين المرأة، خصوصاً أن النساء أصبحن أكثر دهاءً ومكراً للتحايل على القوانين للانتقام من الرجل، ولدي عشرات الحالات من النساء اللائي احترفن النصب والتحايل على القانون في سبيل الانتقام من الرجل.

المصدر (http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&sectionid=1&id=11156&task=view)